عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post العرمة ورماح قبل مناخ السبية

كُتب : [ 29 - 11 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد دأب بعض الإخوة أرشدهم الله إلى الطريق المستقيم والقول الحكيم على القول بأن قبيلة سبيع بن عامر الغلباء لم تنزل رماح إلا بعد مناخ السبية عام 1245هـ وهذا الكلام عار عن الصحة تماما لما ورد في تواريخ نجد المعتمدة وكتابات المستشرقين والأمثال التي ما زالت متداولة بين بوادي الجزيرة العربية ورماح يقع شمال شرق الرياض بحوالي مائة وعشرين كم وهو من بلاد سبيع الغلباء خاصة ويقع بين منطقتين صحراويتن هما العرمة ( جبلية ) والدهناء ( رملية ) ورماح بضم الراء وفتح الميم بعدها ألف فميم, يقع شرقي العرمة وغربي الدهناء وماؤه عد مكين رسين لا يغيظ جمه ولا يتكدر ماؤه عذب زلال وعمقه خمسة وثلاثون باعا على مقام البير واّباره ستة هي الزيدي والجبرية والسيارية وبطيحان وكتلان والثيلية ورماح الاّن بلدة عامرة ذات عمران وأسواق ونشاط تجاري وموقع رماح بين الدهناء وبين العرمة وهب له مميزات كثيرة منها طيبة المراتع وخصوبتها وملتقى الطرق وعذوبة الماء والجو الصحي وغيرها وقد غبطهم الملك / عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته على الصياهد ومنطقة رماح لقبيلة سبيع بن عامر الغلباء خاصة والرمحية : منهل ماء بقرب رماح غرب منه ويقول الشيخ / محمد بن بلهيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته عن الرمحية : منهل ماء في أعلى وادي رماح والرمحية اّبارها حوالي ستة اّبار وعمقها خمسة عشر باعا ماؤها عذب وتبعد عن رماح حوالي عشرين كيلا وهي الاّن بلدة عامرة ومن معالمها جبل ضبع وصيهد منيف واّبارها الاّثرية مثل : النميلة والجلبانية والمجرورية والهودة .

وجاء ذكر رماح في النصوص القديمة ومنه ما يلي : رماح بضم أوله وبالحاء المهملة على وزن فعال قال / عمارة بن عقيل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته : رماح بأرض بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وهذا الذي عنى / جرير التميمي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته الشاعر الأموي في قصيدته الحائية التي أنشدها في حضرة الخليفة / عبدالملك بن مروان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ويقول فيها :-
أتصحو أم فؤادك غير صــاح = عشية هم صحبك بالرواحي
يكلفني فؤادي من هواه = ظعائن يجترعن على رماح

قال / عمارة ورماح في غير هذا الموضع نقا ببلاد ربيعة بن عبدالله بن كلاب يقال : نقا رماح وفي أصله الرماحة ماءة لبني ربيعة وقال الشاعر / عبيد بن الأبرص :-
وقد باتت عليه مها رماح = حواسر ما تنام ولا تنيم

ورماح من الرمح لما ورد عن / الهمداني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أنها أكثبة طوال حداد وعن / الأزهري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أنها نقيان طوال فكانت تسميتها مأخوذة من الرماح لطولها وحدتها في السماء ولعل أصل التسمية وقعت على النقيان ( الكثبان الرملية العالية ) ومن ثم انسحب الاسم على الآبار بقربها وقال الشاعر / ذو الرمة العدوي :-
كأن نعاج الرمل تحت خدورها = بوهبين أو أرطى رماح مقيلها

وقال الشاعر الشيخ / جبر بن سيار الخالدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مخاطباً ابن أخته الشاعر الشيخ / رشيدان بن غشام التميمي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :-
يمينك البكرات ورماح النقا = خلف وخزه والفقي من يسارها

ويمر بمنطقة رماح بعض الأوديه مثل : ( وادي رماح - الثمامة - الخويش - الشوكي - الطيري ) وتمتلئ هذه الأودية بالمياه في فصل الشتاء مما يؤدي إلى تواجد مناطق خضراء رائعة الجمال وخاصة في روضة التنهات وروضة خريم ويوجد في مدينة رماح في الماضي مركز للجمارك للقادمين من دولة الكويت والشام ومدينة رماح يتبع لها واحد وعشرون مركزا إداريا من القرى والهجر المجاورة لها والتي يبعد بعضها 150 كم وتسمى اّبار رماح بطوال رماح والطوال من الاّبار في الجزيرة العربية هي : طوال سبيع الغلباء رماح والرمحية وطوال مطير اللهابة واللصافة وطوال الظفير لوقة والبريت .

ومما لا شك فيه أن رماح والرمحية لها مكانة مهمة وقد سجلت أحداث حولها وذلك لعدة أسباب منها : أهميتها كونها على بوابة الدهناء للمتجه نحو البصرة والأحساء أو القادم منهما فهي ممر للجمال التي تحمل التمر والغذاء الحيوي في الجزيرة وهي منطقة مهمة لأنها مكان استراحة القوافل التي تقطع المسافة الطويلة بين البصرة ومكة المكرمة وكثرة الآبار التي حولها تسمى الشباك وشهرة رماح الحالية يبدو أنها فاقت شهرة الرمحية .

ومما قاله الكابتن / سادلير في مذكراته : ( انطلقنا في الرابعة مساء باتجاه الغرب حتى نزلنا في ( رماح ) فوجدنا ( معسكراً ) بدوياً تابعاً لقبيلة ( سبيع ) التي يصل تعدادها إلى ألفي أسرة تقريباً وفي رماح هناك سبع آبار عميقة تمونت فيها من الماء وأحضرت معي أربعة أعمدة وعجلتين لأنصب هيكلاً من أجل سحب الماء، إذ يبلغ عمق كل بئر سبع قامات، وقد استعملنا الجمال لسحب الدلاء من البئر ورماح التي يظهر من اسمها وهي الرمح أو مكان المعارك التي تجري في الصحراء، وتبدو أهمية هذه المنطقة في الصحراء وكأن وضع اليد على مثل هذه الآبار مسألة من النتائج الهامة هناك وبما يعادل قلعة مشيّدة للحماية في القارة الأوروبية ( !! ) وكان الباشا ( العثماني ) قد زار هذه المنطقة من عدة أشهر قبل وصولي بعد استيلائه على الدرعية فعاقب هذه القبيلة لأنها أبت أن تنصاع لأوامره المتعلقة بإسهامها في القضاء على ( الوهابيين !! )

وقال الأستاذ / سليمان الفليح في جريدة الرياض من ضمن تعليقه مذكرات الكابتن / سادلير : ( كان هذا بالطبع في ( 26 تموز 1819م ) مدوناً في ورقة من مذكرات كتبها الكابتن ( سادلير ) الإنجليزي قائد الفوج السابع والأربعين الذي أرسلته حكومة الهند لـتهنئة / إبراهيم باشا العثماني على تدميره الدرعية ( !! ) ولإقناعه بإكمال حملته التاريخية لتأديب عرب السواحل ( القواسم ) الذين أزعجوا بغاراتهم الباسلة حكومته أي حكومة / سادلير وأنا إذ استعرض هذه الورقة بشكل خاص وأعيد استذكارها بكل فخر فلأنني فخور أولاً بـ ( رماح ) كموقع تاريخي هام في ذاكرة ( ثقافة الصحراء ) وهي تشكل بالنسبة للقبائل النجدية بالذات والتي تعتمد على رعاية الإبل هي شريان الحياة ونسغ الروح وثدي الأم الأولى التي تمد هذه ( القبائل الظاعنة ) بسيرورة الحياة الماء والكلأ في أغلب أعوام الخصب والجدب و ( الدهور) أيضاً .

وفخور ثانياً باستعراضي لهذه الورقة بموقف هذه القبيلة العريقة ( سبيع ) من الاحتلال الأجنبي الذي حاول أن يُلغي تاريخ هذه الأرض الباسلة التي استعادت بفضل من الله أولاً ومن ثم بفضل رجالها الأباة أن تعيد أمجادها السابقة مرة أخرى لتقيم عليها مملكة العزة والكرامة ( المُوحدة والموحِّدة ) ولكي يتاح لنا أبناء ذلك التاريخ أن نتجول في رماح اليوم وهي مدينة رائعة تعج بالأنوار والحياة وأرقى الخدمات الحضارية التي تصلها من بلاد العالم بما في ذلك بلاد / سادلير نفسه الذي رآها مجرد ( معسكر ) أو مخيم بدوي لقبيلة سبيع ولكي تبقى رماح هي الشاهد الحي على مؤامرات القوى العظمى آنذاك التي كانت تحاول طمس تاريخنا المجيد وإبقاءنا مجرد ( بدو همج ) كما يرد في ثنايا أغلب مذكرات / سادلير نفسه .

وقال الشيخ / عبدالله بن خميس وفقه الله وحفظه : ( العرمة بفتح العين وفتح الراء وميم مفتوحه فهاء عارض مستطيل من الشمال إلى الجنوب بما تقارب مسافته ثلاثمائة كيل طولا وثلاثين كيلا عرضا في المتوسط وجبالها صوانية في الغالب وتنحدر من جبل العرمة أودية كبيرة تمر بهذه السهول وتستقر في رياض كبيرة وخصبة في حضن الدهناء وإذا علوت الجانب الغربي من الدهناء أو قمة جبل العرمة في زمن الربيع ورميت ببصرك على هذه الرياض والقيعان منبسطة خضراء يطرزها الزهر المختلف الألوان وإلى جانبها الشرقي حمرة الدهناء الذهبية وغربيها جبلها المتغضن وجدت منظرا شاعريا حالما يندر وجود مثله في المناظر الخلابة )

ومن أقوال البلدانيين حولها :-

قال / أبو منصور الأزهري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته : ( العرمة أرض صلبة إلى جانب الصمان وهي تتاخم الدهناء وعارض اليمامة ) وقال / الحفصي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته : ( العرمة عارض باليمامة ) ويضيف / ابن خميس : وفي العرمة مناهل كثيرة بعضها يحمل اسمه منذ العهد القديم وبعضها قد دخلها التحريف وبعضها يحمل أسماء جديدة لم ترد بها المراجع وذكر منها : رماح والرمحية والحفنة ونفيخ والغيلانة والشعب والعرقوبة والحقاقة وقلمة ابن جلعود وأبو ركبة ورويغب والسلح وذكر من أودية العرمة : العصل والعتك ( العتش ) والشوكي والطيري والثلاثة الأخيرة كلها تصب في روضة التنهات ويقول / ابن بليهد : غدير الطيري ملزم ماء يمكث فيه السيل مدة ثلاث أشهر وهو متصل بالحفنة والحفنة تأخذ ما يقرب من سنة وهي التي يقول فيها الشاعر / عبدالرحمن البواردي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من قصيده له طويلة :-
أمس الضحى يم جو دخان = واليوم وردنـا نبـا الحفنـه
عوص النضا ما لهن أثمان = بالبر عوص النضـا سفنـه

وجو دخان : الذي ذكره / البواردي هو الذي أخذ به الملك / عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ( أبا ليلى المري ) ومعه فريق من آل مرة والطيري الذي هو الغدير وادٍ من أودية العرمة منهل رماح ومنهل الحفر .

والعرمة منطقة تقع في متوسط جغرافي بين أماكن لها أهميتها الإستراتيجية يضاف إليها أهمية المنطقة ذاتها فالعرمة تقع في متربع من المكان بين الدهناء والعارض والصمان وهي بغية طلاب الكلاء والمراتع الخصيبة على مر العصور الماضية وكانت تمثل لهم هذه المناطق أهمية بالغة حتى أنه لا يستطيع البقاء فيها إلا الأقوي لذلك نجد أن هذه المنطقة مرت بهجرات قبلية وتموجات كثيرة فكان القوي يخرج الضعيف منها ففي العصر الجاهلي كانت العرمة والدهناء والصمان وما حولها من بلاد قبيلة بني تميم العريقة التي دامت فيها طويلاً نظراً لقوتها وكثرتها واستمرت فيها حتى العصور الوسطى من القرون الإسلامية بما يقارب القرن السادس الهجري ومن أدلة ذلك أن حفر العتش كان يسمى بحفر سعد من بني تميم والمزيرع كان يسمى بحفر الرباب مع بني تميم وما لبثت أن جلت عنها بعدما ضعفت وتحضر كثير من فروعها فاحلتها قبائل الجبور أصحاب الدولة الجبرية وحلفاؤهم بني لام الطائية القوية وإخوانهم قبيلة الظفير وسيطرت عليها فترة من الزمن وكانت قبيلة الظفير تحل أطرافاً منها مع إخوانهم بني لام وتقع صراعات بينهم ثم وجدوا المنافسة القوية من قبيلة سبيع بن عامر الغلباء وعلى رأسهم العزة التي تقاسمت معهم المنطقة ثم فرضت قبيلة سبيع الغلباء سيطرتها على العرمة والدهناء والصمان وغيرها من البلاد الأخرى وانساحت قبائل بني لام والظفير إلى الشمال الشرقي باتجاه العراق على فترات إبتدأ من منتصف القرن الحادي عشر وفي منتصف القرن الثالث عشر الهجري صفت العرمة لقبيلة سبيع الغلباء وإخوانهم قبيلة السهول وخصوصاً بعد وقعتي الرضيمه عام 1238 هــ والسبية عام 1245 هــ والتي قضت على النفوذ الخالدي والذي يعتبر امتدادا طبيعيا للنفوذ الجبري في المنطقه بشكل نهائي وكانت خلال هذه الأدوار الأخيرة تخضع للحكم السعودي ومن أدلة ذلك أن الجيش التركي بعد هدم الدرعية سنة غربال 1233 هجرية أي قبل السبية قتل قبيلة سبيع بن عامر الغلباء على رماح بالغدر والحيلة بعدها بسنة بسبب مناصرتهم للدولة السعودية الأولى لذلك نرى أن العرمة شكلت موقعاً إستراتيجيا لانطلاق الجيوش وتحركها فهي بوابة الدولة الشمالية وموقعها جعلها مميزة لتكون قاعدة الانطلاق والتواجد .

ومن الأمثال السائرة عند بادية الجزيرة العربية المثل القائل : ( من أشبعته الدهناء أرواه الزيدي ) والزيدي أكبر بئر في رماح تمتلكه قبيلة العزة وقد نقلت اسمه من الزيدي في عالية نجد والذي حدثت فيه هيّة الزيدي بين السودة من سبيع الغلباء بقيادة الشيخ / الفديع بن باحص رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وبين العصمة من عتيبة بقيادة الشيخ / سلطان أبالعلا رحمه الله وأسكنه فسيح جناته علما أن الحائف العقيد الشيخ / محمد بن حمود الجميمل القراوين العزة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته هو من قام مناخ السبية لأجله وهو قائد أهل المقطية والحائف الذي يحوف الخيل والإبل لا يخضع لقانون القبيلة ولا القبائل المعادية مثل الصعاليك في الجاهلية وقد حاربت العزة من قبيلة سبيع بن عامر الغلباء قبيلة عنزة على رماح في القرن العاشر وقد طردت بني عمر من سبيع الغلباء بقيادة العزة الفضول والظفير من عرمتهم ومعهم حلفاؤهم الجبور في بدية القرن الحادي عشر عام 1050 تقريبا وقد ذكر الشيخ / ابن بسام رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في كتابة تحفة المشتاق نصوص تاريخية قديمة لمعارك ويتضح أنها في العارض والمناطق المجاورة مثل الدهناء والصمان وهذا يعد من أقدم النصوص المكتوبة في كتب التواريخ التي ذكرت قبيلة سبيع بن عامر الغلباء في أحداث نجد ونستنتج من هذه الوقعات أن قبيلة سبيع الغلباء كانت في ذلك الوقت قبيلة تشارك في أحداث نجد وخاصة العارض والدهناء والصمان والأحساء وفيه رد على من إدعى غير ذلك وليست قبيلة سبيع بن عامر الغلباء في ذلك الوقت بغريبة على المنظقة فهناك أحداث أقدم من هذه الأحداث بكثير لم تذكرها المصادر والمراجع التاريخية وذكرتها بعض الروايات الشفوية المتوارثة وكان لــ / ابن بسام دور كبير في حفظ تلك الوقعات والغزوات التي أحجم عن ذكرها باقي مؤرخي نجد في تلك الحقبة الزمنية و / ابن بسام ذكر في نصه عن معركة عام 866 هجري أن سبب هذه الغزوة أن قبيلة سبيع الغلباء أكثرت الغارات على عرب الأمير / زامل بن جبر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته صاحب الأحساء والغرض من غزوته ردع تلك القبائل عن الغارات على بواديه ونص ما قاله / ابن بسام في أحداث تلك السنة : ( غزا / زامل بن جبر ملك الأحساء والقطيف نجدا وصبح اّل مغيرة وسبيع فأخذهم بعد أن أكثروا الغارات على بوادية ) وقبيلة اّل مغيرة هي إحدى بطون قبيلة بني لام الطائية الثلاثة والتي تتكون من الفضول واّل مغيرة واّل كثير والتي كانت تحت زعامة الفارس الشيخ / وديد بن عروج رحمه الله وأسكنه فسيح جناته شيخ بني لام ومن بعده أخيه الفارس الشيخ / لزام بن عروج رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وكانت لهما شهرة كبيرة في وقتهما وسيادة على نجد وفي كلام / ابن بسام دليل قاطع وجلي على قدم قبيلة سبيع بن عامر الغلباء في الدهناء والصمان لأنهم عاصروا ملوك الدولة الجبرية واّل عروج ترثهم الاّن في تربة حايل وفي سكاكا الجوف ويسمون بالجوف القادر ومنهم الشاعر الكريم / ناصر القادر العروج رحمه الله وأسكنه فسيح جناته الذي سبل مئتي نخلة للضيوف والمسافرين والفقراء والمحتاجين وكانت العرمة تسمى بعرمة الفضول كما ذكر أخذت سبيع والدواسر قوافل عنزة في الدهناء عام 889 هجري وأخذت سبيع والدواسر قوافل عنزة على العرمة عام 934 هجري ووقعة بين العزة من سبيع وعنزة على رماح عام 938 هجري المورد المعروف وأخذت سبيع قوافل عنزة على اللصافة عام 953 هجري وغيرها الكثير من الشواهد التاريخية وبعد ذلك هل قبيلة لها ذكر في بلادها في هذه التواريخ الغابرة تستطيع أن تتجرأ وتقول أنهم لم ينزلوا رماح إلا بعد السبية ؟ علما أن السيارية والجبرية من اّبار رماح ثبت نزول أهلها السايرة والجبور القراين والقصب في منتصف القرن العاشر عام 950 هجري فبماذا تفسر ذلك ؟ والعرمة ورماح أخذتها قبيلة سبيع الغلباء من الدولة الجبرية وحلفائها بني لام في القرن الثامن وأخذت معها خاوة المنطقة فكانت بين مد وجزر بينهما وأعلم الناس بتاريخ هذه القبائل هم رواتها الثقات وشيوخها الذين نقلوا أحداثها وتاريخها جيلاً بعد جيل بالتواتر حتى وإن اعترى هذه الروايات بعض النقص أوالخلل أو الخطأ لتقادم العهد فإنه لا يمكن أبداً إغفالها .

وحصر تاريخ الجزيرة العربية في بعض المصادر فقط وجعلها هي المرجعية الرئيسية للتاريخ هو نوع من الوصاية والحجر على العقول الذي لا يتفق مع المنهج العلمي المحقق الصحيح حتى لو كانت هذه المصادر في حجم المؤرخ الشيخ / ابن بشر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والشيخ / ابن غنام رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أو من المؤرخين المعاصرين كــ / ابن عثيمين مثلا لأن المصادر التاريخية يعتريها النقص والخطأ كما أنها تخضع عند كتابتها لتأويل المؤرخ وتفسيره للأحداث بحسب ميوله وانتمائه للقوى السياسية المؤثرة في عصره مهما بلغت نزاهته فالحيادية في كتابة التاريخ أمر قد لا يتفق عليه إثنان وكتابة تاريخ قبائل الجزيرة العربية هو جزء هام من تاريخ هذا الوطن الغالي ومع ذلك فإنه لا يمكن الإستغناء عن المصادر التاريخية المكتوبة كــ / ابن بشر و / ابن غنام وغيرهما والنقد الموضوعي وإختلاف الآراء يثري الساحة العلمية والثقافية ويدل على نضج المثقفين ومجتمعهم ككل ما لم يكن الهدف من وراء ذلك النقد الضجيج الإعلامي أو تزييف الحقائق إنتصارا للنفس أو التجريح وهذا الأمر أُنزِّه عنه الأكاديميين الذين نعتز بمكانتهم العلمية ولكن لا نقدس آراءهم أو أقوالهم لأنهم بشر يخطئ ويصيب وقد احتوت سلسلة من مقالاتهم النقدية لتاريخ قبائل الجزيرة العربية على بعض الأخطاء وضعف المنطق العلمي وهذا لا يقلل من الأهمية العلمية لكتابتهم أو اّرائهم الصائبة واختلاف الرأي لا يغير من الحق شيئاً ولا يفسد للود قضية ويجب أن نعصم أقلامنا من الوقوع في موقع الزلل وأن نجعلها شاهدة لنا لا علينا يقول الشاعر / أبو الطيب المتنبي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :-
خذ ما تراه ودع شيئا سمعـت بـه= في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل

واّبار رماح كثيرة أكبرها وأهمها الزيدي للعزة وقبور أصحابه بروضة خريم وكانت روضة خريم تسمى إلى منتصف القرن الثامن تقريبا ذات الرئال أي أفرخ النعام ثم سميت بعد ذلك بروضة الزيدي البئر إلى عام ألف ومئتين تقريبا وقد قال المؤرخ البلداني الرحالة الشاعر الشيخ / محمد بن عبدالله بن بليهد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته صاحب كتاب صحيح الأخبار إن في نجد روضة كبيرة تدعى روضة الزيدي ولم أهتدي إليها وأقول هي روضة خريم وقيل : أنها سميت بروضة خريم لأن السيل زاد عليها في أحد السنين فخرمت العرق وملأت المحوى شرق العرق فسميت بخريم وقيل : أن الشيخ / تركي بن مثبت اّل خريم المسعري الدوسري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من فرسان الدواسر المعدودين وعرف عنه الشجاعة وقد أراد أن ينزل بــ ( روضة خريم ) بدون أخذ الإذن من قبيلة سبيع الغلباء وذلك لإظهار القوة وعدم المبالاة بأحد فأغارت عليه سبيع الغلباء حيث كان ينزل فقتلوه وعرف المكان الذي قتل فيه بإسمه إلى اليوم حيث يوجد قبره ولكن أبناء الدواسر الاّن يقولون قتله الإمام / عبدالله الفيصل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته حيث أغار عليه فقتله ولا يريدون الإعتراف بأن قبيلة سبيع الغلباء هي التي قتله واّبار رماح غير الزيدي الجبرية والسيارية والتي نزل أهلها القصب في منتصف القرن العاشر وكذلك السيارية التي نزل أهلها قراين الوشم في نفس التوقيت فكيف يتجرأ القائل وينزلنا بلادنا بعد السبية ويعتقد أنها منحة منه بعد السبية ومن اّبار رماح الثيلية وغيرها وهي مشتركة بين قبائل سبيع الغلباء ومن أمثلة ملازمة العزة لرماح في الموروث الشعري قول الشاعر / العزيزي السبيعي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته عندما خاطب نفسه قائلاً :-
اصبر كما يصبر مناحي على الضيف=وإلا كما يصبر رماح على الورد

ويقصد الشيخ / مناحي بن معدل السهلي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته المشهور بالكرم وقد تعرض لهذا البيت شاعر معاصر من إخواننا السهول حيث قال في زواج الشيخ / ماجد بن برجس بن معدل السهلي :-
جده مناحـي بالكـرم يشبـه العـدّ= هـداج تيمـا بالفعـولِ الوكـايـد
يصبر كما يصبر رماحً على الـورد= على ضيوفـه بالسنيـن الشدايـد
للضيف نـاره كـل وقـتٍ توقّـد= والحيل والّبل في صحونـه موايـد

ويشير في ذلك إلى بيت الشاعر / العزيزي السبيعي الذي يأمل أن يصبر كما يصبر الشيخ / مناحي بن معدل على الضيف وكما يصبر رماح على الورد وقد قال الشاعر الكبير / حمد بن حريول رحمه الله وأسكنه فسيح جناته هذه القصيدة المعبرة في روضة خريم ومنها قوله :-
فيضة خريم (ن) كل ما قف ماها = حنّا سكنها مع راعي المعازيب
كم هيّة (ن) فيها بعيد مداها = فوق النضا ومعسكرات اللواليب
بني عمر واّلاد عامر حماها = لا شب ضو الحرب عقب المغاريب
وعين تجيها ساحنين ادواها = دايم وسربتنا عليها مراقيب
لا من نوار المرابخ غشاها = عيب علينا من نزلها بلا طيب
ومضمى العدود الراسيه من وراها = وجداننا عنها تحد الأجانيب

وقد ورثنا مع العرمة لقب قبيلة الفضول اللامية العريقة وقبيلة الظفير الطائية العريقة لأن العادة جرت في نجد أن أي قبيلة تغلب الأخرى على بلادها تستحق لقبها فسمينا من ذلك اليوم بــ [ كبار البشوت وساع البخوت ] وهو لقب قبيلة الفضول اللامية العريقة كما سميت العزة بــ [ أهل القروى ] وهو لقب قبيلة الظفير الطائية العريقة وحسبي أني اجتهدت فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 03 - 12 - 2009 الساعة 03:20
رد مع اقتباس