إصدار يوثق بالصور 458 نباتا بريا
د. خالد بن محمد الفهيـد - - - 06/12/1427هـ
وهب الله هذه البلاد ثروة نادرة من النباتات البرية والزهور وأشجار الغابات الجبلية والطيور الصحراوية وسلالات الحيوانات التي ارتبطت منذ الأزل بنمط الحياة في شبه الجزيرة العربية، والمملكة تتميز بمقومات طبيعية وبشرية مختلفة تخلق نوعا من الاختلاف والتميز البيئي بين المناطق، والبيئة الصحراوية على وجه الخصوص شديدة القسوة على الكائنات الحية إلا أن الكائنات المهيأة للبقاء في مثل هذه البيئة تجد ملاذا آمنا من منافسة الأنواع غير المتكيفة مع هذه البيئة، والعوامل المحددة للأحياء النباتية في صحاري المملكة تتمثل في ندرة المياه وارتفاع شدة الضوء المصحوب بارتفاع في درجات الحرارة صيفا وانخفاضها شتاء والتذبذبات الحرارية اليومية، ولتتمكن النباتات من البقاء في مثل هذه البيئة فإنها اكتسبت بعض التحورات. فمثلا لا تظهر أعداد كبيرة من النباتات الحولية إلا بعد سقوط الأمطار وإذا تعرضت لنقص في الرطوبة فإنها تبقى متقزمة وتنتج عددا قليلا من الأزهار وتعقد البذور ثم تموت، أما إذا كانت كميات الأمطار مناسبة فإن هذه الحوليات تزيد في الارتفاع أو في المحيط منتجة كميات كبيرة من البذور. وتكتسي الصحاري بالألوان الزاهية بالعديد من النباتات الصحراوية بعد سقوط الأمطار وجريان السيول وترسم لوحات فنية تختلف من نبات لآخر، وهناك جهود متناثرة للتعريف بمكنون هذه الصحاري من الموارد الطبيعية ولعل آخرها إصدار مركز أبحاث الإبل والمراعي في الجوف التابع لوزارة الزراعة لكتاب متميز يوثق بالصور نباتات برية في مراعي شمال المملكة والمتكون من 246 صفحة اشتملت على 458 صنفا من النباتات البرية ووصفها بأشكالها وأحجامها وألوانها المختلفة وتتبع العديد من الفصائل النباتية وعددها 44 فصيلة من فصائل النباتات البرية منتشرة في صحاري شمال المملكة وتكيفت مع ظروفها البيئية، تتوزع حسب انتشار كل فصيلة في مراعي شمال المملكة، وبين المؤلف لهذا الإصدار الأستاذ حمدان بن عجيريف الحسن أن هذا الإصدار غطى القطاع الأوسط من شمال المملكة وعلى مساحة تقدر بقرابة 200 ألف كيلومتر مربع شملت منطقة الجوف وأجزاء من مناطق تبوك، حائل، وعرعر كما تشمل أجزاء أوسع في النفود جنوبا والحجرة شرقا، والمنطقة بمجملها تعتبر ضمن حوض النفود الرسوبي وتشمل عددا من الوحدات المميزة هي: الجوبة، الطويل، النفود، بسيطا، وادي السرحان، الحرة، الحماد، الوديان، الحجرة، واللبة. وتشمل هذه الوحدات عددا من البيئات المميزة، أهمها تكوينات الرمال، الهضاب ذات الصخور الرملية، الهضاب ذات الصخور الجيرية، الجبال، الحرات، السهول الحصوية، والسهول الرملية، والشعاب، والأودية، الفياض والحباري, وأخيرا السبخات. فشكرا لوزارة الزراعة لمثل هذه الإصدارات المتميزة وشكرا للأخ حمدان على هذا الجهد الرائع. إلا أنه بالرغم من الجهود المبذولة سواء من الجهات الحكومية المختلفة ذات العلاقة أوالأفراد للتعريف بالنباتات البرية في مناطق المملكة المختلفة إلا أن الوضع يحتاج إلى المزيد للتعرف على الجوانب المختلفة لهذا النوع من الموارد الطبيعية كأعلاف ودرجة سميتها وتأثيرها في المواشي وكيفية الاستفادة منها كمورد استثماري بالاستفادة منها كمدخلات عطرية وطبية.
Kalfuhaid@hotmail.com