رد : التاريخ الجاهلي
كُتب : [ 17 - 07 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
أهمــية التــاريـــخ :
أمة لا تعرف تاريخها .... لا تحسن صياغة مستقبلها ..... صنف العلماء التاريخ ضمن العلوم التي تخدم الشريعة الإسلامية ، إذ أن َصِلَته بعلم الحديث لا تخفى ولذلك قيل ( لم يُستعَن على الكذابين بمثل التاريخ )، وقال سفيان الثوري رحمه الله : " لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ " لذلك صارت منزلة التاريخ منزلة عظيمة يقول ابن الأثير رحمه الله : " ومن رزقه الله طبعاً سليماً وهداه صراطاً مستقيماً علم أن فوائدها ـ أي فوائد دراسة التاريخ ـ كثيرة ومنافعها الدنوية والأخروية جمة غزيرة " لما كان التاريخ مرآة الأمم ، يعكس ماضيها ، ويترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها ، كان من الأهمية بمكان الاهتمام به ، والحفاظ عليه ، ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً ، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم . فالشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها، إذ به قوام الأمم ، تحيى بوجوده وتموت بانعدامه . ونظراً لأهمية التاريخ في حياة الأمم، فقد لجأ أعداء هذه الأمة - فيما لجؤوا إليه - إلى تاريخ هذه الأمة ، لتفريق جمعها ، وتشتيت أمرها ، وتهوين شأنها، فأدخلوا فيه ما أفسد كثيراً من الحقائق ، وقلب كثيراً من الوقائع ، وأقاموا تاريخاً يوافق أغراضهم ، ويخدم مآربهم ، ويحقق ما يصبون إليه . وهذا المقال سيكون بمثابة مدخل بسيط لهذا الموضوع نقصر القول فيه على بيان أهمية التاريخ في حياة الأمم عموماً وحياة المسلمين خصوصاً فنقول :
1- التاريخ يعين على معرفة المتعاصرين من الناس ، ويسهم في تحديد الصواب من الخطأ حال تشابه الأسماء والاشتراك فيها .
2- التاريخ الموثق يُمكِّن من معرفة حقائق الأحداث والوقائع ومدى صدقها ، كما حصل في كتاب أشاعه اليهود أن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط فيه الجزية عن أهل خيبر ، وفيه شهادة معاوية وسعد بن معاذ ، وعند التحقيق والتدقيق يتبين لنا أن معاوية أسلم بعد الفتح ، وسعد قد مات يوم بني قريظة ، قبل خيبر بسنتين ، وبهذا نعلم عدم مصداقية هذا الخبر .
3- التاريخ يعين على معرفة تاريخ الرواة ، من جهة وقت الطلب واللقاء ، والرحلة في طلب العلم، والاختلاط والتغير ، وسنة الوفاة ، وحال الراوي من جهة الصدق والعدالة
4- التاريخ له أهمية في معرفة الناسخ والمنسوخ ، إذ عن طريقه ، ومن خلاله يعلم الخبر المتقدم من المتأخر .
5- التاريخ تُعرف به الأحداث والوقائع وتاريخ وقوعها ، وما صاحبها من تغيرات ومجريات .
6- التاريخ يعين على معرفة حال الأمم والشعوب ، من حيث القوة والضعف، والعلم والجهل، والنشاط والركود ، ونحو ذلك من صفات الأمم وأحوالها .
7- التاريخ الإسلامي صورة حية للواقع الذي طُبق فيه الإسلام ، وبمعرفته نقف على الجوانب المشرقة في تاريخنا فنقتفي أثرها ، ونقف أيضاً على الجوانب السلبية فيه فنحاول تجنبها والابتعاد عنها .
8- التاريخ فيه عظات وعبر ، وآيات ودلائل ، قال تعالى : { قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } ( الأنعام :11).
9- التاريخ فيه استلهام للمستقبل على ضوء السنن الربانية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي أحدا .
10- التاريخ فيه شحذ للهمم ، وبعث للروح من جديد ، وتنافس في الخير والصلاح والعطاء
11- التاريخ يبرز القدوات الصالحة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ، وتركت صفحات بيضاء ناصعة ، لا تُنسى على مر الأيام والسنين .
12- ومن أهم ما تفيده دراسة التاريخ معرفة أخطاء السابقين ، والحذر من المزالق التي تم الوقوع فيها عبر التاريخ ، أخذاً بالهدي النبوي فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ) متفق عليه . منقول وانتم سالمون وغانمون والسلام .
|