عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 72 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: من بلاد قبيلة سبيع بن عامر الغلباء

كُتب : [ 10 - 05 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

نبذة عن : رماح والرمحية في كتب الجغرافيا والتاريخ :-

فهذه لمحة عن رماح والرمحية من حيث ذكرهما في كتب المواضع وأشعار المتقدمين وشيئاً من تاريخهما قبل النهضة الحديثة .

أولاً : رماح :-

أصل التسمية : من الرمح لما ورد عن الأزهري أنها نقيان طوال وعن الهمداني أنها أكثبة طوال حداد فكانت تسميتها مأخوذة من الرماح لطولها وحدتها في السماء قال البكري : " قال عمارة : رماح بأرض بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بني تميم، وهذا الذي عناه جرير بقوله :-

يكلفني فؤادي من هواه
= ظعائن يجتزعن علا رماح

وهذا نص قديم يرجح القول أن رماح هو المقصود في بيت جرير هذا لأن مسمى رماح كثير في بلاد العرب، ونص الهمداني بأن رماح من ديار تميم وقال كذلك : وأرماح أكثبة طوال حداد، ولوى رماح أسفل منهن كل ذلك من الدهناء، قال الجاسر : " قال الأزهري في التهذيب : وبالدهناء نقيان طوال يقال لها الأرماح . انتهى . ولم يذكره ياقوت في موضعه من معجم البلدان وقال : " رماح سيأتي في رسم رمان " ثم قال كذلك : والرمانتان بقرب العتك في العرمة .

ربما أراد الجاسر أن ينفي اشتهارهما سابقاً بمسمى رماح وربما يلمح أن الرمانتين هما رماح والرمحية، ولا شك أن عبارة الهمداني والأزهري واضحة أنه من الدهناء، سيما أنهما قد مرا بقربه والذي يشكل على المتأمل في كلام المتقدمين وصفهم رماح أنها نقيان في الدهناء، والمشتهر حالياً أنها آبار في حد العرمة من الدهناء ولعل آبار رماح الحالية ضمن شباك العرمة التي ذكرها الهمداني حيث يقول : ( فأول ماء ترده من العرمة عن يسارك قلت هبل وهي تنكش وتعضب سريعاً، ومن عن يمينك قلات يقال لها النظيم نظيم الجفنة، ومن عن يمين ذلك على ميسرة الشباك شباك العرمة والغرابات )

وقال البكري : قال الأصمعي : إذا كثرت الآبار في أرض فهي شبكة، قال ذو الرمة :-

كأن نعاج الرمل تحت خدورها
= بوهبين أو أرطى رماح مقيلها

يدلنا أن رماح بالدهناء فالأرطى من شجر الدهناء ووهبين وسط الدهناء، وقال الهمداني : ورمل وهبين عن يمين الحفرين لعامد إلى الصمان قال / جبر بن سيار مخاطباً رشيدان :-

يمينك البكرات ورماح النقا
= خلف وخزه والفقي من يسارها

والبكرات سماها الخميس بالهضبات وهي أسفل وادي العارض قوله ورماح النقا دلالة على شهرة نقيان رماح وربما أراد ابن سيار التفريق بينها وبين موضع آخر بنفس المسمى .

وعن النظيم الذي ذكره الهمداني يقول الشيخ الخميس : " والنظيم اسم لكل قلات منتظمة في مجاري الأودية بظهور الجبال ومنحدراتها نحو السهول، فكل ما كان كذلك فهو النظيم .. ويتعين كل نظيم بإضافته إلى جهته، وهي بـ ( اليمامة ) كثيرة : فهناك ( نظيم الجفنة ) بـ ( العرمة ) ... ".

ولعل أصل التسمية وقعت على النقيان ( الكثبان الرملية العالية ) ومن ثم انسحب الاسم على الآبار بقربها .

رماح والرمحية عبر التاريخ :-

ومما لا شك فيه أن رماح والرمحية لها مكانة مهمة في نظر حكام الدولة السعودية فقد سجلت أحداث حولها وذلك لعدة أسباب منها :-

1- أهميتها كونها على بوابة الدهناء للمتجه نحو البصرة والأحساء أو القادم منهما ( فهو ممر للجمال التي تحمل التمر والغذاء الحيوي في الجزيرة ).

2- ( وهي منطقة مهمة لأنها مكان استراحة القوافل التي تقطع المسافة الطويلة بين البصرة ومكة المكرمة ).

3- كثرة الآبار التي حولها .

ولكن شهرة رماح الحالية يبدو أنها فاقت شهرة الرمحية ومما يذكر فقد سجلت عبر التاريخ عدة وقعات :-

عام : 1157هـ أخذوا الظفير قوافل عنزة على رماح وقتل منهم عدة رجال .

عام : 1179هـ قاد الإمام / عبدالعزيز حملة على العرمة .

عام : 1233هـ حملة / إبراهيم باشا على رماح .

عام : 1269هـ وعام : 1275هـ حملتان على رماح قام بهما الإمام / فيصل بن تركي .

عام : 1319هـ وصل الملك / عبدالعزيز إلى رماح ثم أغار على بعض القبائل في عبلة سدير ثم عاد إلى حفر العتك وبنبان ورجع إلى رماح مرة أخرى ومن رماح عاد إلى الأحساء لعدم مناسبة الهجوم على الرياض في هذه اللحظة .

وفي الزمن الذي سبق قيام الدولة السعودية كانت رماح تعني الكثير في نظر حكام الأحساء فهي المورد العذب والهواء العليل والأرض القفر خاصة إذا نزلت الأمطار وأخصبت الأرض .

وكما تعني الكثير بالنسبة لحكام الأحساء فكذلك العكس، فالأحساء موطن التمر الذي يتزودون منه وكانوا ينزلون فيه في فترات زمنية معينة .

وينقل الجاسر عن لويمر مكان ينزل فيه البادية في الأحساء يسمى أبوثنين ومصطلح الديرة يطلق على الأحساء عند أهل المنطقة وفي حال حصول الاضطرابات في الأحساء فإن البحرين بديل عنها كما تبينه الوثيقة التي تتحدث عن تمون أبو اثنين من البحرين، لأن ولاة الأتراك كانوا يطالبون زعماء القبائل بالجمال لحرب خصومهم، والمرجح أنه ترك الأحساء لهذا كما نلمحه من الوثيقة وخلال مطالعتي للتواريخ المطبوعة لم أقف على نهب أو قتل قامت به قبيلة سبيع للحجاج الذين يمرون برماح وقد صادف سادلير حجاجاً من بلاد فارس على رماح، وهناك بعض مسالك الحج التي تمر بالدهناء فقد ذكر الحربي طريق زري يتجه إلى اليمامة ويمر بالدهناء .

ويذكر البسام خبراً عام : 938هـ مفاده وقوع معركة بين عنزة وبين الأعزة من سبيع .

عام : 1090هـ غزا / براك بن غرير شيخ الأحساء والقطيف وصبح السهول على رماح وأخذهم .

وفي الدولة الجبرية العقيلية وقد شملت أنحاء شاسعة من الجزيرة العربية وكانت على قدر من القوة والمنعة إذ أمنت في عهد ملوكها الظعائن والقوافل وهذا المعنى أشار اليه الشاعر / أبو ظاهر وهو يمدح أجود يقول :-

وهو حامي الظعائن يوم تقفي
= شديد الباس في يوم الزحامي

حمى حمر الهوادج يوم تقفي
= سواكنها تفرفش كالزحامي

ويقول :-

تعلى بالشجاعة عقيل طبقا
= وأصخاها وأوفاها ذمامي

يقول ابن زيد مادحاً / أجود بن زامل العقيلي :-

سريع القرى عيد المقاوى إلى ضوو
= على رخص بقعا أو عسر سوقها

يحل بها الدهناء إذا جادها الحيا
= والحسا لا طاب الجنا في عذوقها

ويقول في قصيدة أخرى :-

أرى الحب بالهجران يمحا ويمحي
= وحبي لحسنا طول الأيام عالق

إلى أن يقول :-

ومن يشرب الماء من رماح ويعتفي
= حجنات الأيدي واللقاح العذايق

ويقول الصويان معلقاً على أبيات ابن زيد : " وربما يستدل من ذلك أن الجبريين في ذلك الوقت لم تنقطع صلتهم بالبداوة والصحراء وحياة الرعي، فهو يقول في آخر القصيدة : إن أجود يشتو الدهناء ولا يذهب إلى الأحساء إلا وقت الثمر وهذا ما كانت عليه حال بعض قبائل البدو حتى عهد قريب، وهو ما يسمونه المحضار والفعل يحضرون . انتهى، ودولة الجبريين قد اتسعت وقد أشار إلى هذا النفجان نقلاً عن وثيقة برتغالية : وبلاد هؤلاء الأخوة الثلاثة أبناء / أجود بن زامل قد امتدت من هنا حتى عدن أما باتجاه الشمال فإنها تمتد محاذاة سواحل بحر فارس ثم تنعطف لتصل جوار مكة، وهناك بيت شعبي قديم يعضد هذا إذ يقول / عثمان بن نحيط :-

وشيوخ الأجود وينهم عقب ما ملكوا
= هجر مع الخط والبصرة وبلاد بعيدات

غير أن عبارة / ابن فضل الله العمري وهو من أهل القرن الثامن توحي للقارئ لأول وهلة أن رماح يوماً من الأيام قرية بها سكانها من بني عائذ بن سعيد إذ يقول : عائذ بني سعد ( سعيد ) : دارهم من حرمة إلى جلاجل، والتويب ووادي القرى .... ثم يقول : ويعرف بالعارض ورماح والحفر .

ويعضد هذا ما ذكره / ابن عيسى عن حرمة أنها مياه وآثار منازل، قد تعطلت، من منازل بني عايذ بن سعيد، ويذكر / ابن فضل الله العمري أن شيخهم يقال له / محمد العليمي ولا شك أن المنطقة واقعة تحت نفوذ الدولة العيونية والتي قامت عام : 469 هـ وانتهت عام : 636 هـ .

يقول د / عبدالرحمن المديرس : كما تم للأمير / عبدالله بن علي العيوني توحيد أجزاء البحرين كلها تحت حكمه، وأقام دولة قوية وطيدة الأركان تمتد حدودها من كاظمة شمالاً حتى أطراف الربع الخالي جنوباً، ومن صحراء الدهناء غرباً حتى ساحل الخليج العربي شرقاً .

وينقل عن ابن سعيد أن المنطقة الواقعة بين البحرين واليمامة بأنها مجالات بني عامر، وأنه لم يبق معهم لأحد من العرب عز في بلاد اليمامة والبحرين، وأنه قد تحضر الكثير منهم .

ورماح لم يذكر ضمن مجالات بني عامر يقول / الجاسر نقلاً عن / ابن فضل الله العمري ( ودارهم الأحساء والقطيف وملح وأقطاع، والقرعاء واللهابة والجود ومبالغ انتهى على ما فيه من تصحيف الأسماء )

ثانياً : الرمحية :-

تقع في منطقة العرمه وتبعد عن رماح بـ 20 كم غربا في وادي الطوقي الذي يلتقي بوادي حميم وقديما كانت منهل قال / ابن بلهيد عن الرمحية : منهل ماء في أعلى وادي رماح, والرمحية اّبارها حوالي ستة اّبار وعمقها خمسة عشر باعا ماؤها عذب وتبعد عن رماح حوالي عشرين كيلا وهي الآن بلد عامر للجبور من بني عمر من سبيع وأمراؤها آل جفيران ومن معالمها جبل ضبع وصيهد منيف واّبارها الاّثرية مثل النميلة والجلبانية والمجرورية والهودة، والرمحية أرض النفل والخزامى والشيح والكرم والشجاعة، ومن الأودية الطافحة والعجاجة وأبا لحيان ومن غدرانه : محارق والحفنة قال الشاعر / ابن شيحان الجبري :-

الطوقي وادي الرمحية
سيله يرجع بالدرعية
قريان وخـــد وسيع

وقال الشاعر / عبدالله الحضبي :-

عسى المطر يسي لنا الرمحيه
= ويعم وديان الحفـــــــــر ورماح ِ

ديرة هل الشيمة وطيب النـــيه
= ربع لهم في الموجبات سلاحي

منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 30 - 08 - 2009 الساعة 23:01
رد مع اقتباس