[خالد الشماسي]

من دراسة السجلات المناخية (من عام 1970-2010م) لدى الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة يتبين ان نهاية شهر ديسمبر , يناير وحتى النصف الأول من شهر فبراير تسجل أقل درجات حرارة خلال هذا الفصل وذلك على معظم مناطق المملكة خاصة الشمالية منها حيث تستمر الشمس في حركتها الظاهرية لتأخذ مسارها السنوي نحو مدار الجدي (23درجة جنوب خط الاستواء) حيث تكون عمودية عليه يوم 23 ديسمبر إيذاناً ببدء فصل الشتاء, ويعتبر هذا اليوم اقصر يوم في نصف الكرة الشمالي ونتيجة لذلك تتدنى درجات الحرارة إلى أقل قيم لها, ومع تدفق الرياح القطبية الشديدة البرودة تسجل مناطق المملكة أدنى درجات حرارة ,

ومن خلال السجلات المناخية يتبين أن أقل درجة حرارة صغرى سجلت تحت الصفر المئوي في حائل -10 درجات مئوية , القريات -9 درجات مئوية , طريف و القصيم -7 درجات مئوية, سكاكا -6 درجات مئوية,الرياض -5 درجات مئوية وذلك جميعها في يناير 2008م . في حين ان المدينة المنورة سجلت عام 1973م درجة مئوية واحدة , وفي أبها ونجران صفر مئوي , قد سجلت محافظة جدة أقل درجة حرارة في تاريخها10 درجات مئوية وذلك في 7 مارس عام 1991م علماً أن معدل الصغرى لها في هذا الشهر 20 درجة مئوية ، ومع امتدادات مرتفع سيبيريا من جهة الشرق والذي يتميز بكتلته الهوائية الشديدة البرودة يتكون الصقيع خلال الصباح الباكر خاصة عند انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من 3 درجات مئوية وذلك على مناطق شمال, وسط , شرق المملكة والمرتفعات الغربية والجنوبية الغربية و حتى نجران وكما هو معلوم فإن هذه الظاهرة لها تأثير سيئ على الثروة الزراعية والحيوانية.

والجدير بالذكر أن ظاهرة تساقط الثلوج والتي تحصل بين فترة وأخرى خاصة خلال شهر يناير وبداية شهر فبراير وذلك على مناطق شمال المملكة خاصة الأطراف منها مثل مرتفعات تبوك (جبل اللوز) وطريف (ما يقارب ارتفاعها2800 قدم عن سطح البحر) وذلك مع تدفق الكتلة القطبية وينخفض ارتفاع خط التجمد إلى أقل من 3000 قدم وبالتالي تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من -3 درجات. وقد تساقطت الثلوج في أواخر شهر يناير 2008م على كل من تبوك, طريف القريات, عرعر وشمل هذا التساقط القيصومة كحالة غير مسبوقة ومع امتداد مرتفع الأزور وتدفق الهواء البارد من ناحية شمال غرب المملكة ونتيجة ارتفاع الرطوبة النسبية والتبريد أثناء الليل يتكون الضباب على السواحل وعلى مناطق شمال المملكة وحتى مرتفعات عسير, كما يتكون الضباب بعد هطول الأمطار. ومع امتدادات مرتفع سيبيريا وتدفق الهواء البارد من ناحية الشرق تحصل ظاهرة الضباب المدفوع على مناطق شرق ووسط المملكة, ولا يفوتنا ان ننوه ما لهذه الظاهرة من تأثير مباشر على سلامة الطيران وحركة المرور.

ويفصل امتداد مرتفع سيبيريا وامتداد مرتفع الأزور منخفض السودان (الدافئ والرطب) والذي عادة ما يمتد محوره نحو وسط وشرق المملكة حيث يتفاعل مع محور المنخفضات الحركية العابرة ومع وجود التيارات النفاثة التي تصل سرعتها (300كم) في طبقات الجو العليا الأمر الذي يتسبب في نشاط الرياح السطحية وإثارة الأتربة والرمال التي تسبق هطول الأمطار والأمطار الغزيرة في بعض الأحيان وذلك على مناطق وسط وشرق المملكة



يمكن متابعة المزيد من الدراسة ( الارصاد)
http://weather1.pme.gov.sa/cfo_default.html