عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 27 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: بنو ( عُـقــَيْـل ) لمحة عن أنسابهم وتأريخهم وأحوالهم ــ ( الجزء الأول )

كُتب : [ 22 - 09 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

بنو (عُـقــَيْـل) لمحة عن أنسابهم وتأريخهم وأحوالهم ــ (الجزء الثاني)

وذكرنا أن بني (عُقيل) كانت تقيم في أرضها التي تسمى وادي العقيق ــ والذي يُطلق عليهِ حالياً وادي الدواسر ــ وذلك عند مبعث الرسول (ص)، بالأضافة الى نزول قسم منهم في الأفلاج الى جوار باقي أخوتهم من بني (كعب بن ربيعة بن عامر بن صصعة)، كما أن قسما من بني (عُقيل) كانوا ينزلون مجاورين لبني عمومتهم من بني (كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة)

وكانت (عُقيل) تمثل الثقل الأكبر في بني (كعب) ومنها فرسانهم وأبطالهم ولعل مما يُميز بني (عُقيل) وقومهم من بني (كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة) ومعهم أخوتهم من بني (كلاب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعة)، كونهما القبيلتان الوحيدتان من بين قبائل (هوازن) التي لم تشترك في الحرب ضد المسلمين في معركة (حُنين) الشهيرة التي جرت بين جمع (هوازن) من المشركين وجيش المسلمين في العام (8هـ) والتي نصرَ الله فيها المسلمين، وتذكر بعض المصادر أن كلَّ بني (عامر) ــ باستثناء بنو (هلال) ــ لم تشترك في قتال المسلمين في (حنين)

وأعطى الرسول (ص) بني (كعب) ــ ومنهم (عُقيل) ــ حصة كبيرة من غنائم هذه المعركة، وتذكر كتب التواريخ أن (هوازن) قد أصطحبت معها الى معركة (حنين) الشاعر والفارس المشهور (دُريد بن الصمة)، وهو من بني (غزية) من (جُشم) من (هوازن)، وكان مشركاً أبى الدخول في الأسلام، وكان شيخاً كبير العمر وقد عميّ، إلاّ أن (هوازن) أصطحبته معها الى هذه الحرب للأستشارة برأيه وتيمناً بهِ لما لهُ من معرفة كبيرة بالحروب والوقائع، فلما توجهت (هوازن) لحرب المسلمين، سئلهم (دُريد) عن القبائل التي قدمت مع (هوازن) فقيل لهُ أن كل قبائل (هوازن) موجودة هنا لحرب المسلمين ما عدا (كعب) و (كلاب)، فقال (دُريد بن الصمة) حينها قولتهُ المشهورة : ( لقد غاب الحد والجد )، وكان يعني بـ (الحد) بني (كعب) فهم لم يكونوا فرسان بني (عامر بن صعصعة) فقط بل كانوا فرسان (هوازن) في الملمات، و(الحد) هو السيف .. فـ (دريد) هنا يصف (كعب) كأنهم سيوف (هوازن)، أما ما قصدهُ (دريد) بـ (الجد) فهم بنو (كلاب) ففيهم كانت رئاسة (قيس عيلان) كلها بالاضافة إلى رئاسة (هوازن)، فضلاً عن رئاسة قومهم بنو (عامر بن صعصعة)، فكان قول (دريد) هذا يدل على مدى قوة (كعب) ــ ومنهم (عُقيل) ــ وشدة بأسهم، فكا ّن (دريد) قد بشـّر المشركين من (هوازن) بالخذلان بعد أن عرف أن (كعب) لن تشترك بفرسانها معهم .

وكانت لـ (كعب) العقد ــ أي عقد التحالفات ــ ورئاسة الجيش في حروب بني (عامر بن صعصعة) وكانت (عُقيل) هم غرة (كعب) ودعامتها وفيهم عزتها ومنهم قوتها ولها منعتهم . وقد أنبث بنو (عُقيل) في جيوش الفتح الإسلامي فوصلت طوائف منهم الى (الهند) شرقاً والى (الأندلس) غرباً، فنزلت جموع منهم في العراق وبلاد الجزيرة الفراتية وبلاد الشام ومصر وبرقة وبلدان المغرب العربي والأندلس وفي بلدان المشرق الأسلامي مثل فارس وخراسان وغيرها، وكان لهم ذكر وتأثير حيثما نزلوا، ورغم أن أعداداً كبيرة منهم قد هاجرت خارج الجزيرة العربية، إلاّ أن أغلب بطونهم بقيت في (وادي العقيق) موطنهم الأول وكان لبني (عُقيل) دور مشرّف في البعثة النبوية الشريفة، فقد أسلموا ووَفدَ منهم جماعة على الرسول (ص)

أما وفد بني (عُقيل) الى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فهم (ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عُقيل)، و (مطرف بن عبدالله بن الأعلم بن عمرو بن ربيعة بن عُقيل)، و (أنس بن قيس بن المنتفق بن عامر بن عُقيل)، فبايعوا وأسلموا وقد أعطاهم الرسول (صلى الله عليه و سلم) العقيق، عقيق بني عُقيل ــ الذي يُسّمى (وادي الدواسر) حالياً ــ، وكتب لهم الرسول (ص) بذلك كتاباً في أديم أحمر، وقد بقي هذا الكتاب عند (مطرف) ثم وفد (لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عُقيل) على الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فأعطاه الرسول (صلى الله عليه وسلم) ماء يقال له (النظيم)، ثم وفد بعد ذلك (الحصين بن المعلّى العُقيلي) وبصحبته (ذو الجوشن الضبابي الكلابي) فأسلما .

وقال (ابن كثير) في (البداية والنهاية) ــ (الجزء الخامس) ــ وفد بني (عُقيل بن كعب) : { ذكر الواقدي : أنهم قدموا على رسول الله فأقطعهم العقيق ــ عقيق بنى عُقيل ــ وهي أرض فيها نخيل وعيون، وكتب بذلك كتابا «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسول الله ربيعا ومطرفا، وأنسا، أعطاهم العقيق ما أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وسمعوا وطاعوا، ولم يعطهم حقا لمسلم» فكان الكتاب في يد مطرف قال : وقدم عليه أيضا لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عُقيل - وهو أبو رزين - فأعطاه ماء يقال له : النظيم، وبايعه على قومه }

وجاء أيضاً في (البداية والنهاية) ــ (الجزء الخامس) : وفادة لقيط بن عامر المنتفق أبي رزين العُقيلي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبدالله بن الإمام أحمد : كتب إلي إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير الزبيري : كتبت إليك بهذا الحديث وقد عرضته وسمعته على ما كتبت به إليك، فحدث بذلك عني قال : حدثني عبدالرحمن بن المغيرة الحزامي، حدثني عبدالرحمن بن عياش السمعي الأنصاري القبائي من بني عمرو بن عوف، عن دلهم بن الأسود بن عبدالله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العُقيلي عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر قال دلهم : وحدثنيه أبي الأسود عن عاصم بن لقيط أن لقيطا خرج وافدا إلى رسول الله ومعه صاحب له يقال له : نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق }

أما (العقيق) فهو : عقيق عُقيل ــ ( وادي الدواسر ) حالياً ــ، ومن المعروف أن عقيق عُقيل كان مركزا هاما من مراكز عُقيل بن كعب ومن بلادهم أودية بيشة وأودية رنية وأسافل تثليث وحتى بلاد الأفلاج التي تحلها أخوتهم من بني كعب - كجعدة والحريش وقشير والعجلان وبني حبيب، وتفيد المصادر أن هنالك بقايا لبطون (عقيل بن كعب) في كل البلدان المذكورة بعد هجرات فروعها العديدة خارج بلدانها المذكورة، فالبقايا قد انضمت إلى القبائل الأخرى، وأكثرها في القحطانية التي وفدت إليها في بلادها وأصبحت معدودة فيها ومنها من لا يزال يحمل مسمى فرعه الأول ولكنه منتميا لغيره، أي إلى الفروع القحطانية في الوقت الحاضر .. // انظر [[ ( التعليقات والنوادر) لأبي علي الهجري ــ (ص 1665، 1701،1702،1765، 6719، 1810، 1811، 1819 ) ]] وكتاب[[( نظرات في الأدب والتاريخ والأنساب) علي حسن العبادي ــ ( ص 101ــ 113 ) ]] .

وأول بطن من بني (عُقيل) هاجر بشكل جماعي الى خارج الجزيرة العربية، كان بنو (عوف بن عُقيل)، بعد أن قتلوا (توبة بن الحمير الخفاجي)، فرحل بنو (عوف بن عُقيل) الى الشام وأستقروا في الجزيرة، ثم أستقرت في بلاد الشام والجزيرة أيضاً جماعات أخرى من بني (عُقيل)، ومنهم قسم من بني (خويلد)

لكن بقيّ لبني (عُقيل) وجود قوي ومؤثر في بلادهم الأولى ــ وادي العقيق ــ حتى نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع من الهجرة، حيث بدأت بطون منهم بالهجرة الى شرق الجزيرة العربية ــ (بلاد البحرين) كما كانت العرب تسميها قديماً ــ، واستمرت هذه الهجرات تقريباً الى القرن السادس الهجري، حيث ضعف وجود بني (عُقيل) في وادي العقيق الذي دخلتهُ قبائل أخرى وأستقرت فيهِ .

ويعتبر بنو (عُقيل) من أشهر بطون (كعب) قاطبة ًوأكثرهم عددأ وفروعاً، بل هم من أبرز وأشهر قبائل (عامر بن صعصعة)، فلا يخلو ذكرهم من أي كتاب في تأريخ العرب، وذكرنا أنهم أشتهروا منذ العهد الجاهلي واستمر ذكرهم الى يومنا هذا، وليس هنالك بلد في ارض العرب إلاّ ولهم ذكر فيه، وأنسابهم وبطونهم وذراريهم منتشرة في كل مكان، وكانت لهم أمارات ودول على امتداد التأريخ في بلدان مختلفة وقد وصلت لنا الكثير من النصوص التي تتحدث عن بني (عُقيل) وخاصة في الفترة التي تلت هجرتهم من وادي العقيق وأستقرارهم في بلاد البحرين كموطن جديد لهم وتؤكد هذه النصوص أستقرار بني (عُقيل) في شرق جزيرة العرب ـ وهي بلاد البحرين كما كانت العرب تسميها آنذاك ــ وذلك بعد هجرتهم من بلادهم الأولى ــ وادي العقيق ــ فيما بعد القرن الرابع الهجري، حيث نجد أن حياتهم وأحوالهم قد تبدلت جذرياً عن حالهم الأولى التي كانوا عليها في بلادهم الأصلية ففي بلاد البحرين نلاحظ التحول في حياة بني (عُقيل) من حال البداوة التي كانوا عليها أولاً الى حال الأستقرار والسكن في المدن والحواضر، وهي مما لم يألفوها في حياتهم الماضية، فهم وإن كانوا سابقاً مستقرين في بلادهم ـ وادي العقيق ـ إلاّ أن البداوة كانت طاغية على أحوالهم، وكانت الخيام هي مساكنهم . كما نلاحظ أن طبع البداوة وتعلـّق بني (عُقيل) بها لم تفارقهم ابداً، حتى بعد أن أستقروا في الحواضر وأنشأوا الدول والأمارات المتعددة فأن طبع البداوة كان غالباً عليهم ولن يسع المجال في هذه النبذة لأن نتناول كلّ هذه النصوص، وسنقتصر هنا على ذكر ما كتبهُ (القلقشندي)، على أن نذكر باذن الله نصوص أخرى لغيره من العلماء في موضوع آخر مستقل نحاول فيه أن نحلل تلك النصوص لمعرفة المزيد من حياة وأحوال بني (عُقيل)

فقد قال (القلقشندي) في كتابهِ (نهاية الأرب في معرفة انساب العرب) ـ (ص 338 ) ما نصّهُ : { بنو عُقيل - بطن من عامر بن صعصعة من العدنانية، وهم بنو عُقيل، منهم المنتفق . ومنهم مجنون بني عامر الشاعر الاسلامي، واسمه قيس بن معاوية وكانت مساكنهم بالبحرين في كثير من قبائل العرب، وكان أعظم قبائلهم بنو عُقيل هؤلاء، وبنو ثعلب، وبنو سليم، وكان أظهرهم في الكثرة والعز، بنو ثعلب، ثم اختلف بنو عُقيل وبنو ثعلب على سليم حتى أخرجوهم من البحرين ودخلوا إلى مصر، فأقام بها بعض وسار البعض إلى افريقية من بلاد المغرب . ثم اختلف بنو عقيل وبنو ثعلب بن مرة، فغلبت بنو ثعلب على بني عُقيل وطردوهم عن البحرين، فساروا إلى العراق وملكوا الكوفة والبلاد الفراتية، وتغلبوا على الجزيرة والموصل وملكوا تلك البلاد، ومنهم كان المقلد وقرواش وقريش وابنه مسلم بن قريش المشهور ذكرهم ووقائعهم في كتب التاريخ، وبقيت المملكة بأيديهم حتى غلبهم عليها ملوك السلجوقية، فتحولوا عنها إلى البحرين حيث كانوا أولا فوجدوا بنو ثعلب قد ضعف أمرهم فغلبوهم على البحرين لبني عقيل، قال ابن سعيد : سألت أهل البحرين في سنة احدى وخمسين وستمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين، فقالوا الملك فيها لبني عامر بن عقيل، وبنو ثعلب من جماعة رعاياهم، وبنو عصفور من بني عُقيل هم أصحاب الاحساء وهي دار ملكهم .

وجاء في كتاب (قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان ) لمؤلفهِ (القلقشندي) : ــ " ومن عامر بن صعصعة : عُقَيْل، بضم العين المهملة وفتح القاف وسكون الياء المثناة من تحت ولام في الآخر وهم : بنو عُقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة .

منهم : مجنون بني عامر الشاعر الإسلامي، واسمه قيس بن الملوِّح . قال في العبر : وكانت مساكنهم بالبحرين في كثير من قبائل العرب، وكان أعظم قبائل البحرين بنوعُقيل هؤلاء، وبنو تغلب، وبنو سُليم، وكان أظهرهم في الكثرة والعز بنو تغلب، ثم اجتمع بنو عقيل وبنو تغلب على سُليم وأخرجوهم من البحرين، فسارت إلى مصر، فأقام بها بعض وسارالبعض إلى إفريقية من بلاد المغرب، ثم اختلف بنو عقيل وبنو تغلب بعد مدة فغلب بنو تغلب على بني عُقيل وطردوهم من البحرين، فسار بنو عُقيل إلى العراق، وملكوا الكوفة والبلاد الفُراتية، وتغلّبوا على الجزيرة والموصل، وملكوا تلك البلاد، وكان منهم : المقلد، وقريش، وابنه : مسلم، المشهور ذكرهم ووقائعهم في كتب التاريخ، وبقيت المملكة بأيديهم حتى غلبوا عليها الملوك السُّلجوقية، فتحولوا عنها إلى البحرين حيث كانوا أولاً، فوجدوا بني تغلب قد ضعُف أمرهم فغلبوهم على البحرين، وصار الأمر بالبحرين لبني عُقيل .

قال ابن سعيد : سألت أهل البحرين في سنة إحدى وخمسين وستمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين، فقالوا : المُلك فيها لبني عُقيل، وبنو تغلب من جملة رعاياهم، وبنو عُصفور من بني عقيل هم أصحاب الأحساء دار ملكهم . ومن بني عُقيل هؤلاء : بنو عامر .

قال في العبر : وهم : بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف بن عامر، ولم يزد في رفع نسبهم على هذا . قال : وهم إخوة بني المنتفق وسكنهم بجهات البصرة . قال : وقد ملكوا البحرين بعد بني أبي الحسن، وغلبوا عليها تغلب . قال ابن سعيد : وملكوا أيضاً أرض اليمامة من بني كلاب، وكان ملكهم في نحو الخمسين من المائة السابعة، ملكها منهم عُصفور وبنوه .

قال الحمداني : ومنهم : القديمات، والنعائم، وقيان، وفيض، وثعل، وحرثان، وبنو مطرف، وذكر أنهم وفدوا في الأيام الظاهرية - يعني بيبرس البُنْدُقْدَاري - صحبة مقدمهم محمد بن أحمد العقدي بن سنان بن عقيلة بن شبابة بن قديمة بن نباتة بن عامر، وعوملوا بأنمِّ الإكرام . وأُفيض عليهم سابغ الإنعام، ولحظوا بعين الاعتناء .

قال في مسالك الأبصار : وتوالت وفادتهم على الأبواب العالية الناصرية - يعنيالناصر بن قلاوون - وأغرقتهم تلك الصدقات بديمها، فاستجلبت النائي منهم . وبرز الأمر السلطاني إلى آل فضل بتسهيل الطرق لوفودهم وقُصادهم، وتأمينهم في الورد والصدر، فانثالت عليه جماعتهم، وأُخلصت له طاعتهم، وآتته أجلاب الخيل والمهارى، وجاءت في أعنتها وأزمتها تتبارى، فكان لا يزال منهم وفود بعد وفود، وكان نزولهم تحت دار الضيافة يسد فضاء تلك الرحاب ويغص بقبائه تلك الهضاب . بخيام مشدودة بخيام، ورجال بين قعود وقيام . قال : وكانت الإمرة فيهم في أولاد مانع إلى بقية أمرائهم وكبرائهم .

ثم قال : ودارهم الأحساء، والقطيف، وملح، وأنطاع، والقرعاء، واللهابة، والجودة، ومتالع . ومن بني عقيل أيضاً : بنو المنتفق ويقال : بَلّمُنتفق، بفتح الباء الموحدة، وسكون اللام . وهم : بنو المنتفق بن عامر بن عقيل . قال ابن سعيد : ومنازلهم الآجام والقصب التي بين البصرة والكوفة من العراق . قال : والإمارة فيهم في بني مَعروف .

قلت : وقد ذكر في " التعريف " عرب عقيل وبطونها من عامر والمنتفق وغيرهما معبَّراً عنهما بعرب البحرين، فقال : وأما عرب البحرين فهم قوم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار، يجلبون جياد الخيل وكرام المهارى واللؤلؤ، وأمتعة من أمتعة العراق والهند، ويرجعون بأنواع الحِباء والإنعام والقُماش والسكر وغير ذلك، ويكتب لهم بالمسامحة فيردون ويصدرون . ثم قال : وبلادهم بلاد زرع وبر وبحر، ولهم متاجر مربحة، وواصلهم إلى الهند لا ينقطع، وبلادهم ما بين العراق والحجاز، ولهم قصور مبنية وآطام عالية وريف غير متسع، إلى ما لهم من النعم والماشية والحاشية والغاشية، وإنما الكلمة قد صارت شتى لأناس مجتمعة .

ومن بني عقيل : عُبادة، بضم العين المهملة وفتح الباء الموحدة وألف ثم دال مهملة مفتوحة وهاء في الآخر . وهم : بنو عبادة بن عقيل، المقدم ذكره . قال ابن سعيد : ومنازلهم بالجزيرة الفراتية، مما يلي العراق، ولهم عدد وكثرة . غلب منهم على الموصل وحلب في أوساط المائة الخامسة قريش بن بدران بن مقلد فملكها، ثم ملكها من بعده ابنه مسلم، وتَسَمَّى شرف الدولة، وتوالى الملك في عقبه إلى أن انقرضوا ورجعوا إلى البادية . ولهم إمرة إلى الآن . قال ابن سعيد : ومنهم الآن بقية بين الخازر والزاب . يقال لهم : عرب شرف الدولة، في تجمل وعز، ولهم إحسان من صاحب الموصل .

قال : وهم في عدد قليل نحو المائة فارس . قال في مسالك الأبصار : قال لي ابن قدام : منازل عبادة من بغداد إلى الموصل . قال في : التعريف " ومن عبادة : بنو عز، وهم جماعة . ومن بني عقيل : خفاجة، بفتح الخاء المعجمة والفاء وألف ثم جيم مفتوحة وهاء، وهم : بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب . قال في العبر : وقد انتقلوا في آخر الأيام إلى العراق والجزيرة . قال : وكان لهم ببادية العراق دولة . قال المؤيد صاحب حماة : وهم أُمراء العراق من قديم الزمان وإلى الآن . قال في مسالك الأبصار : وديارهم من هيت والأنبار، إلى نخلة، إلى مرملاحا، إلى الكوفة، إلى فاثم عنقاء والترداد، إلى ما دون البصرة وهو غاية مرماهم، ونهاية بعدهم .

قال الحمداني : وفدوا على الظاهر بيبرس، بعد كسر الخليفة المستنصر، المجهز من مصر لاستفتاح العراق، وكان كبير جماعتهم خضر بن بدران بن مُقلد ابن سليمان بن مهارش العبادي، وشهر بن أحمد الخفاجي، في أشياخ، منهم : مقبل بن سالم، وعياش بن حديثة، ووشاح، وغيرهم، فأنعم الملك الظاهر عليهم، فكانوا عوناً له على التتر . وقد ذكر في مسالك الأبصار : أن من عبادة وخفاجة قوم بمرج دمشق، وأن منهم طائفة ببلاد البحيرة من الديار المصرية، وهم موجودون بها إلى الآن }

أقول، ولا بد من الإشارة إلى الخطأ في تسلسل نسب (محمد بن أحمد) المذكور أعلاه، في عبارة : { .. مقدمهم محمد بن أحمد العقدي بن سنان بن عقيلة بن شبابة بن قديمة بن نباتة } فالصحيح هو : { محمد بن أحمد بن المُفـَدى بن سنان بن غـفيلة بن شيبان بن شبانة بن قديمة بن نباتة }، حسب تحقيق ديوان ابن المقرب وليس هنالك في ولد (سنان بن غفيلة) من اسمهُ (العقدي) فولد (سنان بن غفيلة) المشهورين هم (عميرة، والمفدى، والمقداد) ولا أعرف السبب وراء تحريف هذه التسمية، فهل هو خطأ في نقل الرواية، أم من أخطاء النساخ، والله أعلم وأبصر، وسيأتي ذكر (سنان بن غفيلة) وولده وقومهم لاحقا .

كما أن (القلقشندي) كتب أسم (غـُفيْلة) بأسم (عقيلة)، كما أنهُ لم يذكر في سلسلة النسب هذه أسم (شيبان)، وسيأتي في الجزء الثاني من هذه النبذة توضيح أكثر حول تسلسل نسبهم .

وعن (المفدى بن سنان بن غفيلة) شقيق (عميرة بن سنان) جدّ العماير .. // أنظر : [[( شرح ديوان ابن المقرّب) ــ ( ج2: 727) ]]

أما بنو (عصفور) الذين ورد ذكرهم أعلاه فهم فرع من (القديمات) من بني (عامر بن عُقيل) كانوا ملوك الأحساء في القرن السابع للهجرة، قالت عنهم المصادر : بطن كان منهم ملوك بني (عامر بن عوف بن مالك) لعهد الخمسين والستمائة للهجرة (تاريخ ابن خلدون ج 2 : ص 92، ج 6 : ص12) (معجم قبائل العرب القديمة والحديثة لعمر كحالة ج 2)

أما (أولاد مانع) الذين أتى على ذكرهم ايضاً فهم من ذرية (مانع بن عصفور) ملوك الأحساء، وكانت في أولاد (مانع) رئاسة بني (عامر بن عُقيل) وسنأتي على تفصيل ذلك فيما بعد إن شاء الله . للموضوع بقية ... يُتبع .



رد مع اقتباس