عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 21 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد : كُتاب الكُتب وأصحاب المنتديات بين مطرقة المُجاملات وأمانة الِرساله

كُتب : [ 28 - 10 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن مما لا شك فيه أن الإهتمام بالأنساب مما توارثه العرب جيلا بعد جيل وتناقلوه كابرا عن كابر، فذكروه في أشعارهم وخطبهم، وهو من العلوم التي يجب تعلمها والعناية بها فهي تدعو إلى تواصل الأرحام والتعارف بين الناس، لذلك قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [ الحجرات : 13 ]

وليست الأنساب هي الملاذ والمنجى يوم العرض والحساب، ولعلي أدون بعض النقاط والإفادات التي أرجو من الله أن تفيدني أولا وتفيد معي إخواني القراء، وهي :-

أولا : الأنساب لا تحفظ وتدون للتغني بها والتفاخر، بل هي لصلة الأرحام والتواصل بين الناس وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم رواه الترمذي، وعلم الأنساب مما يتعلم لحفظ المواريث، ومعرفة أهل الحقوق والواجبات، أما من يكون ديدنه التفاخر بنسبه وكأنه حازه بنفسه فهو وبلا أدنى شك ممن جهل حكمة علم الأنساب وارتكب بذلك فعلا محرما يقوده إلى التعصب المنهي عنه شرعا والذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه وهذا أبو لهب من أشرف نسب وأعرق محتد لم ينفعه نسبه ومحتده مع كفره وشركه ومثل ذلك كثير في كل زمان وعصر نسأل الله العافية .

ثانيا : الأنساب منحة وقد تكون محنة من الله يهبها من يشاء من عبادة، فلا يلام الإنسان على ذلك، ولا يتخذ ذلك مجالا للمز والغمز والحط من الإنسان وقدره .

ثالثا : أن في الإنتساب لغير الأب دخول في اللعن والوعيد الشديد الذي توعد به الله من قام بهذا الفعل فقد روى البخاري في صحيحة عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليس من رجل ادّعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن أدعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار وروى الإمام أحمد والطبراني بسند حسن عن / عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : كفر بالمرء تبرؤٌ من نسب وإن دق وادعاء نسب لا يعرف وروى البخاري في صحيحة عن / سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أدعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام وليس المقصود في الأحاديث الأبُ القريب بل كل ما يطلق عليه أب من الأجداد فكل جدّ هو أبٌ لأحفاده وإن سفلوا ففي هذه الأحاديث من الوعيد الشديد والبوار يوم العرض والحساب لكل من سلك طريق الإدعاء فهو في سعيه هذا ادعى ما ليس له وتعدى وظلم وخلط الأنساب والأصلاب، واعتراض على حكم الله وقدره، وهو يرى بذلك أنه أعلم من ربه بالحكمة .

رابعا : أن أمور النسب تقوم على الاستفاضة والإقرار، فمن ادعى إلى قوم وهم له منكرون ودعواه تلك لا تعرف بين الناس فحجته داحضة وقوله مردود، وهذا الفعل قديم، وليس بأمر حادث، فقد كان معروفا عند العرب ويسمون من يعمل هذا الفعل ( دعي وجمعه أدعياء ) وروى أبو اليقضان المتوفى سنة 198هـ أن رجلا يسمى حنين ادعى إلى بني هاشم فجاء إلى / عبدالمطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له : يا عم أنا ابن أخيك / أسد بن هاشم فقال / عبدالمطلب : لا وثياب هاشم ما أعرف فيك شمائل هاشم فرجع خائبا إلى قومه، فقالوا : رجع بخفي حنين ( فصل المقال شرح كتاب الأمثال : 354 ) وكذلك ادعى / أبو مسلم الخراساني أنه ابن / سليط بن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما فكان ذلك من أسباب قتله فيما بعد حيث زجره / أبو جعفر المنصور على ادعائه ذلك النسب المزعوم ثم قتله ( تاريخ الطبري أحداث سنة : 137هـ ) ومن المعروف أن / أبا مسلم الخرساني فارسي الأصل والمحتد .

وسبب الطعن في الأنساب انعدام التواضع والأشياء بأضدادها تعرف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) لأن الكبر حلية الرحمن ولا ينازع فيه ومن تواضع لله رفعه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس مني وقال الله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة .... الاّية ) والكبر ضد التواضع ويكون مدعاة للتنابز بالألقاب والغيبة والنميمة والتي حرمها الإسلام وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يدخل الجنة نمام ومنبعها السخرية والتي هي من داء الجاهلية نعوذ بالله منها ومن مسبباتها ومن كل نواقض المروءة والأخلاق الفاضلة التي بعث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم متمما لها ومنبع السخرية الكبر والغرور واحتقار الاّخرين أعاذنا الله وإياكم من سرطان التعصب المقيت وجنبه بلاد المسلمين وأرى أن الشرارة لذلك هو أن بعض الأغمار الضعاف هداهم الله الذين يسبون خلق الله وما يسب الناس إلا أقلهم شأنا وأضعفهم عزما ورجولة ليغطي نقطة ضعفه بذلك من عقدة نقص يجدها لا أذهبها الله عنه والنار من مستصغر الشرر كما يقال فالبدار البدار رعاكم الله إلى صدهم عن العبث بتلك القنبلة الموقوتة والتي تظر بالوطن والمواطن هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 19 - 09 - 2009 الساعة 05:02
رد مع اقتباس