عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
خالد الشماسي
إدارة المنتديات
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 11 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : منتديات سبيع
عدد المشاركات : 11,812 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 51
قوة الترشيح : خالد الشماسي will become famous soon enough
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: يا ونتة يوم هاجد بالخبر جاني أفيدوني عن قايلها

كُتب : [ 23 - 01 - 2009 ]

مرحبا بك يا زعيم الأول

تفضل :
وهذه قصيدة يختلط فيها حب الحبيب، بحب الوطن ونخله وشعابه:
"أحبه الصبح واحبه مسيان

والحب الآخر الى شفته بكافوره

والحب الاعظم الى شفته بالاعيان

بين الجرايد سواة الجوخ منشوره

والغاط داري وابوي ودار جداني

ورث لنا من قديم الوقت وعصوره"

قصيدة يمتزج فيها حب امرأة بحب وطن.. فهي من اولها.. الى آخرها.. حب.. في حب..

والقصيدة للشاعر عبدالله بن تركي بن محمد السديري رواها الاستاذ محمد بن عبدالله الحمدان في كتابه الثمين (ديوان السامري والهجيني) ص 58و

.59.وفيها يقول الشاعر:

"حمامة لا جزاك الله بالاحسان

ما انتيب مني بنو الخير مذكوره

ذكرتني يا حمام الورق خلاني

وادعيت لي دمعة بالخد منثوره

حس عن النوم تالي الليل فزاني

فن على الطار شاله كل غندوره

قحصت من مرقدي دهش وغرقان

قمت اتسمع لمن ها الفن في دوره

يوم ان ربي على ما راد مشاني

طاوعت شور العين وطف لي شوره

لقيت مثل المها يلعب بميدان

نهده صغير وخده تقل بنوره

لبسهن البتت وثويب سبهان

وثياب خز على الامتان منثوره


حتى قال:

يا نور.. يا نور عيني لا تباطاني

الرجل عندك ولو قفيت مكسوره!

تراك تسوى الحسا والحضد وعمان

مع مصر والشام والبحرين وقصوره!"

حب ملتهب لحبيب ما له ثمن!.. حب صادق صادر من اعماق القلب!.. تحس في سطوره جذوة الشوق وحرارة الصدق!.. حب كتب الشاعر سطوره بدماء القلب!..

إن الشعر الصادق يسري في عواطفنا سريان الكهرباء في الاسلاك، وسريان الماء في الاغصان، وينفحنا منه بشوق وعطر، ويجعلنا نعيش تجربته، ونلمس وجده، ونحس بنبض قلبه..

@@@

ولا ادري لماذا يدعو الشاعر على (حمام الورق) حين قال:

(حمامة لا جزاك الله بالاحسان

منتيب مني بنو الخير مذكوره)!

فإن عادة الشعراء الرقة مع الحمام، ومع بنات حواء، واذا كان صدح الحمامة قد ذكره بأحبابه واهاج احزانه، فإنها ذكرى لذيذة رغم عذاب الفراق، والحب كله ما هو إلا لذة ممزوجة بألم، لا يوجد لذة خالصة في دنيانا.

رغم حرارة المشاعر في القصيدة إلا اننا نأخذ على الشاعر هجاءه للحمامة ودعاءه عليها بألا يجزيها الله احساناً، فالحمام رقيق، محب محبوب، ويذكر الاحباب بأحبابهم، وعادة ما يتعاطف معه الشعراء..

يقول الشاعر العربي:

"رب ورقاء هتوف في الضحى

ذات شجو صدحت في فنن

ذكرت الفاً ودهراً سالفاً

فبكت حزناً فهاجت حزني

فبكائي ربما ارقها

وبكاها ربما ارقني

ولقد تشكو فما افهمها

ولقد اشكو فما تفهمني

غير اني بالشجا اعرفها

وهي ايضاً بالشجا تعرفني"

يقول النقاد ان لفظة "ايضاً" لا تصلح للشعر ابداً ويعجبون منها هنا لأنها صلحت تماماً والسبب هو حرارة التفاهم والانسجام بين الشاعر وبين تلك الحمامة.

ويقول الآخر:

"حمامة الايك ليس الوجد سريا

فرددي في الضحى لحناً غراميا"

ولا اظن الحمام في حاجة الى طلب الشاعر بأن تجهر بوجدها ولا تخفيه، الحمام لا يخفي، نحن البشر الذين نفعل ذلك في كثير من الاحيان، وقد نجور على الحبيب بعدم البوح، وكثيراً ما نجور على انفسنا بكتم الوجد والحزن، فأقتل الحزن دفينة..

@@@

على ان شاعرنا الشعبي باح بوجده كله، والفضل لحمامة الورق التي دعا عليها، لولا صدحها ما ظفرنا بهذه القصيدة الجميلة..

ولاحظ هذا التعبير النجدي:

"أحبه الصبح واحبه مسيان"

فلفظة (مسيان) النجدية تعني (الاصيل) وهي لفظة شاعرة، أما تكرر الحب باللفظ والوقت ففيه تأكيد..

ولفظة (قحصت من مرقدي) تعني (قفزت) وهي دقيقة في موضعها، بعكس (قمت.. او نهضت) فليس فيها ذلك الفزع الذي اثاره الوجد والحب.

وقوله:

"يا نور.. يا نور عيني لا تباطاني

الرجل عندك ولو قفيت مكسوره"

في اوله جناس تورية، فاسم المحبوبة (نورة) وهي نور العين، وقوله (والرجل عندك ولو قفيت مكسوره) كناية بليغة عن انسحار العاشق بمعشوقه وعدم قدرته على بعاده ويذكرني الوصف في قوله:

"لقيت مثل المها يلعب بميدان"

وما بعده..

بشعر لابن مطروح يقول فيه:

"هزوا القدود وارهفوا سمر القنا

وتقلدوا عوض السيوف الأعينا

وتقدموا للعاشقين فكلهم

اخذ الامان لنفسه إلا أنا

يا قلبه القاسي ورقة خصره

هلا انتقلتي من هناك الى هنا؟

لما انثنى في حلة من سندس

قالت غصون البان: ما ابقى لنا؟!

وبخده وبشعره وعذاره

معنى العقيق وبارق والمنحنى"

@@@

أما احساس شاعرنا الشعبي نحو وطنه فهو عميق، وامتزاج عشق الحبيبة بعشق الوطن يزيد من لهفة الحب، خاصة حين يكون الشاعر غريباً مفارقاً احبابه واوطانه فهو هنا عاشق من كل جانب..

وكما بدأ الشاعر بحمامة الورق فختم بالعندليب في قصيد شجي لشاعر متغرب ولكن وطنه كان في وضع سيئ بعكس وطننا والحمد لله:

"دع العندليب على غصنه

يردد على الغصن احزانه

لئن دون الناس اشعارهم

لقد جعل الروض ديوانه

وان قيد الوزن افكارهم

لقد اطلق الشدو اوزانه

كتمت الشجون عن العندليب

فراح يبثك اشجانه

واخفيت عنه دمع العيون

وقد بلل الدمع اجفانه

فهل شط عن وكره جاره

فأصبح يندب جيرانه

أم الباز اودى بخلانه

فودع بالنوع خلانه

أم الريح هبت بأفنانه

فزلزت الريح افنانه؟

@@@

أتبكي العنادل اوطانها

ولا يندب المرء اوطانه؟"


(شفيق جبري)


رد مع اقتباس