بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعر الفارس / بادي بن دبيان بن فالح :
من كبار عجمان الرخم من بني عامر من سبيع ولد عام 1313 هـ سنة حمىُ واشتهر بالطيب والكرم والشجاعة والفروسية والنخوة والشهامة وحسن الجوار وعرف عنه التواضع وأنه من أتقى الرجال وأشدهم تمسكاً بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم منذ صغره وحتى وفاته وكان بالإضافة لشجاعته وفروسيته في ميادين القتال قد أشتهر بإجادة السبارة أي استطلاع مواقع وقوة الأعداء وإمكانياتهم الحربية لتحديد طريقة التعامل معهم والسيطرة عليهم وهذه مهمة صعبة لا يكتسبها الفارس إلا إذا توفرت فيه موهبة الفراسة بالفطرة وهي موهبة لا يتمتع بها إلا ما ندر من الرجال الفرسان أمثال / بادي بن دبيان الذي وجد الملك عبدالعزيز في سبارته الكفاءة العالية فأسند إليه مثل هذه المهمات حتى انتهت مرحلة توطيد الإستقرار واستتب الأمن في أرجاء المملكة وقد استقر بادي في هجرة الضبيعة وهي إحدى ضواحي مدينة الخرج وعاش فيها بقية حياته .
أحد رجال الضبيعة يروي بعض غزوات الملك عبد العزيز وممّا قال الراوية الشهير / منديل بن محمد آل فهيد : الأخ بادي بن دبيان السبيعي - من أهل الضبيعة - صاحب شجاعة وكرم وصدق في الحديث وهو من بقية جيل رافقوا الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في توحيد الجزيرة العربية . غزا بادي عدة غزوات مع الملك عبدالعزيز وكان الملك أحيانًا يرسله مع الطليعة ( السّبور ). وقد أملى عليّ ملخصًا بالغزوات التي حضرها مبتدئًا بأول غزوة غزاها شخصيًا مع الملك عبد العزيز - ربيع الثاني 1331هـ أول غزوة حضرها / بادي بن دبيان مع الملك عبدالعزيز وكانت على أبو ليلة من أمراء آل مرة جنوب الأحساء وكان الأتراك ولاة الأحساء فأخذ آل مرة ثم عاد وخيم على ( الحاوية ) شمال المبرز بالأحساء وهادن الأتراك وهو يتحين فرصة الإنقضاض عليهم - ثم أصعد ابن سعود وأنزل جنده بالخفس وعاد إلى الرياض يشرح لوالده نيته في معاودة الأحساء ويستشيره - وكان العجمان وقتها مربّعين في الشّمال وكان آل سفران من العجمان في الدهناء قرب مخيّم ابن سعود - ولحكمة عبدالعزيز أبرم الخطة لمداهمة الأحساء دون أن يشعر العجمان بذلك فأوهم أنه يريد أن يصعد ( يسنّد ) إلى العرمة - وقد أسرّ عبدالعزيز إلى صديقه ابن جمعة من زعماء العجمان بأنه يريد مهاجمة عتيبة في السر وضرب لهم موعدًا في العويند وقال له : اطلب مني الإذن في الرحيل إذا حشد المجلس من العجمان وغيرهم - فاستأذن ابن جمعة الملك عبد العزيز - حيلة ليذهب إلى أهله - فلما استأذن قال : له الملك عبد العزيز وما الداعي لهذا الطلب ؟ وهل أصيبت فرسك بسوء ؟ قال : لا وإنما رأيت البيرق حادرًا وليس لي طمع في أهل الأحساء فقال عبد العزيز : تدبير البيرق ليس عندك وأنا آذن لك بالرحيل ولكل من رغب ذلك من جماعتك فلما رحلوا أخبرهم ابن جمعة بأن الملك يريد عتيبة بالسر وأن موعد اللقاء في العويند ومرّوا بابن منيخر شيخ آل سفران لهذا الغرض - في جمادى الأولى عام 1331هـ خالف عبدالعزيز العجمان إلى الأحساء وأخرج الترك واستسلمت له ليلاً وعين ابن عمه / عبدالله بن جلوي أميرًا عليها . القصـــيد :
مانيب حبـاب لكثـر القعـادي
............. في البيت دايم مثل خطوى هضيله
ما همـه إلا عيشتـه والرقـادي
............. يأكل ويشرب والمراجـل قليلـة
أحب ما عندي ركوب الشـدادي
............. وشوف الركايب يتبعـن الدليلـة
ولا ركوبٍ فـوق قبـا جـوادي
............. في ساعة عادات ربـي جميلـة
مع خيل أبو تركي نحاس المعادي
............. وعيوننا له ليـن يومـي شليلـه
حنا هل البيرق عمود الجهـادي
............. نبـرى البيرقنـا وحنـا قبيلـه
سبعان مروين السيوف الحـدادي
............. كم شيخ قـوم نطرحـه بالدبيلـه
عندي ركوب ملافخات المشاعيب
............. أحب عندي من ظلال القصـوري
يا طول ما رحنا على الفطر الشيب
............. لا قابل النسـوان كـل معثـوري
قدامهم شرفـت روس المراقيـب
............. أنا ومثلـي للنشـا مـا سبـوري
متعرضيـن للضمـا واللواهيـب
............. وأنا على الشطات دايم صبـوري
ولا ليأمن جـن خيـل حناديـب
............. ننطح شباهن لا عطن النحـو ري
كم واحد جينـا لموتـه تسابيـب
............. من ضربنا خلي عشـا للطيـوري
وانشد بني عمي وكـل الاجانيـب
............. حتاك تلقى لك شهـود حضـوري
يا طول ما رحنا على أكوار حيلي
............. مع المضامي في ديار الاجانيـب
يا ما حلا المرواح عقب المقيلـي
............. متلطميـن وسوقنـا بالعراقيـب
لا شرف السبار راس الطويلـي
............. وأومى لنا جنه سوات العياسيـب
تراثعـن يشـدن صيـد جفيلـي
............. لا طمنوا لنحورهن بالمشاعيـب
واللي خذينا هـن وحنـا قليلـي
............. ورحنا بسرفات البكار الحنازيب
لحقوا هل البل فوق جيش وخيليي
............. فتك تاليهـن عيـال معاطيـب
وليا ركبنـا رافعـات الشليلـي
............. قحص المهار مودبـات تواديـب
كم واحدٍ عقناه مـا لـه مثيلـي
............. خلي عشاء لا طاح للطير والذيب
يوم الرخـوم يشرفـون النثيلـي
............. بين البيوت وعند بيض الرعابيب
أخوي / خيال الغلباء شكرا لك على هذا التعريف بالفارس / بادي بن دبيان رحمه الله مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .