"اللهم اني اسألك حسن القول والعمل"
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يقول الله سبحانه وتعالى" وابونا شيخ كبير"
هذا قول الاختين عندما ارادا ان يستسقي لهما موسى عليه السلام
وانما كان يعرف شيخ القبيله في العصور المتقدمه وفي صدر التاريخ بالسيد
وذلك عندما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابه ان يقوموا لسعد ابن معاذ
قائلا" قوموا لسيدكم"
ومع تقدم الايام والسنون اطلق هذا اللقب او المسمى(شيخ) على زعيم القبيله حتى
وان كان شابا لايتجاوز الثلاثين
هذا اخي الكريم بالنسبه لمسمى شيخ وهي نظره تحليليه جد شخصيه من الفقير لربه كاتب المداخله
وسقتها اليك لتكون مدخلا لحديثي ومداخلتي .
اما بالنسبه لموضوعك وطرحك الجميل عن الشيخ ومايجب ان يتحلى به من صفات
فهو موضوع جيد ويفرد مساحه للنقاش والحوار.
كما تفضل الاخ اعلاه خيال العرفاء بمداخلته الكريمه وذكر بأننا نعيش الان في عصر
الدوله والمؤسسات والتي بدورها قوضت دور الشيخ, فانا هنا اختلف معه تماما.
فقد يكون الدور الذي يلعبه الشيخ قد حجم ولكن ليس بالضروره انه تلاشى وانعدم
كانت القبيله فيما مضى تسمع لشيخها وتطيع ولا تمضي في امر دون اخذ رأيه
كان لها كالاب الروحي والمرشد الملهم.
كانت تنقاد له وسامحني في هذه اللفظه حتى لو لم تحمل المعنى الاصطلاحي الدقيق
اقول كانت في ذراه حتى لو كان معدما من الدنيا وذلك في زمان كانت الشيمه والشجاعه هي
اول متطلبات الشيخه(بكسر الياء)
واود ان اسوق لك مثلا بسيطا على ذلك
كان الشيخ مقبول ابن هريس شيخ الشلاوا من بني الحارث فارسا لايشق له غبار
وكان شيخ شمل لقبائل الشلاوا كافه ومع ذلك كان معدما من الدنيا وخير دليل على ذلك
هذه الابيات التي يخاطب بها عبده ابو سعد:
يابو سعد سج الركايب يسيرن**ولياغدا شي(ن) على الله بداله
فاتن ثلاث ليال والنجـــر مادن**والبن باح ولا بقـــــــى الا دلاله
كان يجد القهوه يوما واليوم الاخر ينظر لمعاميله فارغه.
ومع ذلك كان شيخا في قومه الى ان توفاه الله
اما الان فيجب ان نعترف اننا في وقت الماديات ومثل ماقال المثل العامي: معك ريال
تسوا ريال وللاسف هذا اللي حاصل وانا من اشد الماقتين لهذا.
الشيخه ليست منصب فخري فقط للاستقبال والتوديع وليست محصوره في هذه النظره
العقيمه الضيقه , بل هي منصب عملي وتنفيذي
يجب عليه ان يحرص على مصلحة ابناء القبيله ويراعي اهتماماتهم ويحبهم فردا فردا
حتى وان كبرت القبيله فلديه من النواب من سيعينه ان هو اراد العمل.
يجب عليه ان يكون القدوه الصالحه والمثل الاعلى, يناقش قضاياهم ويذهب معهم في
طرق الخير ويساندهم ويأخذ بايديهم
قد ياتي من يقول هذه نظره نرجسيه واحلام من الصعب تحقيقها , ولكنك سألت عن
صفاته ..فهذه هي
ولكن دعنا نكون صرحاء لبعض الوقت....
حتى يستطيع الشيخ ان يملك هذه الصفات , لابد ان يملك المال والماده.
للأسف نعم
نحن في وقت الماديات ويجب ان لا ننكر ذلك
الماده هي التي تعطيك المكانه الاجتماعيه وهي المفتاح السحري لجميع الابواب الموصده
الماده تبني لك المجلس الرحب العظيم الفخامه , وتركبك السياره الجديده , وتأتي لك
بالمستخدمين والطباخين ومقدمي القهوه والشاي.
ان كنت شيخا سيعرفك الناس وسيمتلئ مجلسك بالضيوف وستقدم لهم الولائم والاعطيات
وستملك افضل الابل وستشارك في سباق المزايين
وستصبح مقدما في مجلس الملوك والامراء , وستكون من اعيان المنطقه ومن اعضاء
مجلس المحافظه والمنطقه.
وعندها فقط ستكون مسموع الكلمه ومهاب الجانب
وستقدم لابناء قبيلتك كل احتياجاتهم, ستتوسط من اجل الوظائف وستنقل المدرسين والعسكر
بالقرب من اهاليهم وساتأتي بالخدمات اللازمه لهم.
اما ان كنت معدما من الدنيا لا تملك الا العاده السنويه التي تصرف لك هنا وهناك
فستتلاشى كل الامتيازات كما تتلاشى فقاعة الصابون , حتى وان كنت تملك من مكارم
الاخلاق الشي الذي لو وزع على ابناء القبيله لكفاهم وزياده.
وكما قلت لك سابقا هذا للاسف هو مايحدث ويجب علينا المصارحه والمكاشفه
وكما اسلفت مع طيران الامتيازات اصبح الدور محدود الصلاحيه الا في بعض الامور
كالجرات بين القبائل وعقد الصلح بين المتخاصمين وحضور المناسبات العامه من باب
المجامله وحتى الختم ليس بالضروره ان يدمغه لك شيخ القبيله , فأن كنت بالمدينه فلديك
العمده يقوم بالواجب مقابل بعض الريالات
ولكن مع بعض النضال من شيخ القبيله ومعاضده ابناء القبيله له فقد يغطي هذا الجانب
على الجانب الاخر.
شكرا لك ايها الكريم على هذا الموضوع الجميل , وارجو منك ان تغفر لي على الاطاله
وعلى عدم التحضير للمداخله, فبمجرد ان قرأت موضوعك احببت ان اشارك من وقتها
ولقد نثرت لك الافكار كما تنثر حبات الأرز, فتجاوز ان وجدت الخطأ ولك شكري
واحترامي
ودمت على خير
اخو شما