الموضوع: حقيقة الإفلاس
عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حقيقة الإفلاس

كُتب : [ 08 - 03 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم الأستاذ / خالد الشماسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن من أدب الحديث مع الاّخر حسن الإستماع له وعدم الإستهانة بأدلته وقد قال الله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ولا أشك أن من يفعل فعلهم ليس من طلبة العلم ولا يجوز أن يسمى بذلك وإن إدعاه ولا يجوز له أن يناقش كلام طلاب العلم إلا إذا بلغ مبلغهم من العلم أو أزيد فإن لم يتسنى له ذلك فليكن مقلدا لهم ولو كان بمكانة علمية توازيهم لحق له التصرف بكلامهم وقد قال : أمير المؤمنين الفاروق أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمن ابتغى العزة بغيره أذله الله ) والإسلام دين سماوي صافي لا تشوبه شائبة ومن فعل فعلهم فليست أصوله المعتمدة على شئ من منهج الله تعالى لأن شهادة أن لا اله الا الله وشهادة أن محمد رسول الله لها مستلزمتها الشرعية وحدود الله محارمه ومن سب العلماء الربانيين والذين شهدت لهم الأمة بلا مبرر وجيه فقد تجاوز حدود الله تعالى ووقع في محارمه أخي الكريم قد أذن الله تعالى أن نعاقب بمثل ما عقوبنا به ورغبنا في العفو والصفح والإعراض عن الجاهلين وقد قال : أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه في حروب الردة من حرق حرقوه ويجب أن نحسن الظن بالمسلمين لأن في حسن الظن بهم الشيئ الكثير من المعالجة الصريحة للنفس فإحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين فإبن سيرين رحمه الله يقول : إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل : لعل له عذرًا لا أعرفه . فحين تجتهد في إلتماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستجتنب الإكثار من اللوم لإخوانك . قال الشاعر :

تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا
= لعل له عذرًا وأنـت تلـوم

فعلى المسلم عدم الحكم على النيات فالسرائر لا يعلمها إلا الله تعالى علام الغيوب العليم بذات الصدور والذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه وسوء الظن من سوء العمل إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد وقد ورد في الحديث ( كل ابن ادم خطأ وخير الخطائين التوابون ) ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على إتهام الآخرين مع إحسان الظن بنفسه وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه : { فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } [النجم:32] . ورب العزة والجلال أنكر على اليهود هذا المسلك : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } [النساء:49]. وإن كان إحسانك الظن ومساعدتك للقريب ووجدت غير ذلك فاحتسب الأجر عند الله وقد جاء في الحديث ليس الواصل بالمكافئ وإنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها وراع الطيبة ما يندم والندم والخيبة لراع الخيبة . ولو إختلفت مع العقلاء لم تجد السوء لأن الإختلاف لا يفسد بالود قضية ولست ضد الحق ولا بعاجز عن الجدل على الحق بالدليل ولكنني لا أريد استثارة من يحمل فكرا غير الذي نحمله وأقول له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنك أمرؤ فيك جاهلية ) مع أطيب الامنيات وخالص التحية والتقدير لمن اختلفت معهم واسلم وسلم والسلام .



رد مع اقتباس