عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 13 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post القضاء العرفي عند العرب

كُتب : [ 10 - 11 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

القضاء العرفي عند العرب :-

للقانون المعرفي دورة الكبير اجتماعيا في تحديد طرائق العمل القانوني في المجتمعات الزراعية والبدوية ويستمد القانون العرفي هيبته ودورة العملي في تنفيذ موادة من السلطة الممنوحة من قبل مجتمع العشائر لفرد أو مجموعة قيادية، ويعرف د . سيد عوض السلطة بعامة ( القدرة القانونية على ممارسة النفوذ على فرد أو جماعة ومن وسائلها إصدار الأوامر والنواهي ممن يملكها إلى الخاضعين لها ) وهي بهذا المعنى تمتلك الحق في فرض إرادتها على المجتمع الذي تحكمة أو يتفق أفرادة على التمسك بأعرافة حماية لهم وارتباطا اجتماعيا بالمنظومة الاجتماعية ( العشيرة أو مجموعة العشائر هنا ) التي ينتمون إليها ( وقد تطورت السلطة عبر التاريخ البشري من السلطة الأبوية في المجتمعات الأبوية إلى سلطة شيخ القبيلة ورئيس العشيرة وحاكم المدينة إلى سلطة رئيس الدولة التي كانت السلطة مركزة في يدة خلال عهود الحكم المطلق )

إن هدف القانون العرفي الأساس في جسم القبيلة هو التنفيذ نوع الضبط الاجتماعي داخل المجتمع الذي يحكمه الشيخ ومعاونة، وربط علاقة مجتمع القبيلة بالقبائل المجاورة والبعيدة بموجب عقود شفاهية أو مدونة لتنظيم علاقة السلطة بمجتمعها الداخلي والخارجي تنظيما موصوفا يخضع إلى اتفاقات تحالفية وقانونية وعرفية ولا شك أن سيادة مفهوم ومواد قوانين الضبط الاجتماعي العرفية قد تم في كل الأوقات إما نتيجة لضعف الدولة المركزية أو بتشجيع منها لسبب من الأسباب إن أهداف هذة الدراسة ملاحظة ما يلي :-

1. تسميات قوانين الضبط الاجتماعي العشائري في البلدان العربية
2. قوى الضبط القانوني والاجتماعي للقانون العرفي
3. تشابهات الواجبات ومستقبل الضبط العشائي في مجتمع مدني حديث

1- تسمى قوانين الضبط الاجتماعي العشائري في منطقة السوس في المغرب ( ألواح ) فإذا دونت هذة الألواح بعقود سميت ( أمقون ) وتسمى قواعد القوانين في الصحراء الغربية المصرية ( عوايد ) وتسمى كذلك ( درايب ) وهي مواد القانون العرفي التي وجدت مدونة في مجتمع قبائل أولاد علي أو جزء منها لدى قبيلة التعايشة في السودان ( العرف ) وهو ( اتفاق في صيغة التعهد يتم بين أفراد القبيلة الواحدة فيما بينهم أو بين قبيلة وقبيلة أخرى شكل حلف وهو قانون الجماعة في نطاق القبيلة أو القبائل المتجاورة يلجاون إلية لحل النزاع الذي ينشب في أية مشكلة من مشاكل الحياة وقد جاء في المادة الثانية من القانون المدني العراقي على أنة ( إذا لم يوجد نص تشريعي يمكن تطبيقة حكمت المحكمة بمقتضى العرف ) والعرف هنا اصطلاحا اعتبر صيغة قانونية للبت في القضايا غير مدونة في القانون المدني في الدولة الحديثة، ولكننا نجد هذة التسمية( العرف ) تاخذ صيغة أخرى في القانون الأساسي وهو الدستور العراقي المنفذ حتى عام 1958 حيث نصت المادة (88) على أن الفصل في قضايا العشائر يكون ( بحسب عاداتهم المألوفة ) وبذلك تحول مصطلح ( العرف ) إلى مصطلح ( العادة ) والعادة أقل من العرف قوة اجتماعية وإن لبست تسمية اجتماعية هنا، لكن المادة القضائية العشائرية في العراق تسمى اجتماعيا ( السانية ) ومجموعها ( سواني ) فيما يستخدم مصطلح السانية في الخليج العربي للدلالة على الدابة التي تحمل الأثقال، فيما تسمى المصطلحات القانونية العشائرية ( السوادي ) في الخليج وفي الأردن والجزيرة وقد وردت مفصلة في كشف المصطلحات القضائية عند البدو ( محمد أبي حسان ) وهو يعرفها بأنها ( الأعراف القضائية عند البدو ) ويستمر في استخدام مصطلح ( الأعراف ) في كتابة ( القضاء العشائري في الأردن ) ويستند إلى قاعدة قضائية بدوية في تسمية مواد القانون العرفي ( السوالف ) بإيراد النص القانوني العشائري القائل ( الحقان بسوالف العربان ) ويحلل ذلك بالقول ( إن الطريق إلى الحق يكون باتباع سوالف العربان أي أعرافها وعاداتها )

ويعتبر د . أديب سليمان باغ أن العرف لدى عشائر الجولان السورية لة مالحكم القانون في المدينة من ذلك يتضح أن تسميات القانون العرفي تتخذ توصيات شتى منها ( السواني - الأعراف - الألواح - الدرايب - العوايد - الحقان ) وكلها متوارثة شفاها أو مدونة ومشكلة للبنية القضائية لمجتمعها .

2- قوى الضبط القانوني والاجتماعي للقانون العرفي لا بد للقانون العرفي من قوة لتطبيقة وهذة القوة تتمثل بمواصفات روحية ومادية تحكم جسم القبيلة وتقودة الى الترابط الاجتماعي ومن المواصفات الروحية الدين كقوة روحية مؤثرة على الضبط الاجتماعي باعتبارة يمثل مجموعة من القواعد السماوية التي يؤمن بها افراد القبيلة ويتمثلونها في معتقدهم الروحي وتتمضه في تقاليدهم واعرافهم ومن القوى الروحية المؤثرة تاريخ القبيلة واستذكارهم له في الجلسات العادية والهامة وتاكيد هذا التاريخ على القيم النبيلة والمناقبيات التي لابد ان يفخر بها الجميع كانتصاراتهم في الغزوات واستقبالهم للدخيل ودفاعهم عنة وسعيهم الدائم لاضهار تميزهم - كجسم اجتماعي - عن الاخرين بلون من الممارسة الفروسية عبر تاريخ القبيلة واذا روجعت تواريخ القبائل العربية بعامة لوجد فيها الكثير مما يشكل جزءا من التاريخ الشفاهي للمجتمع العربي عبر العصور بعد غربلة هذة الاحداث ومحاكمتها ضمن واقعها التاريخي فكم من قبيلة او مجموعة اجتماعية متحالفة استطاعت الوصول الى دست الحكم في مجتمعها لتمتعها بخصائص القوة والاقدام ووجود من يقودها قيادة جيدة في مرحلة من مراحل التاريخ ان هذا التشكيل الروحي والمناقبي يؤكد الجانب المادي لقوى الضبط العشائري ويتمثل في الجسم الحاكم داخل القبيلة ممثلا، بعدة مناصب وتسميات من قبيلة الى اخرى ولكن الجميع يستقرون على وجود بنية مادية حاكمة تتمثل بصورة اجتماعية او اخرى ومنها :-

في العراق :-

يتكون الجسم الحاكم داخل القبيلة مما يأتي :-

الأمير : وهو لقب يطلق على أمير عشائر ربيعة في محافظة واسط وقد تلقب رئيس عشائر زبيد بلقب أمير زبيد وهو مركز عشائري مشابة لمركز شيخ المشايخ أو الرئيس العام .

شيخ المشايخ : ( الرئيس العام ) ويقود هذا الرجل مجموعة عشائر كبيرة مثل شمر، بنو مالك، الجبور، زبيد، ربيعة، المنتفك، وطي، وخفاجه مع وجود شيخ لكل عشيرة وكمثال على ذلك عشائر عفك حيث، يتغلغل افراد عشائر عفك جميع الاراضي الواقعة على جهتي شط الدغارة المتفرع من نهر الفرات الاوسط في المنطقة الممتدة من قلعة شخير ( ناحية سومر الاّن ) وهي حدود هذة العشائر مع عشائر الاكرع التي تسكن الدغارة وتكون شمال ناحية سومر إلى حدود اّل بدير ( مركز ناحية التحرير التي تقع جنوب قضاء عفك مطلة على بادية الحي )

شيخ العشيرة : وهو الرجل المتقدم في كل عشيرة ويقوم برئاستها وبمهام القيادة لها وتمثيلها لدى الدولة ومشيختة بالوراثة، وقد تتعدى هذة المشيخة من الشيخ إلى أخية التالي كما هو الحال في عشائر كثيرة .

رئيس السلف : أو شيخ السلف ( بفتح السين واللام ) وهو يتزعم مجموعة من البيوت التي تسكن بقعة واحدة ويكون أعلاها مقاما ويمثلها لدى الدولة وشيخ العشيرة .

رئيس الفندة : والفندة بكسر النون فرع من العشيرة يسكن منطقة واحدة وللفندة رئيس خاص يكون مركزة وراثيا .

رئيس الفخذ : تتالف العشيرة من عدة ( فند ) و ( فخاذ ) والفخذ جماعة اصغر من الفندة وتتالف من عدة بيوت تنتمي بالنسب الى جد قريب واحد، ورئيس الفخذ او شيخ الفخذ لا بد أن يكون وجيها متقدما على الاّخرين من أبناء عمومتة الذين يشكلون مع أسرتة هذا الفخذ .

الكليط : وصاحب هذة الصفة هو زعيم للمجموعة التي تتبعة والكليط صيغة عامة للزعيم .

العجيد : ( أي العكيد ) وهو الشخص المشهور في عشيرتة بالبسالة ويكون في مقدمة المدافعين عنها في ساحة المعارك وقد يكون ابن الشيخ أو أحد أبناء عمومتة وهذا عسكري وقتي وهو ليس وراثيا .

2- منفذون القانون العرفي : وهو ما يصطلح علية في القانون الوضعي ( أعضاء الضبط القضائي ) أما منفذون القانون العرفي العشائري هم الفرسان وهم الرجال القادرون على حمل السلاح في العشيرة الذين يطيعون الشيخفي كل أوامرة ونواهية وقوة هؤلاء وزيادة عددهم وطاعتهم عوامل أساسية في تنفيذ لوائح القانون العرفي وقوة العشيرة وهبيتها .

3- المناصب الاجتماعية الأخرى المرتبطة بالشيوخ وبعموم العشيرة :-

السيد : وهو رجل من نسل الرسول ( صلى الله علية وسلم ) يسكن هو وأسرتة ( أو مجموعة من أبناء عمومتة ) في منطقة قريبة من بيوت الشيوخ ( في الغالب ) ولة قطعة أرض يزرعها فلاحوا الشيخ باسمة وتكون عادة عند حدود أرض الشيخ وتسمى ( المحرم ) وقد يتوسع بعض السادة اقتصاديا فيمتلكون أراضي وبساتين والسيد مشاور الشيخ اجتماعيا ومفتيه الديني .

المؤمن : بضم الميم الأولى وفتح الثانية - وهو رجل دين من غير السادة ويتولى قراءة القران والمدائح النبوية أيام التعازي وكان سابقا يعلم أولاد الشيوخ القراءة والكتابة، وله حق عقد القرآن على أن يصدق العقد في محاكم الدولة .

الفريضة : ويدعى ( الفارضة ) أيضا، وهو الذي يفرض رأية في قضية ما باتفاق المتنازعين مسبقا على قبول حكمة ولا يجوز لأحد ما أن يعترض على ما يفرضة من حكم عقابي، وقد يكون ( الفريضة ) أحد شيوخ العشيرة أو أحد السادة أو من غير ذلك ممن اتفق علية بين العشيرة وعرف بقدرتة القضائية وفراستة بين العشائر .

العارفة : وهو الشخص الذي ( يعرف ) كيف يفض المنازعات الطارئة بحكمتة ولباقتة وتاثيرة على مجتمعة وهو يعرف سنن العشائر واصول اتفاقاتها ودياتها ويكون عادة قد حل نزاعات سابقة .

الفتوة : وهو الذي يفتي في المنازعات حسب التقاليد المرعية داخل العشيرة عادة ويجب تنفيذ فتواة ما دام قد تم الاحتكام له وعملة مشابة لعمل الفريضة والعارفة الا انة يتم على نحو اضيق .

الكرمة : هو الشخص المتخصص بانساب الافراد والافخاد والشبات والفند ... الخ وهو الذي يزود أي شخص - عندالطلب - بشهادة نسبة بعد ان يعرف منة بعض ابناءة، وياتي عندة شهود عدول يؤكدون له صحة المعلومات التي يتثبت شخصيا منها وتسمى هذة الوثيقة ( الكرمة ) او شجرة النسب، واذا حصل الطالب على شجرة نسبة فيستحسن ان يهدي الكرمة شيئا من المال وقد لا ياخذ الكرمة شيئا .

المحكم : شخص مرموق جتماعيا تختارة عشيرتان في حالة نزاع ( ومعة محكمين اخرين ) للنظر في قضية ما والفصل بها وفق العرف العشائري، ويكون المحكم عادة من خارج العشيرتين ومن المتفق على حيادة بينهما .

4- رجال الشيخ :-

الحوشية : الحوشية مشتقة من الحاشية وهم جزء من بطانة الشيخ ويشكلون حرسه الخاص وهم لا يشتغلون بالزراعة فعملهم ينحصر في الحفاظ على الشيخ واسرتة وتنفيذ اوامرة، وتخصص لهم قطعة ارض يقوم الفلاحون بزراعتها مجانا .

الشحنة : وهي صفة تطلق على تابع الشيخ وله دورة الخاص في خدمة الشيخ ( او الملاك ) وتبليغ اوامرة للفرحين والقيام بمعاقبتهم بالجلد ( في الازمان الماضية ) او باية عقوبة يراها الشيخ مناسبة لمن يخرج عن طاعتة، وقديما في زمن السلاجقة خلال القرن الخامس الهجري، استحدث هؤلاء في ارياف بغداد رتبة الشحنكية وكان الشحنة ايامها بدرجة مدير شرطة ولكن اتباعة الذين ينفذون اوامرة من الجند، ومن شحنكية السلاجقة ( سعد الخادم ) الذي اعطي شحنكية الدجيل ( وقيطومش ) الذي شحنكية ريف بغداد .

المأمور : وهو خادم الشيخ يقضي له حاجاتة الخاصة وعملة متداخل مع عمل الحوشية والشحنة وقد يكون من عشيرة الشيخ او احد عبيدة ولكنة اجتماعيا، يقع في مركز مختلف عنهما .

القهوجي : هو المختص بعمل القهوة العربية في مضيف ( ديوان ) الشيخ حيث يدق حبوبها ويحمسها ويغليها ويقدمها لضيوف الشيخ، وتخصص للقهوجي قطعة ارض يزرعها له الفلاحون مجانا وله واردها او يتفاضي اجرا سنويا من الشيخ اضافة لهبات الاعياد والمناسبات الاجتماعية .

التسيار : وهو الرجل الذي يرافق قافلة العشيرة اثناء سيرها من ارض العشيرة الى منطقة عشيرة اخرى حفاظا عليها من قطاع الطرق وقد يرسل ( التسيار ) لمرافقة ضيوفة ويتقاضى الشيخ ( احيانا ) اجرا لقاء حمايتة للغرباء او قد يفرض عليهم اتاوة معينة عند مرورهم باراضية، وكان التسيار قديما يحمل عصا خاصة بالشيخ فاذا ما رآها قطاع الطرق وعرفوا انها عصا الشيخ الفلاني امتنعوا عن التحرش بالقافلة صغيرة كانت ام كبيرة لان ذلك يجعلهم في مجابهة مع قوة الشيخ بعد هذا، وقد زالت هذة الوظيفة منذ الثلاثينات بحكم تطور قوة الدولة المركزية وربط المدن بالقرى بطرق معبدة .

البراك : وهو المختص بحمل الابريق وللكن ( وهو آنية من الالمنيوم الابيض او الاصفر عميقة ومستديرة ويستخدم لفظ ( اللكن او المغسل ) في العراق عموما ومهمتة صب الماء على أ يدي الضيوف في مضيف الشيخ قبل البدء بتناول الطعام وبعدة وعادة ما يقوم احد الضيوف بقطع قطعة من اللحم ويقدمها للبراك ( أي الابريقي ) قائلا : ( خذ سهمك ) وللبراك اجرتة السنوية من الشيخ .

البيرغجي : وهو حامل بيرق العشيرة في المعارك والعرضات وله حركاتة الجميلة في رفع البيرق وهزة يمينا وشمالا والسير وسط العراضة او امامها لأستنهاض نخوة العشيرة اثناء الحرب او تشييع شخص متقدم منها كالشيخ او السيد او لمواساة عشيرة اخرى وله اجورة الخاصة من الشيخ .

المحامي / حسين عكلة الخفاجي العراق .



رد مع اقتباس