عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 14 )
alsamr
عضو
رقم العضوية : 2937
تاريخ التسجيل : 22 - 05 - 2005
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 6 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : alsamr is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : خنذف وشبابه

كُتب : [ 24 - 05 - 2005 ]

الجميع يعلم ان أكثر العرب في القرون المتأخره في الحجاز ينقسمون الى قسمين كبيرين " حلف شبابة وحلف خندف "
يقول الاستاذ محمد حسين كمال : " وفي العارفين بالأنساب من يرجع هذه القبائل إلى أصلين أعلى من عتيبة وثقيف ، وهما شبابة وخندف ، فإذا قيل شبابة اندمجت فيها قبائل عتيبة كلها وهم رؤوس شبابة ، ثم حرب وبالحارث وزهران، وإذا قيل خندف اندمجت قريش والبقوم وسبيع والحجادلة ومطير وهذيل وغامد "
ولا يعرف بالتحديد متى ظهر مسمى شبابه ، ولكن من الروايات ومن متابعة الاحداث في التاريخ سنحاول ان نحدد فترة زمنيه لبداية ظهور هذا المسمى الذي عرفت به عتيبة وجمعت تحت لوائه قبائل شتى (عدنانية وقحطانية) ، ليبقى المجد المضري القديم في فرع قيس عيلان حياً في عتيبة إذ هي رأس شبابة وفخر قيس ومجده وحاملة لوائه في العصور المتأخره .

البــــدايه :
أنقسم العرب في الجاهلية الى قسمين عظيمين قيس وخندف ،ابناء مضر
قال ابن عبد البر : روي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله عز وجل أختار من العرب هذا الحي من مضر " وروي بسنده أيضا مرفوعا :"إذا أختلف الناس فالعدل في مضر " .
وعن ابن عبدالبر : مضر جذمان خندف وقيس ,والمقدم منها خندف ,لأنها جذم رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل قريش .
قال الشاعر :
إذا غضــــــــبنا غضبـــة مضـــــــرية****هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما

اليأس والناس:
يقول الدكتور محمد طنطاوي :"..مضر أحد أبناء نزار الأربعة، وهم : ربيعة وإياد وأنمار ومضر، وقد تزوج مضر من جرهمية وهو ديدن العرب في التزويج إلى القربات للنجابة، فولد له اليأس والناس، وما لبثا حتى انتشر نسلهما وملأ الأصقاع، فكان منه جمهرة العرب الذين احتازوا معظم الجزيرة، وضربوا خيامهم في سرتها وأطرافها، وضرب بهم المثل في الكثرة والبأس والنجدة، مع رعايتهم قرابة العمومة والاحتفاظ بها كلما حزب الأمر وشنت الغارات، ومع اختفاء اسمى أبويهما واستبدال علمين آخرين اشتهرا على الألسنة، وطبعا للإستبدال مناسبات اتفاقية تطرأ فينفذ حكمها دون معارضة وصد لها حدث أيا كان، وكثر ما كان ذلك في كل عصر وحين، وبين ظهرانينا أمثلة لا تحصى ولا تستقصى....،..كان البدل في الناس (قيس عيلان) والبدل في اليأس (خندف) وهنا الوفاء بالوعد للإفادة عن الأمرين في هذا العلم: بيان طروه على العلم الوضعي لها في ميلادها، وسبب تغلبه في بنيها على علم أبيهم." ..التاريخ والأدب

خندف وبنوها:
تزوج اليأس ليلى، وأعقبا ثلاثة: عامر وعمرو وعمير. ولقد ساق القدر ظروفا استوجبت التغيير في أسمائهم، كما استوجبت أخرى تغييراً في اسم أبيهم، فانضوى الأبناء تحت لواء علم أمهم، وانطوت راية أبيهم دونهم.
جاء في سيرة ابن هشام: " ولد اليأس بن مضر ثلاثة نفر: مدركة بن اليأس، وطابخة بن اليأس، وقمعة بن اليأس، وأمهم خندف امرأة من اليمن، وهي خندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة … وكان اسم مدركة عامراً واسم طابخة عمرا، وزعموا أنهما كانا في إبل لهما يرعيانها، فاقتنصا صيداً، فقعدا عليه يطبخانه، وعدت عادية على إبلهما، فقال عامر لعمرو: أتدرك الإبل أم تطبخ هذا الصيد؟ فقال عمرو: بل أطبخ، فلحق عامر بالإبل فجاء بها، فلما راحا على أبيهما حدثاه بشأنهما، فقال لعامر: أنت مدركه، وقال لعمرو: أنت طابخة ".
وقال السهيلي: " وفي الخبر زيادة، وهو أن اليأس قال لأمهم (ليلى) … وقد أقبلت تخندف في مشيها: مالك تخندفين "؟.
فسميت خندف، والخندفة في اللغة: سرعة المشي، وقال لمدركة: وأنت قد أدركت ما طلبتا، وقال لطابخة: وأنت قد انضجت ما طبختا، وقال لقمعة: وهو عمير: وأنت قد قعدت فانقمعتا.
ويقول الدكتور محمد طنطاوي :"...وخندف التي عرف بها اليأس هي التي ضربت بها الأمثال بحزنها على اليأس، وذلك أنها تركت بنيها وساحت في الأرض تبكيه حتى ماتت كمدا … وقال الزبير: وإنما نسب بنو اليأس لأمهم لأنها حين تركتهم شغلا بحزنها على أبيهم رحمهم الناس، فقالوا هؤلاء أولاد خندف الذين تركتهم وهم صغار أيتام حتى عرفوا ببني خندف..". التاريخ والأدب
وفي اللسان مادة (خندف) الخندفة مشية كالهرولة، ومنه سميت ـ زعموا ـ خندف امرأة اليأس بن مضر بن نزار واسمها ليلى، نسب ولد اليأس إليها وهي أمهم … كانت خندف امرأة اليأس اسمها ليلى بنت حلوان غلبت على نسب أولادها منه، وذكروا أن إبل اليأس انتشرت ليلا فخرج مدركة في بغائها فردها فسمى مدركة، وخندفت الأم في أثره، أي أسرعت فسميت خندف واسمها ليلى بنت عمران بن الحاف بن قضاعة، وقعد طابخة يطبخ القدر فسمى طابخة، وانقمع قمعة في البيت فسمى قمعة، وقالت خندف لزوجها: ما زلت أخندف في أثركم، فقال لها: فأنت خندف، فذهب لها اسما ولولدها نسبا، وسميت بها القبيلة، وظلم رجال في أيام الزبير بن العوام فنادى يالخندف، فخرج الزبير ومعه سيف وهو يقول أخندف إليك أيها المخندف، والله لئن كنت مظلوما لأنصرنك …).
وفي القاموس مادة (الخندوف): " وولد اليأس بن مضر عمرا وهو مدركة، وعامرا وهو طابخة، وعميرا وهو قَمَعَة، وأمهم خِندف كزِبرج وهي ليلى … وكان اليأس خرج في نجعة فنفرت إبله من أرنب، فخرج إليها عمرو فأدركها، وخرج عامر فتصيدها وطبخها، وانقمع عمير في الخباء، وخرجت أمهم تسرع فقال لها اليأس: أين تخندفين؟ فقالت: ما زلت اخندف في أثركم، فلقبوا: مدركة وطابخة وقمعة وخندف ".
يقول نصر بن سيار المرتفع نسبه إلى مدركة بن خندف يفتخر بمضر :
أنا ابن خندف تنميني قبائلها ****للصالحات وعمى قيس عيلانا

أما قيــــس :
فهي قبائل قيس عيلان بن مضر : هوازن ومازن وغطفان وسليم وعدوان وذبيان وعبس وأشجع وفزاره . أبن حزم ـ القلقشندي
يقول ابن ميادة الذبياني من قيس ويفتخر بمضر :
فجرنا ينابيع الكـــــــلام وبحره **** وأصبح فيه ذو الرواية يسبح
وما الشعر إلا شعر قيس وخندف **** وقـــــول سواهم كلفة وتملح
ويقول يفاخر بقيس :
ولو أن قيساً، قيس عيلان أقسمت **** على الشمس لم تطلع عليها حجابها
وقال السعدي :
قيس وخندف والداي كلاهما **** والجد بعد ربيعة بن نزار

ويقول الاستاذ محمد طنطاوي: "يستنصر القيسى بالقيسين، والخندفي بالخندفين إذا شجر النزاع بين بني العم، وإن جدا الشقاق بين بني مضر وبين ربيعة أو غيره، فبنو العمومة في صف واحد ينزعون في قوس واحدة تلقاء غيرهم، فالمناصرة في الأخوة فالعمومة فالجد الأعلى وهكذا على ما هو مركوز في الطباع البشرية. "...التاريخ والأدب
ويقول الدكتور ابراهيم اسحاق ابراهيم : " وعندما جاء الأسلام كان ظهوره ضربة قوية للعصبية القبلية فككتها وعطلت حدتها القديمة لمدد غير يسيرة ، وقد أدى ذلك إلى التقليل من الحروب الداخلية ، وتوحيد جهود القبائل في أمر الجهاد والنقلة " هجرات الهلاليين

بنو أمية والتقاليد العربية :وأشار محمد الطنطاوي إلى أن : "هذه العصبية البغيضة في الدين الحنيف خفت صوتها وكمنت في النفوس الفترة الأولى في صدر الإسلام، إذ أن دولة بني أمية أحيت التقاليد العربية" التاريخ والادب

اعتزاز الشعراء بأصلهم الخندفي أو القيسي:
يقول الدكتور محمد طنطاوي : "...كثر الشعراء المجيدون في دولة بني أمية، وبلغ الشعر ذروة الجزالة والفصاحة، غير أن الشعراء اختلفت ميولهم القبلية تبعاً لاختلاف بيئاتهم العربية، والتطاحن فيما بينها للسبق في حظوظ الحياة، وقد زاد اختلاف الشعراء التدابر بين القبائل، وأجج نار الأحقاد والأضغان، كثيراً من الأحيان. فقد يثير الشاعر الخندفي المسالم من خندف كما يوقظ الشاعر القيسى المتسامح من قيس، كما ينبه المنتسب إلى عشيرة عشيرته لمناهضتها عشيرة أخرى قد تكون خندفية أو قيسية مثلها وهكذا.
فجرير " مثلا " التميمي الخندفي، إذا احتربت بنو قيس وبنو خندف، فإنه يسلط لسانه على قيس ويشيد ببطولة خندف، وإن عرف عنه الاحتفاظ بكرامة الأب (قيس) لأن جريراً له خئولة في قيس، لذا كان يعمد حينئذ إلى ذكر القبيلة وحدها دون تعميم في القيسيين، وإذا تلاحى المضريون والربعيون فإنه يسلق الربعيين بلسان حديد، ويحسب المجد واقفاً عند بني قيس وخندف، وإذا اختصم بنو خندف فإنه يدع النسب العالي ويتحيز لمن يهوى.، وهكذا شأنه: يلبس لكل حالة لبوسها...وكذا الفرزدق التميمي الخندفي يجري في هذا المضمار لاقتضاء الظروف التلون باللون الذي يقتضيه الحال، بيد أنه عنيفاً في حملاته على قيس، فصب جام غضبه على رءوسهم في الوقعات التي نشبت بينهم وبين الخندفيين، لأمرين: الأول: لمناصبته العداء لجرير الذي كان يعدد مآثرهم في مواقفهم، والتهارش بين الشاعرين دفعهما إلى غمط الحقيقة واختلاق المعايب، والثاني: لأن أبويه ينتسبان لخندف، فالنسب العالي عنده ما ارتفع اليهما.، أما الاخطل التغلبي الربعي فإنه موزع الثورة، فكان يرغم على أن ينال من من قيس حيناً، ومن خندف حيناً آخر، وربما تناول الشعبين، وإن كان الفرزدق عنده أثيرا، فالصداقة الشخصية لا تطغي عليها العداوة العامة العصبية، وصدق الفرزدق في هذه الحكمة:
وكل رفيقي كل رحل وإن هما**** تعاطى القنا قوماهما: أخوان

هؤلاء الشعراء الثلاثة ومعاصروهم أفرطوا في التمسك بأصولهم القديمة العهد، فرددوا في أشعارهم خندف وقيساً وبطونهما لأي داع، ولعل أكثر الشعراء تعلقاً بالمفاخرة بها هؤلاء الثلاثة: جرير، والفرزدق، والأخطل، فلطالما مجد جرير خندف واستنصرها واستظهر بها، وأكثر مواقفه التي احتمى فيها بخندف كانت ترتبط للمناسبات مع هؤلاء الثلاثة: الفرزدق والأخطل والراعي فان هؤلاء أقضوا مضجعه، وتوافروا على الفتك به بكل ما أوتوا من قوة عشيرة وبسطه مال وسلاطة لسان، لكنه لم تلن لهم قناتة وكان الجزاء لهم منه أوفى. يقول للأخطل مع النيل من قبيلته تغلب من قصائد طويلة، نذكر منها ما يختص باسم القبيلة فقط:

ستعلم أن أصلــي خنــــدفي**** حبالي أفضل الحسب الكريم
نزلت بفرع خندف حيث لاقت**** شؤون الهـــام مجتمع الصميم
ويقول :
يابن الخبيثة ريحا من عدلت بنا ****** أم من جعلت إلى قيس إذا ذخروا
قيس وخندف أهل المجـد قبلكم ****** لستم إليهم ولا أنتم لهم خطـــــر
ويقول:
إذا حل بيتي بين قيــس وخندف ****** لقيت قروما لم تديث صعابها
كذلك أعطى الله قيساً وخندفا ****** خزائن لم يفتح لتغــلب بابها
ويقول:
قضى لــــي أن أصلي خندفي ****** وعضــب في عواقبه السمام
إذا ما خندف ذخــــــــرت وقيس ****** فإن جبـــــال عـــزى لا ترام
ويقول :
فجرت بقيـس وافتخرت بتغلب ****** فسوف ترى أي الفريقين أربح
وما زال ممنوعا لقيس وخندف ****** حمــــى تتخطاه الخنازير أقبح
إذا أخذت قيس عليك وخـندف ****** باقطارها لم تدر من أين تسـرح

ويقول للفرزدق الذي كان يتنقصه بميله لقيس وارتمائه في أحضانهم، وما ذاك من الفرزدق إلا عن قلى منه لقيس، وإثارة لحفيظة خندف على جرير ـ بما فيه الكفاية لرد المكايدة.
تحضض يا بن القين قيساً ليجعلوا ****** لقومك يوما مثـــل يوم الأراقـــم
إذا حدبت قيــس عليّ وخــــــندف ****** أخذت بفضل الأكثرين الأكــــارم
أنا ابن قروع المجد قيـس وخندف ****** بنوا لي عادياً رفـــيع الدعـــائم
فإن شئت من قيــــس ذرى متمنع ****** وإن شئت طودا خندفي المخارم
ألم ترني أردي بأركان خنــــدف ****** وأركان قيس نعم كهـف المراجم
لقد حدبت قيس وأفناء خنــــــدف ****** على مرهب حام ذمــــار المحارم
ويقول له أيضاً معرضا بهواه للأخطل:
وقد لحق الفرزدق بالنصارى ****** لينصرهم وليس به انتصــار
تخاطر من وراء حماي قيــس ****** وخندف عز ما حمى الذمار

ويقول للراعي النميري لما اعتدى عليه، ونمير قبيلة من كبريات قبائل قيس وجمرة من جمرات العرب الثلاث. وقد قدح فكره وأورى زنده، فأبدع القصيدة المعروفة بالفاضحة، وسارت بعض أبياتها مسير المثل. وانتسب في ملاحاته مع النميري إلى خندف، فقال منها مخاطباً له:
تنح فان بحري خنـــدفي***** ترى في موج جريته عبابا
علوت عليك ذروة خندفي***** ترى من دونها رتبا صعابا

الفرزدق:
يقول في احتمائه بخندف من قيس:
ترفع لي خندف ـ والله يرفع لي ـ ****** ناراً إذا خمدت نيرانهم تقد
وفي المباهاة بهما:
إذا ذخرت قيس وخندف والتقى ****** صميماهما إذ طاح كل صميم
وفي هجاء قيس وإيعادها:
أنا ابن خندف والحامي حقيقتها ****** قد جعلوا في يدي الشمس والقمرا
يا قيس عيلان إني كنت قلت لكم ****** يا قيس عيلان ألا تسرعوا الضجرا

يقول محمد طنطاوي : " ..وإذا حاول البحث أن يرى لفيفاً من الشعراء متعاصرين في الجاهلية والاسلام تبادلوا التنافس فيما بينهم وفيما بين أصولهم يمنية ومضرية، قيسية أو خندفية هكذا فإنه غير واجد عددا يعتد به كذلك إلا في هذه الفترة التي استعرت فيها نار الأحقاد بين الفريقين، ومن وقف على الأسباب التي أقامت مروان بن الحكم خليفة على المسلمين بعد معاوية الثاني، وهيأت له انتزاع الخلافة من عبد الله بن الزبير بعد أن تمت له في الحجاز والعراق ومصر وبعض الشام مع مؤازرة المضريين له، أدرك وجهة المروانيين في ميلهم إلى اليمنيين، وإيثارهم لهم في كبر الولايات والوظائف، فأن اليمنيين أخوال يزيد بن معاوية يحرصون على بقاء الخلافة في بني أمية لاستبقاء سلطانهم فيها، فلولا اليمنيون لتمت الخلافة لابن الزبير، ومن هذا الحين اندلعت السنة النيران بين العنصريين، فبينما يحسب المضريون أنهم أرباب الدولة وعنصر الخلافة، إذ يحسب اليمنيون أنهم أصحاب النفوذ فيها، وذوو السلطان في شئونها، فاتسعت الفجوة، وتأرثت نار العداوة، وتقارضوا ما تقذى به العين، ويشجى به الحلق، وضرب على أوتارهم الشعراء حتى طفح الكيل، فمن التقريب الحق أن تعتبر حقبة الدولة المروانية هي الحقبة التي ارتفع فيها نجم خندف، وصافح اسمها آذان الشعوب الإسلامية ذلك الحين.
نهى الإسلام عن التعصب البغيض، فلم يكن للقديم ذكر في صدر الإسلام، وكان معاوية حكيماً سياسياً فرأى أن صلاح دولته يتطلب العنصريين، فعمل على إدناء اليمنيين وصاهرهم بزواجه ميسون بنت بحدل الكلبية حتى لا ينفرد به عنصره المضري ويطمع يوما ما في القضاء عليه، وانقضت مدته بسلام، وتورط ابنه يزيد بعد ذلك، وتخلى عن تحمل الخلافة بعد توليها معاوية الثاني، فبعث الدفين من التعصب منذ كان مروان الأول. فمروان رجل داهية، و.لقد تغيرت حالة الدولة، وتحلل الناس فيها من رقابة الوازع الديني، وتغلبت عليهم المطامع الدنيوية، وانفك قالة السوء من عقالهم، وألفى الشعراء الأودية التي يهيمون فيها، يمدحون ويثلبون، فينفحون.ينفحون عمن تربطهم به وشيجة القرابة أو حافز الحباء، ويذيمون من يناصبهم العداء، وفي عِثْير هذا الصراع استهدفوا للتراشق بالنبال بعضهم لبعض، ثم تطور الحال بهؤلاء الشعراء في الإمعان بمجادة خندف حتى أطلقوها على خلفاء بني أمية وذلك لبعث الحمية المضرية في نفوسهم إلماعا لهم وتنبيها على استحقاق المضريين من قيس وخندف للأعمال في الدولة وقصر الولاية عليهم في الدولة دون اليمنيين، وبخاصة ولاية العراقين، درة الولايات الإسلامية وكبراها في تلك الآونة، وحدث هذا الاتجاه وكثر اللغط فيه عند ما عهد سليمان بن عبد الملك إلى يزيد ابن المهلب بن أبي صفرة الأزدي اليمني بولاية العراقين، فإنه أول يمنى نال هذا الجاه العريض، لبت يزيد والياً عليها على كره في كثير من نفوس رجالات الدولة، ولهذا أراد عمر بن عبد العزيز فور توليه الخلافة محاسبته للتنكيل به لولا فراره منه، ومعاجلة المنية للخليفة، فلما ملك الخلافة يزيد بن عبد الملك لم يسع يزيد بن المهلب إلا مناصبته العداء، والخروج عليه، بل المحاولة لانتزاع الخلافة من بني أمية إلى بني المهلب واليمنيين، ولكن طاش سهمه ووقع صريعاً في الميدان في حديث طويل سنذكر عنه كلمة قصيرة بعد، فلما انتكث فتله ودالت دولته، وخفت صوت المهالبة بعد أن ملئوا الأسماع، وأرهبوا المنطوين على الحقد عليهم حيناً من الدهر ـ انطلقت بعدئذ ألسنة الشعراء من عقالها، ونفثوا ما في صدورهم من كراهة وحقد، وتلاقت سهامهم في الاتجاه صوب غرض واحد وهو قذف اليمانين بالمثالب، واتهامهم بالعداء القديم للمضريين وانتهاز الفرص لقلب الأوضاع، وقد خفف هذا الالتفات من حدة العراك الأولى التي كانت تثور بين الشعبين: القيسي والخندفي، أو بين القبيلتين منهما ." التاريخ والأدب.

يقول هنيدس :
مما سبق يتضح أن :
1ـ ان قيس وخندف هم ابناء مضر .
2ـ أن العرب من مضر يفتخرون بهذا الأصل العظيم وهو عندهم بيت الشرف ..
3ـ أن كل طرف من ابناء مضر يفتخر بأنه بيت الشرف في العرب .
4ـ أن اغلب القبائل القحطانية كانت منقسمه بين فرعي مضر بحسب المصاهرات.
5ـ أن بعض الخلفاء من بني امية كانو يستغلون الاحقاد بين الطرفين لمصالحهم السياسية..
6ـ أنه تبعاً لذلك ظهرت الاحقاد والمفاخرات بين اليمنيه والعدنانية .فيما بعد .

وسنرى كيف استغل أمراء مكه في القرن الرابع والخامس الهجري ، هذه الأحقاد بين هذين الفرعين المضريين واتباعهم بالمصاهرة من اليمنيين ووظفوها لحسم صراعاتهم الخاصة مع ابناء عمومتهم الذين كانو يتطلعون الى الحكم في كل وقت . .

للامانه منقول وهو بحث رائع يتبع


رد مع اقتباس