عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
سالم الهلالي
عضو نشط
رقم العضوية : 12928
تاريخ التسجيل : 06 - 04 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 78 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : سالم الهلالي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من أحدا الدول العامرية

كُتب : [ 03 - 05 - 2007 ]

كما توجد اختلافات واضحة في بعض أسماء القرى بين دفتر المجمل ودفتر المفصل الجزأين المكونين لدفتر الطابو بحيث أنّ الكاتب كان يكتب المعلومات مجملةً في بداية الأمر ثم يقوم بتفصيلها، ويبدو أنّ الذي اضطره إلى ذلك هو أنّ الكاتب كان يأخذ في بداية عمله الميداني معلومات حول قرى اللواء من أفواه موظفي الدولة في مركز مدينة القطيف وبعض أهلها القاطنين في مركز المدينة، ثم عندما يقوم بجولته الميدانية على القرى المذكورة كان يدون كل ما يسمعه من أهلها عنها، ولعل هذا هو سبب ذكره لأسماء بعض القرى بصورتين مختلفتين.
هذا ومما تجدر الإشارة إليه أنّ بعض القرى القطيفية المعروفة لنا الآن لم تذكر في هذا السجلّ مثل قرى أم الحمام والخويلدية والتوبي والبحاري، وإن كان قد ذكرت أسماء قُرى كانت تقع بالقرب منها، واندثرت الآن وأصبحت بساتين نخل تابعة لهذه القرى، وكذلك لم يذكر هذا السجل صفوى والظهران كقريتين بل كناحيتين ثم كلواءين تابعين للقطيف.
وأما أحياء القطيف المعروفة الآن مثل الكويكب والدبابية ومياس والمدارس والشريعة والجراري وغيرها، فلم يذكر كاتب السجلّ أيّ واحدة منها، ويبدو أنّ الكاتب قد جملها مع مدينة القطيف الأم لأنّه لم يكن يهمّه إلا تدوين مقدار الإيرادات المتحصلة لخزينة الدولة وليس أسماء هذه المواضع أو ضبطها، ولكنه بالمقابل ذكر أسماء قرى أصبحت محلات تابعة لمركز مدينة القطيف الآن مثل السَّطَر .
كما أود أن أشير أيضاً إلى أنّ عدد السكان في دفتر الطابو هو غير دقيق، فالكاتب كان يكتب اسم رب الأسرة فقط، ويسبقه بلفظة (وُلد) بمعنى (آل)، وفي بعض الأحيان يذكر أسماء أولاده المتزوجين بالطريقة نفسها أي أنه لو فرضنا أنّه يوجد رب أسرة اسمه محمد صالح في قرية ما مثلاً، فإنّ كاتب السجل سيكتب (وُلْد محمد صالح) دون أن يذكر عدد أفراد أسرة هذا الرجل إلا إذا كان له ولد متزوج، فسيكتبه الكاتب حينها على أنه رب أسرة أخرى دون الإشارة إلى صلة القرابة بين رب الأسرتين؛ كما إنّ الكاتب كان يكتفي بذكر اسم الأب واسم أبيه دون ذكر اسم العائلة الأعلى أو نسبها، وهو أمر قلل كثيراً من الفائدة المتوخاة من ذكر أسماء أرباب الأسر، وهو معرفة أنسابها وفروعها وأعدادها الصحيحة.


القبائل والقرى القطيفية المدونة في قانون نامه لواء القطيف
بالنسبة للقبائل، فقد كان في القطيف آنذاك قبيلة واحدة هي المسيطرة فيما يبدو، وهي القبيلة المشهورة المعروفة بالعماير وبطونها وأفخاذها، وقد سُمّيت هذه القبيلة في السجل بالطائفة، فكتبت (طائفة عماير)، وقد دوّن في السجل أيضاً بضعة قبائل وبطون وأفخاذ لم يذكر الكاتب انتمائها لهذه القبيلة أو إلى قبائل أخرى غيرها، وبعض هذه القبائل والبطون معروف، وبعضها الآخر غير معروف، وسنفصل القول فيها بعد قليل.
وأما النواحي والقرى القطيفية، فسوف نذكرها هنا بالترتيب نفسه الذي ورد في أصل قانون نامه لواء القطيف ضمن دفتر الطابو282 بقسميه المجمل والمفصل مع إعطاء الأفضلية للأخير منهما والإشارة إلى اتفاق الاسم أو اختلافه مع الوارد في دفتر المجمل، وسنذكر كذلك أسماء تلك القرى التي وردت في بعض صفحات دفتر الطابو313، ثم سأقوم بعد ذلك بترجمة كل قرية أو ناحية على حدة مع تحديد مواضعها من القطيف الآن، وذكر كل ما وقع لي من معلومات عنها قديمة أو حديثة.

قبائل القطيف وبطونها


قبيلة العماير أكبر القبائل القطيفية في القرن العاشر الهجري
تُعد قبيلة العماير – التي ذكر دفتر الطابو282 قرابة الخمسة عشر بطناً وفخذاً منها – من كبريات القبائل العربية التي استوطنت القطيف منذ زمن قديم يرقى إلى القرن السادس الهجري عندما بدأ الضعف يدبُّ في الدولة العُيونية التي حكمت المنطقة ما بين (469 – 636هـ)، ففي العقود الأخيرة من القرن السادس الهجري بدأ يظهر على مسرح الأحداث في المنطقة اسمُ شيخٍ بدوي من قبيلة عُقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة، وهو عَمِيْرة بن سِنان بن غُفَيْلَة بن شَبَانَة بن قديمة بن نباتة بن عامر بن عوف بن مالك بن ربيعة بن عوف بن عامر بن عُقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة الذي جمع قومه بني عامر بن عوف العُقيليين وقام بمهاجمة البصرة عام 588هـ [15].
وقد كان هذا الشيخ العُقيلي بداية من مناصري الأمير العُيوني القوي محمد بن أبي الحسين أحمد بن أبي سنان محمد بن الفضل بن عبد الله بن علي، وشارك معه في يوم صفواء الذي فصَّل حديثه شارح الديوان المقرَّبي[16] ذلك اليوم الذي انتهى بانتصار الأمير محمد وحليفه القوي عميرة بن سنان، فكافأ الأمير محمد بن أبي الحسين حليفه عميرة وولده وأفراد أسرته بهبات وأعطيات كثيرة وبساتين جمة في القطيف مما جعل لعميرة مكانة مرموقة في قبيلته بني عامر بن عوف، وكذلك عند أمراء الدولة العُيونية ليصبح فيما بعد جداً للقبيلة القطيفية التي عُرفت بالعماير نسبة إليه.
وقد أنجب عميرة بن سنان ثلاثة أبناء ذكرهم المؤرخون، وهم :

1. محمد بن عميرة: وقد ذكره شارح الديوان المقرَّبي[17] عند حديثه عن يوم صفواء المتقدم، وهو جدّ أبي عاصم بن سرحان بن محمد بن عميرة بن سنان الذي قتله في جزيرة تاروت الأتابك أبو بكر السلغري حاكم هرمز وجزيرة قيس عام 641هـ كما ذكر ذلك وصاف الحضرة في تاريخه[18] ، ونعته بأنه كان أحد وجوه العرب ومشايخهم، وأنه كان من أرباب المجد الشامخ والكرم الباذخ.

2. راشد بن عميرة: ذكره شارح الديوان المقرَّبي أيضاً[19]، وذكر أنه قام بقتل الأمير العيوني الشهير محمد بن أبي الحسين عام 601هـ [20]؛ كما ذكره وصاف الحضرة أيضاً عند ذكر ابنه عصفور بن راشد بن عميرة الذي تسلم حكم البحرين من أبي بكر السلغري عام 654هـ مقابل أتاوة يدفعها له[21] مما يعني أن والده راشداً قد توفي قبل هذا التاريخ، وأنه استلم من بعده زعامة بني عامر.

3. ماجد بن عميرة: وقد ذكره وصاف الحضرة في تاريخه عند ذكر حفيده مانع بن علي بن ماجد بن عميرة الذي ذكره مع ابن عم أبيه المتقدم عصفور بن راشد بن عميرة [22] .

ومن هؤلاء الأبناء الثلاثة وربما معهم غيرهم أيضاً تكون الفخذ العامري العُقيلي الذي صار يُعرف بالعماير نسبة إلى جدهم الأعلى عميرة كما سبق وقلنا، ثم سرعان ما تكاثر أفراد هذا البطن ليصبح بعد ذلك قبيلة كبيرة عُرفت في المنطقة باسم قبيلة العماير، والذي لم يعد يُطلق على نسل الشيخ عميرة بن سنان فقط، وإنما دخل فيه بطون وأفخاذ أخرى من قبائل عُقيل وربما غيرها أيضاً مثل: قيس، والغفيلات، والقديمات، وغيرهم.

وأول ذكر للعماير بهذا الاسم هو ما جاء في النبذة التاريخية المجهولة المؤلف، والتي ألحقت بآخر بعض مخطوطات شرح الديوان المقرَّبي، والتي تذكر تسلسل حكام البحرين بدءاً من القرامطة وانتهاءً بالعُيونيين حيث ذكر قيام العماير بمحاربة الأمير العُيوني فضل بن الأمير محمد بن أبي الحسين المتقدم في القطيف، فطردوه منها، وملّكوا ابن أخيه الأمير مقدم بن ماجد بن محمد بن أبي الحسين العُيوني.[23]
ونظراً لانحصار زعامة العماير بعد منتصف القرن السابع الهجري في الشيخ عصفور بن راشد بن عميرة بن سنان وولده، فقد اشتهر هذا الفخذ من العماير، وصار يُعرف في المنطقة باسم آ ل عصفور نسبة إليه، وهم الذين ذكرهم أكثر من مؤرخ، ومنهم القلقشندي في كتابه نهاية الأرب حيث قال: "قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين في سنة إحدى وخمسين وستمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين، فقالوا الملك فيها لبني عامر بن عُقيل، وبنو ثعلب من جملة رعاياهم، وبنو عصفور من بني عُقيل هم أصحاب الأحساء، وهي دار ملكهم" [24] .
وقد ظلّ مسمى العماير حتى عصرنا هذا متداولاً، ولكنهم دخلوا الآن بالحِلف في قبيلة بني خالد المعروفة، وأصبحوا فرعاً من فروعها، وقد استقلت بطون منها، فكونت فروعاً مستقلة عن القبيلة الأم، وما بقي منها من بطون وأفخاذ ظلّت محتفظة باسم العماير، فأغلبهم يسكنون الجبيل (عينين) التي كانت تُعتبر مركز تواجدهم وسكناهم، ولاسيما جزيرتا جِنّة والمُسَلَّميّة اللتان اشتهرتا منذ زمن قديم باسم جزر العماير عند أهالي المنطقة، وكذلك سكن قسمٌ من العماير أمّ السَّاهِك، والدُّرَيْدِي، والخَتْرَشِيّة، وعِنَكْ ودَارِيْن القرى القطيفية المعروفة.
وللعماير عدة بطون وأفخاذ ذكر بعضاً منها لوريمر في دليل الخليج عند ترجمته لقبيلة بني خالد وفروعها في بدايات القرن الرابع عشر الهجري، فبدأ أوَّل ما بدأ بفرع العماير ذاكراً بطونهم، ثم ذكر بعدهم باقي بطون وأفخاذ القبيلة الأخرى، والبطون والأفخاذ العمايرية التي ذكرها لوريمر مع شيوخها هي كالتالي :[25]
• الدَّوَاْوْدَة: في عنك والبحرين، وشيخهم محمد بن عيسى.
• آل حَسَنْ: في جزيرتي جنة والمسلمية، وشيوخهم؛ فويرس بن محمد وسعود بن حسين.
• آل خَالِد : في جزيرة المسلمية، وشيخهم شبيب بن عقل، وكان كبير شيوخ بني خالد.
• آل رُزَيْن: في جزيرة المسلمية، وشيخهم عدوان بن ناصر.
• آل شَاهِيْن: في جزيرة جنّة، وشيخهم مجدل بن سليمان.
بطون وأفخاذ قبيلة العماير القطيفية في دفتر الطابو 282
كُتبت هذه البطون والأفخاذ في صفحتين من صفحات قانون نامه لواء القطيف، ويلاحظ أنّ بعضها كآل أبي نمى قد تكرر أكثر من مرّة، وذلك لوجود أكثر من شيخ لهم يجب تدوين اسمه، وهو ما سمح بمثل هذا التكرار، وقد قام الكاتب بكتابة لفظة (عماير_____) بهذه الصورة، ثم قام بكتابة اسم البطن أو الفخذ أسفل منها، وكذلك اسم شيخ البطن، وأحياناً يذكر معه شيخاً آخر، وأحياناً لا يذكر أي اسم معه، وسنقدم فيما يلي ترجمة لما عرفناه من هذه البطون، وذلك بعد تهذيبها من التكرار المذكور لبعض الفروع والبطون.

آل ماجد
ذكروا في موضع واحد فقط من قانون نامه ضمن بطون طائفة العماير، وذُكر من شيوخ هذا البطن شيخان اثنان فقط، وهما شيخ شبيب وشيخ عَسّاف، ولم يزد على ذلك أي معلومة أخرى.
وأرى أنهم منسوبون إما إلى ماجد بن عميرة بن سنان الابن الثالث لمؤسس القبيلة كما ذكرنا قبل قليل، أو لعلهم منسوبون إلى ماجد بن بدران بن مانع بن عصفور بن راشد بن عميرة بن سنان.
وماجد بن بدران هذا هو أبو الأمير الشاعر كلبي بن ماجد بن بدران العامري العُقيلي الكعــبي الذي ذكره ابن فضل الله العُمَري في كتابه التعريف بالمصطلح الشريف جاعلاً إياه في المرتبة الثانية من أمراء البحرين العُقيليين الوافدين على سلطان مصر الناصر محمد بن قلاوون، [26] والذي ترجم له أيضاً ابن حجر في كتابه الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وسماه كلبي بن ماجد العامري العُقيلي، وقال عنه أنه كان حياً سنة 732هـ، فوالده ماجد بن بدران – وفق ذلك - قد يكون عاش في بداية القرن الثامن، وهو زمن كافٍ لتكون بطن كبير يُعرف بآل ماجد في منتصف القرن العاشر وقت كتابة قانون نامه لواء القطيف عام 959هـ.


رد مع اقتباس