عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : سَيَذْكُرُنـي قـومـي إذا جَــدَّ جِـدُّهُـمْ أبو فراس الحمداني

كُتب : [ 23 - 02 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

( من غرر قصائد الفارس الشاعر / أبي فراس الحمداني رحمه الله الروميات )

لما أسرت الروم في بعض الوقائع الشاعر الفارس / أبو فراس الحمداني وهو جريح ، وقد أصابه سهم بقي نصله في فخذه ، ونقل مثخناً إلى قسطنطينية ، وتطاولت مدته بها لتعذر المفاداة ، وبتأثير الأسر والمرض وفرط الحنين إلى أهله وإخوانه وأحبابه ، والتبرم بحاله ومكانه ، قال أشعاره التي خرجت من صدر حرج ، وقلب شج ، تقطر رقة ولطافة ، وتبكي سامعها ، وتعلق بالحفظ لسلاستها ، فمنها قوله :

ما للعبيد من الذي
= يقضي بها الله امتناع

ذدت الأسود عن الفرا
= ئس ثم تفرسني الضباع !

وقال :

قد عذب الموت بأفواهنا
= والموت خير من مقام الذليل

إنا إلى الله لما نابنا
= وفي سبيل الله خير السبيل

ولما شقت فخذه عن نصل السهم الذي أصابه قال :

فلا تصفن الحرب عندي ، فإنها
= طعامي مذ بعت الصبا وشرابي

وقد عرفت وقع المسامير مهجتي
= وشقق عن زرق النصول إهابي

ولججت في حلو الزمان ومره
= وأنفقت من عمري بغير حساب

وقال بخرشنة وقد مكث بها في بداية أسره قبل نقله إلى قسطنطينية ولعمري لقد أجاد :

إن زرت خرشنة أسيراً
= فلقد حللت بها مغيرا

ولقد رأيت النار تنت
= هب المنازل والقصورا

ولقد رأيت السبي يجل
= ب نحونا حوراً وحورا

من كان مثلي لم يبت
= إلا أميراً أو أسيرا

ليست تحل سراتنا
= إلا الصدور أو القبورا

وكتب إلى سيف الدولة يحثه على فداءه قصيدة طويلة منها :

دعوتك للجفن القريح المسهد
= لدي ، وللنوم القليل المشرد

وما ذاك بخلاً بالحياة وإنها
= لأول مبذول لأول مجتد

ولا زال عني أن شخصاً معرضاً
= لنبل العدا إن لم يصب فكأن قد

ولكنني أختار موت بني أبي
= على سروات الخيل غير موسد

وآبى وتأبى أن أموت موسداً
= بأيدي النصارى موت أكمد أكبد

نضوت على الأيام ثوب جلادتي
= ولكنني لم أنض ثوب التجلد

فمن حسن صبر بالسلامة واعد
= ومن ريب دهر بالردى متوعدي

فمثلك من يدعى لكل عظيمة
= ومثلي من يفدي بكل مسود

تشبث بها أكرومة قبل فوتها
= وقم في خلاصي صادق العزم واقعد

فإن تفتدوني تفتدوا شرف العلا
= وأسرع عواد إليكم معود

يدافع عن اعراضكم بلسانه
= ويضرب عنكم بالحسام المهند

متى تخلف الأيام مثلي لكم فتى
= طويل نجاد السيف رحب المقلد

ولا وأبي ما ساعدان كساعد
= ولا وأبي ما سيدان كسيد

وإنك للمولى الذي بك أقتدي
= وإنك للنجم الذي بك أهتدي

وأنت الذي بلغتني كل غاية
= مشيت إليها فوق أعناق حسدي

فيا ملبسي النعمى التي جل قدرها
= لقد أخلقت تلك الثياب فجدد

ألم تر أني فيك صافحت حدها
= وفيك شربت الموت غير مصرد

وفيك لقيت الألف زرقاً عيونها
= بسبعين فيها كل أشأم أنكد

يقولون جنب عادة ما عرفتها
= شديد على الإنسان ما لم يعود

فقلت أما والله ما قال قائل
= شهدت له في الخيل ألأم مشهد

ولكن سألقاها فإما منية
= هي الظن أو بنيان عز مؤيد

وكتب إلى والدته وفد ثقل من الجراح التي به :

مصابي جليل والعزاء جميل
= وظني بأن الله سوف يديل

جراح تحاماها الأساة مخافة
= وسقمان باد منهما ودخيل

وأسر أقاسيه وليل نجومه
= أرى كل شيء غيرهن يزول

تطول بي الساعات وهي قصيرة
= وفي كل دهر لا يسرك طول

تناساني الأصحاب إلا عصابة
= ستلحق بالاخرى غداً وتحول

وإن الذي يبقى على العهد منهم
= وإن كثرت دعواهم لقليل

أقلب طرفي لا أرى غير صاحب
= يميل مع النعماء حيث تميل

وصرنا نرى أن المتارك محسن
= وان خليلاً لا يضر وصول

تصفحت أحوال الزمان فلم يكن
= إلى غير شاك للزمان وصول

أكل خليل أنكد غير منصف
= وكل زمان بالكرام بخيل

نعم دعت الدنيا إلى الغدر دعوة
= أجاب إليها عالم وجهول

وفارق عمرو بن الزبير شقيقه
= وخلى أمير المؤمنين عقيل

فيا حسرتي من لي بخل موافق
= أقول بشجوي مرة ويقول

وإن وراء الستر أماً بكاؤها
= علي ، وإن طال الزمان ، طويل

فيا أمتا لا تعدمي الصبر ، إنه
= إلى الخير والنجح القريب رسول

فيا أمتا لا تحبطي الأجر ، إنه
= على قدر الصبر الجميل جزيل

تأسي كفاك الله ما تجدينه
= فقد غال هذا الناس قبلك غول

لقيت نجوم الأفق وهي صوارم
= وخضت سواد الليل وهو خيول

ولم أرع للنفس الكريمة خلة
= عشية لم يعطف علي خليل

ولكن لقيت الموت حتى تركته
= وفيه وفي حد الحسام فلول

ومن لم يوق الله فهو ممزق
= ومن لم يعز الله فهو ذليل

منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس