عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 19 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من زهديات الشعراء

كُتب : [ 05 - 12 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

من زهديات الشاعر الكبير / محمود سامي البارودي

كل حى سيــموت
= ليس فى الدنيا ثبوت

حركات سوف تفنى
= ثم يتلوهــــــا خفوت

وكلام ليــــس يحلو
= بعـــده الا الســــكوت

أيها السادر قل لي
= أيـن ذاك الجبـــــروت

كنت مطبوعا على النطق
= فما هذا الصموت ؟

ليت شعـــرى ، أهمـــودٌ
= ما أراه ، أم قنوت ؟

أين أملاك لهــــم فــــي
= كل أفــــق ملكــوت

زالت التيجـــــــان عنهم
= وخلت تلك التخـوت

أصبحت أوطانهــــم من
= بعدهم وهي خبوت

لا سميــع يفـقه القـــول
= ولا حـي يصـــــوت

عمــــــــرت منهم قبور
= وخلـــت منهم بيوت

لم تذد عنهم نحوس الدهر
= إذا حانــت بخـــوت

خمدت تلك المساعـي
= وانقضت تلك النعوت

إنما الدنيــا خيـــــــــال
= باطل ســـوف يفوت

ليس للانسان فيهــــــا
= غير تقوى الله قوت

وإليكم هذه الأبيات التي أعجبتني للفتى القرشي الّذي تتلمذ على يد معلمه وكيع فقال :-

العلم مغرس كل فخر فافتخر
= واحذر يفوتك فخر ذاك المغرس

واعلم بأن العلم ليس يناله
= من همه في مطعم أو ملبس

إلا أخو العلم الذي يعنى به
= في حالتيه عارياً أو مكتس

فاجعل لنفسك منه حظاً وافراً
= واهجر له طيب الرقاد وعبس

فلعل يوماً ان حضرت بمجلس
= كنت الرئيس فخر ذاك المجلس

ومن روائع الشاعر الحكيم / أبـي العـتاهية

إذا ماخلـوتَ الدهـر يوماً فلا تقل
= خلـوتُ ولكـن قـل علي رقيبُ

ولا تحسـبن الله يغـفل مامضـى
= ولا أن مايخـفى علـيه يغـيبُ

لهـونا لعمـر الله حتـى تتابعـت
= ذنـوب على أثـارهـن ذنـوبُ

فـيا ليت أن الله يغـفر مامضـى
= ويـأذن فـي تـوباتـنا فنـتوبُ

إذا مامضى القرن الذي كنت فيهم
= وخلفـت فـي قـرن فأنت غريبُ

وإن أمرأ قـد سار خمسـين حجة
= إلـى منهـل مـن ورده لقـريبُ

نسيـبك مـن ناجاك بالـود قلـبه
= وليـس لمن تحـت التراب نسيبُ

فأحسن جـزاء ما اجتهـدت فإنما
= بقرضك تجزى والقروض ضروبُ

قال الشاعر / أبو حسن التهامي :

حكم المنية فـي البريـة جـارِ
= مـا هـذه الدنيـا بـدار قـرار

بينا يُرى الإنسان فيهـا مخبـرا
= حتى يُرى خبـرا مـن الأخبـار

طُبعت على كدرٍ وأنـت تريدهـا
= صفـوا مـن الأقـذاء والأكـدار

ومكلـف الأيـام ضـد طباعهـا
= متطلب في المـاء جـذوة نـار

وإذا رجـوت المستحيـل فإنمـا
= تبني الرجاء على شفيـر هـار

فالعيـش نـوم والمنيـة يقظـة
= والمـرء بينهمـا خيـال سـار

فاقضوا مآربكم عجالا إنما
= أعماركم سفرٌ من الأسفار

جاورت أعدائـي وجـاور ربـه
= شتان بيـن جـواره وجـواري

ثوب الرياء يشف عمـا تحتـه
= فإذا التحفـت بـه فإنـك عـار

شيئـان ينقشعـان أول وهلـةٍ
= شرخ الشباب وخُلـة الأشـرار

نزداد هما كلمـا ازددنـا غنـىً
= والفقر كل الفقـر فـي الإكثـار

ما زاد فوق الزاد خلَّـف ضائعـا
= فـي حـادث أو وارث أو عـار

ومن الرجـال معالـم ومجاهـل
= ومن النجوم غوامـض ودراري

والناس مشتبهون فـي إيرادهـم
= وتباين الأقـوام فـي الإصـدار

لو أبصروا بقلوبهم لاستبصـروا
= وعمى البصائر من عمى الأبصار

ولربما اعتضد الحليـم بجاهـل
= لا خير في يمنـى بغيـر يسـار

قال الشاعر الحكيم / أبو العتاهية رحمه الله هذه القصيدة العصماء ( لعَمْرُكَ ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ ) :

لعَمْرُكَ ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ ؛
= كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ

فلا تَعشَقِ الدّنْيا ، أُخيَّ ، فإنّما
= يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ

حَلاَوَتُهَا ممزَوجَة ٌبمرارة ٍ
= ورَاحتُهَا ممزوجَة ٌبِعَناءِ

فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَة ٍ
= فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ

لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً ؛
= وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ

وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَة ٌ
= وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ

ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ
= ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ

ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدة ٍ
= ويومُ سُرورٍ مرَّة ً ورخاءِ

وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ ؛
= وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ

أيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْ لريبِهِ
= يخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّ إخَاءِ

وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَة ٍ
= وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ

إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى
= فَحَسْبِي بهِ نأْياً وبُعْدَ لِقَاءِ

أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَى
= بَهاءً ، وكانوا ، قَبلُ ، أهل بهاءِ

وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَة ٍ،
= وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ

يعِزُّ دفاعُ الموتِ عن كُلِّ حيلة ٍ
= ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواءِ

ونفسُ الفَتَى مسرورَة ٌبنمائِهَا
= وللنقْصِ تنْمُو كُلُّ ذاتِ نمَاءِ

وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ
= حَبَوْهُ ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ

أمامَكَ ، يا نَوْمانُ ، دارُ سَعادَة ٍ
= يَدومُ البَقَا فيها ، ودارُ شَقاءِ

خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ ، فلا تنمْ
= وكُنْ بينَ خوفٍ منهُمَا ورَجَاءُ

وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا
= ولكِنْ كَسَاهُ اللهُ ثوبَ غِطَاءِ

ودخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟! فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلا , وللإخوان مفارقا , ولسوء عملي ملاقيا , ولكأس المنية شاربا , وعلى الله واردا , ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :

ولما قسـا قلبي وضاقـت مذاهبي
= جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما

تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
= بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
= تجـود وتعـفـو منــة و تكـرمـا

منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

أخي الكريم / خيال العرفا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بقصائد الشعراء الزهدية رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .



رد مع اقتباس