عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
بني عامر في عربستان / ايران

كُتب : [ 15 - 11 - 2003 ]

للاستفاده تم النفل
عنوان البحث
لمحات من تاريخ إمارات عربستان ومشيخة خزعل الكعبي (1 ـ 3
http://www.ahwazstudies.org/arabic/a...%20history.htm
احمد بن محارب الظفیری : باحث فی التاریخ والتراث

جریده الوطن الکويتيه ( 11-23-2001 و 11-29-2001 و12-07-2001)

الشيخ خزعل (ت 1936م) بن جابر بن مرداو بن علي، هو الأمير الخامس الذي يتسلم إمارة المحمرة من فخذ البوكاسب ـ أي بنو كاسب ـ من قبيلة «بني كعب» بن عامر بن صعصعة من قيس عيلان العدنانية. ولقد لعبت قبيلة بني كعب دورا هاما متميزا في منطقة الأحواز «عربستان» في العصور المتأخرة وأنجبت أسرا حاكمة في هذه المنطقة توارثت الحكم وتركت لها بصمات واضحة في التاريخ والتراث.
☩ قبيلة بني كعب في التاريخ العربي: ينتسب إلى قبيلة كعب العدنانية قبيلة عربية اسمها «بني عقيل» وهي قبيلة ذائعة الصيت في التاريخ العربي وإليها ينتسب «توبة بن الحمير» المقتول سنة 55 هـ صاحب ليلى الأخيلية والاثنان من خفاجة من بني عقيل ولقد ذكر القاضي عبدالرحمن بن محمد ابن خلدون (ت 808 هـ/1405م) في كتابه «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» في الجزء الرابع ص 254 إلى ص 271 كلاما كثيرا عن قبيلة «بني عقيل» مختصر هذا الكلام هو أن قبيلة عقيل من ذرية كعب بن عامر بن صعصعة، وكانت لها إمارة في الكوفة والبلاد الفراتية، وبقيت هذه البلاد بأيديهم حتى غلبهم عليها السلجوقيون فتحولوا إلى البحرين.
ويذكر كذلك علي بن محمد ابن الأثير (ت 630 هـ) في تاريخه الذي أسماه «الكامل في التاريخ» في الجزء التاسع ص 28 ما يلي: أن هناك إمارة لبني عقيل قامت في الموصل وما حولها ودامت هذه الإمارة من سنة 380هـ إلى سنة 489هـ ومؤسس هذه الإمارة هو أبو محمد بن المسيب العقيلي، ووصل حكمه إلى الكوفة وباديتها.
ومن «بني عقيل» الكعبيين قبيلة «خفاجة» الشهيرة وكانت تقطن بنواحي الكوفة وبرز وجودها في القرنين الرابع والخامس الهجريين وكون الخفاجيون إمارة في الكوفة سنة 374هـ بزعامة أبو طريف عليان بن ثمال الخفاجي وكان يأتمر بأمر الخليفة العباسي. ومن أمراء خفاجة الذائعين الصيت إلى يومنا هذا حيث يتردد اسمه في الموروث الشعبي هو «عامر الخفاجي» الذي سحره جمال إحدى بنات قبيلة «بني هلال» عند مرورهم بديرته فسافر معهم إلى مصر وتونس وترك أسرته وديار قبيلته وإمارته في بادية السماوة والكوفة.
أما في وقتنا الحالي فإن أكثر أفراد قبيلة خفاجة العقيلية الكعبية يسكنون العراق والأحواز «الأهواز» ومصر، ونخوتهم التي ينتخون بها في المعارك هي «أولاد عامر» أو «أولاد عامر الخفاجي» وخفاجة هو اسم امرأة أنجبت أولادا كثرا فتسموا أولادها باسمها حيث يقال لهم «أبناء أو أولاد خفاجة».
ومن القبائل العدنانية الشقيقة لقبيلة بني كعب، والتي ترجع بأصولها أيضا إلى عامر بن صعصعة، ذكر أحمد بن محمد ابن عبدربه الأندلسي (ت 328 هـ) صاحب كتاب «العقد الفريد» في الجزء الثالث ص 354 قبيلة «بني هلال» الذين منهم ميمونة زوجة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنهم أيضا الشاعر الشهير في كتب الأدب العربي حميد بن ثور، وبنو هلال هم أصحاب السيرة الشعبية والتغريبة التاريخية الشهيرة، الذين كونوا لهم عدة إمارات في تونس وشمال أفريقيا، وذكر ابن عبدربه الأندلسي من القبائل العامرية العدنانية قبيلة «بني كلاب» وقبيلة «بني نمير».
☩ عربستان الموقع والاسم: تقع عربستان إلى الجنوب الشرقي من العراق وهي محصورة بين خطي العرض 30 و33 درجة شمالا. وبين خطي الطول 48 و51 درجة شرقا، وبهذا يكاد يكون امتداد إقليمها من الشرق إلى الغرب مساويا تقريبا لامتداده من الشمال إلى الجنوب، حيث يبلغ طوله 420 كم وعرضه 380 كم. ومساحة عربستان هي 159600 كيلومتر مربع. وعدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة.
عربستان اسم أطلقه الفرس على هذا الإقليم ومعناه «بلاد العرب» مثلما يقولون كردستان ومعناه «بلاد الكرد». ولكن الفرس فيما بعد أطلقوا على عربستان اسم «خوزستان» ومعنى هذه الكلمة بالفارسية القديمة «بلاد القلاع والحصون».
☩ إمارة المشعشعين: تأسست هذه الإمارة العربية سنة 1436م على يد المؤسس الأول السيد فلاح بن هبة الله المشعشعي وينتسب إلى آل البيت وفي عهده تم بناء مدينة «الحويزة» سنة 1441م واتخذها عاصمة لإمارته، وبسط نفوذه على إقليم عربستان، وحصل على الاعتراف الكامل من دولة الخروف الأسود المغولية الحاكمة في بغداد «دولة قره قوينلي» حكمت من 814هـ/1411م إلى 874هـ/1469م. وتوفي السيد فلاح بن هبة الله في عام 1458م وتولى الإمارة بعده ابنه محسن بن فلاح وقام بتدعيم العلاقات الدبلوماسية مع دولة المغول في بغداد المسماة دولة الخروف الأبيض (آق قوينلي: آق: أبيض. قوينلي: خروف) لأنهم يرسمون خروفا أبيضا على أعلامهم، دام حكم الدولة الخروفية من 874هـ/1469هـ إلى 914هـ/1508م.
وفي عام 1501م ظهرت الدولة الصفوية للوجود على يد الشاه اسماعيل الصفوي (ت 930هـ/1523م)، وطلب الشاه الصفوي عباس الأول (حكم من 1032 هـ/1622م إلى 1037هـ/1627م) من الأمير المشعشي السيد منصور بن عبدالمطلب بن بدران (حكم من عام 1634م إلى عام 1643م) المساعدة ضد الدولة العثمانية، ولكن الأمير السيد منصور رفض طلب الشاه عباس الأول، وكان الأمير منصور يقاوم دائما محاولات الشاه عباس الأول الصفوي التدخل في شؤون إمارته الداخلية.
وبظهور الأمير الشريف مبارك بن عبدالمطلب بن بدران المشعشي الحسيني الذي حكم من عام 1588م إلى عام 1616م عاشت الإمارة المشعشعية عصرا ذهبيا بفضل حسن سياسته وحنكته وشجاعته في الدفاع عن إمارته ضد الاعتداءات الصفوية الفارسية والعثمانية.
☩ أيهما صاحب القصائد الشريف بركات المكي أم بركات الحويزاوي؟:
ويشك بعض الكتاب والباحثين في الموروث الشعبي لعرب الجزيرة بأن الشريف بركات بن مبارك بن عبد المطلب المشعشعي أمير الحويزة الذي دام حكمه من عام 1588م إلى عام 1616ويقدمون أدلة وأسانيد على ذلك لا مجال لشرحه، فإن ما يتداوله الناس في جزيرة العرب من قصائد هي من المحتمل أن تكون للشريف بركات الحسني الذي هو من أشراف مكة. والموضوع ما زال في دائرة الشكوك ويحتاج إلى المزيد من البحث والتحقيق.
مدينة الحويزة: هي مصغر «حوزة» وتعني باللغة الأرض التي يحوزها الرجل ويمتلكها ملكا خالصا لنفسه. وسميت بهذا الاسم نسبة إلى حائزها الأول فهي «حويزته» وحائزها الأول الأمير دبيس بن عفيف الأسدي في زمن الخليفة العباس عبدالكريم الطائع لله (حكم من 363هـ/974م إلى 381هـ/991م) وتقع هذه المدينة على نهر الكرخة شمال غربي المحمرة ويسميها الفرس «دشت ميشان».
☩ إمارت بني كعب في مدينة الفلاحية بزعامة البوناصر:
هاجرت قبيلة بني كعب إلى إقليم عربستان من وسط العراق في منتصف القرن السابع عشر الميلادي، واستوطن قسم من هذه القبيلة في الجزء الجنوبي الغربي من حوض نهر الكارون، وانتشر باقي أفراد القبيلة على ضفتي شط العرب شرقا وغربا. وشيدت قبيلة بني كعب مدينة «القبان» عاصمة لها ومقرا لإمارتها، وكان أول أمراء هذه الإمارة الكعبية هو الشيخ علي بن ناصر بن محمد، وهو من فخذ «البوناصر» ـ أي بنو ناصر ـ وتولى الحكم في عام 1690م ويعتبر هذا زعامة بني كعب الشيخ سلمان بن سلطان البوناصر، واستفاد الشيخ سلمان بن ناصر من الفوضى التي عمت إيران بعد وفاة حاكمها نادر شاه (تسلم عرش فارس في سنة 1142هـ/1730م بعد أن نحى سيده الصفوي طهاسمب) فبدأ الشيخ سلمان بن سلطان بتوسيع نفوذ إمارته في جهة الشمال والشرق واصطدم بقبائل الأفشار واستطاع أن يتغلب عليهم ويحتل عاصمتهم «الدورق» التي أبدل اسمها إلى «الفلاحية» واتخذها عاصمة ثانية له إلى جانب عاصمته السابقة «القبان» وبدخول بني كعب إلى مدينة الفلاحية، بدأت إمارة المشعشعين بالزوال بعد حكم دام عدة قرون، وقامت على أنقاضها إمارة بني كعب بزعامة البوناصر. ولقد بلغت قوة الشيخ سلمان بن سلطان البوناصر درجة كبيرة، وتميزت شخصية هذ الأمير بالشجاعة والمهارة العسكرية والحنكة الدبلوماسية فهو رجل دولة ورجل حكم، لقد حاول باشا بغداد العثماني إخضاعه بالقوة العسكرية ولكنه عجز عن تحقيق ذلك. وكذلك حاول كريم خان الزند حاكم فارس عدة محاولات للسيطرة على الشيخ سلمان ولكن كل محاولاته ذهبت أدراج الرياح. وحاول الانجليز بأسطولهم البحري القوي كسر شوكة الشيخ سلمان وفرض مصالحهم عليه، ولكنه تمكن من دحرهم والانتصار عليهم بقوته البحرية وبرجال جيشه المخلصين له. وكان الشيخ سلمان يرسم الخطط السياسية الناجحة للاستفادة من المتناقضات والصراعات التي تدور وتحدث بين القوى العظمى (العثمانيون والفرس والانجليز) المحيطة بامارته، دون ان يخضع أو تبع لواحدة من هذه القوى المتصارعة، وتوفي الشيخ سلمان بن سلطان البوناصر سنة 1767م وكانت فترة حكمه من 1737م الى 1767م تعتبر بحق الفترة الذهبية لقبيلة بني كعب، ويعتبر الشيخ سلمان من أعظم شيوخ إمارة بني كعب، لقد ازدهرت عربستان في زمانه ازدهارا لم تبلغ مثله من قبل.
بعد وفاة الشيخ سلمان، بدأت الفرقة تدب بين شيوخ بطون قبيلة كعب فانقسموا الى قسمين، قسم ظل في مدينة الفلاحية «الدورق» بزعامة البوناصر «الشيوخ الاوائل» وقسم كبير منهم سكن حول مصب نهر الكارون بزعامة الشيخ مرادو بن علي البوكاسب. وبدأت قوة بني كعب الموجودين في مدينة الفلاحية بالتلاشي والزوال، وظهرت قوة بني كعب الساكنين عند مصب نهر الكارون بالبرون وسيادة القبيلة تحت إمارة الشيوخ في البوكاسب ـ أي بنو كاسب ـ

لمحات من تاريخ إمارات عربستان ومشيخة خزعل الكعبي (2-3(



☩ إمارة بني كعب في مدينة المحمرة بزعامة البوكاسب:
مؤسس هذه الإمارة العربية الكعبية، التي برزت حول مصب نهر الكارون هو الشيخ مروان بن علي البوكاسب، فهو المؤسس الأول الذي وطد أركان مشيخة البوكاسب وبعد وفاته تسلم الامارة من بعده ابنه الاكبر الشيخ الحاج يوسف بن مرداو بن علي البوكاسب، فقام ببناء مدينة «المحمرة» في عام 1227هـ-1812م عند مصب نهر كارون حيث مقر امارته، وبرزت اهمية هذه المدينة دوليا بسبب موقعها الجغرافي المتميز، فازدهرت أحوالها واصبحت من الموانىء المهمة. وتوفي الشيخ الحاج يوسف بن مرداو سنة 1829م بعد ان تحسنت احوال امارته الاقتصادية والتجارية، وتسلم الامارة من بعده اخوه الشيخ الحاج جابر بن مرداو بن علي ودام حكمه في عام 1829م الى عام 1881م ويعتبر عهده عهدا جديدا في تاريخ امارة المحمرة حيث برزت الأهمية الدولية لميناء المحمرة الواقعة عند مصب نهر الكارون بشط العرب فهي متصلة بمياه الخليج العربي عن طريق شط العرب لأنها تقع على الضفة الشرقية لشط العرب جنوب البصرة. وامتاز الشيخ الحاج جابر بن مرداو بجرأته السياسية في معاملاته مع الانجليز والعثمانيين والفرس واستطاع فرض هيبة امارته على القوى المحيطة به، وتمكن أن يكسب ثقة رعاياه. وتوفي الشيخ الحاج جابر بن مرداو في سنة 1881م فتولى شؤون الامارة ابنه الشيخ مزعل بن جابر بن مرداو ودام حكمه من عام 1881م الى عام 1897م وتميز عهده باندفاع بريطانيا نحو التغلغل في امارته والسعي الى استثمار المناطق الغنية بالبترول والمعادن والحاصلات الزراعية الواقعة على جانبي حوض نهر الكارون وشط العرب. وقد اسست بريطانيا في عام 1890م قنصلية لها في المحمرة لرعاية مصالحها في المنطقة. وعلى الرغم من فترة القلق والفوضى النسبية التي مر بها الشيخ مزعل بسبب الظروف المحيطة به فانه استطاع توطيد حكمه وتوسيع امارته والسيطرة على قبائلها. أما علاقاته الخارجية فكانت متينة مع شيوخ الكويت وكثيرا ما ترددوا عليه في مقره بالمحمرة، وكذلك كانت علاقاته متينة مع آل سعدون شيوخ عربان المنتفق، وبقيت علاقته بالدولة الفارسية رمزية اسمية لم يطرأ عليها اي تغيير عما كانت عليه زمن ابيه. لكن الشيخ لم يكن ميالا للانجليز فهو يبتعد عنهم كلما حاولوا التقرب اليه، لذلك لم يرتاحوا ويتنفسوا الصعداء الا بعد ان تم اغتياله في 1/6/1897م على يد اخيه الشيخ خزعل الذي جارى الانجليز ونفذ طلباتهم وتقرب اليهم وعاونهم في الحرب العالمية الاولى وحقق اهدافهم.
مدينة المحمرة سميت بهذا الاسم نسبة الى الطين الأحمر (الغرين) المترسب عند مصب نهر الكارون ويسمي الفرس هذه المدينة باسم (خرمشهر).
☩ إمارة الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو والبوكاسب الكعبي:
تسلم الشيخ خزعل امارة المحمرة بعد قتله لأخيه الشيخ مزعل بتاريخ 1/6/1897م والشيخ خزعل هو الشيخ الخامس من اسرة البوكاسب الكعبية الذي يعتلي كرسي امارة المحمرة، ودام حكمه من سنة 1897م الى سنة 1925م، ويعد الشيخ خزعل من الشخصيات العربية البارزة في تاريخ العرب الحديث جاء ذكره كثيرا في مذكرات القادة الانجليز الذين خدموا في العراق وايران والخليج، ولعب هذا الشيخ دورا رئيسيا في احداث الخليج العربي في الربع الاول من القرن العشرين واسهم مساهمة فعالة في احداثه واحتل مكانة مرموقة بين أمراء الجزيرة العربية.
وتأتي اهمية الشيخ خزعل بسبب الاحداث الجسام التي شهدتها امارته خلال فترة حكمه، انها احداث في غاية الاهمية فقد شهدت تفجر النفط من منابعه وآباره. وشهدت قيام الحرب العالمية الاولى التي هزت العالم وغيرت الخرائط والحدود، وكانت امارة الشيخ خزعل خلال هذه الحرب تتميز بموقع استراتيجي خطير استفادت منه بريطانيا في حربها مع تركيا. وشهدت فترة حكم الشيخ خزعل انهيار الحكم الملكي القاجاري في ايران وقيام الحكم الملكي البهلوي على انقاضه. وكان حكم الشيخ خزعل اثناء تلك الاحداث والمتغيرات الجسام يتسم بالاستقلالية.
ولقد كتب الشاه رضا بهلوي (مؤسس الحكم البهلوي) في مذكراته واصفا الشيخ خزعل بقوله: «كان اميرا مستقلا داخل حدوده ليس لحكومة طهران اي سلطان عليه، وقد مضت عليه اعوام دون ان يدفع اية ضريبة لفارس».
وهكذا تمكن الشيخ خزعل الذي امتد حكمه اكثر من ربع قرن ان يحقق لنفسه مكانة دولية مرموقة. وقد حصل على اوسمة كثيرة من ملك بريطانيا، وسلطان تركيا، وشاه فارس، والبابا في روما.
وتذكر المذكرات والمراجع التاريخية ان الشيخ خزعل كان يجمع حوله المستشارين الذين يختارهم بنفسه ليساعدوه في ابداء المشورة والنصح، ومن اهمهم مستشاره الخاص المقرب الذي يطلق عليه الانجليز والاوروبيون في مذكراتهم اسم (الرئيس) وهو الحاج محمد علي البهبهاني رئيس التجار (شاه بندر التجار)، وكان اكبر تاجر في المحمرة ومن اكابر الاغنياء في الاهواز والعراق والخليج، وهو من الشخصيات القوية المحترمة جدا عند الشيخ خزعل ورجال امارته وهو مستشاره للشؤون الفارسية. والى هذا التاجر واسرته البهبهانية ينتسب عدد كبير من التجار المشهورين في ايران والكويت والعراق وغيرها من البلدان العربية الاخرى. وبعد وفاة رئيس التجار مستشار الشيخ خزعل الحاج محمد علي البهبهاني، تولى ابنه ابو الحسن بن محمد علي البهبهاني مسؤولية الشؤون الفارسية ورئاسة الشؤون التجارية لدى الشيخ خزعل. ومن اراد المزيد عن هذا التاجر الكبير (الحاج محمد علي البهبهاني) فليرجع الى كتاب ارنولد ولسون A. Wilson الحاكم البريطاني العام في العراق اثناء فترة الاحتلال البريطاني واسم كتابه: «جنوب غربي بلاد فارس» (South West Persia).
كانت السفن البريطانية التي تمر بشط العرب تطلق المدافع أمام قصر الشيخ خزعل تحية له واعترافا باستقلاله. ولما ارادت بريطانيا بناء معمل لتكرير النفط في عبادان، ارسلت السير برسي كوكس Sir Percy cox ليتفاوض نيابة عنها مع الشيخ خزعل، ووقعت اتفاقية بهذا الخصوص ودفعت له ايجارا سنويا للسماح بمرور أنابيب النفط عبر اقليم امارته الى معمل التكرير في مدينة عبادان.
مدينة عبادان: تقع في جزيرة خضر، وهذه الجزيرة تقع عند مصب شط العرب بالخليج. وتبعد مدينة عبادان عن المحمرة جنوبا بحوالي 18 كم، وفيها اكبر مصفاة للنفط في الشرق الاوسط. سميت بهذا الاسم نسبة الى عباد بن الحصين الذي كان اول من رابط فيها بجيشه. يطلق عليها الايرانيون اسم (آبادان) لعدم وجود حرف العين في لغتهم.
وكانت للشيخ خزعل علاقات واتصالات قوية مع الكويت والعراق ونجد ومع رجالات العرب في البلدان العربية الاخرى، وشارك في الكثير من الانشطة السياسية التي حدثت في هذه البلدان.







الشيخ خزعل يساهم في تأسيس الحزب الائتلافي:

بعد وصول حزب الاتحاد والترقي) الى سدة الحكم في الدولة العثمانية (حكم من سنة 1909م الى سنة 1918م) حدثت في عهده ابشع الحوادث، فغالى هذا الحزب في الدعوة الى القومية الطورانية (القومية التركية) وفرض اللغة التركية لغة رسمية على كل الشعوب الواقعة تحت الحكم العثماني ومنها الشعب العربي في البلدان العربية. فجعل اللغة التركية هي لغة المحاكم والمدارس والمعاملات، واضطهد رجالات العرب المنادين بالقومية العربية والمطالبين بحرية العرب واستقلالهم. وفي سنة 1909م كرد فعل على ممارسات الاتحاديين الاتراك نهض بعض رجالات العرب من كل البلدان العربية وأسسوا لهم حزبا يسمى بـ(حزب الائتلافيين) ينادي باللا مركزية، ويطالب بحفظ حقوق العرب. ففي البصرة تأسس فرع لهذا الحزب الائتلافي في سنة 1909م اسسه ثلاث شخصيات عربية كبيرة هم الشيخ مبارك بن صباح الصباح امير الكويت والشيخ خزعل بن جابر بن مرادي الكعبي امير عربستان والسيد طالب باشا بن محمد سعيد باشا النقيب رجل الدولة وعضو مجلس المبعوثان العثماني (مجلس النواب العثماني) عن ولاية البصرة، وباشر هؤلاء الثلاثة اتصالاتهم مع رجالات العرب الآخرين في البلدان العربية ومع شيوخ القبائل وسفراء وقناصل الدول العظمى واهمها بريطانيا من اجل الخلاص من حكم حزب الاتحاد والترقي وتحرير العرب.

بريطانيا تعطي الوعود والعهود للشيخ خزعل

ولما اندلعت الحرب العالمية الاولى في عام 1914م أرسلت بريطانيا قوة عسكرية للمحافظة على منابع ومصافي النفط في عربستان بالاتفاق مع الشيخ خزعل، وطلبت منه مساعدة القوات البريطانية لتحرير البصرة من العثمانيين. وذكرت السكرتيرة الشرقية لدار الانتداب البريطانية في العراق صاحبة المؤلفات والكتابات الكثيرة المس جيرترود بيل Miss Geretrude Bell في كتابها المسمى (فصول من تاريخ العراق) في صفحة 20 ان المقيم السياسي البريطاني في الخليج سنة 1914م اعطى للشيخ خزعل الوعد الآتي: «لقد أمرتني حكومة صاحب الجلالة ان اقدم لسعادتكم مقابل هذه المساعدة القيمة وعدا بأننا اذا ما نجحنا وسننجح باذن الله، فاننا لن نعيد البصرة للدولة العثمانية ولن نسلمها لهم ابدا وأؤكد لكم بصورة شخصية في هذا العهد بأن حكومة صاحب الجلالة مهما طرأ من التبدل على شكل الحكومة الفارسية سواء كانت ملكية مستبدة او دستورية، مستعدة لأن تمدكم بالمساعدات اللازمة للحصول على حل يرضيكم ويرضينا معا اذا تجاوزت الحكومة الفارسية على حدود امارتكم وحقوقكم المعترف بها. فستبذل اقصى جهدها في الدفاع عنكم تجاه اي اعتداء او تجاوز يأتي اليكم من دولة اجنبية على دائرة اختصاصكم وحقوقكم المعترف بها. او على سلامة اموالكم الموجودة في ايران، هذه التأكيدات معطاة لكم ولخلفائكم من الذكور من صلبكم». انتهى.


رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي
رد مع اقتباس