عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
قلم بلا قيود
عضو
رقم العضوية : 15364
تاريخ التسجيل : 20 - 08 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 5 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : قلم بلا قيود is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post في رأس مشراف ... حياة كريمة ...

كُتب : [ 16 - 03 - 2010 ]

كعادته العم سام يتناول إبريقه ذا المقبض المكسور صبيحة كل يوم متوكأً على عصاه ,,,

والتي سبقها بنهوضه من الفراش متمتماً تارة ورافعاً صوته تارة بالتسبيح والتهليل


والتكبير ,,, يرفع الأذان بالمسجد الترابي الذي حوطه ببعض الحجر الأبيض وظل مكان

سجوده باقياً أثره تخفي معالمه الرياح والامطار إن أتت ...

بعد الأذان يقظ مضجع من غط في نومه بعصاه إن لزم الأمر والبعض يعي ألم تلك العصا

فينهض ويحسب نفسه محظوظاً لسلامته من لسعتها ...

يقيم صلاته بعد وضوءه من ذلك الأبريق , فيبدأ يومه المعتاد عند قطيع إبله وأغنامه ...


توجه لإحدى إبله فقام بحلبها ثم قال اصطبح لمن حوله ...

وحينها قد أوقدت النار بجانب تلك الخيمة المهترئة التي تحدت عوامل الطبيعة بجودة

خيوطها لكنها لم تصمد . احتسى فنجال قهوته المعتادة التي وضع مقدار معاييرها بيده ,,,

ثم تناول ذلك الخبز الذي أدمه بالحليب وقليلاً من السمن وبعدها اكتفى بمسح يديه دون


غسلها بفركها ببعض وأردف بقول الحمد لله... ثم ذهب إلى إحدى إبله المروضة فاعتلاها


وحمل خلفه بعض المستلزمات وتتبع أثر نوقه فلحق بها وأخذ يداريها بنظره من بعيد ...

عندها انتشرت وأخذت تأكل من ما وجد في الأرض ,نزل من راحلته آخذاً بعصاه ليكمل

توكؤه الذي لم يعجزه ويثنيه عن تعايشه مع الحياة وتأقلمه وكفاحه الدوؤب ...

يطلق صوتاً تتفاهم معها ماشيته فتنظر إليه وتتجه نحو المكان الذي يريده تقريباً ...

وعند ارتياحه لتحرك ماشيته توجه نحو جبلاً فأخذ يصعد إلى أعلى بتنحيه عن صخرة

تواجهه في الطريق وأخرى شجرة ذات أشواك واضعاً نظره موضع قدميه ... يتخيل لمن

يراه أنه يبحث عن شيئاً فقده , لكنه يشق طريقه لإعلى قمة ... وعندها وصل العام سام

لاتراه إلا وقد أعياه ذلك الصعود وتكون مايشبه الندى على جبينه وقد ارتفع تنفسه

فيحط جالساً بعد وضعه العصا لتسمع صوتها على ذلك الحجر محدثةً رنةً تلامس أسماع

من يقربها فيطلق نظراته لماشيته بكل ارتياح ويوقد تلك النار الهادئة ويجهز قهوته

ليرشف منها ويستنشق الهواء العليل من رأس مشراف على حد قوله ...


كل ذلك يحدث يومياً بعيداً عن كثرة البنيان وتلاصقها وصخب التقنية وترفها لا يوجد لديه

الملل والفراغ الذي نعيشه ثم نتوجه إلى الأنترنت لنتسلى ونستفيد على حد زعمنا ...




لو كنت مكانه لما كتبت ذلك ولكنني كتبت لأنني كم تمنيت لو كنت بمكانه ولو بتقمص

شخصيته وأنا على يقين بأن الفشل سوف يكون النتيجة مراراً وتكراراً ...


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس