عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: وإن من الشعر لحكمه

كُتب : [ 20 - 02 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا للأخ / سيف على هذا الموضوع الذي يثير الأشجان وقد قال : الشاعر العربي / أبو البقاء الرندي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته يرثي الأندلس وهو / صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي من أهل ( رندة ) قرب الجزيرة الخضراء وإليها نسبته من حفاظ الحديث والفقهاء كان بارعا في منظوم الكلام ومنثوره مجيدا في المديح والغزل والوصف والزهد ولكن شهرته ترجع إلى قصيدة نظمها بعد ضياع عدد من المدن الأندلسية وفي قصيدته التي نظمها يستنصر أهل العدوة الإفريقية من بني مرين لما أخذ ابن الأحمر / محمد بن يوسف أول سلاطين غرناطة يتنازل للأسبان عن عدد من القلاع والمدن إرضاء لهم وأملا في أن يبقى له حكمه المقلقل في غرناطة وتعرف قصيدته بمرثية الأندلس وفيها يقول :-

لِكُـلِّ شَـيءٍ إِذَا مَا تَـمَّ نُقصَـانُ
= فَلاَ يُغَـرَّ بِطِيـبِ العَيـشِ إِنسَـانُ

هِيَ الأُمُـورُ كَمَـا شَاهَدتُهـا دُوَلٌ
= مَـنْ سَـرَّهُ زَمَـن سَاءَتـهُ أَزمَـانُ

وَهَذِهِ الـدَّارُ لاَ تُبقِـي عَلَـى أَحَـدٍ
= وَلاَ يَـدُومُ عَلَى حَـالٍ لَهَـا شَـانُ

يُمَزِّقُ الدَّهرُ حَتـماً كُـلَّ سَابِغَـةٍ
= إِذَا نَبَـت مَشـرَفِيَّـات وَخرصَـانُ

وَيَنتَضِي كُلَّ سَيـفٍ لِلفَنَـاءِ وَلَـو
= كَانَ ابنَ ذِي يَزَن وَالغِمـدِ غمـدَانُ

أَينَ المُلوكُ ذَوِي التِيجَـانِ مِنْ يَمَـنٍ
= وَأَيـنَ مِنهُـم أَكَـالِيـلٌ وَتيجَـانُ

وَأَينَ مَـا شَـادَهُ شَـدَّادُ فِـي إِرَمٍ
= وَأينَ مَا سَاسَه فِي الفُـرسِ سَاسَـانُ

وَأَينَ مَا حَـازَهُ قَـارُونُ مِِنْ ذَهَـبٍ
= وَأَيـنَ عَـادٌ وَشَـدَّادٌ وَقَحطَـانُ

أَتَى عَلَى الكُـلِّ أَمـرٌ لاَ مَـرَدَّ لَـهُ
= حَتَّى قَضوا فَكَأَنَّ القَـومَ مَا كَانُـوا

وَصَارَ مَا كَانَ مِنْ مُلكٍ وَمِن مَـلِكٍ
= كَمَا حَكَى عَنْ خَيالِ الطَيفِ وَسِنانُ

دَارَ الـزَّمَـانُ عَلَـى دَارا وَقَاتِلِـهِ
= وَأَمَّ كِـسـرَى فَمَـا آوَاهُ إِيـوانُ

كَأَنَّمَا الصَعبُ لَمْ يَسهُـل لَهُ سَبَـبٌ
= يَـوماً وَلاَ مَـلَكَ الدَّنيَـا سُلَيمَـانُ

فَجـائِـعُ الدَّهـرِ أَنـواعٌ مُنَوَّعَـةٌ
= وَلِلـزَمـانِ مَـسـرّاتٌ وَأَحـزَانُ

وَلِلـحَـوادِثِ سَلـوانٌ يُهـوِّنُهَـا
= وَما لِمَـا حَـلَّ بِالإِسـلامِ سَلـوانُ

دَهَى الجَزيـرَةِ أَمـرٌ لاَ عَـزَاءَ لَـهُ
= هَوَى لَـهُ أُحُـدٌ وَانْهَـدَّ ثَهـلانُ

أَصَابَهَا العَينُ فِي الإِسلامِ فَارتَـزَأتْ
= حَتَّى خَلَـت مِنـهُ أَقطَـارٌ وَبُلـدَانُ

فَاسـأَل بَلَنسِيـةً مَا شَـأنُ مرسِيَـةٍ
= وَأَيـنَ شَاطِبـة أَم أَيـنَ جَـيّـانُ

وَأَيـنَ قُرطُبَـةُ دَارُ العُلُـومِ فَكَـم
= مِنْ عالِـمٍ قَدْ سَمَا فِيهَـا لَهُ شَـانُ

وَأَينَ حِمصُ وَمَا تَحويِـهِ مِنْ نُـزَهٍ
= وَنَهرُهَا العَـذبُ فَيَّـاضٌ وَمَـلآنُ

قَوَاعِدُ كُـنَّ أَركَـانَ البِـلادِ فَمَـا
= عَسَى البَقَـاءُ إِذَا لَمْ تَبـقَ أَركَـانُ

تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَـاءُ مِنْ أَسَـفٍ
= كَمَا بَكَى لِفِـراقِ الإِلـفِ هَيـمَانُ

عَلَى دِيـارٍ مِـنَ الإِسـلامِ خَالِيَـةٍ
= قَدْ أَقفَـرَت وَلَها بالكُفـرِ عُمـرَانُ

حَيثُ المَسَاجِدُ قَدْ صَارَت كَنائِـسَ
= مَـا فِيهِـنَّ إِلاَّ نَواقِيـسُ وَصلبَـانُ

حَتَّى المَحَارِيبُ تَبكِي وَهيَ جَامِـدَةٌ
= حَتَّى المَنَابِرُ تَبكِـي وَهـيَ عِيـدَانُ

يَا غَافِـلاً وَلَهُ فِي الدَّهـرِ مَوعِظَـةً
= إِنْ كُنتَ فِي سنَةٍ فَالدَّهـرُ يَقظَـانُ

وَمَـاشِيـاً مَرِحـاً يُلهِيـهِ مَوطِنُـهُ
= أَبَعدَ حِمـص تَغُـرُّ المَـرءَ أَوطَـانُ

تِلكَ المُصِيبَـةُ أَنسَـت مَا تَقَدَّمَهـا
= وَمَا لَهَا مِنْ طِـوَالِ المَهـرِ نِسيـانُ

يَـا أَيُّهَـا المَـلكُ البَيضَـاءُ رَايَتُـهُ
= أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لاَ كَانُـوا

يَا رَاكِبينَ عِتَـاقَ الخَيـلِ ضَامِـرَةً
= كَأَنَّهَا فِي مَجَـالِ السَبـقِ عُقبَـانُ

وَحَامِليـنَ سُيُوفَ الـهِندِ مُرهَفَـةً
= كَأَنَّهَـا فِي ظَـلامِ النَقـعِ نِيـرَانُ

وَراتِعيـنَ وَراءَ البَحـرِ فِـي دعـةٍ
= لَهُـم بِأَوطَانِهِـم عِـزٌّ وَسلطَـانُ

أَعِندكُم نَبَـأُ مِـنْ أَهـلِ أَندَلُـسٍ
= فَقَد سَرَى بِحَدِيثِ القَـومِ رُكبَـانُ

كَم يَستَغيثُ بِنَا المُستَضعَفُونَ وَهُـم
= قَتلَـى وَأَسـرَى فَمَا يَهتَـزَّ إِنسَـانُ

مَاذَا التَقَاطِـعُ فِي الإِسـلامِ بَينَكُـمُ
= وَأَنـتُـم يَـا عِـبَـادَ اللهِ إِخـوَانُ

أَلاَ نُفـوسٌ أَبـيَّـاتٌ لَهَـا هِمَـمٌ
= أَمَا عَلَـى الخَيـرِ أَنصَـارٌ وَأَعـوَانُ

يَا مَن لِذلَّـةِ قَـوم بَعـدَ عِزَّتِهِـم
= أَحَـالَ حَـالَهُـم كُفـرٌ وَطُغيـانُ

بِالأَمسِ كَانُوا مُلُوكـاً فِي مَنَازِلِهِـم
= وَاليَومَ هُم فِي بِلادِ الكُفـرِ عُبـدَانُ

فَلَو تَرَاهُم حَيَـارَى لاَ دَلِيـلَ لَهُـم
= عَلَيهِـم مِنْ ثِيـابِ الـذُّلِّ أَلـوَانُ

وَلَو رَأَيـتَ بُكَاهُـم عِنـدَ بَيعهـمُ
= لَهَالَكَ الأَمـرُ وَاِستَهوَتـكَ أَحـزَانُ

يَـا رُبَّ أُمٍّ وَطِفـلٍ حِيـلَ بَينَهُـمَا
= كَـمَـا تُـفَـرَّقُ أَروَاحٌ وَأَبـدَانُ

وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَّمسِ إِذْ بَـرَزَت
= كَأَنَّمَـا هِـيَ يَاقُـوتٌ وَمُرجَـانُ

يَقُودُهَا العِلـجُ لِلمَكـرُوهِ مُكرَهَـةً
= وَالعَيـنُ بَاكِيَـةٌ وَالقَلـبُ حَيـرَانُ

لِمِثلِ هَذا يَبكِي القَلـبُ مِنْ كَمَـدٍ
= إِنْ كَانَ فِي القَلبِ إِسـلامٌ وَإِيْمَـانُ

ثم ثنّى عليها أمير الشعراء الشاعر المصري الكبير / أحمد شوقي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وصاحب البيت المشهور الذي سارت به الركبان :-

دقات قلب المرء قائلة له
= إن الحياة دقائق وثواني

يقول مجاريا أول من بكى الأندلس الشاعر / أبو البقاء الرندي رحمهم الله :-

قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا
= مشت على الرسم أحداث وأزمان

هذا الأديم كتاب لا كفاء له
= رث الصحائف باق منه عنوان

الدين والوحي والأخلاق طائفة
= منه وسائره دنيا وبهتان

ما فيه إن قلبت يوما جواهره
= إلا قرائح من راد وأذهان

بنو أمية للأنباء ما فتحوا
= وللأحاديث ما سادوا وما دانوا

كانوا ملوكا سرير الشرق تحتهم
= فهل سألت سرير الغرب ما كانوا

عالين كالشمس في أطراف دولتها
= في كل ناحية ملك وسلطان

يا ويح قلبي مهما انتاب أرسمهم
= سرى به الهم أو عادته أشجان

بالأمس قمت على الزهراء أندبهم
= واليوم دمعي على الفيحاء هتان

في الأرض منهم سماوات وألوية
= ونيرات وأنواء وعقبان

معادن العز قد مال الرغام بهم
= لو هان في تربه الإبريز ما هانوا

لولا دمشق لما كانت طليطلة
= ولا زهت ببني العباس بغدان

مررت بالمسجد المحزون أسأله
= هل في المصلى أو المحراب مروان

تغير المسجد المحزون واختلفت
= على المنابر أحرار وعبدان

فلا الأذان أذان في منارته
= إذا تعالى ولا الآذان آذان

آمنت بالله واستثنيت جنته
= دمشق روح وجنات وريحان

قال الرفاق وقد هبت خمائلها
= الأرض دار لها الفيحاء بستان

جرى وصفق يلقانا بها بردى
= كما تلقاك دون الخلد رضوان

دخلتها وحواشيها زمردة
= والشمس فوق لجين الماء عقيان

والحور في دمر أو حول هامتها
= حور كواشف عن ساق وولدان

وربوة الواد في جلباب راقصة
= الساق كاسية والنحر عريان

والطير تصدح من خلف العيون
= بها وللعيون كما للطير ألحان

وأقبلت بالنبات الأرض مختلفا
= أفوافه فهو أصباغ وألوان

وقد صفا بردى للريح فابتدرت
= لدى ستور حواشيهن أفنان

ثم انثنت لم يزل عنها البلال ولا
= جفت من الماء أذيال وأردان

خلفت لبنان جنات النعيم وما
= نبئت أن طريق الخلد لبنان

حتى انحدرت إلى فيحاء وارفة
= فيها الندى وبها طي وشيبان

نزلت فيها بفتيان جحاجحة
= آباؤهم في شباب الدهر غسان

يا فتية الشام شكرا لا انقضاء له
= لو أن إحسانكم يجزيه شكران

ما فوق راحاتكم يوم السماح يد
= ولا كأوطانكم في البشر أوطان

خميلة الله وشتها يداه لكم
= فهل لها قيم منكم وجنان

شيدوا لها الملك وابنوا ركن دولتها
= فالملك غرس وتجديد وبنيان

لو يرجع الدهر مفقودا له خطر
= لآب بالواحد المبكي ثكلان

الملك أن تعملوا ما استطعتمو عملا
= وأن يبين على الأعمال إتقان

الملك أن تخرج الأموال ناشطة
= لمطلب فيه إصلاح وعمران

الملك تحت لسان حوله أدب
= وتحت عقل على جنبيه عرفان

الملك أن تتلافوا في هوى وطن
= تفرقت فيه أجناس وأديان

نصيحة ملؤها الإخلاص صادقة
= والنصح خالصه دين وإيمان

والشعر ما لم يكن ذكرى وعاطفة
= أو حكمة فهو تقطيع وأوزان

ونحن في الشرق والفصحى بنو رحم
= ونحن في الجرح والآلام إخوان

منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس