عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 15 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: أربع وسبعون وسيلة معينة على تربية الأولاد

كُتب : [ 19 - 03 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

تربية الأولاد :-

حب الذرية غريزة فطرية أودعها الله خلقه من إنسان وحيوان وطير ، وتمنى الذرية كذلك ، والإنسان أكثر إلحاحا في طلبها والبحث عنها ، وكمال البشرية المتمثل في سادتنا الأنبياء يعطينا الأسوة في حب الذرية كما يبين لنا الهدف من طلب الذرية فقد ورد في القرآن الكريم ما يبين لنا حبهم ـ على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ـ للذرية والحرص على طلبها فهذا أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ـ ينادى ربه : { رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم } (101،100ـ الصافات) وسيدنا زكريا ـ عليه السلام ـ يدعو ربه :{ .. فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحي لم نجعل له من قبل سميا } ( 7 : 5 ـ مريم ) وكما دعى الأنبياء والمرسلون ـ على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ـ دعى كذلك الصالحون ، فمن أوصاف عباد الرحمن الواردة في سورة الفرقان هذا الدعاء : { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما } ( 74 ـ الفرقان ) ولم يحرم المولى بكرمه وجوده هؤلاء الداعين مطلبهم ؛ فقد استجاب الله لهم ؛ وأعطاهم الذرية . فالذرية نعمة وهبة من الله يجب الحفاظ عليها بحسن التربية وجميل الرعاية . والناظر في أدعية الأنبياء والصالحين الواردة فى الآيات سالفة الذكر يجد أنهم قد تمنوا جميعاً الذرية الصالحة ومن ذلك نعلم أن تربية الأولاد تبدأ من قبل وجودهم وذلك بالدعاء وبعد وجودهم بالشكر وحسن استقبالهم ؛ حيث نسمعهم أول ما يصل الى آذانهم نداء " الله أكبر " الأذان في الأذن اليمنى وإقامة الصلاة في الأذن اليسرى ونذبح العقيقة في أسبوعهم ؛ شكرا لله تعالى على ما وهب وأعطى ، وعند وعيهم نعلمهم النطق الحسن والألفاظ الجميلة الطيبة من ذكر وتسبيح لله تعالى وعندما يدرجون إلى الحياة ويصلون الى عمر التعليم بالمدارس نعلمهم شيئاً من القرآن الكريم ونبث فى نفوسهم مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ومحامد الصفات ـ وهذا من حقوقهم علينا بوصفنا رعاة لهم ومسؤولون عن رعيتنا ؛ فعلينا حسن التربية وعلى الله البقية ومن تجارب الحياة رأينا وسمعنا كثيراً عن العقوق المتبادل بين الآباء والأبناء والذى ترتب عليه الكثير والكثير من المشكلات وكثيراً ما قلت لأحبابنا في أكثر من مجلس ودرس مقولةً خرجت بها من خلال ممارستى للحياة واطلاعاتى المختلفة وهى : " أحسنوا تربية أولادكم فإن صاروا صالحين نفعكم الله بصلاحهم وإن صاروا غير ذلك جنبكم الله عقوقهم وأغناكم عنهم " وكما أن أغلب قضايا العقوق تأتى من الأبناء فإن هناك عقوقاً يأتي من جهة الآباء لأبنائهم وقصة الرجل الذى شكا عقوق ابنه إلى سيدنا عمر ليست ببعيدة بل أنها تتكرر كثيرا فى هذه الأيام ومفاد القصة فى الآتى : جاء رجل إلى سيدنا عمر يشكو له عقوق ابنه فاستدعى أمير المؤمنين الابن المشكو فى حقه وسأله لِمَ تعق أباك ؟ فقال الابن : يا أمير المؤمنين لم يعطنى أى حق من حقوق الولد على والده . فقال له امير المؤمنين وكيف ذلك ؟ فقال الابن يا أمير المؤمنين لم يختر لي أماً صالحة ، وسماني جعلاً ( جعراناً وهو نوع من الحشرات الدنيئة ) مما يضحك منى الناس ، ولم يعلمني شيئاً من القرآن الكريم فنظر سيدنا عمر إلى الرجل وعنفه قائلا " ماذا أصنع لك وقد عققت ولدك قبل أن يعقك " فمن الواجب على المجتمع أن يتكاتف في شتى المواقع والمؤسسات على الإحسان إلى الأولاد بحسن تربيتهم فى البيت و المدرسة والشارع وأجهزة الإعلام لنرى جيلاً نافعاً في نفسه ونافعاً لمجتمعه فإذا لم يكونوا كذلك نكون قد أدينا ما علينا وبرأنا إلى الله من أفعالهم والأمر بعد ذلك لله وعنايته ورعايته وقديما قيل :-

إذ لم تصادف فى بنيك عناية
= فقد خاب من ربى وخاب المؤمل

فموسى الذى رباه جبريل كافر
= وموسى الذي رباه فرعون مرسل

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 19 - 03 - 2009 الساعة 12:16
رد مع اقتباس