[lion1430]

بسم الله الرحمن الرحيم

حدثت هذه القصة للشاعر الشيخ / حجرف الذويبي أمير قبيلة بني عمرو من حرب ففي يوم من الأيام أراد حجرف الزواج من إحدى الفتيات وكان أبوها ممن يعرفهم ويعرفونه وكان من نسل طيب فيهم لكن يعيبه أنه بخيل وليس من وجهائهم فأراد الشيخ / حجرف الزواج ببنته وكان عاقد القران الذي سيزوج حجرف ببنت هذا الشخص في مكان بعيد عنهم وعندما سافروا لكي يعقدون القران وهم في الطريق أرادوا أن يأكلوا شيئ مما معهم فقال حجرف لخويه " سو لنا قرص "وذهب ليرتاح قليلا فبينما الرجل يحضر القرص أتى لهم أحد الدروايش والدروايش رجال يقال أنهم يأتون من غير الجزيرة العربية يجوبونها من أجل الحج " ولما أراد أن يأكل معهم أعطاه الرجل قطعه من الخبز فعندما استيقض الشيخ حجرف رأي الدرويش مستند بجانبهم ويأكل من الخبزة وخويه يعمل الخبز فنادى الدرويش الشيخ وطلب منه أن يأكل معه وعندما رأي الدرويش هذا الكرم الكبير من الشيخ حجرف والإيثار والتواضع الذي يتمتع به الشيخ والفرق بينه وبين الرجل الاّخر ( الرجل الذي حجرف يبي يتزوج بنته ويصير جد عيال حجرف ) عندما شبع الدرويش قام بمسح يدية بعضها ببعض فقال له حجرف كل كل ما أكلت شيئ وبعدما أنهى الشيخ كلامه والدرويش لا يزال يمسح يدية ببعض بدأ الدرويش بقول هذه الأبيات والتي تتجلي بها الحكمة فقال :-

شبعنا وشبع الذر من وفر سورنـا
= وللذر مـن زاد الطيبين معـاش

ويعطي العطا من كان ضارٍ بالعطا
= ويمن العطا من كـان خالـه لاش

ومن لا يعرب منسبه قبل منشبـه
= راحت عليـه الملزمـات بـلاش

فعندما سمع الشيخ حجرف قول الدرويش والحكم الذي يتضمنها كلامه عدل عن الزواج من بنت الرجل لأنه شيخ ويريد لأبنائة أن ياخذوا سلوم الرجال وأن يمشوا عليها أسوة بأبيهم فقال له الرجل لماذا غيرت رأيك فقال : ألم تسمع كلام هذا الدرويش إن كلامه مثل الشمس بالسماء فرجعوا إلى أهلهم ولم يتزوج ببنت هذا الرجل بسبب هذه الأبيات التي قالها الدرويش وهو لا يعرف من هؤلاء وما غرضهم في الصحراء فكان مثل الرسالة أرسلها له رب العالمين يخبرة بعدم المنفعة من زواج بنت هذا الرجل وفي رواية أخرى كان هنالك درويش أو متدروش مخفي نفسه في زي درويش حل ضيفاً على رجل من البادية فلم يعبأ به وعشاه غضارة لبن وتركه يرقد طاويا وبينما هو كذلك إذ حل ضيف آخر من كبار أمراء البدو ذو جاه ووجاهه ويريد خطبة ابنة المعزب فذبح له ذبيحة ولما جهزت قدمها إليه فقال الضيف للمعزب ادع هذا الدويش المسكين ليتعشى معنا فدعاه وتعشى معهم وفي الصباح قدم المعزب قرصاً مثروداً وأخذ قطعة من القرص قبل ثرده وقدمها للدرويش فأبى الضيف الخاطب إلا أن يدعوه ليأكل معه فدعاه وتناول الإفطار معه ثم قال الدرويش هذه الأبيات فأدرك هذا الضيف الخاطب ما يرمي إليه هذا الدرويش وأدرك أن معزبه هذا ليس بكفء لمصاهرته وأن أولاده ربما يجرهم الأصل الخبيث فيكونون كجدهم في رداءة الأصل وخيبة الرجاء وقالت العرب : الأولاد ثلاثه إما سابقا وهو من كان خاله طيبا وأبوه طيبا فيسبقهما بالفعل الطيب وإما ماحقا وهو الذي لا خير فيه وإما لاحقا وهو الذي سار على خطا أبيه ولم يزد عليها وقد قيل من أشبه أباه فما ظلم يعني فما نقص والشعر ديوان العرب . منقول وتقبل تحياتي .