عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 36 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
كُتب : [ 14 - 06 - 2003 ]

من ص 256الى 270
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
ناصر العريني : *
من عرينات سبيع ، من حاضرة العارض ، يسكن قرية " العلب " في أعلى الدرعية ، وهو إمام أهل تلك القرية .
شاعر فحل ، غزير الشعر جيده ، طرق أكثر مجالات الشعر فأبدع فيها ، فقد نظم في الشعرالعربي والاجتماعات والوصف والغزل والمدح .
ومن أشهر قصائده " العروس " وهي عبارة عن فتاة تخيلها وتجول بها على أمراء وحكام الجزيرة لتحتار من تريد منهم ، فتعود الفتاة فتذمهم وأخيراً استقر قرارها على الأمير محمد بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود .
ومطلع القصيدة :
ون الحجر من ونتي يوم ونيت
أنا مصد مير الأقدار ميلات
عروس شكر ادور اللي تمنيت
والخد من نور القمر فيه شارات
وارخى على غر الثنايا يا خمارك
تلقين غيري دارب بالديارات
أمسى الضحى في عالي طويق وينت
من شوفتي غرو على شوف أشفيت
تقول يالبيطار وأنالك تعنيت
من بين النهود ومقصبان اليواقيت
قلت ابعدي عن سقى الله ديارك
يا ليت ربي ردعني نهارك

ثم حضى في شعره وأخذ يجول به على أمراء الجزيرة وحكامها شريف مكة فحاكم المدينة باشة الروم " الترك " فرئيس المنتفق ثم ابن صباح وابن رشيد وأمير بريدة وأمير عنيزة ، وفهيد بن شويه وفدغوش بن شوية ، وابن خليفة وابن ثاني وغيرهم .
وأخيراً محمد بن عبد الرحمن الفيصل :
كم جادل عذرا الشوفة توجد
يرد ولو كانت جموع مبناة

الياقضي صم الرمك يم سيلان
وإلا البحر إلى غصب ما فيه حيلات

دنه ودن المطوع وشاهد
والكيف طاب ربي نسوق البشارات
يا طاغية بالذين هذا محمد
اللي إلا هابوا هل الخيل ورد

ودي تشوفينه الياثار دخان
كنه عقاب هل يجول حوران

تقول هيد للشجاع أبو خالد
والسوق لك ياللي علينا مجاهد

وهي قصيدة طويلة " تبلغ 96 بيتاً " والتجول بالعروس " عروس الشعر " على الأمراء والفرسان فن معروف طرقه كثير من الشعراء ، ومنهم من يتجول بعروس الشعر على أهل البلدان ، وممن خلط بين الاثنين عبد الكريم الأصقة من أصل عين ابن فهيد ، فقد تجول بها البلدان ، داخل الجزيرة وخارجها ، فعافتهم جميعاً ، وأبت إلا أهل القصيم .
فيقول في مطلعها :
مغرى بتوليف الفنون اللجيبة
جاني من الأسباب ما ردني به
وأثر البلادي لا شا الله قريبة
قايد خشون الريم سمح الذويبه

من ديرة البصرة نصيتك جليبة
راعي مضيف ما يوني لهيبة
شفي بغيره راجح ريشي لي به
طبي بوسط السومة تخيري به
فزاعهم ما هب يطلب هريبه
لوحل بأطراف القرايا نهيبه


والافكل فيظهر الله نعيمه
ليت وله ليت ذرا التجي به
فرز الوغى لا لدهن بحريبه
قال الذي عن بدع الأفنان ما تاب
لا قلت عن طرد الهوى خاطري طاب
مجنب طرق البلاوي والأنشاب
عارضت من طرق الهوى تلع الأرقاب
ثم يقول :
قالت عروس الشعر لأنه أنت خطاب
ابن زهير أن كنت للغي طلاب
قالت ونعمين فلاشك ما ناب
هل الزبير إن كان خاطرك ما طاب
قالت هله حمارة حضروا جناب
فزاعهم ما هوب يظهر ورا الباب

ثم مضى في تجواله وأخيراً :
شفى موا القصمات كان البخت جابه
عبد الله اللي للمردات كسباب
مر لواحظ ناظره كنه حراب

ولناصر العريني ثمان وعشرون قصيدة على حروف الهجاء ، كل حرف قال عليه قصيدة .
وله قصيدة يتوسل فيها إلى ربه يدعو بالغيث والرحمة لبلاده :
كشاف ضر أيوب فتاح الأبواب
وأنا من الحيين مقطوع الأسباب
غابوا هل العبرة وهو عنه ما غاب
يوم اصبح النمرود للنار شباب
ساعة تجلى للجبل دك وأنذاب
والرجع يم ديارنا غبر الأشعاب
عامين ما خط القلم فيه كتاب
ما عاد يحكم عقب الالفين بانصاب
يا لله يا باني الحرم في يتهامة
يالله لا تجعل حياتي ندامه
يا مخرج ذا النون والنهم هامه
منجى خليل سبحت لـه عظامه
ناج الكليم وسمعه من كلامه
يالله عبيدك يرتجون السلامة
العلب اشوفه ما ظهر من كمامه
من عقب ما هو رقم شهر صرامه

وهذه قصيدة أخرى في نفس الغرض :
واخضر كل من هضيبه
لين ايست منه الخلائق يجيبه
طابور حربي دنا من هريبه
واللي حدر منا يجيهم جذيبه
يسقى لناذيك الفروع النجيبه
خلى صريع الطلح ما يلقي به
جمه على الطية يخضه عسيبه
يصبح لها عقب الشهابة عشيبة
بأطراف سحابة تنوع الربيبة
ما ذيره فقال عطب الضريبة
سقوى إلى حقت علينا السحابة
نو نواة الحي مما نوى به
لكن رعاده برايد سحابة
عله من البره إلى أقضا اللهابة
وعسى على الخمره تموه ربابة
رمز يرى بهم شجرها لوى به
ووادي حنيفة مد حبل الرجا به
وديارنا اللي من ملاقى شعابه
حتى النخل يشتاق هي شبابه
مقياظ غرو توزمة شبابه


وثاله في نفس الغرض وفي الغزل :
ينقاد من نوه كما الجيش قواض
وهبت شمال وكن يقفاه عراض
يا حيث به المغزل العين مقياظ
توضي كما الشيشة بد كان عواض
اردع محامل مشة الصدر رضراض
مشرب الدواء واهليج الطب ما عاض
نوف الردوف اللي يعرفن الأمراض
عزي يا نو على الأفق ناضي
عساه لا جا فوق حمران راضي
يسقى لنا شعبان وادي الرياضي
صافي الخدود اللي غشاها البياضي
ياللي تعرفون الملضى في لاضي
وش عاد لو جابوا طبيب يحاضي
أنا دواي المترفات المواضي

وكان هوى شاعرنا سعودياً ، وولاؤه لهم وللملك عبد العزيز ، لذلك أكثر من القصائد الحربية في مدحهم والافتخار بهم وذم أعدائهم والتحريض على مقاتلتهم . فمن ذلك :
ترجي بشير العز ياتيها
يوم زانت لأبو تركي معانيها
ريع الطير الأبرق في مغاليها
مثل ذيب الغنم لي ناد راعيها
صيدته ما تمادى حين يرميها
حيثهم يلحقون النفس طاربها
والسعد بامرو إليها يباريها
ما تعدى الركايب رجل واطيها
رشمته في يمينه برقوا فيها
من عطب لابتي تصفق بأياديها
وارخصت كل غالي في مطاويها
غايته يوم كل باير فيها
عد وبل السحابة من مناشيها
عين ياللي جزت والنوم ما جاها
وانجلى الهم عنها عقب بلواها
كم راية عقيد هد مبناها
شيخنا دملة السلطان شعاها
يوم جاعت سباع البر عشاها
دولة هل الحنيفي ترهب عداها
لابتي من قديم تسحن دواها
حية ذعذعت والموت يبراها
وابن متعب شباة الحرب خلاها
كم طموح تمنى شوف حباها
أيعت يوم شيخ الار ما جاها
شيخنا في الشريعة ما تعداها
سامعيني الند ا صلوا على طه

وله حربية أخرى يقول فيها :
ما طرا له ولامه بخاطره جابه
بالجحادر وعلوى زان مضرابه
ما تعدى حدود الشرع ما جابه
مثل سيف شطير يوم يومى به
من خطرنا تعشى حول ذبابه
شعل الحرب يا عزي لحرابه
تخافل كدر ابن سعود مشرابه
ضاعوا أهل المخالب عند مخلابه
بالثمن لي لفا ما الهند جلابه
طمى الأسفار ناوينه بمطلابه
قل له ترى من يسار العتش حرابه
والعدل في الرعي جدد كتابه
مع صلاة على المختار وأصحابه
راعي الفيل على من مراقيبه
ضبفه من شعا العربان تشعيبه
شيخنا كل فعله في مواجيبه
ناقل سم الاتبر من مخاليبه
دوك جو البكير ية عوى ذيبه
طرف الحول والعقبان تضوى به
كم عقيد يرجى الجود من صيبه
طير هوران شاقتني مضاريبه
والصندق محرشه من جلاليبه
هيه يا راكبين العوض للغيبه
من نصى شيخ سنجاره وأجانيبه
من شجاع يعادي من يعادي به
واذكر الله وباقي الشعر مالي به

ولشاعرنا حريبات أخرى كثيرة ، لو ذكرناها لطال بنا المقام ومن أراد الاطلاع عليها فليرجع إلى كتاب " اهازيج الحرب أو شعرالعرضة " .
توفي الشاعر حوالي سنة 1335هـ رحمه الله .
وليد بن شوية :
وليد بن فهيد بن شوية ، أمير العرينات وفارس سبيع المشهور .
ولد سنة 1312هـ ، وعاش مع قومه عيشة البدو مترحلاً من مكان إلى آخر ، ولما جاء الملك عبد العزيز ليعيد حكم آبائه وأجداده ساندت قبيلة سبيع وساعدته ، وكان من أبرزهم وليد بن شوية ، فلقد شارك مع الملك عبد العزيز في أكثر من ثلاثين معركة .
كان وليداً من الرماة الماهر والفرسان المعدودين ، عرف بالشهامة والشجاعة والنخوة ،وفيه يقول محمد الطمباوي :
تخفيق كدري تنشه حوايم
مشغول بالمطراس ما هوب نايم
في ساعة فيها تطير العمايم
يردها ما بين طايح وقايم
فعل لابوه من العصور القدايم
في ساة فيها تطير العمايم
يردها ما بين طايح وقايم
فعل لابوه من العصور القدايم
وخل وذرعانه عليها الخرايم
يجاهه ومعروفه وقوا العزايم
فيه الشحم والهيكل والبن دايم
الياقضبوا الرمك بالشكايم
عدوهم يمشي من الخوف هايم
يوم المراجل بين بايع وسايم
وناكل بهم واللي على الريق صايم
نثور الملحة وندمي اللوايم
يمشي وينزل في وسيع الخرايم
وكل على حق حصان الصرايم
يا راكب فرت يخفق تخانيق
راعيه منجوف يدل الطواريق
ملفاك أبو نايف زيون المشافيق
لا جا نهار الكون في همزة الضيق
له ما قف يرتاح به يابس الريق
ملفاك أبو نايف زيون المشافيق
لا جا نهار الكون في هزة المضيق
له ماقف يرتاح به يابس الريق
وكم واحد حقت عليه التحاقيق
أنجاه أبو نايف من الحبس والضيق
اللي محلهمدهل للمطاليق
مقدم بني عمه بفعل وتوافيق
وربعي هل الغلباء سبوفه دواليق
وربعي مرونه الغلب بالمزاريق
عنا يفكون الحلاق المفاليق
ولنا من السباق سلوم وطواريق
وقصيرنا كنه بروس الشواهيق
والمدح اليا جاء الفعل ما فيه تبريق

وقد ذكرنا عندما تحدثنا في فصل " ديار سبيع " عن شوية ، أن الذي بناها هو وليد بن شوية ، وابنه بعدما كبر تنازل لأكبر أبنائه عن إمرتها .
ولا يزال وليد إلى يومنا هذا موجوداً في شوية وقد تجاوز المائة بعامين – أطال الله عمره وأحسن عمله ، وأحسن ختاما وختاق ورفقاً للصالحات .
فهيد بن شوية :
فهيد بن هويدي بن فارس بن شوية ، أنجب جده فارس من الأولاد : هويدي وحرقان وسعيد ومطلق وفدغوش ، وقد قدمنا ترجمة فدغوش ، أما هويدي فقد أنجب فهيداً المترجم الآن .
وكان المفروض أن نترجم لفهيد في مادته في هذا الفصل في حرف
( الفاء) ولكني نسيت ، وعندما ترجمت لولده ذكرته .
أمير العرينات في وقته ، ولا أدري متى سنة وفاته ، ولكنها جزماً قبل سنة 1321هـ زار الملك عبد العزيز قومه ، وكان فهيد ميتاً .
وفهيد هو الذي يعينه العريني في " عروسه بقوله " :
هيا نهيف للحفر ننحر سبيع
تخيري لك واحد في العرينات

شماوي ما داس درب المناقيد
عليه من شكل الحكومة علامات
يا بنت أنا لك سامع العلم ومطيع
قوم نهار الكون ترخ المصاريع

هذا ابن شوية حامي الجاذية فهيد
عيدك فهد يوم العذاري لهن عيد

حيث عذاب الخيل في فدفد البيد
ذكرتني بفهيد وفهيد قد مات
كم شيخ قوم حوله من حصانه
والكبر في شرع العرب ما الجفوات تقول ما يحتاج أبو بدر تمجيد
يا ونتي ونة هزيل المعاويد
تقول نعم لغتنا علامه
وسبيع ما العربان فيهم جبانه

والحفر هو حفر العتك وتسمية العامة " العتش " وهو من ديار سبيع وأكثر من فيه العرينات ، وقد تكلمنا عنه فيما مضى .
وجبانه التي في البيت الأخير ، ليست المقصود بها الجبن والخوف وقلة الشجاعة ، لا بل تعني معنى آخر بعيد كل البعد عن هذا المعنى ، ثم إن الشاعر يمدح فهيد بالشجاعة الذي قبل هذا البيت مباشرة .
وبعد فهؤلاء من وفقني الله لذكرهم هنا من شعراء سبيع وفرسانهم وليس هذا إحصاءاً لهم أو حصراً ، لا فالخلق لا يحصيم إلا الخالق ولكن هؤلاء من ساعفتني المراجع القريبة ، والمعلومات الحاضرة بذكرهم والترجمة لهم .
وبقي أعداد كثيرة غيرهم كبادي بن دبيان وابن عبلان والطويل وبشير العوام ، ومحمد الطمباوي وفريج الرفيس وأبرق نفيش وصنيدع بن علوش
( قتل 1037هـ ) ومهنا بن شلية وضويحي ين شلية ، وعشرات غيرهم من الحدارية أهل العارض أو من سبيع القبلة أهل رنية والخرمة وتلك الديار .
ولعله إن توفرت في المستقبل معلومات كثيرة عن هؤلاء أن أتفرغ ، وأصنع له تراجم ألحقتها بهذه التراجم .
شاعرات سبيع
وأما شاعرات سبيع فكثر من أشهرهن : اوسيما العامرية ، وزمانها في آخر القرن الحادي عشر .
ذكروا من أخبارها أنه وقعت حرب بين سبيع والدواسر وانتهت بانتصار سبيع .
وبعد مدة كبر أولاد القتلى من الدواسر ، فحرضهم ناصر المبيعيج الشجاع المشهور على أخذ الثأر ، فأعدوا عدتهم من الخيل والسلام ، وأغاروا بقيادة عامر بدران على قبيلة سبيع في يوم عيد ، فانتصر الدواسر وشفو غليلهم وقتلوا أخوة أوسيما العامرية التسعة ، ونبوها السبعة فقالت تبكيهم :
عند العشي والدمع منها بدايد
وتستر بالغرقا كبود غدايد
واعوي عواه بنايفات الفرايد
في دقل سمعين الوجيه آل زايد
غدا بينهم يوم اختلاف الوعايد
واليوم قومي به هبوب الشدايد
وزرع الشتا عقب الوداع الحصايد
قالت أوسيما العامرية وأشرفت
والله لو لا ذلة تشمت العدا
لا عوي عوا السرحان في حر هدية
على سبعة عيال مع تسعة أخوة
بشر غدا عند المبيعيج ناصر
يا طول ما بيتي مرب لهجمه
مايا من المضهود قوم تغره


وأوسيما هي التي عناها محمد بن أحمد السديري – رحمه الله – في ملحمته الزايدية ، بقوله – وكان يفتخر بشجاعة قومه :
جفت سبيع من عويل بكاه
تعشوم اللي بالحروب عصاه
تشهد على ما قلته العامرية
تبكي على فتخان الإيمان غلمة

ولقد نظر الأمير السديري – رحمه الله – بعين واحدة من ثقب ضيق فحق له أن يقول له ما يقول .
وملحمة السديري طويلة ورائعة مطلعها :
وداعي غرامه للغرام دعاه

لها المجد زايد بالدفاع بناه
طريق المعامي للدخيل مشاه
عن الله عن قلب تزايد عناه
ومنها :
يا ناشد مني وأنا لي قبيلة
وكل مقام المجد عامر وشيده

ومن شواعر سبيع أيضاً ابنة عم سعد بن قطنان ، وقد قدمنا قصيدتها في ترجمته .
والجازي السبيعة ، وذكروا من خبرها : أنها كانت يتيمة عند عمها
" رديني " فزوجها أمير المجمعة فكرهته ، وقيل أنها اكلت السم وماتت .
وأنشدت هذه الأبيات تبين مدى كراهيتها للقصور وعيشة الحضر ، وأنها تفضل الانطلاق مع قومها في ميدان الحمرية والهواء والمطلق والفضاء الفسيح الذي ينعم به ابناء البادية :
أخير من رجل بليتني بلا ماه
أخير من قصر ابن عسكر ومبناه
قبري على درب المظاهير تاطاه
لقيت بأكل السم يا عم راحه
شفي سبيعي يتالى طياحه
إن مت حطوني بوسط البياحة

ومنهن أيضاً نورة السبيعية ، من الأعزة ، ولها قصيدة تمتدح بها ذوي الشجاعة وذم الجبناء :
ما يداني رجل سواق تنوشه
والدريول شد سكانه يهوشه
كن قلبي من عراويه يمشوشة
لا تردن خليف لو كثرت متروشه
ما نريد العرس لو ما به معوشه
ما درى أن العلم تلفي به طروش
راكب اللي لا مشى يسهي سهيان
إن عطا لـه مع طمان أو بيان
قاصد اللي عقبهم عفت المكان
هيه يالبيض الغنادير الزيان
عقب أبو فراج وذربين اليمام
ترك اللي يوم جاه النب جاني

وهذه شاعرة أخرى من سبيع ، لا تسعفنا المراجع في ذكر اسمها ، عندما اعترض طريقها أحد الجهال ، وقال لها ما اعتبرته مساً بكرامتها وعفتها المصونة ، قالت هذه الأبيات توبخه فيها :
كريم شجاع بينات فعايله
ومحذي ضعيف عادمات رحايله
ضلوع ذيب يابسات بلايله
يا خايب فعل الرداهي مصايله
أنا حليلي من سبيع مجرب
فكاك ربعه باللقاء من عدوه
قرم إذا قب الهواجيب ثوبه
اخرج ولا تعتاد هذي ومثلها


ومنهن أيضاً رقية الحميد الصالح العريني ، كانت تسكن البدائع من قرى القصيم ، وذات يوم سمعت حنين ( حاش ) من الإبل يحن لفقدان أمه ، فتذكرت زوجها الذي توفي حديثاً ، فأهاج ذلك حزنها وقالت :
بليل ذكرته في حنين لحاشي
مثل المطر لاجا نهار الحشاشي
ذكرتني خلي إذا جيت ماشي
في جنة الفردوس هلوا المعاشي
برحمة المولى وسيع الفراش
ودي بهم وإلا ترى الرزق ماشي
ما مرة بالعمر للجار هاشي
البارحة عني لذيذ الكرى طار
وخلى دموعي فوق الأوجان نثار
يا بو علي تكفى ارمي العود بالدار
لعل عظمه ما يجي واهج النار
عساه من الجنة بالحور يختار
وأنا يخي لي هل الجود والكار
ابكي خليلِ ما يغثي على الجار


وهذه إحدى نساء سبيع ترى زوجها واسمه جويعد من عجمان الرخم ، من سبيع . تقول :
دايم تهل دموعها كل ساعة
لا روحت مثل الظليم الزعاعة

وحبل العنان مدرع في ذراعه
صوته لاهل جرد السبايا مراعه
العين عقب جويعد عافت النوم
تبكين ملحا فوقها التي مركوم
إلى أن قالت :
ياما تقلد عندها السيف من يوم
رفق على الصاحب طفق على القوم

وهناك شاعرات أخر غير من ذكرت ، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق .
وقبل أن أختم هذا الفصل أحب أن أنبه إلى وهم وقع فيه الشيخ حمد الحقيل في كتابه " كنز الأنساب ومجمع الآداب " . حيث نسب الفارسة المشهورة غالية إلى قبيلة سبيع ، والصواب أنها بقمية وليست سبيعية – رحمة الله عليها - * .


وأخيراً

فهذا جهد المقل أقدمه على تواضعه إلى صاحبي الكريم راجياً منه ، ومن القراء الأكارم إبداء ما يرونه من ملاحظات لتفاديها في وقت لاحق .
واعتذر عما في الكتاب من قصور ، وعلى كلٍ فالفصور من طبع البشر ، والكمال لمن له الكمال سبحانه ، نسأله الإخلاص في القول والعمل .
والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

قاله وكتبه
سليمـان الحديثـي


رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي

التعديل الأخير تم بواسطة الجبري ; 29 - 11 - 2003 الساعة 21:17