عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 14 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
كُتب : [ 13 - 06 - 2003 ]

من 101 الى 114
وفيها فر تركي بن عبد الله إلى الرياض ، ودخلها حسين بك ، وعساكر التران فصادر أهل الرياض وأخذ منهم ألوفاً ، وحبس رجالاً من سبيع أهل الحاير .
1237هـ :
وفي أواخر هذه السنة ، عشر ذي الحجة سارت العساكر التركية التي في الرياض ومنفوحة مع إبراهيم كاشف ، وسار معهم أمير الرياض ناصر بن حمد ابن ناصر العائدي ، ومعه عدة رجال من اهل الرياض ، وأمير منفوحة موسى بن مزروع ومعه أناس من اهل منفوحة فشنوا عليهم الغارة ووقع بينهم قتال شديد فنصر الله سبيعاً ، وانهزم الترك وأتباعهم هزيمة شينة وقتل غالبهم وكان القتلى أكثر من ثلاثمائة بين فارس وراجل ، وقتل رئيس الترك إبراهيم كاشف ، وانهزم ناصر أمير الرياض على جواده ودخل في غار قبالة الحائر واختفى فيه ومعه رجل من سبيع مجيره ، ثم إن السبيعي سار من عنده بالفرس يسقيها من البلد ،فرأها رجال من سبيع فعرفوها فعمدوا إليه في غاره فقتلوه .
قال مقبل الذكير : ( وهكذا نهاية كل خائن لوطنه ) .

1238هـ :
وفي هذه السنة من رجب مناغ الرخيمة المشهور ، وهو موضع معروف في العرمة بين فيصل الدويش وأتباعه من مطير والعجمان وغيرهم من العربان ، ويمن ماجد بن عرير أتباعه من بني خالد وغيرهم من عنزة وسبيع وغيرهم ، ووقع بينهم مناغ طول ، وقتال بين الخيالة والرجالة ، ثم زحفت الجموع على الجموع وتضاربت الفرسان وتعانقت الشجعان وحصل قتال شديد يشيب من هوله الوليد ، فانهزمت بنو خالد وأتباعهم .
هذه رواية ابن بشير للمناغ وهو عمدة مؤرخينا ولكن ذكر الشيخ ابن خميس مناخ الرخيمة وقال : إن بين سبيع وبني حسين الظفير وبني خالد من جهة ، ومطي العجمان والسهول من جهة أخرى قال :
وانهزم فيها سبيع وأحلافهم وفيها يقول راكان :

[poet font="Simplified Arabic,4,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
الجمع قلط يم سوق المباعه =والبس تعقل والجماعة يحلون
واللي يب لـه من عياله بضاعه =قل لـه يوصيهم مع اللي يذلون
بني عمر في حربهم سم ساعه =ضرب القيدمي كمل اللي يوالون
هم الذي سميت شباته مراعه =لي من هزعناهم شوي يعيون
يشدون فوح القدر وأنا قداعه=نقدع شباهم كل ما يعيلوه
[/poet]





وابن خميس يجعل سبيعاً الضلع الرئيسي من الجهة الأولى في هذا المناخ وقصيدة راكان تدل على ذلك ، ولكن الرواية التاريخية التي ذكرنا ما قبل ابن عريعر وبني خالد هم الضلع الرئيسي وسبيعاً وعنزة أحلافاً مؤيد لهم وكذلك ابن سند في مطالع السعود وقد أورد معلومات جديدة ، يحسنمعها أن تتفق النص بكامله .
قال ابن سند :
" ومما رفع في تلك السنة – 1238هـ ما شاع وذاع خبره على الألسنة من انتصار الدويش على بني خالد بعد أن ضاقت به الوهاد والنوافذ ، وفر منهم المرة بعد المرة ، ، واستعناهم فأبي ماجد إلا قهره ، فلما علم أنهم عليه زحفوا ، انهزموا ليرجعوا عنه ويقفوا ، فلم يزالوا يقصون أثرهم وهو راكب حروبه وحذره ، حتى ألجأوه إلى مكان لا يمكنه الفرار إلا أنه على ماء وهم على غير ماء للافترار ، فما زالت الفرسان ترخي في المطاره ، العنافة وغضبت من الأقران القاضب والسنان والغلبه لبني خالد في الظاهر على الطيربين فكان من قدر القادر أن الخالديين لما على غير ماء نزلوا أضربهم العطش فتصفحوا وتزلزلوا ، وكانت عليهم الدبرة ، وتيقنوا إذ أن ذلك أن لا تنفع الكثرة ، وقد بلغني عن ثقات أنه محمداً خالفه ماجد في رأيه الذي يدرك خطأه الصغير فضلا عن الكبير الناقد ، فغنم مطير أمو الأجمة وعظمت لهم في البادية الحرمة ، ولد أطاع ماجد أخاه وقبل رأيه وارتضاه لما ظهره عداه ، لما اشتهر أن استشامه الكبير وقبول رأيه هزم وتدير .
وقتل في هذا اليوم المسمى بيوم الرخيمة من كبار العرب أحد الفرسان وأحد سادة البرزان ،قتله مشعان بن مغيلث أبو مشعان ، ومن سادات بني خالد : وجين بن ماجد بن عرعر بسرايه جراحة أصابته ذلك اليوم ، وأعظم الناس من جانب بني خالد قتلى القبيلة العروفة بين حسين ، فإن القتل استحرفيهم فصابروا وجالدوا بالسيوف حتى تكسرت ، ولا فرو إذهم من مركو الشجاعة ، ومن القوم الذين يصدق فيهم قول الشاعر :
[poet font="Simplified Arabic,4,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
تسيل على حد الظباة نفوسنا=وليس على غير الظباة تسيل
[/poet] وممن قتل ذلكاليوم : خزيم بن لحيان ، وهو من كبار السهول القبيلة المشهورة ومن فرسان العرب المهدودين ، قتلة أسجع من سكب الخيل من العرب في لياق ماجد بن عرعر الحميدي شيخ بني خالد ، وبلغني من الثقاف أن المطيرين قالوا : لسلامة حباب وخزين السهلي أحب إلينا من إدالتنا على بني خالد ، ولنود أننا لم يبق لناخذ ولا حافر ويسلمان ، وذلك لما في الرجلين من مكارم الأخلاق ، ومما سن الشيم والشجاعة التي لم توجد إلا في القليل من أشباحهم " أ.هـ مخصتراً .
إذاً فابن سند يجعل أساس العرب بني خالد ومطير ، ومع بني خالد عنزة وبني حسين ومع مطير السهول ، ولا يتعرض لاكر سبيع والعجمان ، فهو يزيد عن ابن بشر بمعلومات ، وينقص عنه في معلومات أخرى . وجاء ابنخميس من حج بين الرواتين مضيفاً إليها قصيدة راكان .
ولا أظن أن راكان شارك في هذه المعركة، لأن فيها وبين وفاته 72 سنة حيث كانت وفاته سنة 1310هـ ، ولم يعرف عنه أنه قد عمر ، فلعلها له في غير هذه الوقعة أو لغيره وحدثني بعضهم أنها لراشد المعيضي ، أحد وكبار العجمان في هذا المناخ .
وهناك تفصيل راف عن هذا المناخ نجده عند ابن فرد رس العجمي . قال:
" كان بين العجمان وبين ابن عريعر حرب مستمرة ، وبعد ذلك نوخ العجمان لابن عريعر ثلاثة أشهر في موقع يسمى الرخيمة تقع شمالاً من الرياض ، وأسباب ذلك أن ابن عريعر ذبح عشرين من آل السامر من العجمان بدون سبب وأبقى على حياة واحد منهم وقال له : اذهب إلى قومك وأبلغهم بذلك فلما علموا العجمان بذلك قرروا القاطعة معه ، وبعد ذلك سخت لهم الفرصة وعثروا على سبعين شخصاً يحشون للخيل ومعهم حماية من الفرسان والخيل يقال لهم الجنب ، فشنوا عليهم العجمان غارة فقتلوهم وأبقوا على حياة شخص وأرسلوه ليرد الخبر إلى ابن عريعر ، وبعد ذلك حدثت الحروب بينهم وحدث ما حدث من أمرهم ، وكان ابن عريعر في ذلك الوقت حاكماً لجميع القبائل ، والعجمان طلبوا من الدويش وكان بالأطاوية ئشرط الدويش على العجمان بأن يعطوه الطوال ، وهي اللهابة والقرعاء واللصافة ، وطلب الودايع وهي الشرف إبل ابن عريعر الخاصة ، وأيضاً طلب فلوا العمود ، وأعطوه ما أراد وهم قصدهم ليس الطمع بل القضاء على ابن عريعر وحكمه ، واحتموا بالسهول وأرسلوا إلى الدواسر ، وطلب ابن قوير على العجمان الريشة المعروضة بين ابن عريعر وبالظلة ، وأعطوه ما أراد واستمر الحرب ولكنهم لم يقدروا على ابن عريعر ، فأرسل العجمان برسول يستنجد بقبائل نجران وهي مذكر أيام ، حضروا وتم لهم النصر بمضحورهم . ومن القبائل التي معه سبيع وأمير مسلم بن مجفل والمستشار له سلطان الأدنم ويوجد شخص يدعى ابن نوال وهو رجل طيب وفارس مشهور وأحب أن يشور على ابن مجفل وينفصل عن ابن عريعر ويذهبون إلى ديارهم في الجنوب ، وأتاهم في نصف الليل على جواده والناس نيام ونادى مسلم بن مجفل على الدلال فلباه وحضر له وقال : ما تريد يا ابن نوال ؟ فقال له : عن يملك رأي فماظ تقول ؟ فإن هذا ابن عريعر وعد جمع الناس جميعهم ، وهؤلاء العجمان استنجدوا ببعض القبائل وأرسلوا إلى أهل الجنوب ، ونحن أصبحنا فيهم وذبحت رجالنا وأخذت أموالنا وسلبت نساؤنا ، فما هو صلاحنا من جراء ذلك ، فالرأي ان نذهب إلى ديارنا ، ونتركتلك الحرب الطاهنة فقال له : نعم هو ذلك ، قال : هل هذا هو الرأي الذي عندك ؟ قال : نعم . قال : أنت مكفي من ذلك ولولا خشمة صاحب البيت لأهنتك إضافة تنزل بقدرك . فقال : أرجو المعذرة إذا لم يصلح هذا لرأي ، فركب جوادجه ورجع من حيث أتى ، فجاءت الأفزاع عن نجران صابغين جميع الخيل بالنيل الأسود ، فرجعت خيل ابن عريعر مهزومة فسألهم ماذا حصل لكم ذلك اليوم ؟ فقالوا : لقد أتانا قوم فيلم سود ويرتدون الملابس السوداء وهم غرباء ، نصفق بكف على كف . فقالوا : ما بك أيها الأمير ؟ فقال : لقد جاء أهل نجران ، وفي الصباح سارت الجموع عليهم وهجمت على ابن عريعر هجوماً هزم فيه جنود ابنعريعر وذبح سلطان الأدغم وعدد من فرسان سبيع ، ولما صفوا سبيع لما لم اجتمعوا إلى صيرم مسلم ابن مجفل ، فأتاهم ابن نوال على جواده ، فقال له الامير مسلم : نفضل يا ابن نزال واسمعنا ما عندك من القصائد . فقال سأسمعكم هذه الأبيات :

[poet font="Simplified Arabic,4,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ولو سبيع التمر ما حدكم لوم=وعلى ولا عندكم فرس تسقى بماها
حلمتوا بنار صلوها يطرح الحوم=واللي ورا نجران قادة سناها
شروبكم شري يذرب على الصوم=وعيونكم بالشب زين ومراها
اشقر بدور الحرب كنه من الروم=وحرث لسيات الخطر لين جاها
[/poet]


وهذا ما حصلنا عليه من قصيدة ابن نوال وهي أطول من ذلك ، فصفق دلالة ابن مجفل ونشرها على الضوء وقال : لا عادت جيتك لنا يا أي نزال ، لقد أرادنا منك أن تسعينا فجمعت علينا همومنا . ونعدد إلى قصيدة الخفيف حيث قال:

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
قامت مخاييل مع الصبح ركبت=
ملت ملازمها وغبت ترابها
ترعد نجفان المجيب والقنا=
وتمطر بدرج ودراج الدم سحابها
لكن العقاير بين ذولاه ذولا=
فصال قدري من عهودي منصابها
مستعين لميل والملايا مقعله=
جذوع نخل قطعت من عقابها
وحناء جينا بالدويش المسمى=
من الجوع والهزلى تثتت رقابها
وجينا بخطوات الأيدي آل زايد=
له ركفته عند الغمى يتعكس بها
ورحنا وجينا بالسهول وخلطهم=
ربع تراثع في الوحدة ركابها
وجانا من العبر المسمى مخيله=
بزاوية بالضيق تروى حرابها
وأولاد مرزوق هل المدح والثنا=
نخيله يا سعد بن هو عدابها
كما ورعوا من هربه عن لقيه=
يصالون شو الحرب يوم التها بها
هل سربة لادبرت لاكنها=
وقد يمي ما ردها إلا نصابها
وكم كرسعوا من قاطر بان فيها=
ولو هي مدابير فعوج وقابها
تسموا بنا الغلبا سبيع بن عامر=
وصحون برو اللبن في عقابها
ومعهم من أولاد النشيطي جماعه=
وتسموا بنا لين الله ذهابها
لكن تخيضاع الجنايز بيننا=
وحضر وبدوان كثير حسابها
وذبحنا وجين الصبي بن نقلا=
عياد تسطع من علاوي رقابها
وطق العدو من عقب ما حسن حربنا=
ومجلاد اللي للسبايا غذابها
وجلبهم الجلاب واستا في الثمن=
ودليل تنخاه وشقت ثيابها
وكل لعينا شايب غطه البلا=
جلايب يسوقها جلابها


[/poet]

وغاشيه من غير النثايل ترابها .أهـ


وهذه التفاصيل التي أوردها ابن فردوس وجدت من السبعين من ينكر كثيراً مما داء فيها وأورد لي تفاصيل جديدة لا يتسع المجال لذكرها . والاعتماد على ما قال المؤرخون الموقوفون الذين عاصروا هذه الأهداث كابن بشر وابن سند أولى من الاعتماد على الرواة المتأخرين الذين يوردون أخبارهم دون زمام او خطام ،ويدخل عليها ما يدخل من الزيادة والنقص والخلط ، فضلاً عن الداء الرفين .
سنة 1243هـ :
وفيها حضر ؤساء العربان من سبيع والسهول والعجمان ومطير وقحطان وغيرهم على الإمام تركي بن عبدالله ، فأرسل عمهم عمالاً يقبضون الزكاة .
سنة 1245هـ :
وفيها وقعة السبيعة المشهورة ، سميت بذلك لكثرة ما سبي فيها من الحلي والحلل والأناث والاغنام والإبل وذلك ان محمد بن عريعر وأخاه ماجد استلحقوا عربانهم وأتباعهم من بني خالد وغيرهم ،وظهروا قاصدين نجد لمحاربة تركي وأتباعه وسار فهيد بن مبارك الصيبغي رئيس أعراب سبيع رفعه جمله من عربان ومعهم أيضاً فدغم بن لامي وفراج بن شبلان ورؤساء المقالدة من أعراب مطير وكثير من عربانهم ، وضويحي الفغم رئيس أعراب الصعوبة من مطير ولربان ، وعمهم أيضاً مربون مهلهل بن هذال وجملةمن أعراب عنيزة ، ومطلق بن نخيلان رئيس بني حسين وعربان ، وغيرهم من أخلاط البوادي ، وسار محمد بن عريعر وأخوه ماجد بتلك نزلوا خفية المهمري الخبراء المعروفة بين الدهناء والعمان ،ويشربون من ماء معقلا ماء قريب منهم ، فلما بلغ تركي بن عبدالله رحمه الله تعالى خبرهم ذلك أمر على جميع نواحي المسلمين من أهل العارض والجنوب ، وأمر أتباعه أيضاً من العربان بالمغزا معه ، فطلق الصخ وأتباعه من أعراب سبيع ، وعساف أبو اثنين وأتباعه أيضاً من سبيع ، وضويحي بن خزين بن لحيان رئيس أعراب السهول وأتبعه ،ومحمد بن هادي بن قرملة وأتباعه من قحطان ، وغيدان وأتباعه من آل سامر وآل عجمان ، وسلطان بن قويد رئيس الدواسر وأتباعه ، مسار بهم فيصل في أول شعبان وقصد جموع بني خالد ، ونزل بهم معقلا الماء الهروف الذي يشربون منه ، وقطعهم عن الماء ، ووقع الطراد والقتال وتصادمت الفرسان والأبطال ، ونشرت الراديات والبنود وتزاحمت الجموع والجنود وتلاقت الفئتان وعمل السنان واشتعلت نار الحرب ، وصبرالفريقان وثارت نيران العزائم العديه ، فوارت بين الطائفتين كؤوس المنيه ، وعمل أصل البنادق والنارس بالحجارة ، وتعاقبت الفرسان بينهم كأطيف الطارة ، وأظلم الجو من رفع سنابك الخيل ، ودخات البارود ، وتحير الجبان وأيقن أنه اليوم الموعود وأستمر هذا القتال والطراد والحرب والضرب ، والجلاد مدة أيام وهم يديرون رأيهم وحيلهم أفلم يدركوا إلا أن ساقوا على رماة المسلمين أبلهم ، وساقوها عليهم مرة بعد مرة ، فاشتد الأمر بالمسلمين ، فأفاتهم الذي أنشأهم أول مرة ،فأرسل الموت على ماجد بن عريعر وذاق طعمه ومره ، وذلك في أول رمضان ، فلما بلغ الأياموالمسلمين ذلك استبشروا وتقينوا أنهم قد نصروا ، وارسل فيصل إلى أبيه يبشره بالذي أوقع الله واستنغفره فلما بلغه الخبر ركب رئيس آل عاصم من قحطان ، وقدم على ابنه من العشر ألا وأخرين رمضان ، فلم ينزل حتى قابل قيمة محمد بن عريعر وضرب خيمة قبالها ، فوقع الفشل فيهم حيث رفعها وأقامها ، وانزل الله النصر لذلك القروم وبالاعتماد على وعاد الحي القيوم ، فتزاحمت جموع العربان وتلاقت الأبطال والفرسان ، وقتل ذلك اليوم المصخ رئيس سبيع ، وقتل من بين خالد عدة فرسان وعدد من الرجال والخيل حتى قاربوا الهزيمة .
فلما كان صبح سبيع وعشرين من رمضان حملت جموع المسلمين على جموع بني خالد ، وتغزى النصر من الصمد الواحد ، فانهزموا هزيمة شنيعة وانزلوا خذلة نظيعة ، فولوا جميعاً هاربين وعلى أعقابهم مدبرين ، إلا بلوى واحد منهم على أحد ، ، ولا والد علي ما ولد ، والمسلمون في ساقتهم يقتلون ويفخمون ويحمدون ربهم شكراص ويشكرون ، واستولى الإمام على محلتهم وخيالهم وسواءهم وبياضهم من الأمتعة والفرش والإبل والأغنام ، وجميع ما معهم من الأوين وآلات الحرب ، ولا سلم إلا الشرير على ظهر فرسه ، إلا بعض فرقان من مطير هربوا بإبلهم ، هذا وهم في أعظم عدد وعدة وقوة هائلة وشدة ، وقد أقبلها الحرب المسلمين وقوتهم عندهم أعظم عمدة ، ولو فهموا لقالو : إذ ينصركم الله فلا غالب لكم . وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده .
سنة 1346هـ :
وفي شعبان منها سار الإمام تركي بن عبدالله . رحمه الله – بجميع رعايه من أهل وادي الدواسر والجنوب والغحساء وسدير والوشم والقصيم وجبل شمر وعربانهم فقصد الشمال ووافق فهيد الصيبغي رئيس سبيع وأتباعه ، وبني حسين وأخلاعاً معهم من غيرهم ، وهم نازلون بين الباطن والوقبا الماء أن المعروفان فصبحهم بجنوده وأخذهم ، فلما حاز أموالهم حضر عنده رؤساءهم ، وادعوا أن لهم عنده ذمة وعهداً ، فرد عليهم جميع ما أخذ منهم .


سنة 1247هـ :
وفي أول صفوفها سار الإمام فيصل بن تركي بشوكة المسلمين من العارض والحنوب وسجير والوشم وغيرعهم ، ومعه أخلاط من أعراب سبيع والسهول وآل عجمان وبني حسين وغيرهم ، وقصد عالية نجد وشت الغارة على أعراب مجتمعه على ماء طلال المعروف في عالية نجد ، من عتيبه وغيرهم ، رئيسهم سلطان ابن ربيعان ،فلما وهمهم فيصل وجنود المسلمين انهزم الأعراب ، وصادر المسلمين يقتلون فيهم ويغنمون ، وكان ابن بصيص وعربنا من حربة وغيرهم على ماء قريباً منهم ، فوصل إليهم الصيابخ ، فاقبلوا بحوزون الغنائم ، وانحرف المسلمون كل رجل كسر إلى مطيته وفرسه فحصل عليهم هزيمة . فركب فيصل جواه وثقل في الساقة ومعه أعيان من مفجعان قومه رحمى ساقة المسلمين ، فكر عليهم بمن معه كرات وأوطأهم سنابل الخيل مرات ، وقلعوا عليهم خيلاً وأخذوا منهم ركاباً ، وانهزم المسلمون ومعهم من غنيمتهم ثلاثة آلاف بعير ، ثم قفل فيصل راجياً ، ونزل بلد القويعية ، ثم أذن لغزواته يرجعون إلى أوطانهم .
سنة 1250هـ :
وفيها اقتحم الإمام فيصل بن تركي القصر على مشاري بن عبدالرحمنقاتل والده وتقاتل معه واستمر القتال يشتقل الليل والنهار حتى اضطر الرجال الذين كانوا في القصر من سبيع مغيرهم ان يطلبو في 9 صفر 1250هـ من سويد بن علي رئيس جلاجل الذي كان في القصر ان يطلب لهم من فيصل الأمان ، فأعاطهم فيصل الامان فنزل السبيعيون من القصر .
سنة 1253هـ :
وفيها من آخر عاشوراء وصفر وربيع أقام فيصل بن تركي في الغحساء ووفد عليه رؤساء العربان من مطير والعجمان والسهول وسبيع وغيرهم .
وفيها حاصر فيصل بن تركي الرياض ليخرج منها خالد بن سعود والأتراك ، وحصل بينهم حروب ورأى الإمام فيصل ان صدور المسلمين قد ضاقت من ملازمة البلد ومصابرة أهلها ، فجمع أهل الشورى واستشارهم ، واجمعوا رأيهم على ان يعلقوا السلالم على البلد ، ففعلها ذلك وبدأ الجنود يهدمون السور ، فحصلت ضجة عظيمة وأخذ أهل المرابيع من المحاصرين يرمونهم وصارو ضرب بالبنادق والسيوف ، ثم أقبل فهيد الصيبغي رئيس سبيع ومعه عربان سبيع ورؤسائهم فزعاً لخالد محارباً لفيصل ، فنزل على بنيان المعروف ، فاستلحق باقي عربانه ، وحشد معه قاسي بن عضيب وعربان من قحطان ، ثم اقبلوا وشنو الغارة على فيصل وجنوده ، يريدون أن يخف عن الرياض ويرحل عنه ، فراسلهم فيصل فلم ينجمع في ذلك ، فهما كان آخر الليل ثاني عشر شعبان رحل فيصل من عند الرياض ، ونزل عنه منفرحة ، ثم حصل بينه وبين خالد مراسلة ومواسلة صلح ، فلما كان سابع عشر من هذا الشهر خرج خالد من الرياض وظهر إليه فيصل ، وتوافيا بين البلدين ، وجلسا من صلاة الظهر إلى بعد العصر فلم ينعقد بينهما صلح لأن أهل نجد لا يرضون بولاية الترك ولا أتباعم فثارت الحرب بينهم .
وفي آخر شعبان من هذه السنة – 1253هـ - أقبل على الرياض أجلاب من الغنم من عند سبيع وقحطان ،فأغار عليها رجال وفرسان من عند فيصل ، وظمر أهل الرياض ، وحصل قتال فيه عدة قتلى بين الفريقين .
وفي أواخر رمضان أقبل ابن عمران السبيعي من القصيم ومعه خمس عشرة مطية عليها رجالمن قومه وقوم خالد ، وكان ابن عمران ساعياً للترك من الرياض إلى القصيم ومعه دراهم كثيرة للعسكر خراج لهم ، فلما وصل إلى سبيع وكانوا في أرض عشيرة البلد المعروف في سدير ، ركب فهيد الصييفي وقاسي ابن غضيب ، ومعهم ثلاثمائة مطية ، وخمسة وعشرون خيالاً ، وكان فيصل قد ارصد لهم أرصاداً من الخيل والرجال ، فلم يظفروا بهم لأنهم دخلوا في الموضع الذي ليس على حد بهم ، ودخلوا الرياض من فاس سوال ، فأقاموا فقه قريب ستة أيام ، فتشاور خالد وإسماعيل وأعد أنهم في الأمر الذي يأتي به العسكر من القصيم ويكون مدداً لهم ، وكان هذا العسكر أقبل مدداً لهم ، فتحير في القصيم خوفاً من فيصل وجنوده ، فقطعوا رأيهم على ظهور إبراهيم المعاون مع أولئك الجنود ، ويرحل معه الصييفي بعربانه ويشيل العسكر ويقبل بهم ، فظهروا في الرياض وقصدوا عربانهم ورحل معهم الصييفي حتى وصل ارض القصيم .
1254هـ:
وفيها قدم فرشه باشا بعساكر إلى عنيزة ، وقدم عليه في موضعه ذلك فهيد الصييفي رئيس سبيع .
1257هـ:
وفيها لجأ عبد الله بن ثنيان آل سعود إلى راشد بن جعفران السبيعي في حاير سبيع ، وطلب منه النصرة ضد خالد بن سعود والعساكر المصرية ، فوعده بذلك ، وكانت هذه هي الشرارة لثورة عبد الله بن ثنيان المسلم .
1259هـ:
وفيها قدم فيصل بن تركي بلد حريملاء بعد هروبه من مصر ، وأقام فيها أياماً وقدم عليه فيها أمراء سدير وغزوهم ، واجتمع به أخوه وابن عمه وأتباعهم ، ووفد عليه رؤساء العربان من السهول والعجمان وسبيع وغيرهم ، وبايعوه على السمع والطاعة .
وفيها حاصر فيصل بن تركي عبد الله بن ثنيان في الرياض وقدم عليه في أثناء الحصار رؤساء سبيع ، وذكر لي – ابن بشر – ان رجالاً منهم هموا بالغدر بفيصل ويغرقون تلك الجماعات ، فغطن لهم وأبطل كيدهم .


1260هـ:
وفيها أغار العجمان مع رئيسهم محمد بن جابر الطويل ، ومعهم أخلاط من سبيع وغيرهم على محمد بن فيصل الدويش وعربانه من مطير ، وهو في ديرة بني خالد فتزاحمت الجموع وكثر القتال وطال الطراد ، وبرز فهاد الدمام للقتال ، فقتل سريعاً وفر سريعاً ، موقعت الهزيمة على الدويش وعربانه من مطير ، وأخذوا بيته ومحله وبيوت الدوشان واوباشهم وكثيراً من إبلهم وقصد محمد بن فيصل الدويش الإمام فيصل وهو في الدمام وطلبه يرفده ويخرجه في وجهه إلى نجد ، فأعطاه شيئاً من الكسوة والدراهم وغير ذلك ، وظهر بعياله وعربانه من ديرة بني خالد إلى نجد .
1261هـ:
وفي آخر هذه السنة اقبل حاج كثير من الأحساء والبحرين والقطيف ومن أهل سيف البحر ، ومعهم عجم كغير ، فرصد لهم في الطريق فلاحبن حثلين رئيس العجمان ، ومعهم أناس من أعراب سبيع ، وكان حزام حثلين مع الحاج فشنوا عليهم الغارة ، وشعثوا من الحاج نحواً من نصفه ، وذلك من سر قدر الله وتدبيره ، فلما رأوا الغارة على الحاج انزم أكثرهم ، فمنهم السالم والمأخوذ ، فاستنفر الإمام فيصل المسلمين فركب من الرياض ومعه آخر ذي القعدة ، ومعه الشيخ العالم القاضي عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ، ونزل قرب بلد حريملاء ، وأقام أياماً في مكانه حتى اجتمع عليه جميع غزوانه من جميع النواحي واستلحق الدويش وعربان سبيع والسهول وغيرهم ، ثم رحل ونزل الكظيمة المعروفة في مجزل ، فألغى عليه متعب بن عبد الله بن رشيد رئيس الجبل بغزو أهلالجبل ومعه هدية لإمام اثني عشر فرساً ، وركاباً وغير ذلك ، فلما سمع ابن حثلين بمغزاه انهزم إلى ديرة بني خالد ، ثم رحل فيصل وقصد ابن حثلين فنزل ربيد الماء المعروف في ديرة بني خالد ، فأقبل عليه رؤساء العجمان وسبيع ، وسألوه بالله أن لا يأخذ البريء والمطيع بالغوي المضيع ، وهذا الجاني ابن حثلين ومن تبعه ، فعفا الإمام عنهم وقال لهم : اظهروا من ديرة بني خالد ، ولا تمكثوا فيها ولا يوماً واحداً .
1262هـ
وفيها أمر الإماء فيصل وهو في أثناء مغزاة على ابن مثلين الحميدي بن فيصل الدويش أن ينزل بقومه في ديرة بني خالد ، فنزلها , وأمر جميع العجمان أن يرحلها عنها ، وأتباعهم من سبيع ، فرحلوا عنها ، وقصدوا السر ، فشن عليهم الغارة عربان برية وغيرهم من مطير ، وأخذوا كثيراً من أوباشهم واوباشهم .
1265هـ
وفيها وقعت اليتيمة بين أهل القصيم وجيش الإمام فيصل بن تركي ، وكان النصر لجيش الإمام ، وفي أثنائها وفد رؤساء سبيع علىالإمام فيصل بالقصيم .
1266هـ:
وفيها سار الإمام فيصل بجنود المسلمين من اهل العارض والخرج والفرع من الأفلاج وسدير والوشم وغيرهم من رعاياه ، وسار معه كثير من عربان نجد من قحطان وسبيع والسهول ، وقصد جهة الشمال وأغار على عربان عشيبة وهم في ارض جراب الماء المعروف ، فسبقه النذير إليهم ، فهدبوا بأموالهم وأهاليهم ، ورئيسهم الهيض ونزلوا قبة الماء المعروف ، وكان عليه ابن بعيص وعربانه من برية ، فلما علم الدويش بذلك أقبل ونزل عليهم على الماء ، فرحل الإمام فيصل من جراب وعدا عليهم ، فلما نزل فريقاً منهم فاراد أن يشن عليهم الغارة ، ركب إليه الدويش ورؤساء عربان ، وساقوا إليه هدايا وطلبوا منه الصفح والعفو فسمح لهم ورحل بالمسلمين .
وفي آخر هذه السنة أغار عبد الله بن فيصل بجنود المسلمين من العارض والخرج والفرع والأفلاج وسدير والوشم ، وغيرهم من رعايا أبيه سوى أهل القصيم ، وسار معه كثير من عربان نجد من قحطان وسبيع والسهول وغيرهم ،


رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي

التعديل الأخير تم بواسطة الجبري ; 29 - 11 - 2003 الساعة 20:49