عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
الثلاث البيض والثلاث السود وسهجة الوجه وبياضه

كُتب : [ 11 - 02 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : نسمع دائماً من كبار السن كلمة ( الثلاث البيض ) وإنها من الأمور الملزمة للشخص والذي يجب عليه المحافظة عليها والدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة حتى لو أدى ذلك إلى هلاكه دونها لأن هلاكه دونها والدفاع عنها يعتبر شرفاً كبيراً لدى العرب ، وعند ذكر الرجل يقال والله والنعم فيه ( وجهه أبيض ) ومات من أجل الحفاظ على بياض وجهه وتعتبر مفخرة له على مدى الدهر ، وحامي الثلاث البيض يعتبر رجل ذا قيمة كبيرة عند ربعه وعند القبائل كافة ومكانه في صدر المجلس دائماً . والثلاث البيض هي من العادات والأخلاق الحميده عند العرب حتى في الجاهلية كانت العرب تفتخر بهذه الخصال الحميدة وكثرت في اشعارهم المدحية التي يمتدحون بها شخص معين أو قبيلة معينه ، وهي من الصفات والأخلاق الرفيعة التي أتى الإسلام ليتممها كما قال رسوالله عليه الصلاة والسلام : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ). وقد اختلف الرواة في تحديد الثلاث البيض ولكن الأغلبية ذكروها في ثلاث أشياء ووضعوا لها كلمات سجعية كقولهم : 1- جار الطنب . 2- خوي الجنب . 3- الدخيل إذا طب . ولتفسير هذه الثلاث البيض نقول وبالله التوفيق :

1- جار الطنب : المقصود به الجار القريب ، والطنب عند لغة العرب هو حبل بيت الشعر الذي يثبت البيت ويحميه من السقوط . والمقصود بجار الطنب يعني الجار الذي يكون طنب بيته قريب من طنب بيتك . حتى لو كان هذا الجار أو الحليف لك من قبيلة أخرى وحتى لو صار بين قبيلتك وقبيلة جارك ثأر أو حرب مفاجئة فإنه يجب عليك حماية جارك والدفاع عنه من أقرب الناس لك ولا تجعل قبيلتك يعتدون عليه وهو جار لك فإن ذلك يعتبر ( سواد وجه ) لك وعار يلحقك ما حييت لأنك لم تدافع عن جارك . وأذكر أن أحد كبار السن لدينا قد حكى لنا قصة حدثت مع رجل من قبيلة ( دعد ) من هذيل حيث قام رجال من قبيلة أخرى بقتل أخيه على مورد ماء وكان لهذا الرجل جار من هذه القبيلة وأتى جماعة الرجل الدعدي يريدون أن يأخذوا بثأرهم من جاره ، فتصدى لهم بكل صلابة وقوة ومنعهم من الإعتداء على جاره رغم أن المقتول أخوه ، فقالوا له جماعته تمنعنا عنه وجماعته قتلوا أخيك ؟ فقال لهم : ( أتريدون أن تصيبوني بمصيبتين في وقت واحد قتل أخي وسواد وجهي ؟ ) ثم تركوه وذهبوا وقام بالتلطف لجاره وقال : له إن أحببت أن تقيم معنا فأنت جاري وروحي قبل روحك ، وإن أردت الذهاب لأهلك وجماعتك فأنت في حمايتي حتى تصل قومك . فطلب الرجل اللحاق بأهله وجماعته فقام بحمايته حتى وصل إليهم . ولذلك أصبحت حماية الجار والدفاع عنه من الثلاث البيض لدى العرب .

2- خوي الجنب : هو رفيق الدرب أو صاحبك في السفر أو صديقك الذي عشت معه وأكلت معه الزاد والملح فأنت مطالب بالدفاع عنه وحفظ الأخوة والصداقة له على مدى الدهر وواجب عليك زيارته والسؤال عنه وعدم الغدر به فكل ذلك يعد من بياض الوجه عند العرب ، حتى لو حدث بينك وبين جماعة خويك نزاع أو قتال أو حرب فإنك تتحاشى أن تقاتله وتحفظ أخوته حتى في أحلك الظروف وأصعبها .

3- الدخيل إذا طب : ونعني بذلك الدخيل الذي يطب عليك فجأة في بيتك ويطلب حمايتك ويكون هذا الدخيل مطرود من قبل أناس آخرين أو مطالب بثأر من قبيلة أخرى فيهرب منهم ويدخل عليك طالباً حمايتك منهم ، أو يدخل عليك شخص لكي تحل له مشكلة كبيرة ألمت به ففي هذه الحالة وجب عليك حمايته والوقوف دونه بكل ما تستطيع حتى لو كلفك ذلك حياتك ومالك . وكانت العرب تحمي دخيلها المطلوب في قضية قتل لمدة ( سنه وشهرين ) وأحياناً أكثر من ذلك يكون خلالها هذا الدخيل في أمن وأمان عند هذا الشخص أو هذه القبيلة فلو أعتدي عليه خلال هذه المدة فأنت المسئول عنه وتأخذ بثأهره ممن اعتدى عليه وقد نشبت حروب كثيرة بسبب الدخيل . لأنه لو أعتدي على دخيلك وأهين وهو في دخالتك يكون ذلك سبب ( سواد وجهك ) عند قبيلتك وعند قبائل العرب ، ولذلك أعتبرت حماية الدخيل من الثلاث البيض التي يجب على الإنسان الدفاع عنها . وهذه الثلا ث السود : الأولى / شاري البل و مودعها : أي يشتري الرجل الإبل ثم يدعها أمانه عند غيره فتصبح عارا عليه وعلى الآخر الذي قبلها . والثانية / مزوج البنت وتابعها : أي يقوم الرجل بتزويج ابنته لرجل ثم يكثر من الذهاب إليها أو ينام في بيتها أو يأخذها من بيت زوجها لغرض خاص بعائلته فيكون فعله هذا منافيا لما جاء في طاعة المرأة لزوجها ويكون عارا عليه وعلى ابنته . والثالثة / شيخ القوم وخاينها : وهو من يخون القوم الذين انتخبوه لقيادتهم . وهناك الثلاث المهربات : وهي من العادات والتقاليد الراسخة عند أهل البادية حماية دخيل الوجه أو دخيل البيت والذود عنه بالحال والمال ، والدخيل هو من إلتجأ لأحد الرجال ودخل في وجهه أو دخل بيت أحدهم وأكل شيئا من زادهم بسبب جرم ارتكبه على أن لا يكون منتهكا للشرف فهذا لا إجارة له ولا حماية ، ولصاحب الوجه الحق في حماية دخيله لمدة ثلاثة أيام بلياليها وهي فرصة تمنحها العادات والتقاليد كي يستطيع صاحب الوجه تهريب دخيله لخارج منطقة الخطر دون أن يمسه أي أذى حتى تنتهي هذه المهلة ، أما إذا تعرض له أحدهم خلال هذه المدة فتسمى في هذه الحالة ( سهجة الوجه ) وفي سلوم القبائل أن لصاحب الوجه الحق في غسل عاره بأخذ الثأر من الذي سهج وجهه واعتدى على دخيله ولا يلحقه لوم في ذلك . وهناك بعض القبائل تعطي مهلة أكثر من هذه المدة إلا أن الدارج والمتعارف عليه عند غالبية القبائل هي ثلاثة أيام بلياليها لذلك أطلق عليها ( الثلاث المهربات ) واشتهرت بهذا الاسم . ومن القصص التي حدثت لأجل بياض الوجه قصة الفارس / ماجد الحثربي الشمري وقصة / نويشي الحربي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وهي الدفاع عن حق الخوي ولم يرخص نوشي رحمه الله حق خويه عندما كان النقض من أقرب الأقرباء . كان نويشي بن ناشي المشيعلي من بني عمرو من حرب الذي عاش بحدود نهاية القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر الهجري . في وادي الفرع له جار يقال له اليتيم من إحدى القبائل المجاوره قدم إلى الوادي وأصبح جارا لـ نويشي وفي أحد المرات تعرض له مجموعه من قبيلة نويشي , وأرادوا سلب ما معه فقال لهم تراي خوي نويشي بن ناشي فلم يصدقوه فقاومهم ولكنهم قتلوه واستولوا على ما معه . ولما وصل الخبر إلى نويشي طار الشرر من عينيه وأقسم بأغلظ الأيمان أن ينتقم لخويـه ويبيض وجهه , وقام بقتلهم وعددهم سته واحدا بعد الاّخر وفي يوم من الأيام كان يسير ومعه خاله , وعندما مروا في أحد المواقع قال : له خاله انظر إلى ذلك المكان يا نويشي فقال : وماذا في ذلك فقال : ذلك المكان هو الذي تم قتل جارك فيه فلم يتمالك نويشي نفسه وتحمل ذلك فسل سيفه وقطع يد خاله التي كان يؤشر بها , من واقع القهر الذي يعيشه بسبب خفر ذمته . وقد أرسل نويشي الأبيات التالية إلى زوجة جاره يقول فيها :-

يـا راكـب اللـي شايبـاتٍ مقاريـه
= مثل الظليم إليـا ضـرب لـه قـرارا

يسرح وممسـاه البديـري حراويـه
= اللي نـزل بيـن السهـل والوعـارا

خوينـا يـا متلـف الـروح نغليـه
= واللي ورى الصبيـان دربـه عسـارا

مطلق مطيحه بأيمن السوق شوفيـه
= فوقـه رمـن شنـودهـن الـعـذارا

أرخصت عمي ما احسب القلب يصخيه
= عند الخـوي كنـه حتيـن الجفـارا

أقفـى مـع الطـاروق دمـه يباريـه
= دمه مع الطـاروق يغشـى الجـدارا

أحدٍ سمـع وأحـدٍ بالأعيـان راعيـه
= البـدو والحضـران فوقـه صـبـارا

وكان نويشي يريد الإستمرار بتصفية أقارب الذين قاموا بقتل جاره أي أنه لم يكتفي بالمعتدين بل يريد القضاء على أقاربهم , ولكن مشائخ القبيلة تدخلوا والتزموا له بإرضاء قبيلة جاره ودفع ديته . وقد سارت الركبان بهذه القصة وأصبح المثل يضرب في نويشي الحربي , وقد حصل أن حدثت قصة مشابهة لأحد الأشخاص من قبيلة جار نويشي ولم يستطع القصاص من قاتل جاره فقال هذه الأبيات :-
لا وهني نويشـي اللـي قضـا الديـن
= وجهه كما القمرا من أول شهرها

وأنـا ديونـي مرمـسـات زمانـيـن
= مشـي وكنـي دارع فــي غـدرهـا

أحيـا اليتيـم وأقعـده بالنبـا الزيـن
= يستاهـل البيضـا بــدارٍ حضـرهـا

عقب أربعه واثنين يسلم مـن الشيـن
= غيـر اليميـن اللـي نويشـي عثرهـا

وقد حضر رجل إلى ابن رشيد حاكم زمانه يذكر بأن ذمته قد خفرت في جاره ويسأله ما العمل , وكيف يعمل فقال : ابن رشيد ( يا بعد حيي انشد نويشي الحربي ) وقد أصبحت هذه القصة مجالا رحبا للشعراء , حيث يقول : الشاعر الكبير المرحوم / سبيل بن سند الحصني المزيني الحربي من أهل دخنه في نجد :-

ونويشي اللي بالخوي كلٍ أوحاه
= بثرا خويه عن عوانيـه نايـب

قص أربعه واثنين والسابع أنجاه
= انهى الملام وخاطره ما هو طايب

كما يقول : الشاعر / غزاي بن مطر الطريسي في قصيدة يمدح فيها المشاعلة منها هذه الابيات

منهم نويشي كان حـل المجالـي
= سجل له التاريخ بالمجد مكتـوب

عند الخوي ما حسبوا بالموالـي
= انهى الملامه وأشقر الدم مصبوب

ذباح في ثار الخوي كـل غالـي
= في حزة ما فيه قاضب ومقضـوب

سته وخاله مـع رجـالٍ غوالـي
= دون الخوي ما قال غالي ومحبوب

ويقول : الشاعر / رباح بن خلف الشمري الأبيات التالية ضمن قصيده أرسلها إلى / محمد بن عوض المعمري:-

موقفك شرف دوننا يابن الأخيار
= حق الخوي تعطونه أول وتالي

ونويشي اللي للعرب حط تذكار
= بيض تغزز له بروس الجبالـي

كذلك يقول : الشاعر / محمد بن عبدالله العسيلي البشري الأبيات التالية من ضمن قصيدة طويله :-

ونويشي اللي خلـد الوقـت ذكـراه
= له مركز في قمـة المجـد مرمـوق

راع النقـا زاح المـلامـه بيمـنـاه
= دون الخوي ما يلحقه كـل ملحـوق

قص أربعه واثنين والسابـع أعيـاه
= وقطع اليمين اللي على الجنب مطروق

ويقول : الشاعر / مرزوق بن مبشر الحصني من أهل دخنه :-

والفعل الآخر نور يجلى الظلامي
= فعل جلـى نـوره كـل ليلـي

فعل يزيل من الوجيه الملامـي
= ماله مثيل ولا ذكر لـه بديلـي

نويشي اللي قال فيه الدهامـي
= اللي شكا من ضيم حمل محيلي

وأيضا من قصص بياض الوجه قال : ابن بسام في تحفة المشتاق عن فتنة الفضول عام 1154 هجرية وفيها أخذ ابن مصيخ من شيوخ الفضول قافلة كبيرة لآهل سدير خارجه من الزبير ومعهم أموال كثيرة ، وكان مع القافلة رفيق من آل صلال من الفضول فقام اّل صلال على ابن مصيخ ومن معهم وقتلوا منهم ثمانية رجال في فيضة الغاط ، وقامت الشرور بينهم بعد ذلك . ويبدو أن هذه الحادثة كانت الشرارة التي أدت إلى انقسام قبيلة الفضول وحدوث مصادمات داميه بينهم أدت إلى ضعف قبيلة الفضول والقضاء على باقي نفوذها في نجد ومن ثم ارتحلت إلى العراق . ومن قصص البادية القديمة ما حدث لمارق بن عروج من كبار آل عروج يرويها الشيخ الراوية الشاعر / منديل بن محمد بن فهيد فيقول : ضافه اثنين كان عليهما طلب دم لقبيلة ما ، ولكن الضيف يحميه مضيفه حتى يصل للقبيلة المجاورة ، وعندما ذهبا بعد الغداء لحق بهما الغرماء وقتلوهما فخفروا ذمة بهذه الفعلة ، وعلم مارق بذلك فتخفى مترصدا لمن قتل ضيوفه فقتل منهم سبعة رجال بأوقات متفرقة ، وعندما صاح عليه الرؤساء بالأمان نزل لهم من الجبل الذي كان يترصد من فوقه ، ورضي بحكم الدية وهو الجلاء عن قومه سنة واحدة عن كل قتيل ، فجلى مارق بن عروج سبع سنوات عاشها في كتف قبيلة أخرى بعد أن أخفى اسمه الحقيقي وسمى نفسه ريمان وظهر بهيئة المسكين الذي لا هيبة له . وذات مره قال أحد الاشخاص ساخرا منه :

هنــيّ قلب دالـــــــه مثل ريمان
= ما همــه الا الــخربطه والدوادي

يدلـــه ويأكل جالسً بين نسوان
= متمركي بين الحطــب والهوادي

وهنا ثار مارق غضبا ورأى أن الأمر لم يعد يسمح بالإنتظار والصبر فرد معرفا بنفسه قائلا :

عز الله إنك بين ربعـــك وطــربان
= تجيب مــــن بـالك لحـــون جدادي

ما طب قلبك مثل ما صـــاب ريمان
= جرحي إلـــى زادت لياليــــه زادي

من عقب مانب مارق صرت ريمان
= أنا سمــــــي المــوت سقم المعادي

ومن قصائد مارق التي يوضح ما حدث له في قومه هذه الأبيات :

كـــل يـنام وناظــــري ســــهــران
= الــنوم والله علـيه أشــفــيت

ذبــحت أنا ســبعه مـن الشــجــعان
= ذبــحــتهم بالــثار مــا ذليت

كـله لـعـيــنا ذبـــحـــه الـضــيفـــان
= ذبحوا وتالي سورهم بالبيت

وسبب كشف مارق عن شخصيته هو أن فتاة قالت له : ( رد الغنم يا أعيوج الساق ) استخفافا به ، ولما أغار الأعداء على قوم الفتاة لحق مارق بهم وقتل منهم الكثير واسترجع المنهوبات كلها لوحده ، وقال مخاطبا تلك الفتاة التي كانت معجبة بشاب وسيم هرب وقت الغاره :

يا بنت يـاللي غـرّها زيـن عشــاق
= وراه ما فكك ولـو كان بـه زيــــن

تقول رد الضــان يا أعيوج الساق
= وأنا حلّي مسولعات الـسراحيــــن

يا ما ثنيت الساق من فوق الأوساق
= عساس بدو عقب الإمحال منحين

ومن قصص الفضول في بياض الوجه في العراق قصيدة الشاعر / صقار الدريعي من أهل الكبيسة في العراق قال قصيدته عندما أتى غزو لشمر ولجأوا إلى الكبيسة هاربين من شيخ الدليم . وقد صمم شيخ الدليم على أخذهم وحاصر الكبيسة فأرسل له صقار الدريعي قصيدته المشهورة : ومن المفيد الإشارة إلى أن بيت الشاعر صقار الدريعي الفضلي من هذه القصيدة :

ترى الخوي والضيف والثالث الجار
= مثل الصلاة تعد فرض وسنا

جرى مجرى المثل وأصبح مشهورا ومتداولا

يا علي ما نمشي لك الحق بالضيف
= الضيف ضيف الله ولا أحد مشى به

الضيف له الحق ونحماه بالسيف
= عند المحارم ما نهاب الحرابه

أنتم جلوف ولا بكم عرف تصريف
= مثل الكديش إلى ركض جاب ما به

والله لولا ركبنـــــا للــهافيف
= ما نعطي البدوان عوج الطلابه

وقال أيضا :

يا راكب حمرا من الهجن معطار
= ما قربت عند العقيلي تثنا

تشدي قرانيس القطا حين ما طار
= ملفاك على الشيخ زبن المجنى

أمر سديته يا علي ما بعد صار
= جيتوا تبون ضيوفنا غصب منا

رجالنا يفرح إلى شاف خطار
= يقحص لهم عجل ما هوب يتونا

لا جن يسوجن السفافيف والأكوار
= لا لــــــوذن بيوتنا يرجهنا

أول قراهم من حليات الأثمار
= غرايس طلعة سهيل أثمرنا

وثاني قراهم دلة نصفها ابهار
= ونجر نلاعب به على كل فنا

وثالث قراهم حايل دوم تندر
= ومنــاسـف لــضيوفنا يـنــهضنـا

وش عذرنا من لابس الخصر وسوار
= اللي يرشن الذوايب بحنا

إلى عطينا ضيفنا ما لنا كــار
= نصير عن زين المضايف بعنا

ترى الخوي والضيف والثالث الجار
= مثل الصلاة تعد فرض وسنا

اللي زبنا زابن ضلع سنجار
والحرب نرسي له إلى ثار حنا

تسعين ليله وأشهب الملح به ثار
= وقت المنام يطير النوم عنا

محمد بناها وأودع السور مندار
= وهلهل على درب السلامه وغنى

ومناسبة هذه القصيدة كما سمعتها من كبار عشيرة الدريعات :- ( إن قوما من شمر غزو عشائر الدليم وكانت عدة الغازين ثمانين مردوفة وقد وقع الغزو بنفس الوقت الذي كانت تتجمع فيه عشائر الدليم لغزو شمر وكان / سليمان بن بكر شيخ مشايخ الدليم وولده علي قد بلغهم خبر غزو شمر لعشائرهم ودخولهم أراضي الدليم بالقرب من قرية ( الكبيسة ) فأرسل الشيخ / سليمان ولده علي وثلة من الفرسان لتأكيد الخبر من جهة ومهاجمة الغازين من جهة أخرى ولما رأى الشمامرة إقبال خيول الدليم عليهم زبنوا إلى قرية الكبيسة طلبا للحماية وكانت السيطرة فيها لعشيرة الدريعات من الفضول من آل غزي ورئيسهم ( ابن حميدان الدريعي ) فاتفقوا بالإجماع على حماية شمر من الدليم وشرعوا بالحراسة دفاعا عن أنفسهم وعن دخيلهم فقسموا سور القرية إلى أربعة أقسام وتولت الدفاع عن كل قسم حمولة من الحمائل وكان / علي بن سليمان قد طوق سور الكبيسة طلبا تسليمه رجال شمر الذين التجأوا إليها فأنزوى شاعرهم صقار المهنا في بيته ونظم القصيدة السابقة وأرسلها إلى شيخ مشايخ الدليم / سليمان أبو علي وعندما وصلت الرسالة إليه وعلم مضمونها أدرك أن الدريعات مصممون على الموت دون دخيلهم فأرسل إلى ولده علي طالبا منه الرجوع وعدم مطاردة شمر ثم وجه رسالة إلى شيوخ بلدة الكبيسة وخصوصا ابن حميدان الدريعي الفضلي عارضا عليه زيارته في مضيفه . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس