عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post مربط دهماء عامر : ( الدهم الشهوانيات )

كُتب : [ 25 - 05 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : كثيرا ما يتردد اسم مربط دهماء عامر أو دهمان عامر أو دهماء أم عامر وهي ما سمي في القرن الثامن والتاسع بالدهم الشهوانيات والأدهم كل ما مال إلى السواد ودهمان عامر حصان وليس مربط إذ المربط في وقتنا الحاضر يسمى بالدهم الشهوانيات نسبة إلى شهوان بن ضيغم العبيدي القحطاني الذي تكاثرت عنده في القرن الثامن والتاسع وقد ألف فيها علامة الجزير الشيخ / حمد الجاسر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته كتابا لا يزال مخطوطا باسم الدهم الشهوانيات وملكية المربط الأصلية لبني عامر الأصغر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة جد بني عامر من قبيلة سبيع بن عامر الغلباء ومنها انتشر في القبائل وتوجد عند قبيلة سبيع بن عامر الغلباء ومن أشهرها : الدهما فرس الشيخ / مسلط بن قطنان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والدهماء فرس الشيخ / فراج بن ميزر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والدهم / شياعتها في قبيلة السهول عند اللحاوين شيوخ البرازات ودرجت منهم إلى اّل سعود ولا تزال في مركز الملك / عبدالعزيز للخيول العربية في ديراب كما درجت من اللحاوين إلى شيخ المصاليخ من عنزة الشيخ / ابن يعيش ومن دهماء أم عامر دهماء السبعة كما في كتاب الأصول وقد جاء في كتاب الأصول أن دهماء / ابن معجل شيخ الأشاجعة من قبيلة عنزة الوائلية العريقة يدّعون أن أصلها من خيل ابن لحيان من السهول وأخبر الشيخ / فيصل بن شعلان أنه مربط الدهماء صناع وانقطع منذ مدة طويلة والدهم التي صارت عندهم كلها عرائف من خارج صاروا يأخذون كل دهماء ويتغبشونها من دون صحة ومربط دهماء أم عامر من السلالات النادرة والعريقة ومنها الدهم الشهوانيات لعبدة شمر وعبيدة قحطان وأرجح الأقوال في سبب تسمتها بهذا الاسم هو نسبة إلى صاحبها / عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن الذي اقتناها واهتم بها وما زالت سلالتها معروفة إلى الاّن من مئات السنين أما وبالنسبة لأخبارها الحديثة يذكر عنها أنها كانت بمربط / فلاج بن همسي من عنزة وقد اشتراها من / علي الدبكة ودرجت إليه من مطير بالشراء وأنها دهماء أم عامر وهي دهماء السبعة كما في كتاب الأصول وعرفت عند قبيلة مطير كذلك باسم دهماء الضبيعي ومربطها عند الضبيعي من البراعصة وقد درجت من قحطان إلى حرب ثم إلى بني هاجر وربيت ابنتها مع قحطان وأعطي منها فرس للعجمان ثم انتقلت إلى الضبيعي وهي أم دهيم النجيب وهناك تقسيمات ومسميات متعددة للدهماء ومن أشهرها الدهم الشهوانيات، مربط للضياغم من عبيدة قحطان عبدة شمر ودهم النجيب، مربط لبني حسين الأشراف مع الظفير ودهيمة العماير، مربط لبني خالد ودهيمة عضيدة البدن، مربط لابن مشيط ودهيمة معجلية، مربط لابن معجل شيخ الأشاجعة من عنزة ودهم كنيهر، مربط للعجمان ودهيمة أم عامر، مربط المريخات من ولد علي من عنزة وهي كذلك لدى المريخات من مطير وقد تسمى بكحيلة أم عامر ويقال : أن الدهم كلهن شهوانيات ويقول شهوان في الدهما :-

أدور الدهما وشلفا من القنــــــــا
= عليها من الفضة مطال ٍخفايف

لها زرجة ٍ تومي ليا هبها الهوى
= تشدا لملواح لها الطير عايـــف

وقال في دهماه أيضا :-

فدتك الدهما يا ذياب بن غانم
= غدت ضحا والجيدات غواد

وقال :-

أنا على الدهما بنت أم عامر
= وقولوا لمن ضم الخبيث يبيع

نجت بي وابن عمي ودرعنا
= وخامسنا بين الضلوع جضيع

وقال / فارس بن شهوان :-

لكن أذيال الدهم دهم آل راشد
= هماليل صيف صادقات مخايله

وقال المهادي :-

يخافون من دهما دهوم ٍ نجرها
= نفجي بها غارات من لا درابها

وقد تردد كثيرا اسم هذه السلالة من الخيول العربية في الكتب وكيفية انتقالها من الجزيرة العربية إلى العراق والشام وتتميز هذه الخيول بمواصفات خاصة وجمال مظهرها وقد كتب المهندس / حامد اّصف المعروف الخفاجي مربي الخيول العربية الأصيلة وعضو في الجمعية السورية للخيول وحكم دولي في القفز على الحواجز قائلا : لو هيّأ الله للجواد العربي الأصيل " دهمان عامر " القدرة على النطق لسارع مردداً بيت الشعر الذي يقول :-

تعيّرنا بأنا قليلٌ عديدنا
فقلت لها إن الكرام قليل

وأكمل حديثه قائلا : للجواد " دهمان عامر " مواصفات فائقة الجمال ويظهر بمظهر خلاب في تناسقه ونادراً ما تخلو مسابقات الجمال من فوز راحلة تعود لرسن دهمان, وتتبوأ الصدارة في حلبات مسابقات الجمال وقد وصفه أحد الباحثين في جمال الخيول وهو يتغنى لإبراز عناصر هذا الجمال الأخّاذ وكأنه يردد قصيدة غزلية قائلاً : ( لوحة فنية أخاذة المنظر فهو طويل العنق, رائع جمال الرأس, عريض الجبهة, واسع العينين, حاد النظرات, واسع المنخرين, صغير الأنف, الأذنان صغيرتان متحركتان, قصير الظهر, مسطح العجز، مرتفع الذنب، عريض المفاصل، قوي الحوافر، طويل الرسغ, لونه جذاب ومظهره حريري، وتناسقه بغاية الجمال )



تختلف الآراء لأي من الأرسان المشهورة عند العرب يعود مربط هذا الجواد فالبعض يعيده للرسن " كحيلان " وآخرين يعيدونه للرسن " الصقلاوي " وبتدقيق بسيط لما يحمله الجواد " دهمان عامر " من مواصفات شكلية وميزات بنيوية فإنه من الراجح أن يكون نتاج الرسنين معاً فجماله وكمال تناسقه أخذت من " الصقلاويات " وأخذ قوته وطاقة احتماله الكبيرة ونشاطه الفائق في الميدان من " الكحيلات ". وتعلق أبناء البادية قديماً في اقتناء الجواد " دهمان عامر " وتكونت لديهم قناعة مطلقة بأن تشبية الجياد من رسن " دهمان عامر " ترفع خيولهم بمختلف أرسانها وتكسب نسلها جودة الصفات وجمال المظهر, و إلى زمن ليس بالبعيد لم يكن يخلو مربط من مرابط الخيول المنتشرة في بادية الجزيرة السورية من شمالها لجنوبها من وجود رأس أو أكثر من جياد هذا الرسن وإن عدنا للإصدار الأول لكتاب الأنساب السوري الذي صدر في عام / 1989 / نجد أن الجواد " دهمان عامر " كان " أرومة " أي جداً للعديد من الخيول التي سجلت ولأرسان مشهورة للعديد من مرابط الخيول للقبائل العربية المنتشرة في بادية الجزيرة السورية وقد اقتُني هذا الجواد من قبل وجهاء هذه القبائل بالذات كما تكرر ورود اسم الجواد " دهمان عامر " كجد أول أو ثاني لكثير من الخيول التي سجلت في الكتاب المذكور . ولا زالت تسمية " دهمان عامر " موجودة في العراق لهذه السلالة, وبالإستناد إلى كتاب الخيل العراقية العراب لمؤلفه الدكتور / محمد بن عبدالعزيز النجيفي / طبعة 2006-2007 وقد ذكر في الفصل الرابع مرابط الخيل العربية في العراق ومنها مربط الدهما عامر وسوف انقل النص كما ورد :-

17ـ الدهما عامر : وهو أصل نادر من الخيول، وهو موجود لدى أولاد الشيخ / عجيل الياور الجرباء شيخ مشايخ شمر، وبالأخص الشيخ / عبدالله الحميدي ـ رحمه الله ـ ومنه الفرس تاضي، وهذا المربط يعتبر مربط أصله من آل الجربة شيوخ عشيرة شمر . ونستنتج منه أنه لا تزال خيول " دهمان عامر " موجود في العراق إلى يومنا هذا .



ومن بطون بني عامر بن صعصعة التي ملك الدهماء قبيلة كبيرة كان لها شأن عظيم في بلاد ما بين النهرين ( وبالذات ضفاف دجلة والفرات ) هي قبيلة " خفاجة عامر " والتي ورد تسلسل نسبها في " سبائك الذهب " وملخصه : ( خفاجة بطن من بني عقيل بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر ..... من عدنان ) وعن هذه القبيلة ومسيرة حياة أبنائها وأسباب تخليهم عن متابعة اقتناء جوادهم " دهمان عامر " الذي حافظ عليه الأجداد يحدثنا شيخ مشايخ قبيلة خفاجة / فيصل العريف المقيم على ضفاف الفرات الأعلى شرق جنوب حلب في منطقة مسكنة مع قسم من أبناء هذه القبيلة فيقول : ( بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاجرت قبيلة خفاجة عامر وكانت وجهتهم جنوب شرق البادية العربية باتجاه العراق حيث استقر بهم المطاف على ضفاف نهري دجلة والفرات وبالذات ما بين الكوفة والنجف وأصبح لهم شأن كبير وبنوا إمارة خاصة بهم، وإن قسم من أبناء القبيلة تابع هجرته باتجاه الشمال عابراً المنطقة ليستقر بهم الحال على ضفاف الفرات وشمال الجزيرة السورية وأغلب هؤلاء توجه للعمل في الزراعة وبعضهم امتهن التجارة واستقروا في مراكز المدن الكبيرة الواقعة على ضفاف الفرات وهذا سبب أساسي لتخلي أبناء هذه القبيلة عن تربية الخيول والجمال التي هي جوهر حياة ابن البادية المرتحل ويؤكد أن استقرار أبناء هذه القبيلة الدائم كان مع بدايات النصف الثاني من القرن الثامن عشر المنصرم ) ويؤكد البحاثة بشؤون البادية وأبنائها الباحث / عبد الرزاق الراوي في كتابه ( البادية ) بالحديث عن الحراسة في البادية يقول : ( كانت القوافل تقطع البادية بواسطة أحد الرؤساء وتسمى " السراية " والسراية هي مهمة تولي زعماء البادية حراسة القوافل التجارية التي تسلك البادية من ممر إلى آخر وتسمى في العهد الأخير " الوجه " ثم زالت في الحكم الإسلامي إلا أنها عادت قي زمن ملوك الطوائف وكانت السراية بين الكوفة والبصرة لخفاجة عامر لأن لها المقام الخطير في هاتين المدينتين ) إذاً مما تقدم نستقرأ أن أبناء قبيلة بني عامر بن صعصعة التي يعود لأبنائها القدامى الفضل في نشأه مربط الجواد " دهمان عامر " قد أبعدتهم حياة المدنية المبكرة واستقرارهم في نمط حياتي يلغي حاجتهم للخيول وتربيتها وبالتالي تخليهم عن جوادهم " دهمان عامر " وعدم اهتمامهم بالمحافظة عليه غير آبهين بوصية أحد أجدادهم وهو يخاطب أبناء قبيلة عامر بن صعصعة يرجوهم خيراً بجوادهم بقوله :-

بني عامرٍ مالي أرى الخيل أصبحت
= بِطَاناً وبعضُ الضمرْ للخيلِ أفضـلُ

بنـي عامـرٍ إن الخيـولَ وقايـة
= لأنفسكُـم والمـوتُ وقـتُ مؤجـلُ

أهينوا لها ما تكرمـون وباشـروا
= صيانتها والصـونُ للخيـلِ أجمـلُ

متى تكرموها يكرم المـرء نفسـه
= وُكل امرئ من قومه حيـثُ ينـزلُ

( ويقصد ببطاناً : عظمة البطن سمينة ) ويبدو أنهم لم يقرأوا جواب / أبا ربد الخفاجي " في برية السماوة على سؤال / السمعاني نساب العرب أيام / الحجاج حين سأله أي العرب أكثر ؟ ( فأجاب نحن أكثر خيلاً، وعُبادة أكثر جِمالاً، وغزيةُ أكثر رجالاً !! ) عبادة وخفاجة وغزية من قبائل هوازن الكبرى . وبالعودة لابن البادية نجد أن منطق الحال يؤكد أنه لم يتولَّ غيرهم من أبناء القبائل البدوية الأخرى متابعة المحافظة على مربط الجواد " دهمان عامر " باستثناء البعض ممن كانوا يقدرون جمال نسل هذا الجواد وعارفون بمزاياه الفريدة الخصال قد حافظ على اقتناء بعض الرؤوس من هذا المربط وبالتأكيد غايته إنتاج أفحل السفاد لاستخدامها في رفع مزايا خيولهم وسنتابع بحث الأسباب الأخرى التي أدت لغياب الجواد " دهمان عامر " والتطرق بالبحث لمن من القبائل العربية التي استمر أبناؤها باقتناء هذا الجواد بزمن ليس بالبعيد في فرصة قادمة بمشيئة المولى القدير .

المراجع :-

سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب / للسويدي . الحصان العربي الأصيل للمهندس / قيلان غلوب . كتاب البادية للباحث / عبدالرزاق الراوي . معجم العشائر الفراتية . وخيل العرب المشهورة من كتاب نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب تأليف / ابن سعيد الأندلسي ( 610 - 685 ) تحقيق الدكتور / نصر عبدالرحمن كلية الآداب في الجامعة الأردنية منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 21 - 08 - 2009 الساعة 21:48
رد مع اقتباس