عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
سبع الهضب
عضو
رقم العضوية : 40218
تاريخ التسجيل : 24 - 12 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 4 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : سبع الهضب is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد الأشقر على القداح ( بلاد ونسب بني شبابة ) رد /علمي/دقيق/حاسم

كُتب : [ 25 - 12 - 2009 ]

اخواني رواد هذا الصرخ الشامخ بكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من دواعي سروري إنضامي الى هذه الكوكبة الراقية .


اخواني الأعزاء
قد قرأنا في بعض المنتديات وفي بعض صفحات مجلة العرب مانشر عن " شبابة " وعن نسب عتيبة الجديد الذي أخترعه
الباحث القداح الذي يرجعها الى كنانة القبيلة العريقة . وقبيلة عتيبة من صلب هوازن كما قال بذلك المؤرخون وموروث القبيلة .
ولقد كنت مهتم لهذا الجانب حيث أن ماطرحه القداح والأحيوي من قبله لم يواجه برد علمي حاسم من أبناء قبيلة " عتيبة " ولا
أبناء قبيلة " فهم " العزيزة وعتيبة وفهم يربطهما رابط النسب أولاً . حيث تلتقيان في قيس المشهور جد القبائل القيسية
ومن ثم الحلف الشهير " شبابة " .
وذكر لي أحد الأخوه أنه أطلع على بحث يتكون من ثمانية واربعين صفحة إرسل منها عشر صفحات لمجلة العرب لنشرها
للأستاذ : فهد الأشقر العطاوي العتيبي . وذكر لي أيضاً أنه التقاه في مدينة الرياض وكان ذلك في الصيف الماضي وشوقني كثيراً
للذهاب لهذا الرجل لكي أطلع على مالديه حول هذا الموضوع وبعد مضي شهر تقريباً إلتقيت بالأستاذ : فهد الأشقر وطلبت منه
أن أطلع على رده على القداح الذي ذهب جزء منه لمجلة العرب وأعطاني ماطلبت فستأذنته لقراءته وهذا بعد ضيافته الكريمة لي
في منزله العامر وليس بغريب على رجل جليل القدر وكريم مثله وبعد ماأطلعت على صفحات الرد سعدت كثيراً وأخبرني عن
الكثير الكثير من بحوثه حول هوازن وقال أن عتيبة إنصهرت بها أكثر بطون هوازن القديمة ويشاركهم في ذلك أبناء عمومتهم
سبيع الغلباء حيث ضمت أكثر بطون عامر بن صعصعه .
أخواني إليكم رد الأستاذ : فهد الأشقر كاملاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(( دراسة نقدية لتحقيق بلاد ونسب بني شبابة للقداح ))
بقلم : أ . فهد الأشقر العطاوي العتيبي
----------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا الهادي الامين محمد بن عبدالله وعلى أله وصحبة أجمعين . أما بعد :
لقد قرأت في الأونة الأخيرة مايدور ، ومانشر حول كنانية قبيلة عتيبة ، والذي دعاني إلى ذلك هو ماتلقيته من إتصالات
من أبناء القبيلة المهتمين في هذا المجال ، وبعض الأخوة الباحثين من خارج القبيلة ، والزيارات التي كان محورها الأساس في
هذا الصدد ، والذي أصبح مثل كورة الثلج ما أن تُكمل دورانها حتى يكبر حجمها ، وهذا الموضوع حول كنانية قبيلة عتيبة
قد لايتجاوز من العمر الثلاث أو الأربع سنوات ، بينما لم يكن موجوداً من قبل ، لا في موروث القبيلة ، ولا في موروث القبائل
المجاورة ، والتي تعلم عن نسب قبيلة عتيبة الكثير ، مثل : الأشراف ، سليم ، ثقيف ، سبيع ، فهم ، عدوان ، بلحارث .
ولا في الأشعار ولا حتى واقع الديار ، والقول الفصل في هذا الموضوع ليس فيما ترويه العامه من قصص وحكايات ،بل لنصوص
العلماء من إمهات الكتب القديمة والحديثة ، ومن ثم يأتي بالدرجه التي تلي ذلك الموروث المتواتر لدى القبيلة ، ممثلاً في
رجالاتها الثقات ، والذي قد تم تدوين بعض الشيء منه ، وبعد هذا كله قمت بإجراء إتصال هاتفي مع الأخ العزيز الباحث :
تركي بن مطلق القداح ، ومن خلال الأتصال تم الأتفاق على موعد للقاء بيننا ،وقمت بزيارته في منزل والده الكائن شرق الرياض
وللإمانة إلتقيت برجل مؤدب وخلوق ، كما أن هذه الزيارة لم تكن الأولى بل سبقها زياره،وهي عندما قـُدمت لي دعوه أنا وزميلي
الدكتور / صالح الوذيناني ، من الأستاذ / مطلق القداح النفيعي - والد تركي سنة 1428هـ ، والتنسيق قام به الإعلامي الشهير
الأستاذ / حامد البراق ، وكان سبب الدعوه حول أمر يتعلق بملتقى قبيلة عتيبة لمزايين الأبل المقام في السنه المذكورة ، ألا وهو
الرغبة في المشاركة في فعاليات الملتقى وصار له ذلك ، حيث أنه مُخترع مدهش ،وقام أيضاً بعرض بعض الأختراعات الصناعية
، وقد أطلعني على شهادة براءة أختراع مسجلة بإسمه من مجلس التعاون الخليجي على ما أظن .
والمهم في الأمر هو مادار من حديث أثناء زيارتي للأخ تركي ، ولعل ناصية الحديث تكون عندما طلبت منه الأطلاع على الوثيقة
التي بحوزته أو تزويدي بصورة منها فرفض ذلك ، بذريعة أنه في صدد تأليف كتاب يتضمن الوثيقة ولايرغب في الكشف
عنها إلا من خلال هذا الكتاب ، ولاأعلم أي وثيقة التي لايرغب في الكشف عنها ، وقد قام بذلك من قبل ، هل نفهم من كلام القداح
أن لديه عدة وثائق حول الموضوع بعينه ( أي تحقيق نسب عتيبة )، لكن في سياقات مختلفه ؟! انتهى .
وفي ردنا هذا حول ( تحقيق بلاد ونسب بني شبابة ) للباحث : تركي بن مطلق القداح ، أخترنا الأهم على المهم ، بتعقب
الجزء الأول من بحثه ، وأهمال الجزء الثاني ، حيث أن الجزء الثاني لاتقوم عليه الحجة ، بالمفهوم العلمي ، إذا ماسقط الجزء
الأول ، كما أن الديار التي تضمنها الجزء الثاني في تحقيق الأخ الباحث لاتدخل بشكل أو أخر في سراة بني شبابة المعنية في
التحقيق من خلال واقع الديار ، بل إن أكثر الديار التي تم سردها في هذا الجزء تكون في الغور
( أي غرب السروات وحتى الشروع في البحر- والغور أمس تهامة اليوم ) ولو أن الباحث أفضى بعزمه في تحقيق الديار
الواقعة في الغور لكان أفضل له ، لأن فيه مايثري قبيلة كنانه العريقة وديارها .
كما أن الباحث لم يلتزم النقل الحرفي لنصوص العلماء ، وكأنه يجيز لنفسه التصرف بها ، والتصرف في نصوص العلماء
مرفوض رفضاً قاطعاً ، وليس من حق الباحث أن ينسب لأحد العلماء شيئاً لم يكتبة ، أو يحذف مما كتبة ما لايروق له ، ففي
ذلك خروج على الأمانة ، وتضليل للقارئ ، وإساءة لصاحب النص الأصلي ، سواءً أكان مؤلف أو كاتب ، فضلاً عن زعزعة
ثقة القارئ بأمانة النقل ، وفقدان المادة مصداقيتها ، وبالتالي عدم إمكان الإعتماد عليها لدى الإستعانة بها في الدراسات العلمية ،
وهذا دليل الخلل في المنهج الذي إلتزمه الباحث ، وهذا النهج ليس بمنجاة من الشك ، وتأباه مناهج البحث والعرض ، حتى أصبح
الهدف المرجو لدى الباحث يكتنفه الغموض بكل أسف .
وتجنباً للإطاله أخي القاري نكتفي بهذا القدر ، ونود أن نشير الى أمر مهم يجب مراعاته عند قراءة ردنا هذا ، وهو أن جميع
النصوص الواردة تشير الى شبابة القيسية ،وشبابة الأزدية ، من دون أدنى ذكر لكنانة بن خزيمة الذي يعول عليها
الباحث القداح كثيراً ، والقارئ الجيد يتفهم من خلال ردنا هنا ، بتفرد شبابة القيسية على شبابة الأزدية وغيرها ، وسوف تكون
الصوره واضحة جداً ، من منتصف ردنا وحتى النهاية ، كما أننا قادرين على إدراج شبابة القيسية فقط ، وإهمال شبابة الأزدية ،
ولكن قمنا بإدراج " الشبابتان " لكي ينكشف اللبس عند القارئ ، ولكي يعلم أيضاً من المقصود من" الشبابتان " هنا ،من خلال
واقع الديار ، وسياق النسب ، في أقوال العلماء من نسابين وبلدانيين . وبسم الله نبدأ :


1- يقول الباحث : نقلاً عن الهمداني (ت نحو 344هـ) في ذكر كنانة والسروات قرب بلاد الطائف: "...ثم سراة بجيلة،
وغورها بنو سعد من كنانة، ثم سراة بني شبابة وعدوان..." . ثم يعلق الباحث على نص الهمداني ويقول :
" هذا يعني أنّ شبابة وعدوان في سراة واحدة كما يظهر من النص " . أنتهى نقل الباحث وتعليقه .

قلت : لم يأتي الهمداني على ذكر كنانة إلا بقوله حرة كنانة وبنو سعد كنانة فقط ، فيما هذا نصه :
" وغور هذه البلاد هي أعلى زنيف وضنكان والبرك والمعقد وحرة كنانة ووسط أرض طود وحقوفتان
ونجد الطار. ثم يتلوها سراة عنز وسراة الحجر نجدها خثعم وغورهم بارق ثم سراة ناه من الأزد وبنو القرن، وبنو الخالد،
نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأزد، ثم سراة الخال لشكر نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسد بن عمران ثم سراة زهران
من الأزد دوس وغامد والحر، نجدهم بنو سواءة بن عامر وغورهم لهب وعويل من الأزد وبنو عمرو، وبنو سواءة
خليطي والدعوة عامرية. ثم سراة بجيلة فنجدها بنو المعترف وأصلهم من تميم، وقال لي بعضهم:
إنهم من عكل وغورها بنو سعد من كنانة. ثم سراة بني شبابة وعدوان وغورهم الليث ومركوب فيلملم،
ونجدهم فيه عدوان مما يصلى مطار. ثم سراة الطائف غورها مكة ونجدها ديار هوازن من عكاظ "(1) اهـ .

أذاً نص الهمداني هنا بخصوص شبابة واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، حيث أن رحلته هذه كانت من اليمن
( أي من الجنوب بإتجاه الشمال ) ، ثم أنه يأتي على ذكر البطون التي تسكن هذه السروات ، ومن ثم ينسبها
الى قبائلها . خُذ مثالاً :

زهران من الأزد ، لهب وعويل من الأزد ، سواءة بن عامر والدعوة عامرية ، بنو المعترف من تميم ، سعد من كنانة .
لكن لماذا لم يقل شبابة من كنانة كما قال سعد من كنانة ؟؟؟ ، بل قال شبابة وعدوان ، ولم يفرق بينهما ، إذاً يتبين لنا
هنا أن المقصود :
شبابه بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان ( أخوة ) عدوان بن عمرو بن قيس عيلان .
ونقول : الهمداني رحمة الله لم يفرق بينهم فيما تقدم ، وأنت أخي الباحث تدعم ماذكره الهمداني في تعليقك
حيث تقول أنت ماهذا نصه :
" هذا يعني أنّ شبابة وعدوان في سراة واحدة كما يظهر من النص".
وأقول لك : نعم في السراة التي ذكرها الهمداني وأنت قمت بالتعليق عليها ، الدعوى قيسية ومن قال غير ذلك عن شبابة
التي ذكرها الهمداني ، أنها غير الفهمية القيسية فقد جانب كبد الحقيقة ، كما يشير الى ذلك نص الهمداني أعلاه .

2- يقول الباحث : نقلاً عن البكري (ت487هـ): "حداب بني شبابة، وهي جبال من السراة ينـزلها بنو شبابة... وهذه الحداب
وراء شيحاط وشيحاط من الطائف، وهذه الحداب أكثر أرض العرب عسلاً...".
ومن ثما يعلق الباحث على نص البكري ويقول :" وهو ناقل نص الدينوري".

قلت : النص الوارد عن البكري ليس كما ذكرت ياأخي الفاضل إليك نص البكري كاملاً :
" حداب بني شبابة " جمع حدب، وهو الغلط من الأرض في ارتفاع، كذلك فسر في التنزيل. وهي جبال من السراة ينزلها
بنو شبابة من فهم بن مالك، من الازد، وليسوا من فهم عدوان. وهذه الحداب وراء شيحاط، وشيحاط من الطائف. وهذه الحداب
أكثر أرض العرب عسلا "(2) أهـ .
وأقول نصوص الدينوري والبكري تتمرجح بين الأزدية والقيسية . فأين الكنانية ؟؟؟
وهو ماسنعود إليه بمزيد من التفصيل والإيضاح .

3- يقول الباحث : نقلاً عن السمعاني (ت562هـ): "سراة بني شبابة، وهي من نواحي مكة".

قلت : ولقد وضح السمعاني بخصوص " بني شبابة " توضيحاً لم يدع فيه مجالاً للشك والمراوغه حيث ذكر ماهذا نصه :
" الشبابي: بفتح الشين المعجمة، والالف بين البائين المنقوطة بواحدة.هذه النسبة إلى بني " شبابة "، وهو بطن من فهم،
والمشهور بهذه النسبة: أبو هاشم هانئ بن المتوكل بن إسحاق بن إبراهيم بن حرملة الشبابي، الاسكندراني، مولى بني
شبابة من فهم، كان فقيها ونزل الاسكندرية "(3) أهـ .
وورد من النصوص لابن حجر العسقلاني ماهذا نصه : " بفتح المعجمة وموحدتين: هانئ بن المتوكل الإسكندراني الشبابي،
نسب إلى شبابة: بطن من فهم. وشبابة : في قيس أيضاً " أهـ .
وأقول إلى الدينوري (ت282هـ) والبكري (ت487هـ) أضف السمعاني (ت562هـ) والعسقلاني (852هـ) .
نلاحظ أنها مازالت نصوص العلماء خلال ( 6 ) قرون على التوالي بين الأزدية والقيسية . فأين الكنانية ؟؟؟

4- يقول الباحث :نقلاً عن ابن الأثير(ت630هـ) ماهذا نصه:"الشبابي: هذه النسبة إلى سراة بني شبابة، وهي من نواحي مكة،
منها أبو جميع عيسى بن الحافظ أبي ذر، روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي، وكان يحدّث
سنة نيف وستين وأربعمائة".

قلت : وورد لأبن الأثير أيضاً ، ماهذا نصه :
" الشبابي بفتح الشين المعجمة والباء الموحدة وبعد الألف باء ثانية - هذه النسبة إلى شبابة وهو بطن من فهم وهو شبابة بن
مالك بن فهم منهم أبو هاشم هاني بن المتوكل بن إسحاق بن إبراهيم بن حرملة الشبابي مولاهم الاسكندراني الفقيه "(4) أهـ .
وهنا يتفق قول ابن الأثير (ت630هـ) مع قول السمعاني (ت562هـ) وابن ماكولا (ت 475 هـ) لاحظ أنهم سبقوا ابن الاثير
زد على ذلك أنه يأتي بعد ابن الأثير من يؤكد هذا القول مثل ابن حجر العسقلاني (852هـ) وقد ذكرنا نصه فيما تقدم .
بعد هذا يتبادر الى أذهاننا عدة تسأولات ؟؟ لعل أبرزها ما مر معنا في قول السمعاني (ت562هـ) حيث قال ماهذا نصه :
" الشبابي: هذه النسبة إلى بني " شبابة "، وهو بطن من فهم، والمشهور بهذه النسبة:
أبو هاشم هانئ بن المتوكل بن إسحاق بن إبراهيم بن حرملة الشبابي " أهـ .
ومر معنا فيما نقلته أنت أخي الباحث عن ابن الأثير (ت630هـ) ماهذا نصه :
" الشبابي: هذه النسبة إلى سراة بني شبابة، وهي من نواحي مكة، منها أبو جميع عيسى بن الحافظ أبي ذر" أهـ .
إذاً نستنتج من النصين السابقين للسمعاني وابن الأثير الأتي :

1 - السمعاني نسابة متقدم ، على الأقل سبق ابن الأثير .
2 - السمعاني يقول نسبة ً الى بني شبابة بطن من فهم ، وابن الأثير يقول نسبة ً الى سراة بني شبابة .والإصابة قول السمعاني .
3 - السمعاني يقول "المشهور بهذه النسبة" هانئ بن حرملة الشبابي ،بينما ابن الأثير لم يقل ذلك عن عيسى بن الحافظ أبي ذر.

ملاحظة : الزيادة في القول حصلت عند ابن الأثير (ت630هـ) حيث قال :" هو شبابة بن مالك بن فهم " أهـ .
بينما لم تحصل عند السمعاني (ت562هـ) ولا عند ابن ماكولا (ت 475 هـ) راجع النص أعلاه ، وبعد هذا كله يأتي
العسقلاني (852هـ) أي بعد ابن الأثير ، ويؤكد قول السمعاني وابن ماكولا حيث قال :
" شبابة: بطن من فهم ، وشبابة في قيس أيضاً " أهـ . ولم يزد على ذلك بل ذهب أبعد من ذلك بكثير ، حيث أن القارئ الجيد ،
المستدرك للتاريخ ، يفهم من نص العسقلاني أنه يوجد " شبابتان " يقصد " شبابة القيسية " و " شبابة الأزدية " ولقد وضحنا
هذا فيما تقدم راجع نص المقدمة أعلاه .

5- يقول الباحث : نقلاً عن الفيروزآبادي (ت817هـ) حيث قال ماهذا نصه : " وشبابة.. نزلوا السراة أو الطائف ".

قلت : أخي الباحث العزيز هذا نوع من أنواع التضليل إن صح القول عندما تنقل مثل هذا النص المبتور الذي أتيت به ،
شبابة ونقطتين !!! ، أيُ بحثٍ هذا ، إليك نص ماقالة صاحب كتاب " القاموس المحيط " ، محمد بن يعقوب الفيروزآبادي
حيث قال ماهذا نصه : " شبابة : بطن من بني فهم نزلوا السراة أو الطائف " . أم أن قوله لم يروق لك مما جعلك تستبدل جملة
" بطن من فهم " من نص هذا العالم ، بنقطتين ؟! .
(( فـائـدة )) للقارئ العزيز : يوجد عالمين أثنين ، بأسم الفيروز آبادي هما .
1 - إبراهيم بن علي ابن يوسف الفيروز آبادي (ت 476هـ) ، صاحب كتاب المهذب .
2 - محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت817هـ) ، صاحب كتاب القاموس المحيط .
وتشاء المصادفه أن يأتي كلاً من هذين الشيخين على ذكر شبابة ويؤكد بأنها بطن من فهم أيضاً . إليك النصوص
يقول الأول : صاحب كتاب المهذب ماهذا نصه : " روي أن بني شبابة بطنا من فهم كانوا يؤدون إلى رسول الله
صلى الله عليه و سلم من نحل كان عندهم العشر " (5) أهـ .
ويقول الثاني : صاحب كتاب القاموس المحيط ماهذا نصه : " شبابة : بطن من بني فهم نزلوا السراة أو الطائف "(6) أهـ .

خلاصة الفائدة :
من قال بعد هذا القول ، أن شبابة الواردة في نصوص العلماء فيما تقدم أنها غير شبابة فهم القيسية ، فهو مُراوغ للإمانة .

6- يقول الباحث : نقلاً عن الفاسي (ت832هـ) : "... سراة بني شبابة وهي سراة بني سعد، بجهة بجيلة، بمجرى،
وما حولها من بلاد بني سعد". ثم يعلق الباحث عند هامش (25) للجزء الأول من بحثه ، على ماأورده الفاسي في كتابة
( العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ) قائلاً ماهذا نصه :
" وسراة بني شبابة وردت مصحّفة كذا: سراة بني سياه، وقد استدرك ذلك الشيخ الجاسر، رحمه الله " أهـ .

قلت : وبتعليقك هذا يا أخي الباحث تضرب بنصوص العلماء الذين سبقوا الجاسر في إستدراك هذا الخطأ عرض الحائط ،
إليك النصوص :
ورد عن المرغيناني (ت 593هـ) ماهذا نصه :
" حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن بني سيارة ،
قال الدارقطني في كتاب المؤتلف والمختلف : صوابه شبابة بعجمة وبباءين موحدتين وهم بطن من فهم "(7) أهـ .
قلت : ( المؤتلف والمختلف ) للامام الحافظ ابي الحسن على بن عمر الدار قطني البغدادي (ت 385هـ) .
وورد أيضاً لحسام الدين السغناقي (ت711هـ) ماهذا نصه أيضاً :
" ( لحديث بني شبابة ) وفي بعض النسخ بني سيارة ، وهو ما روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
أن بني شبابة قوم من جرهم "(8) أهـ . قلت جرهم تصحيف فهم ، ويدعمنا في ذلك ماتقدم من النصوص ، إنما أوردنا النص
كاملاً لكي لا نقع في مسألة بتر نصوص العلماء .
ويتبين لنا من خلال هذا النص ، أن الذي إستدرك هذا الخطأ هو الدار قطني (ت 385هـ) ونقل عنه المرغيناني (ت 593هـ)
ويؤكد ذلك من جاء بعدهم مثل السغناقي (ت711هـ) لاحظ أنهم جميعاً سبقوا الجاسر ، ثم إن لدي تعليق بسيط ، سوف أكشف
من خلاله الغطاء عن بني سياره هؤلاء ، وصلتهم ببني شبابة فهم ، وأقول :
بني سياره قوم من عدوان القيسية ، إخوة فهم القيسية .
يقول ابن هشام ( المتوفّى 213 وقيل 218 هـ ) ماهذا نصه :" الإفاضة من مزدلفة كانت في عدوان - فيما حدثني زياد بن
عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق - يتوارثون ذلك كابرا عن كابر . حتى كان آخرهم الذي قام عليه الإسلام أبو سيارة
عميلة بن الأعزل " (9) أهـ .
ويقول ابن دريد (المتوفى 321هـ) ماهذا نصه : " ومن بني ناجٍ: ذو الإصبع الشاعر، واسمه حرثان، وكان جاهلياً.
وسمي ذا الإصبع لأنَّ حيةً نهشت إصبعه. وله أحاديث وأخبار . ومنهم : أبو سياره ، كان يدفع بالناسِ في الموسم أربعين سنةً،
واسمه عميلة بن الأعزل"(10) أهـ .
قلت : لشدة الأختلاط بين فهم وعدوان أبناء عمرو بن قيس عيلان في النسب وواقع الديار ، وربما في المهام أحياناً ، جعل بعض
العلماء يذهب بعيداً ، ليقول أن " سياره " تصحيف " شبابة " والقول في تصويب ماورد هو
أن بني سياره من عدوان ، وشبابة من فهم ، وكلاهما أبناء عمرو بن قيس عيلان ، وفي بعض النصوص يعرفون بجديلة قيس
ونجد في بعض النصوص أيضاً أن العدواني والفهمي يطلق عليهما الجدلي معاً . ونجد أيضا في بعض النصوص
من ينسب شبابة في عدوان ، ونجد من ينسب بني سياره في شبابة أيضاً ، ونجد من ينسب بني سياره الى بني متعان .
وإذا ماأردنا فك هذا الأرتباط بين عدوان وفهم ، أستوجب علينا فرد بحث كامل ، وليس بوسعنا القيام به هنا .


7- يقول الباحث : نقلاً عن جلال الدين السيوطي (ت911هـ) : "الشبابي بموحدتين إلى سراة بني شبابة من نواحي مكة...".

قلت : نص مبتور كسابقاته من النصوص التي تم بترها عمداً ، إليك نص السيوطي (ت911هـ) كاملاً ، فيما هذا نصه:
" الشبابي‏:‏ بموحدتين إلى سراة بني شبابة من نواحي مكة وشبابة بطن من فهم "(11) أهـ .

8- يقول الباحث : " أنّ الحداب من ديار بني شبابة من جبال السراة، كما جاء في نص هشام بن عبدالملك والدينوري،
ومن نقل عنهم " أهـ .

قلت : أبو حنيفة الدينوري (ت282هـ) قال ماهذا نصه : " بنو شبابة من فهم بن مالك، من الازد، وليسوا من فهم عدوان.
وهذه الحداب وراء شيحاط، وشيحاط من الطائف" أهـ . وفي موضع أخر من نصوص الدينوري فيما نقلته أنت عنه حيث قال :
" وحداب بني شبابة أكثر السراة عسلاً وأجوده، والغالب على عسلهم الضرم. وكذلك أخبرني بعض الأزد،
وأخبرني أنّ العسل قِرى أضيافهم لكثرته عندهم " أهـ .
تسأول ؟؟ هل لو كان هذا العالم الجليل في أرض بني كنانة بن خزيمة سوف يقول أخبرني " بعض الأزد " !!!
ويقول هذا العالم أيضاً : " وليسوا من فهم عدوان " أهـ . ولم يأتي على ذكر كنانة لا من بعيد ولامن قريب .
والصحيح أنها شبابة فهم القيسية ، والأدله القاطعه تكون في النصوص القادمه بإذن الله .

9- يقول الباحث : " أنّ بني شبابة تشتهر بالعسل الشبابي المنسوب إليها كما جاء في نص هشام بن عبدالملك،
والبلاذري والدينوري، والأزهري، والصاحب إسماعيل ومن نقل عنهم " أهـ .

قلت : نحن هنا في مسألة تحقيق نسب أما مسألة الشهره فهي شيء مكتسب ، وسوف نأتي على ذلك في موضعه إن شاء الله .
أما ماجاء في نص هشام بن عبدالملك .
والذي نقلته أنت من كتاب أخبار مكه لأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس المكي الفاكهي (ت272هـ) والذي ماهذا نصه :
" حدثنا أحمد بن حميد الأنصاري ، عن الأصمعي ، قال : حدثنا أمير الطائف وكان يكنى أبا محمد ، وكان من قريش ، قال :
« جاء كتاب هشام بن عبد الملك إلى أمير الطائف : سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ،
فأرسل إلي بعسل أخضر ، في وعاء أبيض ، في الإناء من عسل الندع والسما ، من نحل بني شبابة »
قال الأصمعي : وبنو شبابة حي من عدوان ينزلون فوق الطائف " أهـ .
والمقصود هنا شبابة فهم القيسية .

(( ملاحظة هامة جداً )) : مر معنا من خلال ما إستعرضناه من نصوص أمراً يستوقف كل باحث دقيق ألا وهو :
أن بعض العلماء لايفرق بين شبابة وعدوان عندما يأتي على ذكرها ، وسوف نذكر بعض النصوص كا أمثله على ذلك :

1 - ورد عن الأصمعي (ت216هـ) عند ذكر بني شبابة ماهذا نصه : " بنو شبابة حي من عدوان " أهـ .
قلت : شبابة ليست من عدوان ، أنما شبابة بطن من فهم ، وفهم أخوة عدوان ولشدة الإختلاط بينهما في النسب وواقع الديار ،
جعل الأصمعي ينسب شبابة في عدوان ، هكذا تصويب نص الأصمعي .

2 - ورد عن الهمداني (ت340هـ) عند ذكر السروات ماهذا نصه : " ثم سراة بني شبابة وعدوان " أهـ .
قلت : وهذا تأكيد لما صوبناه من نص الأصمعي أعلاه بسبب شدة الإختلاط ، يأتي الهمداني ويذكر أنهم مختلطون في سراة
واحدة ، ويتبين لنا من نص الهمداني هذا ، أن شهرة " شبابة " إبتلعت شهرة القبيلة الأم " فهم " لتذكرها النصوص هكذا
شبابة وعدوان ، بدلاً من فهم وعدوان .

3 - ورد عن البكري (ت487هـ) عند ذكر حداب بني شبابة ، ماهذا نصه : " وليسوا من فهم عدوان " أهـ .
قلت : الواضح في كلام البكري من خلال هذا النص انه لم ينسب " شبابة " في عدوان كاقول الأصمعي أعلاه ، بل ذهب أبعد من
ذلك لينسب " فهم " في عدوان ، عند قوله " وليسوا من فهم عدوان " وقد سبقه الدينوري (ت282هـ) في هذا القول ، وقد
وضحنا السبب فيما تقدم عند تصويب نص الأصمعي . والتصويب في نص البكري هذا ، هو أن شبابة بطن من فهم ، وفهم ليست
من عدوان ، بل أن فهم أخوة عدوان ، وأقرب الناس لهم ، والنصوص وافره بهذا الخصوص ، ولا حاجة لذكرها هنا .

4 - ورد في سراة غامد وزهران للجاسر (ت1421هـ) عند ذكر شبابة فهم ماهذا نصه:"يظهر أنّ السراة كانت لهؤلاء قديمًا"أهـ .
قلت : إصابة مئه با المئه ، لما جاء في نص الهمداني عند قوله " ثم سراة بني شبابة وعدوان " ونص الجاسر هذا ، يتوافق مع
ما أشرنا إليه عندما ذكرنا أنه يوجد أمراً يستوقف كل باحث ، والذي مفاده أن بعض العلماء لايفرق بين شبابة وعدوان ، ويدعم
أيضاً ماصوبناه في نص الهمداني أعلاه ، بأن شبابة الواردة في النص ،هي شبابة فهم القيسية أخوة عدوان ،من دون أدنى شك .

5 - ورد في معجم قبائل الحجاز للبلادي ثلاثة نصوص نسلم بها جدلاً إن صح القول .

النص الأول :
يقول البلادي عند ذكر شبابة الأزد ماهذا نصه : "وهم غير شبابة المنسوبة لهم الحداب قرب الطائف، فأولئك من عدوان
من قيس عيلان"

قلت : في نص البلادي هذا ، تأكيد بأن "حداب بني شبابة" الذي تأتي على ذكره نصوص العلماء ، هو حداب بني شبابة بن فهم
بن قيس عيلان ، وأما ماورد في نص هذا العالم الجليل عند قوله " فأولئك من عدوان من قيس عيلان" فسرعان ماصححه في
نصه الأتي ، أي النص الثاني .

النص الثاني :
يقول البلادي : " القول بأنّ شبابة هذه من إخوة عدوان أقرب وأصح " أهـ .
قلت : بل هو الأصح ، إستناداً لما تقدم من نصوص العلماء ، ويوافقني في ذلك من راجع النصوص ومحصها ، والمقصود
شبابة فهم إخوة عدوان .

النص الثالث :
وقال : " وكانت الأرض الواقعة غربه(أي غرب شيحاط )من السراة قد نزلتها فهم إخوة عدوان في زمن متقدم قبل الإسلام " أهـ .
قلت : تأكيد لإصابة الجاسر في نص الهمداني أعلاه ،عندما قال الجاسر عن شبابة فهم " يظهر أنّ السراة كانت لهؤلاء قديمًا "
ونص البلادي هذا ، يدعم أيضاً ما صوبناه من نصوص العلماء فيما تقدم بأن شبابة ليست من عدوان ، وفهم ليست من عدوان
أيضاً ، إنما شبابة بطن من فهم ، وفهم أخوة عدوان ، والسراة المعنية في جزء من تحقيق الأخ الباحث ماهي الإ هذه التي أكد
العلماء بأنها سراة شبابة فهم القيسية أخوة عدوان .

(( فـائـدة )) أخي الباحث :
هل لو كانت شبابة الواردة هنا ، من كنانة بن خزيمة هل سوف يحدث مثل هذا الإختلاط بينها وبين عدوان القيسية ؟!
ثم لو كان كذلك ، فلماذا عدوان تحديداً ، وماهي الروابط التي تجعلهما يختلطون هذا الإختلاط الذي أعيا العلماء ؟! تارةً شبابة
فهم ، وتارةً شبابة عدوان ، وتارةً فهم وعدوان ، وتارةً شبابة وعدوان ؟!
ثم لو كانت شبابة الواردة من كنانة بن خزيمة ، فأين تكون شبابة فهم القيسية أخوة عدوان القيسية التي ذكرتها نصوص العلماء
فيما تقدم ، هل سوف نقذف بها الى خارج بلاد الحجاز . الى عُمان مثلاً ، لتلحق بشبابة الأزد !!!

(( خلاصة الفائدة )) : المُراجع الجيد لنص الفائدة أعلاه، يعلم أن القول بنسب شبابة الواردة في نصوص العلماء المتقدمين
إلى كنانة بن خزيمة لا يثبت أمام التمحيص والتدقيق ، بل سرعان ما يُراوغ ، والمرواغ من النصوص عند الباحثين الذين
يحرصون على إبراز الأمانة العلمية يُستبعد فوراً ، من أي عمل يحتاج إلى نصوص ثابتة كهذا العمل .

10- يقول الباحث عند ذكر بلاد شبابة وسراتها اليوم ، ماهذا نصه :
" ورد في النصوص السابقة أنّ بني شبابة ينـزلون جبال السراة، ولهم سراة تعرف بهم، وهي سراة بني شبابة،
ومنها الحداب الواقعة خلف شيحاط، وشيحاط -كما ذكر العلماء- من بلاد الطائف " أهـ .

قلت : قال بذلك الهمداني (ت340هـ) حيث قال : " ثم سراة بني شبابة وعدوان " أهـ . ولم يقل شبابة من كنانة ، كما قال
" سعد من كنانة " راجع نص الهمداني جيداً ، ولقد وضحنا هذا ، في التصويب وفي نص الفائده أعلاه ، وأكد ذلك
الجاسر (ت1421هـ) عند ذكر شبابة فهم في قوله : " يظهر أنّ السراة كانت لهؤلاء قديمًا " أهـ . ولقد وضحنا بخصوص نص
الجاسر هذا ، عند تصويب نص الهمداني حول سراة شبابة ، ويأتي البلادي من بعدهم ويؤكد ذلك ، في قوله :
" وهم غير شبابة المنسوبة لهم الحداب قرب الطائف، فأولئك من عدوان من قيس عيلان " أهـ .
يقصد شبابة فهم من قيس عيلان ، وأكد في نص أخر ماذهبنا إليه ، من أن شبابة من فهم القيسية حيث قال :
" القول بأنّ شبابة هذه من إخوة عدوان أقرب وأصح " أهـ .

11- يقول الباحث عند بيان نسب شبابة نقلاً عن البلاذري (ت279هـ) ماهذا نصه :
" ومن بني مالك بن كنانة بنو شبابة وهم ينـزلون اليمن وإليهم ينسب العسل الشبابي" أهـ .

قلت : نعم لقد ورد هذا النص في كتاب ( أنساب الأشراف ) للبلاذري ج 11 ص 145 ، هكذا بدون زيادة ولم يفصل في
نسبهم شيءً ( أي بنو شبابة ) ، وفي نفس ج 11 ص 138 ، ذكر البلاذري ولد مالك بن كنانة حيث قال ماهذا نصه :
" وولد مالك بن كنانة بن خزيمة : ثعلبة بن مالك . والحارث بن مالك . وحُداد بن مالك . وشعل بن مالك . وساعِدة بن مالك .
وحساحسة أو حساسة " أهـ .
لايوجد فهم بن مالك ؟! أما التعويل على أن " فهم " هذا ، قد يكون من نسل أحد ولد مالك بن كنانة
هؤلاء الذين ذكرهم البلاذري ، فهو أمر لايصح ، لأن العلماء عندما يأتون على ذكر شبابة يقولون كذا :
" شبابة بطن من فهم " ويتضح لنا من أقوالهم أن العهد الذي عاش فيه " فهم " موغل في القدم قبل الإسلام ، وأكد هذا
الجاسر والبلادي عند ذكر سراة بني شبابة ، أي أن عهده يتوافق ويتزامن مع عهد أولاد مالك بن كنانه
الذين ذكرهم البلاذري ولم يذكر " فهم " هذا ، إذاً لايصح التعويل على ذلك البته .ثم أن هذا النص ضعيف جداً ، لايدعمه من
نصوص العلماء شيء ، وأمور القول با النسب تحتاج نصوص ثابتة ، وسوف نأتي على هذا النص في موضعه إن شاء الله
وسوف يعلم الجميع أنه نص يحوم حوله الشك ولايُعتد به .
وزد على ذلك أنه لم يذكر موضع سكناهم ، فهل لو كان هذا العالم الجليل يعلم أن لهم سراة تعرف بهم من العصر الجاهلي
وحتى القرن الثالث الهجري الذي عاش فيه ، ووصلت شهرتها أصقاع الأرض والدليل على ذلك نصوص العلماء التي تذكر
هذه السراة وأكثرهم من خارج بلاد الحجاز ، فهل سوف يتجاهل ذلك ؟!

12- يقول الباحث عند بيان نسب شبابة معلقاً على قول الجاسر والبلادي ماهذا نصه :
" ويضيف الشيخ الجاسر عن شبابة فهم قوله: " ويظهر أنّ السراة كانت لهؤلاء قديمًا". ويؤيد هذا الكلام عاتق بن غيث البلادي
فيقول: "القول بأنّ شبابة هذه من إخوة عدوان أقرب وأصح؛ لأنّ ديار الأزد كانت بعيدة عن شيحاط وخاصة بلاد زهران التي
لازالت كما هي وشيحاط جنوب الطائف على 25 كيلاً، وكانت الأرض الواقعة غربه من السراة قد نزلتها فهم إخوة عدوان
في زمن متقدم قبل الإسلام".
ثم يعلق الباحث على قول الجاسر والبلادي ويقول ماهذا نصه : " والصحيح أنها شبابة كنانة " انتهى نقل الباحث وتعليقه .

قلت : الجاسر يقول أنها شبابة فهم ، ولم يقول شبابة كنانة ، والبلادي يقول أن شبابة هذه أخوة عدوان ولم يقول شبابة كنانة
وأنت تقول ياأخي أنها شبابة كنانة ، إذاً يتضح لي من خلال ماتقول ، أنك تخطىء الجاسر والبلادي معاً ، بطريقة مباشرة .
فهل نُهمل أقوال هذين العالمين الجليلين الذين سبقوقك وشابت نواصيهم في هذا العلم لنأخذ بقولك !! بالتأكيد لا.والصواب قولهما.

13- يقول الباحث عند معرفة نسب شبابة والخلاصة ماهذا نصه :" يتلخص القول في نسب بني شبابة بين قولين لا ثالث لهما:
الأول: أنّ بني شبابة هم من بني مالك بن كنانة .
الثاني: أنّ بني شبابة من بني مالك بن فهم من الأزد " .

قلت : لقد أغفل الباحث القول الثالث وهو: أن بني شبابة من فهم بن عمرو بن قيس عيلان .وهو الصحيح وعليه جمهور العلماء .
والتعليل فيما أغفله الباحث كا الأتي :
1 - لأن التخلص من شبابة الأزد سهل جداً وبالتحديد من خلال واقع الديار وتدعمه النصوص فيما تقدم وأتينا على ذكره .
2 - أن شبابة الأزد هي " شبابة من بني مالك " ومدار البحث عند الباحث هي " شبابة من فهم " .
3 - لو أن الباحث أورد القول الثالث الذي أغفله ، لاأصطدم با العكس تماماً أي واقع الديار وسياق النسب . حيث أن واقع الديار
يشير الى شبابة فهم القيسية ، وسياق النسب يقول أنها شبابة فهم القيسية وهو لا يريد ذلك ، لأنه لو ذكرها في قوله ، لما كان
بوسعه التخلص منها ، فذهب ليذكر شبابة الأزد ، التي يسهل عليه التخلص منها مدعوماً بنصوص العلماء .

14- يقول الباحث عند معرفة نسب شبابة والخلاصة أيضاً ماهذا نصه :
" أنّ النسابة البلاذري عالِم جليل، حيث يعدّ من علماء النسب وكتابه (أنساب الأشراف) يؤكد ذلك، لكن أبو حنيفة الدينوري لم
يذكر عنه أنه عالم بالأنساب. ولعل كتابه (النبات) يوضح أنه عالم نبات. والمعلومة هنا هي معلومة نسب لا معلومة نبات؛ لذا
فيؤخذ نص البلاذري ويهمل نص الدينوري حول النسب " أهـ .

قلت : هون عليك ياأخي ، الدينوري أكثر علماً وأجل قدراً من البلاذري ، كما أننا لسنا في صدد مفاضلة بين هذين العالمين ، لكن
أوردنا ماتبرئ به الذمه حولهما ، وهو ماورد عن شاكر مصطفى(13) ، عندما تحدث عن الدينوري والبلاذري ، حيث قال
عن أبو حنيفة الدينوري ، ماهذا نصه : " أمضى شبابه في الرحلات بين العراق والحجاز والشام والخليج وعاش بأصفهان
مدة ، كان موسوعي المعارف لأن دراسته متنوعة الثقافة جداً ، فقد درس النحو واللغة على البصريين والكوفيين ، كما درس
علم الهيئة وعمل بالرصد الفلكي بأصبهان ودرس الحساب والهندسة والنبات والطب والجغرافيا دراسته لعلوم القرآن والحديث ،
وأشتهر ككاتب بليغ حتى أعتبره أبو حيان التوحيدي ، ثالث ثلاثة هم أبرع من كتب في العربية ، والمقصود في الثلاثة في قول
التوحيدي هم : الجاحظ وأبو زيد البلخي والدينوري" أهـ ،ويضيف أيضاً أن الدينوري مُطلع على الأنساب عندما قال ماهذا نصه :
"ومصادر أبو حنيفة في معظمها مفقودة اليوم مثل كتاب الأنساب لأبن الكيس النمري ، وأخبار الملوك وأخبار الماضي لعبيد بن
شريه الجرهمي ،ودواوين الشعراء وهو يروي عن الكلبي والأصمعي وعن الهيثم بن عدي " أهـ .
ثم أن شاكر مصطفى أتى على ذكر البلاذري ، وعدد مناقبه وذكر الكتب التي صنعت مجده ولكنه أتى على ذكر شيء غريب
إستوقفني كثيراً ، وهو يتكلم عن البلاذري عندما قال ماهذا نصه :
" ولكن حسده للناس كان يقتله حقداً ويملأ فمه هجاء وخاصة للأشراف " أهـ .
قلت يهجو الأشراف ويؤلف عنهم كتاباً ؟! أمر غريب وكفيل بأن يجعل الباحث المتحري الدقيق يُعيد النظر في نصوص هذا العالم.
ويضيف شاكر أيضاً ، نص أخر يتكلم فيه عن كتاب فتوح البلدان وأنساب الأشراف للبلاذري ويقول :
" فانه أضاف بعض الروايات التي يحوم حولها الشك لأنها كانت شفوية في الأصل فوقع منها في بعض الأخطاء " أهـ .
قلت : نستفيد من هذا النص أن نصوص البلاذري قد وقع فيها بعض الأخطاء ، وأبرزها لدي هو عندما نسب " بنو شبابة "
الى مالك بن كنانة بن خزيمة . لأنه لاوجود " لشبابة " ولا " لفهم " أيضاً في مالك بن كنانة بن خزيمة على الإطلاق .
وقال شاكر ، أيضاً عن البلاذري ماهذا نصه :" أما الأنساب فيأخذها عن الزبير بن بكار " أهـ .
قلت : الزبير بن بكار (ت 256هـ)، لم نجد في مؤلفاته التي وصلت إلينا نص واحد يذكر أن " بنو شبابة " من بني فهم بن مالك
بن كنانة بن خزيمة . وكل هذه النصوص تدعم ماذهبنا إليه ، بعدم وجود " شبابة " وعدم وجود " فهم "
في بني مالك بن كنانة بن خزيمة ، إذاً يتضح لنا الخطأ الذي وقع فيه البلاذري من خلال ماتقدم من النصوص .

15- يقول الباحث ماهذا نصه : " وقد ذكر هذا كثير من علماء النسب والتاريخ أنّ شبابة الطائف هي (شبابة فهم) " أهـ .


رد مع اقتباس