عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشكر على النعم ....!!!!

كُتب : [ 24 - 02 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف نشكر نعم الله :-

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الغر المحجلين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :-

فإن الله جل وعلا أغدق على عباده النعم ظاهرة وباطنة وقليل من الناس من يدرك تلك الحقيقة فيرعاها حق رعايتها رجاء حفظها وأداءً لواجبها ولكن أكثر الناس ربما غفلوا عن تلك الحقيقة فأساءوا إلى ربهم وأسرف بعضهم في الطغيان ويجسد القرآن الكريم هذه الحقيقة وهي حقيقة جحود النعم فيقول سبحانه وتعالى :- " وقليل من عبادي الشكور " [ سبأ : 13 ] ويقول سبحانه :- " ولا تجد أكثرهم شاكرين " وقال تعالى :- " وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور " [ لقمان : 32 ] قال ابن كثير رحمه الله :- " الختار : هو الغدار وهو أتم الغدر وأبلغه قال / عمرو بن معد يكرب :-

وإنك لو رأيت أبا عمير
= ملأت يديك من غدر وختر

وقوله : " كفور " أي : جحود للنعم لا يشكرها بل يتناساها ولا يذكرها [ تفسير القرآن العظيم 1069 ] .

فشروط سعادة العبد ثلاثة :-

1- أن يكون العبد ممن إذا أنعم الله عليه شكر .
2- وإذا ابتلى صبر .
3- وإذا أذنب استغفر فإن هذه الأمور الثلاثة عنوان سعادة العبد وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه ولا ينفك عبد عنها أبداً فإن العبد دائم التقلب بين هذه الأطباق الثلاث .

فنعم الله تعالى تترادف على عبده وقيدها الشكر وهو مبني على ثلاثة أركان :-

1- الاعتراف بها باطناً .
2- التحدث بها ظاهراً .
3- تصريفها في مرضاة وليها ومسديها ومعطيها فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها .

ومن حكمة الله تعالى الخبير الحكيم أنه خلق الخلق في دار الدنيا وهي دار الابتلاء والامتحان ليجزيهم أيهم أحسن عملاً فالله تعالى يبتلي عباده بشتى صنوف الفتن والمصائب وفرض العبد في تلك المحن والفتن الصبر والتسلي وأركان الصبر ثلاثة :-

1- حبس النفس عن التسخط بالمقدور .
2- وحبس اللسان عن الشكوى .
3- وحبس الجوارح عن المعصية كاللطم وشق الثياب ونتف الشعر ونحوه .

فمدار الصبر على هذه الأركان الثلاثة فإذا قام به العبد كما ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة واستحالت البلية عطية وصار المكروه محبوباً فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته فإن لله تعالى على العبد عبودية [ الوابل الصيب بتصرف ].

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وأصلي وأسلم على خير البشر محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه واقتفى أثره إلى يوم القيامة . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس