عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 11 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد : من بلاد قبيلة سبيع بن عامر الغلباء

كُتب : [ 14 - 06 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

في كل شبر من تاريخ بلادنا العزيزة لها عبقها الزاكي وذكرياتها الجميلة وتاريخها العريق ... ومن هذه المناطق القديمة بلدة الحائر الواقعة جنوب مدينة الرياض اليوم . نأخذ القراء الكرام للتعريف بها ولو كان بشكل مبسط.

علماً بأن كاتبها حالياً يقوم بإعداد كتاب عن هذه البلدة يسر الله إتمامه . حائر سبيع : يقع جنوب الرياض على خط طول : 4650 شرقا و 2424 شمالا بحوالي : 17 كم .

قال / ياقوت الحموي في معجم البلدان : ( الحاير ) بعد الألف ياء مكسورة وراء وهو في الأصل حوض يصب إليه مسيل الماء من الأمطار سمي بذلك لأن الماء يتحير فيه يرجع من أقصاه إلى أدناه .

وقال / الأصمعي : يقال للموضع المطمئن الوسط المرتفع الحروف حائر وجمعه حيران وأكثر الناس يسمون الحائر الحير كما يقولون لعائشة عيشة .

وقال أبو القاسم / علي بن حمزة البصري : راداً على ثعلب في الفصيح قيل الحائر لهذا الذي يسميه العامة حيئر وجمعه حيران وحوران . أما الحيران فجمع حائر وهو مستنقع ماء يتحير فيه فيجي ويذهب وأما حوران وحيران فجمع حوار . ولقد ذكر / الأعشى الشاعر الجاهلي الحائر فقال :-

فركن مهراس إلى مارد
= فقاع منفوحة فالحائر

وقال الشاعر / عبدالله بن غصن :-

أنا من قرى نجد اليمامة موطني
= ومن قرية الحائر وتلك المأثري

أحن إلى تلك الديار ولي بها
= حناناً وحلماً ما سلا عنه خاطري

إذا طاف بي فيها خيالي حستها
= نعيماً على قلبي وقرت بصايري

وله أسماء عدة منها وادي الغاف لكثرة نبات الغاف على ضفاف الوادي كما ذكره الشاعر / عجران بن شرفي :-

عسى الحياء يسقي لنا وادي الغاف
= من فيضه التنهات إلى خريم حده

وسمي المتلاقي كذلك لتلاقي الأودية فيه وهي وادي حنيفة ووادي لحاء ووادي بعيجاء .

وكان الحائر من أقدم الأمكنة الزراعية والحضارية التي سكنتها قبيلة بني حنيفة الممتدة نواحيها في هذه المنطقة كما سكنتها بعض قبائل بكر بن وائل كبني ضبيعة من قيس بن ثعلبة .

ثم سكن الحائر قبيلة العزة من سبيع الذين قدموا من وادي الغريف وذلك قبل عام 800 هجري تقريباً وغيرهم من الحاضرة .

كان من أمرائهم في هذه البلدة فخذ الجفران ومن أشهرهم / محمد بن شعيفان الذي لقب بمعشي الذئب و / علي المجدع و / الضويري بن جفران و / راشد بن جفران و / جفران بن سعد و / فلاح بن سعد .

المباني والآثار القديمة : يوجد في الحائر قصران قديمان الأول ويعتبر حصناً لأهل الحائر قصر ابن جفران ( المعطاء ) وهو في وسط الحائر القديم . والأخر قصر نبعه ويبعد عن المباني 2 كم للغرب في وسط نخيل الحاير .

وتشتهر الحاير بزراعة النخيل والمراعي الواسعة ووفرة المياه كما يوجد بعض الآثار الأبراج التي في أعلى الجبال التي تحيط بها من جميع الجهات وتعطي حماية إضافية على القصر والجبال المحيطة والأودية التي لا يعرف مداخلها ومخارجها سواء أهلها .

حدودها : يحد الحائر من الغرب منطقة : البطين ( المزا حمية ) وكانت تتبع إمارة الحاير قديما ومن الشرق الخرج والأشقر ومن الشمال دعكنة ومن الجنوب وادي نساح وكان إذا وجد عبد أو طير أو فرس أو هامل وغيرها يسلم للأمير في ذلك الوقت .

وتتبع الآن لمدينة الرياض إدارياً ويعد حتى من أحياء الرياض بعد التطور في شتى المجالات .

التضاريس : طبيعة المنطقة جبلية ويوجد بها السهول وتربتها خصبة صالحة للزراعة .

السكان : ذكر الشيخ / إبراهيم صالح بن عيسى ( توفي عام : 1343هجري ) في مجموع مخطوط له أن عدد السكان يقارب مائتين رجل المستقرين من غير البدو الرحل . وذكر ج ج . لوريمر في دليل الخليج إن بها مائتي منزل ويزداد عدد السكان في الصيف بسبب قدوم بدو سبيع ويقدر عدد السكان الاّن بأكثر من 17000 نسمة حسب كتاب الإحصاء الصادر عام 1425هجري .

كان الملك / عبدالعزيز كثيرا ما يزور الحاير وخاصة في حروبه لتوحيد جنوب المملكة وزار الحاير الملك / سعود بن عبدالعزيز في أوائل عام 1374هجري عندما كان أميرها / جفران بن سعد .

نشاطهم : تشتهر الحاير بكثرة أشجار النخيل وتعتبر هي المورد الاقتصادي الوحيد لأهلها كما يحرص البقية على رعي الإبل والأغنام في أودية وشعاب الحاير . من أعمال أمراء الحاير : يمنع على المزارعين وأصحاب النخيل منع القاط والخراف، وزعوا أراضي الحاير على عموم الناس من قبيلة سبيع وغيرهم، دفع الدية عن أي فرد من قبيلة العزة وذلك بوضع جمعية بين إفراد القبيلة منذ القدم، كانوا تحت طاعة آل سعود منذ الدولة السعودية الأولى حتى الآن وشاركوا في العديد من الغزوات . من مساجد الحائر : مسجد الخضر مسجد الجامع مسجد ابن غانم مسجد شلقاء ومسجد الجاهلي وهذه تقريبا المساجد الرئيسية وتصلى فيها التراويح في رمضان وغيره .

كما يوجد بها عدة مساجد صغيرة في المزارع والنخيل .

أئمة مساجد الحائر : الشيخ / حسين الوزان / عبدالرحمن بن هليل / صالح بن شبرين / عبدالرحمن بن شبرين .

التعليم : كان السكان كما هو معروف يتلقون تعليمهم على أيدي الأئمة حتى عصر الملك / عبدالعزيز ( توفي عام : 1373هجري ) طيب الله ثراه .

ثم افتتحت المدارس الحديثة ويوجد بها الآن المدارس الإبتدائية والمتوسطة والثانوية بقسميها البنين والبنات ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم . حيث وجد لهذه البلدة عدد كبير من الوثائق الشرعية القديمة التي تقدم لمحات مباركة وجميلة لدور العلماء الذين تولوا القضاء فيها . ويوجد في هذه البلدة العديد من الآبار ( القلبان ) التي يرتوي منها أهالي القرية ويسقى بها النخيل والمزروعات ومن ليس لدية مزروعات كان يعتمد على الأراضي البعلية التي تعتمد على الأمطار في عدة أماكن من الحاير .

الهجر التابعة للحائر : هجرة الخضر في عهد الملك / عبدالعزيز وكان الإخوان يسكنون بها من سبيع هجرة الدهو للجبور .

الإمارة : كانت إمارة الحاير لأسرة آل جفران وعند استقرار حكم الملك / عبدالعزيز رحمه الله تم تعيين الأمراء من قبل الدولة مثل ابن سعيد وسعد بن سعيد والآن الأستاذ / خالد بن سعد السعيد .

والأهالي ما زالوا متمسكين بعاداتهم الاجتماعية فهم بحمده تعالى متعاونون فيما بينهم حتى إذا أتيت إليهم من الخارج تعتقد بأنهم أخوه من شدة الترابط ولا فرق بين كبير وصغير ولا غني وفقير حتى إنه من أتى إليهم لا يريد مفارقتهم من الإندماج معهم .

ولقد انتقل أهل الحاير من الحاير القديم في الوادي إلى ظهرة الحاير والآن يوجد به العديد من الخدمات مثل : الدفاع المدني ومركز للشرطة وبلدية فرعية الصلاحية وسجن عام وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعديد من المصانع ويربطه بالعاصمة خط مزدوج وبه سد للمحافظة على المياه ويشهد العديد من المشاريع التي تشهدها جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة .

من أبرز الأحداث المدونة في المصادر التاريخية لبلدة الحائر :-

في سنة 866 هجرية غزا / زامل بن جبر ملك الأحساء والقطيف آل مغيرة وسبيع في حاير سبيع .

في سنة 880 هجرية في هذه السنة تناوخوا الفضول هم الدواسر في الخرج وأقاموا في مناخهم نحو عشرين يوما، وكان الفضول قد أرسلوا إلى آل مغيرة يستنجدوهم فجاءوا إليهم ونزلوا معهم، واستنجدوا الدواسر بسبيع فجاءوا إليهم ونزلوا معهم، ثم إنهم مشى بعضهم على بعض وحصل بينهم قتال شديد، وصارت الهزيمة على الفضول وأتباعهم، وتركوا محلهم وأغنامهم وكثيرا من إبلهم، فغنم ذلك الدواسر .

في سنة 1178هجرية في هذه السنة كانت ( وقعة الحاير ) بين / عبدالعزيز بن محمد بن سعود والسيد / حسن هبة الله المكرمي رئيس نجران وكان الفوز حليف رئيس نجران .

في سنة 1179هجرية ( وقعة الحاير الثانية ) ولكنها بين أهل الحاير ورئيس نجران / حسن هبة الله المكرمي وانهزم فيها جيش رئيس نجران .

في سنة 1257هجرية استعان الأمير / عبدالله بن ثنيان آل سعود بأمير الحاير / راشد بن جفران لوجود مصاهرة بينهما لاستعادة الحكم .

في سنة 1235هجرية انتقل الأمام / تركي بن عبدالله إلى الحاير وأقام بها ثم ذهب إلى منطقة جبلية ( علية ) حتى استعاد الحكم مرة أخرى .

سنة 1237هجرية وقعه العفجة التي قتل فيها أمير الرياض / ناصر العائذي وإبراهيم كاشف .

ومنها وقعة بين ابن رشيد وأهل الحاير يذكرها الشاعر بقوله :-

غرس يا للي بين زينات الخشوم
= على الحرايب راسياً مرسامها

ابن رشيد جاء يبي محضار
= يوم كرامة ما يستحي لقامها

كتبه / محمد بن فلاح الجفران جريدة الرياض . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 26 - 06 - 2009 الساعة 19:08
رد مع اقتباس