عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 33 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي رحمه الله

كُتب : [ 07 - 05 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد يجهل الكثيرين سبب موت مالئ الدنيا وشاغل الناس أبو الطيب المتنبي وأنه مات مقتولاً ومن يعرف سبب موته قد لا يعرف تفاصيل ذلك أو حيثياته وأذكر أننا في المراحل الدراسية كنا نعرف أن أبي الطيب هو الشاعر الذي قتله بيت شعر قاله ويأتي ذلك في المسابقات والنشاطات المدرسية وبيت الشعر هو :-

الخيلُ والليلُ والبيـداءُ تعرفنـي
= والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ

لكن الحقيقة هي أن قصيدة كاملة تسببت في موت أبي الطيب وإن كان بيت الشعر السابق سببا آخر لكنه ليس سببا رئيساً والقصيدة معروفة ومشهورة ومطلعا :- ما أنصفَ القومُ ضبّة .

فما قصة مقتله ؟

كان ضبة بن يزيد العتبي غداراً بكل من نزل به وكان بذيء اللسان، خرج مع عائلته يوماً فاعترضه قوم من بني كلاب فقتلوا أباه وسبوا أمه وفسقوا بها وكان أبو الطيب المتنبي قد مر بضبة مع جماعة من أهل الكوفة فأقبل ضبة يجاهر بشتمهم وسبهم فأراد رفاق المتنبي الرد عليه بمثل ألفاظه القبيحة فطلبوا من أبي الطيب ذلك فقال قصيدته التي مطلعها ما أنصفَ القومُ ضبّة والقصيدة هي :-

ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّةْ
= وَأُمَّهُ الطُرطُبَّةْ

رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ
= وَباكَوا الأُمَّ غُلُبَّةْ

فَلا بِمَن ماتَ فَخرٌ
= وَلا بِمَن نيكَ رَغبَةْ

وَإِنَّما قُلتُ ما قُل
= تُ رَحمَةً لا مَحَبَّةْ

وَحيلَةً لَكَ حَتّى
= عُذِرتَ لَو كُنتَ تيبَه

وَما عَلَيكَ مِنَ القَت
= لِ إِنَّما هِيَ ضَربَةْ

وَما عَلَيكَ مِنَ الغَد
= رِ إِنَّما هُوَ سُبَّةْ

وَما عَلَيكَ مِنَ العا
= رِ أنَّ أُمَّكَ قَحبَةْ

وَما يَشُقُّ عَلى الكَل
= بِ أَن يَكونَ ابنَ كَلبَةْ

ما ضَرَّها مَن أَتاها
= وَإِنَّما ضَرَّ صُلبَه

وَلَم يَنِكها وَلَكِن
= عِجانُها ناكَ زُبَّه

يَلومُ ضَبَّةَ قَومٌ
= وَلا يَلومونَ قَلبَه

وَقَلبُهُ يَتَشَهّى
= وَيُلزِمُ الجِسمَ ذَنبَه

لَو أَبصَرَ الجِذعَ شَيئًا
= أَحَبَّ في الجِذعِ صَلبَه

يا أَطيَبَ الناسِ نَفسًا
= وَأَليَنَ الناسِ رُكبَةْ

وَأَخبَثَ الناسِ أَصلًا
= في أَخبَثِ الأَرضِ تُربَةْ

وَأَرخَصَ الناسِ أُمًّا
= تَبيعُ أَلفًا بِحَبَّةْ

كُلُّ الفُعولِ سِهامٌ
= لِمَريَمٍ وَهيَ جَعبَةْ

وَما عَلى مَن بِهِ الدا
= ءُ مِن لِقاءِ الأَطِبَّةْ

وَلَيسَ بَينَ هَلوكٍ
= وَحُرَّةٍ غَيرُ خِطبَةْ

يا قاتِلًا كُلَّ ضَيفٍ
= غَناهُ ضَيحٌ وَعُلبَةْ

وَخَوفُ كُلِّ رَفيقٍ
= أَباتَكَ اللَيلُ جَنبَه

كَذا خُلِقتَ وَمَن ذا ال
= لَذي يُغالِبُ رَبَّه

وَمَن يُبالي بِذَمٍّ
= إِذا تَعَوَّدَ كَسبَه

أَما تَرى الخَيلَ في النَخ
= لِ سُربَةً بَعدَ سُربَةْ

عَلى نِسائِكَ تَجلو
= فَعولَها مُنذُ سَنبَةْ

وَهُنَّ حَولَكَ يَنظُر
= نَ وَالأُحَيراحُ رَطبَةْ

وَكُلُّ غُرمولِ بَغلٍ
= يَرَينَ يَحسُدنَ قُنبَهْ

فَسَل فُؤادَكَ يا ضَب
= بَ أَينَ خَلَّفَ عُجبَهْ

وَإِن يَخُنكَ لَعَمري
= لَطالَما خانَ صَحبَهْ

وَكَيفَ تَرغَبُ فيهِ
= وَقَد تَبَيَّنتَ رُعبَهْ

ما كُنتَ إِلّا ذُبابًا
= نَفَتكَ عَنّا مِذَبَّه

وَكُنتَ تَفخَرُ تيهًا
= فَصِرتَ تَضرِطُ رَهبَةْ

وَإِن بَعُدنا قَليلًا
= حَمَلتَ رُمحًا وَحَربَةْ

وَقُلتَ لَيتَ بِكَفّي
= عِنانَ جَرداءَ شَطبَةْ

إِن أَوحَشَتكَ المَعالي
= فَإِنَّها دارُ غُربَةْ

أَو آنَسَتكَ المَخازي
= فَإِنَّها لَكَ نِسبَةْ

وَإِن عَرَفتَ مُرادي
= تَكَشَّفَت عَنكَ كُربَةْ

وَإِن جَهِلتَ مُرادي
= فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَه

وقد جاء فيها كلاماً بذيئاً وفحشاً مذكراً إياه ما حصل له مع الأعراب من اعتراضهم له وفسقهم بأمه وقد احتوت القصيدة من أبشع الألفاظ والعبارات ما جعل المتنبي ينكر إنشادها كما قال الواحدي أحد شرّاح ديوان المتنبي علم فاتك بن أبي الجهل الأسدي ( خال ضبة ) بالقصيدة فغضب عند سماعها وأراد الإنتقام لأخته وابنها ضبة فاعترض لأبي الطيب وهو في طريقه إلى بغداد فالكوفة وواجهه بنحو 30 من رجاله وقيل 60 فقاتله المتنبي حتى قتل هو وابنه محسّد وعدد ممن كانوا معه وقد قيل إن أبا الطيب لما رأى كثرة رجال فاتك وأحس بالغلبة لهم أراد الفرار فقال له غلام له : لا يتحدث الناس عنك بالفرار وأنت القائل وأذكر القصيده كامله :-

وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
= وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
= وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ

إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
= فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
= وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
= وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ

فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
= فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
= لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ

ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
= أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
= تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ

عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
= وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
= تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ

يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
= فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ

أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
= أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ

وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
= إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
= بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ

أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
= وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
= وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ

وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
= حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ

إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
= فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ

وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
= أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ

رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
= وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
= حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ

الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
= وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ

صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
= حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
= وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ

مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
= لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ

إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
= فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ

وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
= إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ

كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
= وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
= أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
= يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ

أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
= لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ

لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
= لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ

إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
= أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ

شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
= وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ

وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
= شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ

بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
= تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ

هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
= قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ

فكر راجعاً وقاتل حتى قتل سنة 354 هـ هذه هي قصة مقتل أبي الطيب المتنبي كما جاءت في كتب الأدب والتاريخ والشعر والتراجم أتمنى أن أكون وفقت في نقلها لكم .

المراجع :-

شرح ديوان المتنبي لعبدالرحمن البرقوقي
شرح ديوان المتنبي ليحيى شامي
وفيات الأعيان لابن خلّكان
منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس