عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
سرطان التعصب والعصبيات المنظمة

كُتب : [ 26 - 04 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ / عائض القرني

يهدد مجتمعنا اليوم سرطان العصبية القبلية التي أصبحت تُثار بشكل بشع ممقوت ، يقوم بذلك بعض الشعراء الشعبيين العوام تساندهم بعض القنوات التي لا تفكر في العواقب ، فأصبحنا نُمطر صباح مساء بقصائد هوجاء يمدح بها الشاعر قبيلته ويمجدها ويرفعها فوق النجوم وكأن هذه القبيلة صاحبة البطولات في بدر والقادسية واليرموك ويعرِّض بغيرها من القبائل .

وإذا نظرت إلى هذا الشاعر وجدت تعليمه لا يتجاوز ( خامس ليلي ) من محو الأمية ، في يساره سيجارة يشعلها بسيجارة ، قد تفحِّمت أسنانه واسودت شفتاه وأعفى شنبه حتى وصل أذنيه ، ثم تقوّس حتى كأنه قرن خروف نعيمي ، لماذا هذه الصرخات القبلية والعصبية الجاهلية ؟ لماذا تُثار الآن بعدما وحّدنا الإسلام ثم اجتمعنا تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟ هل يؤمن هؤلاء حقاً بمبدأ ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الله أعلم بما في قلوبهم ، أنا أعرف أن الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقِهوا ، لكن أن نسلم ديننا ومبادئنا ووحدتنا واجتماع شملنا لبعض الشعراء الجهلة السفهاء وبعض القنوات التي لا تفكر إلا في الشهرة وابتزاز الأموال فهذا أمر خطير ، جد خطير . أنقذوا البلاد والمجتمع من سرطان العصبية القبلية ومن ريح العنصرية الجاهلية ، سمع رسول الله رجلين يفتخران بالقبيلة على حساب القبيلة الأخرى فقال : « دعوها فإنها منتنة ».

من أشد الحرام أن نربي أجيالنا على النعرات الجاهلية ، ومن أعظم المنكر أن نسعى في هدم كيان الدولة المسلمة بمعاول الهدم والتفرقة ، عيب علينا أن نفرّق الصف بالفخر بالقبيلة والتعريض بالقبائل الأخرى ، إن الفاسد في حياته والمحبط في نفسه والذي يشعر بمركَّب النقص يريد أن يعوّض ذلك بمدح قبيلته فحسب ، وإضفاء الثناء عليها وحدها ، وإهمال غيرها من القبائل .

إن المجتمعات التي ما زالت القبائل فيها تكوِّن بذور المجتمع كدول الخليج عموماً سوف تقع فريسة لهؤلاء الحمقى الذين سوّل لهم الشيطان تقديس القبيلة ، حتى أن بعضهم لا يحفظ له قصيدة في الثناء على الله عز وجل أو الدفاع عن رسوله المصطفى والمجتبى ، أو الإشارة بالرسالة الخالدة ، أو الدعوة لمكارم الأخلاق أو التنويه بالوحدة وجمع الكلمة ، وإنما قصائده كلها نعرات جاهلية وعصبية قبلية ، فمثل هذا يُوقف عند حده ولو قالوا له : لا تلعب بالنار أيها السفيه . فمثلاً نحن في المملكة العربية السعودية جمعنا الله بفضله في كيان واحد ودولة واحدة فضلاً من الله ونعمة وكنّا قبلا نتقاتل ونتهاجى بأبشع السّب وأقذع الشتم حتى قامت القبائل ببناء حصون الحرب مع القبائل الأخرى وما زالت بعض هذه الحصون قائمة للعيان وأدعو إلى هدمها ؛ لأنها تذكر بالإحن والعداوات والثأر ، فلما تمّت الوحدة واجتمع الشمل صار الثناء على الكيان كله والمدح للمجتمع بأسره حتى استيقظ الشيطان في رؤوس بعض الشعراء الأغبياء فقاموا بتقسيم البلاد في قصائدهم وتشتيت الشمل في أبياتهم وعادوا إلى كهنوت القبلية ونسوا الدين والدولة وأغفلوا التوحيد والوحدة ، ولو كان عمر حيّاً لبطح الواحد منهم على بطنه وأدبه بالدِّرة حتى يخرج وساوس الشيطان من رأسه . ماذا نفع أبا لهب الهاشمي القرشي نسبه ؟ وماذا ضرَّ بلال بن رباح المولى الأسود الحبشي نسبه ؟ أيها الشعراء احترموا أنفسكم ، ارفعوا رؤوسكم، طهِّروا ألسنتكم ، قبل أن تؤدِّبكم سياط الدولة ، ومن أنذر فقد أعذر ، نحن أمة واحدة ، ربنا واحد ، ورسولنا واحد ، وديننا واحد ، وقبلتنا واحدة ، فلماذا التفرقة والعنصرية والدعوة الجاهلية وبث بذور الفرقة والفتنة : مجـدنا ملـحمة عنـوانها - نـحن في بـدرٍ قتلنا الوثنا وطنـي لا وطـن يشبهـه - تعشق الأوطـان هذا الوطنا . نقلا عن صحيفة " الشرق الأوسط " اللندنية .

الدكتور / مرزوق بن تنباك يحذر من عصبيات منظمة :

في محاضرة ألقاها في خميسية الشيخ / حمد الجاسر « ابن تنباك » يحذّر من « عصبيات منظمة ».

أكد الدكتور مرزوق بن تنباك أن الانغلاق الفكري حالياً أكثر منه منذ 30 سنة ، واصفاً العصبيات قبل ظهور الدولة بأنها عصبيات فوضى « تحولت إلى عصبيات منظمة بعد ظهور الدولة ». وقال في محاضرة بعنوان « العصبية وأثرها الإجتماعي » ألقاها في خميسية حمد الجاسر صباح أمس : « إنها عصبية بيروقراطية لا تحقق مفهوم المواطنة الحقيقي والمثالي ، الذي يرتكز على شعور المواطن بتكافؤ الفرص ». وتابع ابن تنباك « أنه إذا لم يرتفع صوت المصلحين لتحقيق مواطنة حقيقية يقودها أصحاب كفاءات من جميع أرجاء الوطن ، فإن الأمر سيشكل أثراً كبيراً على المجتمع ». ولفت ابن تنباك في محاضرته ، التي شهدت حضوراً جيداً ، إلى أن « أشكال العصبيات يكشفها الناظر لجغرافية المنطقة ، وعلى رغم أن الوحدة جمعت كل العصبيات القروية والقبلية ضمن إطار مواطنة واحد ، إلا أن هناك عصبيات انبعثت عن طريق استحواذ فئات على الكثير من المقدرات وسيطرتها على المركز الاقتصادي ومزايا التعليم في البداية ، عن طريق الموظفين والتنفيذيين الأوائل وأدت إلى وجود تكتل هائل لعصبية نفعية تعتمد على المعرفة والقرابة في الوزارات الحكومية ». وأضاف أن « استحكام عصبية المال أظهر ما آل إليه المجتمع حالياً ، إذ انقسم إلى فئة تدير أرقاماً خيالية وتمسك بزمام الأمور ، وأخرى تمثل مجتمعاً كبيراً اتسعت مساحة الحاجة والفقر والبطالة فيه ، وهو الأمر الذي أدى إلى ظواهر اجتماعية كاختفاء قيم الكسب والإعتماد على النفس والكفاءة ، لتحل محلها المحسوبية والإتكالية واستغلال الفرص وظهور طرق سريعة للكسب ، كما ظهرت شجرة العائلة وبيت العائلة وصندوق العائلة ، ضمن حراك اجتماعي أهمل ما لا يمكن إهماله ، وتمكنت فئة قليلة من احتكار الفرص ، حتى أصبحت الكفاءة ينظر لها في فئة معينة من دون غيرها ، إضافة إلى أن الطفرة سببت إرباكاً للفاعل الإداري ، حتى أصبحت البطالة نموذجاً على رغم أن الدولة تملك ثروات هائلة ». ووصف ابن تنباك الموطنة بأنها « مطلب مثالي ومن أضبط المقاييس لنهضة وتطور المجتمعات ، لناحية منح الحقوق المتساوية ، لكن يبقى الأمر مرهوناً بالتطبيق . ما يحدث الآن هو إلغاء لمناطق وقبائل ، على رغم وجود كفاءات عالية ، إن هناك أنماطاً تصنع الحراك الاجتماعي الفاعل ، تتمثل في النقابات والأحزاب والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني ». وتابع ان عدم وجود هذه الأنماط « أخفى ظهور كفاءات كثيرة في تلك المناطق والقبائل » مشيراً إلى أنه كلما زاد تطور المجتمع من دون هذه الأنماط « صعب البحث عن كفاءات تسهم في رقي المجتمع » معتبراً السعودية « حالة خاصة لعدم وجود مؤسسات ، تساعد في البحث الحيادي عن القيادات والكفاءات للعمل البناء على غرار الدول الغربية ». وفي المداخلات ، وصف الدكتور / سعيد باسماعيل المحاضرة بأنها « نموذج مميز للحديث عن مفهوم العصبية وتدرجها التاريخي » وقال إنها « يجب ألا توجد في المجتمعات المدنية » كما أشار باسماعيل إلى أن الحروب « تقوم الآن على العصبية الفكرية » ووصف العصبية القبلية بأنها « من أضعف أنواع العصبيات على رغم اتهامها بأنها سبب التأخر ». وقسم / محمد الأسمري العصبيات إلى عصبية منتجة تدعو للتناصر والتعاون ، كمثال عصبة الدم والدية ، وأخرى منتنة تجلت في القنوات الفضائية الخاصة ، والتي أعادت النعرات القبلية . فيما فرّق الكاتب / محمد السحيمي بين القبلية والعصبية ، قائلاً إن القبيلة « نظام عربي أوحد قائم على التعددية والتنظيم في القبائل الكبيرة أو عند الحاضرة ». وتحدث / محمد العنزي عما سماه « عصبية المنافع الذاتية خصوصاً فيمن يقود القبائل » وطالب « بضرورة تفعيل دورهم في تثقيف أفراد قبائلهم ». وقال / عبدالله الشهيل : « إن الأمن وتوفير الخدمات لا يكفيان لتذويب العصبية » وأضاف أن ذلك « يتطلب مشروعاً حضارياً طويلاً يضمن إعطاء حق الاختلاف ». وطالب الشهيل « بضرورة وجود عمل مؤسسي يساعد في تذويب عصبيات الأيديولوجيات ». وأشار اللواء متقاعد / عبدالله السعدون إلى أن التعليم للأسف لم يساعد في حل مشكلة العصبيات ». منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 25 - 10 - 2008 الساعة 23:06
رد مع اقتباس