عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post حول علم الأنساب في التاريخ الإسلامي

كُتب : [ 28 - 07 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

حول علم الأنساب في التاريخ الإسلامي :-

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد أولى العرب قبل الإسلام، اهتماما كبيراً بالأنساب وحفظها وروايتها؛ ذلك أن النظام الاجتماعي والسياسي والحربي وغيره من شئون الحياة لديهم ارتبط بالأنساب، وكان العرب يتمايزون فيما بينهم بحسبهم ونسبهم ويتفاخرون بها، لذا فقد اهتموا بالأنساب، وتوارثت الأجيال حفظها، وكلما تباعد الزمن وتباعدت الأنساب عبر الأجيال، كان الاهتمام بالأنساب أكبر لتدوينها وحفظها حتى لا تُنسى؛ لذا وجد أناس متخصصون بفحص الأنساب وروايتها وتدوينها، ويعدد لنا الجاحظ ( ت 255هـ ) مجموعة من النسابين العرب في الجاهلية والإسلام، ومن أولئك الذين يذكرهم :- الخليفة / أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ حيث قال : " وكان أبو بكر ـ رحمه الله ـ أنسب هذه الأمة ."- أي أكثر الناس علماً بالأنساب -.

وجاء الإسلام فألغى كثيراً من المظاهر السلبية التي كانت شائعة في الجاهلية، ومنها التعصب للأنساب والتفاخر بها، وجعل التقوى والصلاح والعمل الصالح والإيمان هي الأسس التي يجب على المرء أن يعتز بها يقول الله في كتابه العزيز : ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) ( الحجرات آية : 12 ) ومع ذلك فقد استمر الاهتمام بالأنساب وتوارثها وحفظها في الإسلام، ولكن في غير المنهي عنه، وفي حدود الحاجات الاجتماعية والشرعية والتنظيمية التي أقرها، والتي يجب معها معرفة الأنساب للتعارف ولصلة الأرحام ومعرفة الفرد ما يجب عليه تجاه أسرته وأقاربه وقومه، لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ... الخ ". أخرجه الترمذي في صحيحه، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في تعلم النسب، حديث رقم : ( 1984 ) وكذا حاجة الأنساب في بعض الترتيبات الإدارية والتنظيمية ـ وقد جاءت في الدعوة إلى ذلك أحاديث كثيرة فكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعتز بنسبه وقومه، وكان يذكر أفخاذ الأنصار ويفاضل بينهم، وكان الخلفاء الراشدون وكثير من الصحابة والفقهاء من أعلم الناس بالأنساب كما كان للأنساب في الإسلام أهمية من جوانب متعددة، منها في المجالات التنظيمية للدولة، كالجانب الحربي الذي اُعتمد في تنظيمه على الأساس القبلي؛ كضرورة اجتماعية وضرورة حربية تتناسب مع التركيبية الاجتماعية والتنظيم العسكري الحربي وعندما وضع الخليفة / عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الديوان في سنة عشرين للهجرة، أمر بأن يتم ترتيب قوائمها بحسب الأنساب والمنازل، فاستدعي ثلاثة ممن لهم معرفة بأنساب الناس هم / جبير بن مطعم ( ت 94 هـ / 713 م )، / عقيل بن أبي طالب ( الأخ الأكبر لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ( ت 60 هـ / 680 م )، / مخرمة بن نوفل ( ت 54 هـ / 764 م ) فوضعوا الدواوين بحسب الأنساب والمنازل .

ومنذ بداية العصر الأموي ونتيجة إهتمام خلفاء بني أمية بالتاريخ والأنساب بدأ الاهتمام بالأنساب ينحو منحى ما كان عليه في الجاهلية من التعصب القبلي والأسري وظهرت كتب المثالب والمناقب وعملت الشعوبية على تشجيع هذا الجانب بما أدخلته من أفكار غريبة على الأمة الإسلامية أثَّرت على وحدتها، فبدأ الصراع القبلي والفكري يدب بين أفراد المجتمع الإسلامي على أساس من التعصب، ومن مظاهر ذلك الصراع زيادة التأليف في الأنساب بوصفة جزءاً من ذلك الصراع، وكان لاتساع رقعة الدولة الإسلامية ودخول دماء جديدة من بلدان متعددة أثر في زيادة التأليف في هذا الجانب واستخدام مناهج جديدة تتناسب مع التغيرات الاجتماعية، حيث صار مفهوم الأنساب يطلق على النسب إما لصفة علمية أو مهنية أو صفة سلوكية أو جسمانية، أو نسب للبلد الذي ولد منه أو نزل منه، إضافة إلى النسب الأسري والقبلي .

واليمن بحكم وضعها الجغرافي وبعدها عن مركز الخلافة الإسلامية بعد انتقالها إلى بغداد، نشط فيها الاهتمام بهذا الجانب، وأبرز من مثَّل هذا الجانب أبو محمد / الحسن بن أحمد الهمداني صاحب ( الإكليل ) الذي أخذ بتتبع أنساب القبائل والأسر اليمنية، وأشار إلى مصادر يمنية نسبية قديمة في هذا الصدد اعتمد عليها في كتبه . ومما أدى إلى نشاط هذا الجانب في اليمن هو هجرة العلويين إلى اليمن فرارا من بطش العباسيين، فأقاموا لهم دويلات متتابعة في اليمن، وكان اهتمامهم وتركيزهم بنسبتهم إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - كبير جدا وذلك ليحظوا بالتأيد والعطف والحصول على أموال الزكاة والخمس من خلال هذه النسبة .

فحرصوا على تدوين أنسابهم ووضعوا مشجرات لأنسابهم تتصل إلى على بن أبي طالب - كرم الله وجهه - تتوارثها الأجيال وتضيف إليها المواليد الجدد، ووضعوا مجموعة من الحدود والضوابط والامتيازات في علاقتهم الاجتماعية بمن سواهم، جعلوا أنفسهم يحتلون المرتبة الإولى على بقية الشرائح الاجتماعية؛ الأمر الذي أدى بالمقابل إلى قيام مجموعة من علماء اليمن ممن لا ينتسبون إلى البيت العلوي أمثال : الهمداني والكلاعي ونشوان الحميري وغيرهم، بإبراز أنساب القبائل اليمنية، ودورها التاريخي والحضاري الضارب جذوره في أعماق التاريخ، وإثبات الدور الكبير لأبناء اليمن في نشر الإسلام والدفاع عنه وتوليهم المراكز القيادية الأولى في المراكز العلمية والقضاء والوظائف الإدارية والعسكرية، ثم توالت كتابة الأنساب عبر التاريخ، واختلفت مشاربها سواء أنساب القبائل اليمنية، أو أنساب الأسر العلوية، والأسر العلمية، والأسر الحاكمة وغيرها من الشرائح التي اهتمت بتدوين أنسابها ليحتل علم الأنساب المرتبة الإولى في مجال التدوين التاريخي عند اليمنيين . كتبه الأستاذ / محمد أحمد الكامل باحث يمنى . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس