رد : خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ = بِصَنْعَاءِ عوجا اليومَ وانتظراني
كُتب : [ 19 - 07 - 2008 ]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جعد الوبر
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : اليكم قصيدة أحد قتلى الغرام لا بلاكم الله بما ابتلاه به ألا وهو / عروة بن حزام بن مهاجر الضني ، من بني عذرة . شاعر ، من متيّمي العرب ، كان يحب ابنة عم له اسمها ( عفراء ) نشأ معها في بيت واحد ، لأن أباه خلفه صغيراً ، فكفله عمه . ولما كبر خطبها عروة ، فطلبت أمها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن ، وعاد فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء ( بالشام ) فلحق بها ، فأكرمه زوجها . فأقام أياماً وودعها وانصرف ، فضنى حباً ، فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى مدائن صالح ( قرب المدينة ).
خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ
= بِصَنْعَاءِ عوجا اليومَ وانتظراني
أَلم تَحْلِفا بِالله أَنِّي أَخُوكُمَا
= فلمْ تفعلا ما يفعلُ الأخوانِ
ولم تَحْلِفا بِالله قدْ عَرَفْتُمَا
= بذي الشِّيحِ رَبْعاً ثُمَّ لاتَقِفَانِ
ولاتَزْهدا في الذُّخْرِ عندي وَأَجْمِلاَ
= فَإنَّكُمَا بِيْ اليومَ مبتَلِيَانِ
أفي كلِّ يومٍ أنتَ رامٍ بلادها
= بِعَيْنَيْنِ إنساناهما غَرِقَانِ
وعينايَ ما أوفيتُ نشزاً فتنظرا
= بِمَأْقَيْهما إلاَّ هما تَكِفَانِ
إلمّا على العفراءِ أنّكما غداً
= وَمَنْ حَلِيتْ عَيني به ولساني
فيا واشِيَيْ عفرا دعاني ونظرة ً
= تقرُّ بها عينايَ ثمَّ دعاني
أَغَرَّكما لابَارَكَ الله فيكما
= قميصٌ وَبُرْدا يَمنة ٍ زَهَوانِ
متى تكشفا عنِّي القميصَ تَبَيَّنا
= بِيَ الضُّرَّ من عَفْراء يا فَتَيَانِ
وَتَعْتَرفَا لَحْماً قليلاً وَأَعْظُماً
= دِقَاقاً وَقَلْباً دائمَ الخَفَقانِ
على كبدي منْ حبِّ عفراءَ قرحة
=ٌ وعينايَ منْ وجدٍ بها تكِفانِ
فعفراءُ أرجى النّاسُ عندي مودّة ً
= وعفراء عنّي المُعْرِضُ المتواني
أُحِبُ ابْنَة َالعُذْرِيِّ حُباً وَإنْ نَأَتْ
= وَدانَيْتُ فيها غيرَ ما مُتَدانِ
إذَا رَامَ قلبي هَجْرَهَا حالَ دونَه
= شَفِيعانِ من قَلْبِي لها جَدِلانِ
إذَا قلتُ لا قالا : بلي ، ثمَّ أَصْبَحَا
= جَمِعياً على الرَّأْيِ الذي يَرَيانِ
فيا ربِّ أنتَ المستعانُ على الّذي
= تحمّلتُ منْ عفراءَ منذُ زمانِ
فيا ليتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوى ً
= منَ النّاسِ والأنعامِ يلتقيانِ
فَيَقْضِي مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ لُبَانة ً
= ويرعاهما ربّي فلا يُريانِ
أَمامي هوى ًلانومَ دونَ لِقَائِهِ
= وَخَلْفِي هوى ً قد شفَّني وبَرَاني
فمنْ يكُ لم يغرضْ فإنّي وناقتي
= بِحَجْرٍ إلَى أَهْلِ الحِمى غَرَضانِ
تحنُّ فتبدي مابها منْ صبابة ٍ
= وأخفي الّذي لولا الأسى لقضاني
هوى ناقتي خَلْفِي وقُدَّامي الهوى
= وَإنِّي وَإيَّاهَا لَمُخْتَلِفَانِ
هوايَ عراقيٌّ وتثني زمامها
= لبرقٍ إذا لاحَ النجومُ يمانِ
هوايَ أمامي ليسَ خلفي معرَّجٌ
= وشوق قَلوصي في الغُدُو يمانِ
لعمري إنّي يومَ بصرى وناقتي
= لَمُخْتَلِفَا الأَهْواءِ مُصْطَحَبانِ
فَلَوْ تَرَكَتْنِي ناقتي من حَنِينَها
= وما بي منْ وجدٍ إذاً لكفاني
متى تَجْمعي شوقي وشوقَكِ تُفْدحِي
= وما لكِ بِالْعِبْءِ الثَّقِيلِ يَدَانِ
ياكبدي انا منْ مخافة ِلوعة
= ِالفراقِ ومنْ صرفِ النّوى تجِفانِ
وإذْ نحن منْ أنْ تشحطَ الدّارُ غربة ً
= وإنْ شقَّ البينُ للعصا وجلانِ
يقولُ ليَ الأصحابُ إذ يعذلونني
= أَشَوْقٌ عِراقيٌّ وَأَنْتَ يَمَانِ
وليسَ يَمانٍ للعِراقيْ بِصَاحِبٍ
= عسى في صُرُوفِ الدَّهْرِ يَلْتَقِيانِ
تحمّلتُ منْ عفراءَ ما ليسَ لي بهِ
= ولا للجبالِ الرّاسياتِ يدانِ
كَأَنَّ قَطاة ٌ عُلِّقَتْ بِجَناحَهَا
= على كبدي منْ شدّة ِ الخفقانِ
جعلتُ لعرّافِ اليمامة ِحكمهُ
= وَعَرّافِ حَجْرٍ إنْ هما شَفيانِي
فَقالاَ : نَعَمْ نَشْفِي مِنَ الدَّاءِ كُلَّهِ
= وقاما مع العُوَّادِ يُبتَدَرانِ
ودانَيْتُ فيها المُعْرِضُ المُتَوَانِي
= لِيَسْتَخْبِرانِي . قُلْتُ : منذ زمانِ
فما تركا من رُقْيَة ٍ يَعْلمانِها
= ولا شُرْبَة ٍ إلاَّ وقد سَقَيَانِي
فما شفا الدّاءَ الّذي بي كلّهُ
= وما ذَخَرَا نُصْحاً، ولا أَلَوانِي
فقالا : شفاكَ اللهُ ، واللهِ مالنا
= بِما ضُمِّنَتْ منكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ
فرُحْتُ مِنَ العَرّافِ تسقُطُ عِمَّتِي
= عَنِ الرَّأْسِ ما أَلْتاثُها بِبَنانِ
معي صاحبا صِدْقٍ إذَا مِلْتُ مَيْلَة ً
= وكانَ بدفّتي نضوتي عدلاني
ألا أيّها العرّافُ هل أنتَ بائعي
= مكانكَ يوماً واحداً بمكاني ؟
أَلَسْتَ تراني ، لارأَيْتَ ، وأَمْسَكَتْ
= بسمعكَ روعاتٌ منَ الحدثانِ
فيا عمٌ يا ذا الغَدْرِ لازِلْتَ مُبْتَلى ً
= حليفاً لهمٍّ لازمٍ وهوانِ
غدرتَ وكانَ الغدرُ منكَ سجيّة ً
= فَأَلْزَمْتَ قلبي دائمَ الخفقانِ
وأورثتني غمّاً وكرباً وحسرة ً
= وأورثتَ عيني دائمَ الهملانِ
فلا زِلْتَ ذا شوقٍ إلَى مَنْ هويتهُ
= وقلبكَ مقسومٌ بِكُلِّ مكانِ
وَإنَّا على ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنَا
= مِنَ الحبِّ يا عفرا لَمُهْتَجِرانِ
تحدّثَ أصحابي حديثاً سمعتهُ
= ضُحَيّاً وَأَعْنَاقُ المَطِيِّ ثَوانِ
فقلتُ لهم : كلاّ. وقالوا . جماعة ً
= بلى ، والذي يُدْعى بِكلِّ مكانِ
أَنَاسِيَة ٌعَفْراءُ ذكريَ بَعْدَما
= تركتُ لها ذِكْرا بِكُلِّ مَكَانِ
ألا لعنَ اللهُ الوشاة َ وقولهمْ
= فُلاَنَة ُ أَمْسَتْ خُلَّة ٌ لِفُلاَنِ
فَوَيْحَكُمَا ياواشِيَيُ أَمِّ هَيْثَمٍ
= ففيمَ إلى منْ جئتما تشيانِ ؟
ألا أيّها الواشي بعفراءَ عندنا
= عَدِمْتُكَ مِنْ واشٍ أَلَسْتَ ترانِي ؟
أَلَسْتَ ترى لِلْحُبِّ كيف تَخلَّلَتْ
= عناجيجهُ جسمي ، وكيفَ براني ؟
لو أنَّ طبيبَ الإنسِ والجنِّ داوياً
= الّذي بيَ منْ عفراءَ ماشفياني
إذا ماجلسنا مجلساً نستلذّهُ
= تَواشَوا بِنَا حتى أَمَلَّ مكاني
تكنّفني الواشونَ منْ كلِّ جانبٍ
= ولو كانَ واشٍ واحدٍ لكفاني
ولو كانَ واشٍ باليمامة ِ دارهُ
= وداري بأعْلى حَضْرَمُوت أَتَانِي
فَيَا حَبَّذَا مَنْ دونَهُ تَعْذِلونَنِي
= ومنْ حليتْ بهِ عيني ولساني
ومنْ لو أراهُ في العدوِّ أتيتهُ
= وَمَنْ لو رآنِي في العَدُوِّ أَتَانِي
ومنْ لو أراهُ صادياً لسقيتهُ
= ومَنْ لو يرَانِي صادياً لَسَقَانِي
ومنْ لو أراهُ عانياً لكفيتهُ
= ومَنْ لَوْ يَرانِي عانِياً لَكَفَانِي
ومنْ هابني في كلِّ أمرٍ وهبتهُ
= ولو كنتُ أمضي منْ شباة ِسنانِ
يُكَلِّفُنِي عَمِّي ثمانين بَكْرَة ً
= ومالي يا عفراءُ غيرُ ثمانِ
ثَمانٍ يُقْطِّعْنَ الأَزِمَّة ِبالبُرى
= ويقطعنَ عرضَ البيدِ بالوخدانِ
فيا ليتَ عمّي يومَ فرّقَ بيننا
= سُقيْ السُّمَّ ممزوجاً بِشَبِّ يَمانِ
بنيّة ُعمّي حيلَ بيني وبينها
= وضجَّ لِوَشْكِ الفُرْقَة ِالصُّرَدانِ
فياليتَ محيّانا جميعاً وليتنا
= إذا نحنُ متنا ضمّنا كفنانِ
وياليت أَنَّا الدَّهْرَ في غيرِ رِيبة ٍ
= بعيرانِ نرعى القفرَ مؤتلفانِ
يُطْرِّدُنا الرُّعْيَانُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلٍ
= يقولونَ بَكْرا عُرَّة ٍ جَربَانِ
فواللهِ ماحدّثتُ سرّكِ صاحباً
= أَخاً لِي ولا فَاهَتْ بِهِ الشَّفَتانِ
سِوى أَنَّنِي قد قُلْتُ يوماً لِصَاحبي
= ضُحى ًوقَلوصانا بنا تَخِدَانِ
ضُحَيّاً وَمَسَّتْنَا جَنوبٌ ضَعيفة
=ٌ نسيمٌ لريّاها بنا خفقانِ
تحمّلتُ زفراتِ الضّحى فأطقتها
= ومالي بزفراتِ العشيِّ يدانِ
فياعَمِّ لاأُسْقِيتَ من ذي قَرابَة ٍ
= بلالاً فقدْ زلّتْ بكَ القدمانِ
فأنتَ ولم ينفعكَ فرّقتَ بيننا
= ونحنُ جمعٌ شعبنا متدانِ
وَمَنَّيْتَنِي عَفْراء حتى رَجَوْتُها
= وشاعَ الذي مَنَّيْتَ كُلَّ مكانِ
منعّمة ٌلمْ يأتْ بينَ شبابها
= ولا عَهْدِها بِالثَّدْيِ غيرُ ثَمانِ
ترى بُرَتَيْ سِتِّ وستِّين وافياً
= تهابانِ ساقيها فتنفصمانِ
فواللهِ لولا حبُّ عفراءَ ما التقى
= عليَّ رواقا بيتكِ الخلِقانِ
خُلَيْقانِ هَلْها لانِ لا خَيْرَ فيهما
= إذَا هَبَّتِ الأَرْواحُ يَصْطَفِقَانِ
رواقانِ تهوي الرّيحُ فوقَ ذراهما
= وبِاللّيْلِ يسرِي فيهما اليَرقانِ
أَعَفْراءُ كم مِنْ زَفْرَة ٍ قد أَذقْتِنِي
= وحزنٍ ألجَّ العينَ بالهملانِ
فلو أنَّ عينيْ ذي هوى ًفاضتا دماً
= لفاضتْ دماً عينايَ تبتدرانِ
فهلْ حاديا عفراءَ إنْ خفتَ فوتها
= عَلَيَّ إذَا نَادَيْتُ مُرعَويانِ
ضَرُوبانِ للتّالِي القطوفِ إذَا وَنَى
= مشيحانِ منْ بغضائنا حذرانِ
فما لكما من حادِيَيْنِ رُمِيتُما
= بحمّى وطاعونٍ إلا تقفانِ ؟
فمالكما من حادِيَيْنِ كُسِيتُما
= سرابِيلَ مُغْلاَة ًمن القَطِرانِ
فويلي على عفراءَ ويلٌ كأنّهُ
= على النَّحْرِ والأَحشاءِ حَدُّ سِنَانِ
ألا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عفراءَ مُلْتقى
= نَعَمْ وألا لا حيث يَلْتَقِيانِ
أحقاً عبادَ اللهِ أنْ لستُ زائراً
= عفيراءَ إلا والوليدُ يراني
لَوْ أَنَّ النَّاسِ وَجْدا وَمِثْلَهُ
= مِنَ الجنِّ بعد الإنس يلتقيان
فيشتكيان الوجدَ تمَّت أشتكي
= لأَضْعَفَ وَجْدِي فوقَ مايَجِدانِ
وماتَرَكَتْ عفراءُ مِنْ دَنَفٍ دوى ً
= بِدِوْمة ٍ مَطْويٌّ له كَفَنَانِ
فقد تَرَكْتَنِي ما أَعِي لمحدِّثٍ
= حديثاً وإنْ ناجيتهُ ونجاني
وقد تَرَكَتْ عفراءُ قلبي كَّأَنَّهُ
= جَنَاحُ غُرابٍ دائمُ الخَفَقَانِ
سبحان الله الفرق شاسع بين قصائد الغـزل في الماضي وعفتها وقصائده ومجونها في وقتنا الحاضر . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|
أخوي الأستاذ أبو عمر خالد الشماسي شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
|