من رقائق أمير المؤمنين / علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه
كُتب : [ 03 - 02 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذه الأبيات للخليفة الراشد أمير المؤمنين / علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه قالها عندما جاء إليه رجل وطلب منه أن يكتب له عقد بيت ، فنظر علي رضي الله عنه وأرضاه إلى الرجل فوجد أن الدنيا متربعة على عرش قلبه فكتب : اشترى ميت من ميت بيتا في دار المذنبين لها أربعة حدود ، الحد الأول يؤدي إلى الموت ، والحد الثاني يؤدي إلى القبر ، والحد الثالث يؤدي إلى الحساب ، والحد الرابع يؤدي إما إلى الجنة وإما إلى النار ، فقال الرجل لعلي رضي الله عنه وأرضاه : ما هذا يا علي ، جئتك لتكتب لي عقد بيت ، فكتبت لي عقد مقبرة ، فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه الأبيات التالية والتي يقول فيها :
النفس تبكى على الدنيا وقد علمت
= أن السلامة فيها , ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
= إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها
= وإن بناها بشر , خاب بانيها
والعين تعلم من عيني محدثها
= ان كان من حييها أو من أعاديها
أين الملوك التى كانت مسلطنة
= حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أموالنا : لذوى الميراث نجمعها
= ودورنا : لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بليت
= أمست خرابا , وأفنى الموت أهليها
لكل نفس وإن كانت على وجل
= من المنية أمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقضيها
= والنفس تنشرها والموت يطويها
إن المكارم أخلاق مطهرة
= الدنيا أولها , والعقل ثانيها
والعلم ثالثها , والحلم رابعها
= والجود خامسها , والفهم ساديها
والبر سابعها والشكر ثامنها
= والصبر تاسعها ,واللين باقيها
النفس تعلم أنى لا أصادقها
= ولست أرشد إلا حين أعصيها
لا تركنن إلى الدنيا وما فيها
= فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
اعمل لدار , غدا رضوان خادمها
= والجار أحمد والرحمن منشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها
= والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض ومن عسل
= والخمر يجرى رحيقا فى مجاريها
والطير تجرى على الأغصان عاكفة
= تسبح الله جهرا فى مغانيها
من يشترى الدار في الفردوس يعمرها
= بركعة في ظلام الليل يحيها
منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|