من شروط الجهاد المعروفة المشهورة: أنه إذا أغلقت الأبواب تجاه تبليغ الدعوة إلى الله، ومنع الناس من دين الله، فحينئذ تشرع الجهاد تحت راية إمام مسلم -عارف بالشرع والواقع- ضد القوى الظالمة الكافرة التي تسد طريق الدعوة وتمنع الناس من الدخول في هذا الدين العظيم، ولإنقاذ المظلومين المضطهدين والدفاع عن حقوقهم وإقامة العدل بين الناس عموما.
فلا بد في الجهاد من القيادة الرشيدة بأن يكون تحت إمرة إمام عالم بالشرع والواقع السياسي والعسكري وغيرهما ومعروف بإخلاصه وتقواه وحبه للتضحية في دين الله، أو أن يكون القائد الميداني والسياسي تابعا لمثل هذا العالم الرباني. وإلا فإن تسرع مجموعة من الشباب المتحمس في هذا الباب وتصدرهم للقيادة وهم غير مؤهلين لها إطلاقا ولا هم قادرون لجمع الكلمة والترتيب والتنظيم، مثل هذا لا يعتبر من الجهاد وهم آثمون في تصرفهم هذا. فإن ضررهم أعظم من نفعهم، وعواقب حركاتهم وخيمة خطيرة.
ومن أهم القواعد الشرعية مراعاة المصالح والمفاسد؛ فمتى ما كانت المصلحة راجحة لصالح الإسلام والمسلمين في أمر من الأمور فإنه يجب الأخذ به، ومتى ما كانت المصلحة مرجوحة والضرر الناتج من العمل به أكبر وأعظم فإنه يجب دفعه والابتعاد عنه والتحذير منه.