عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
al-sary
عضو مميز
رقم العضوية : 33159
تاريخ التسجيل : 10 - 12 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 811 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : al-sary is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post الفلسطينيون..تاريخ طويل مع الخلافات!!

كُتب : [ 16 - 03 - 2009 ]

الانقسامات الفلسطينية ليست وليدة فتح وحماس، لأنهما جزء من امتداد تاريخي للخلافات، منذ الحاج أمين الحسيني حيث انقسم الفلسطينيون بين «مجلس» و «معارض»، ثم لحقه المرحوم أحمد الشقيري، الذي قيل إنه صاحب مقولة «سنرمي إسرائيل في البحر» وأيضاً كانت بوصلته تتجه لأكثر من اتجاه، مما أضاع فرصاً كثيرة على الفلسطينيين بخلق جبهة واحدة، خارج مدار الخلافات العربية..
ثم جاء الرئيس ياسر عرفات لتتسع دائرة الأحزاب والمنظمات التي توالي الطرف الثوري بتعبير مراحل الخمسينيات، والستينيات، وأوائل السبعينيات لنجد اليساري لا يتقابل أو يتصالح مع اليميني، وأصبح لكل فصيل اتجاهه وأسلوبه في العمل..

فقد كان خطف الطائرات، واحتجاز أو تدمير الهيئات والمنظمات، والعمل مع قوى دولية مثل «بادرماينهوف» والألوية الحمراء وغيرهما، سبباً في انتشار الاسم الفلسطيني وقضيته في الأوساط العالمية، وحتى الأدب والنشاطات الفكرية والأعمال الفنية، كانت بنفس الانتشار مما أكسب القضية في الأوساط اليسارية، وخاصة دول منظومة الاتحاد السوفياتي، والصين والحكومات المنتمية لتلك التيارات أن رسخت عند العالم مفهوم الصهيونية الاستيطانية، مقابل الحقوق الفلسطينية، في وقت نظر الغرب إلى أن إسرائيل عادت إلى أرضها التاريخية، وظل الجبهة التي أعطت وساعدت بسخاء في بناء الدولة اليهودية سواء من خلال التعاطف المسيحي ، اليهودي، أو الجدلية التاريخية في صراع الحليفين الأطلسي، ووارسو، غير أن الأغلاط الفلسطينية، وقت ذلك التمدد والزخم كانت كارثية وخطيرة..

فأيلول الأسود الذي جعل الأردن جبهة في مواجهة الحركات اليسارية الفلسطينية كان بداية إضعاف منظمة التحرير، ثم ما حدث في لبنان عندما دخلوا لعبة الحرب الأهلية التي أدت إلى مذابح صبرا وشاتيلا، وأعقبها بعد سنوات قصيرة حروب المخيمات، وهذه السيناريوهات التي لم تنته وضعت القضية على المحك إلى أن جاء انفصال حماس عن فتح، لنرى مأساة غزة وتدميرها التي لا تشابه معظم الحروب العربية مع إسرائيل في الخسائر المادية والبشرية لبقعة جغرافية صغيرة، هي الأعلى في معدلات السكان على الكيلو الواحد من الأمتار في كل العالم..

مصر التي تحاول ردم الهوة بين الفريقين في اجتماعات متواصلة لم تحصل، حتى كتابة هذه السطور، على نتائج إيجابية، إذ كل طرف يتمسك بمنطلقاته، بمعنى أن التسويات من خلال تنازل أي من الفريقين عن المقترحات التعجيزية لم توقف الحوار الطويل أو تكسبه الوصول إلى نتائج مرحلية يتم بعدها تسوية جميع الخلافات..

فإذا كانت غزة دفعت الثمن الأعلى، فالتمدد الإسرائىلي على الأراضي الفلسطينية في الضفة موازٍ لنفس الخسارة، ولعل الحواجز والجدار الفاصل والتغلغل في صلب الشعب الفلسطيني لجواسيس إسرائيل، إلى جانب وضع المواطن الذي راح ضحية هذه الصراعات، تضع القيادات الفلسطينية أمام مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية، وبالتالي إذا لم يتم التوافق، فإن الكوارث ستتوالى، والأثمان ستكون كبيرة ومدمرة..


رد مع اقتباس