عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
ابن هاجد
عضو فعال
رقم العضوية : 9706
تاريخ التسجيل : 25 - 09 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 146 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابن هاجد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
العطاء هو اليد العلياء

كُتب : [ 18 - 10 - 2006 ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ..

قال عليه الصلاة والسلام : ( فمن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن فرَّج كربة مكروب فرَّج الله كربته في الدنيا والآخرة ).

وجاء رجلٌ إلى عمر بن الخطاب وقال له :

يا عمر الخير جُزيت الجنة
أُكسُ بنياتي وأُمَهُنَّ

فقال عمر : وإن لم أفعل ماذا يكون ؟

فقال الرجل : إذن أبا حفصٍ لأذهبنَّ

فقال عمر : وإن ذهبت ، ماذا يكون ؟

قال الرجل :
إذن أبا حفصٍ لتندمنَّ
يوم تكون الأعطاياتُ هُنَّ
إما إلى نارٍ وإما جنة .

فخلع الفاروق قميصه وأعطاهُ إياه ، وقال : خذ هذا لذاك اليوم .

إننا نتحدث اليوم عن خُلُقٍ فريد ، وطبعٍ رقيق ، ويدٍ تسيل بما معها فينعكس هذا العطاء إلى سعادة تغمرنا وفرحة تأسرنا وبسمة تستجمع في شفاهنا وتنبع من قلوبنا ..

قرأت مرةً أن صلاحك الذي تشعر به ينبع من عطائك ، وعطاءك هو النور الذي يضيء لك الطريق في أوقات الارتباك وفقد الثقة بالذات .
وهذا واقع ، لأن الإحساس بالألم يذهب عندما تمنح وتُمِد وتستشعر هذا الخُلق .. وقد قال النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : ( اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى ) .

والعطاء أخي الكريم خلقٌ واسع لا يعني إعطاء المال فقط ، بل هذا أقل العطاء ؛ وإنما العطاء هو الرغبة في منح السعة لمن يحتاجها ، ونقل السعادة التي في قلبك إلى قلوب الذين في محيطك ، وهو زرع البسمة في شفاه الغير ، ومساعدتهم في التخفيف عما يهمّهم ، واستلال الأسى من نفوسهم ، ومساعدتهم فيما يحتاجونه ..
إنك إن تكن معطاءً فقد رافقت خير البشر في جنات رب البشر !!
ألم يقل المصطفى الحبيب : أنا وكافل اليتيم كهاتين ، وأشار بالسبابة والوسطى !!
وهل كفالة اليتيم والوقوف معه وإعزازه والنيل ممن ينتقصه إلا عطاء حانياً ؟
وهل المسح على رأس الطفل أو الفقير إلا عطاءً رائعاً وخلقاً سمحاً ؟

أخي الحبيب ..
امنح ما تريد أن تأخذ ، ولكن لا تنتظر المقابل ، لأن أي مقابل لا يمثل أي شيء .. وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك .. وكما قيل – الدين المعاملة –

وصدق المصطفى عليه الصلاة والسلام حين قال : ((خير الناس ذو القلب المحموم واللسان الصادق )) وهذا من أجمل العطاء .. ألا توافقوني أحبتي الكرام ؟؟

ويقول عليه الصلاة والسلام ((إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة ))
ألا تحب أخي الكريم و أختي الكريمة أن تكون ممن اختصهم الله وحببهم للخير ؟
ألا تحب أن تكون من أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة

يقول رسول البشرية عليه الصلاة والسلام : (( وما من يوم تصبح إلا وفيه ملكان ينزلان يقول أحدهم : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً )) .

إن العطاء هو الطريقة المثلى كي تكف عن التفكير في ذاتك ، وتعيش في معية الناس .


شكراً لكم أخوتي الكرام ، ولكم مني كل التقدير والمودة


رد مع اقتباس