عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
سالم الهلالي
عضو نشط
رقم العضوية : 12928
تاريخ التسجيل : 06 - 04 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 78 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : سالم الهلالي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حروب عامر بن صعصعة

كُتب : [ 23 - 04 - 2007 ]

يوم الشرعبية

ثم التقوا بالشرعبية وعلى قيس عمير بن الحباب وعلى تغلب وألفافها ابن هوير فكان بينهم قتال شديد

قتل يومئذٍ عمار بن المهزم السلمي وكان لتغلب على قيس

قال الأخطل‏:‏

ولقد بكى الجحاف لما أوقعت ** بالشرعبية إذ رأى الأهوالا

يعني أوقعت الخيل‏.‏

والشرعبية‏:‏ من بلاد تغلب‏.‏

والشرعبية أيضًا‏:‏ ببلاد منبج فبعضهم يقول‏:‏ إن هذه الوقعة كانت ببلاد منبج وذلك خطأ‏.‏

يوم البليخ واجتمعت تغلب وسارت إلى البليخ وهناك عمير في قيس والبليخ نهر بين حران والرقة فالتقوا وانهزمت تغلب وكثر القتل فيها وبقرت بطون النساء كما فعلوا يوم الثرثار

فقال ابن صفار‏:‏
زرق الرماح ووقع كل مهندٍ زلزلن قلبك بالبليخ فزالا

يوم الحشاك ومقتل عمير بن الحباب السلمي وزياد بن هوبر التغلبي

لما رأت تغلب إلحاح عمير بن الحباب عليها جمعت حاضرتها وباديتها وساروا إلى الحشاك وهو تل قريب من الشرعبية وإلى جنبه براق ودلف إليه عمير في قيس ومعه زفر بن الحارث الكلابي وابنه الهذيل بن زفر وعلى تغلب ابن هوبر واقتتلوا عند تل الحشاك أشد قتال وأبرحه حتى جن عليهم الليل ثم تفرقوا واقتتلوا من الغد إلى الليل ثم تحاجزوا‏.‏

وأصبحت تغلب في اليوم الثالث فتعاقدوا أن لا يفروا فلما رأى عمير حدهم وان نساءهم معهم قال لقيس‏:‏ يا قوم أرى لكم أن تنصرفوا عن هؤلاء فإنهم مستقتلون فإذا اطمأنوا وصاروا إلى سرحهم وجهنا إلى كل قوم منهم من يغير عليهم‏.‏

فقال له عبد العزيز بن حاتم بن النعمان الباهلي‏:‏ قتلت فرسان قيس أمس وأول أمس ثم ملئ سحرك وجبنت‏!‏ ويقال‏:‏ إن عيينة بن أسماء بن خارجة الفزاري قال له ذلك وكان أتاه منجدًا فغضب عمير وقال‏:‏ كأني بك وقد حمس الوغى أول فار‏!‏

فنزل عمير وجعل يقاتل راجلاً وهو يقول‏:‏

أنا عمير وأبو المغلس ** قد أحبس القوم بضنك فاحبس

وانهزم زفر يومئذ وهو اليوم الثالث فلحق بقرقيسيا وذلك أنه بلغه أن عبد الملك بن مروان قد عزم على الحركة عليه بقرقيسيا فبادر للتأهب وقيل‏:‏ إنه ادعى ذلك حين فر اعتذارًا وانهزمت قيس وركبت تغلب ومن معها أكتافهم وهم يقولون‏:‏ أن تعلمون أن تغلب تغلب وشد على عمير جميل بن قيس من بني زهير فتله وقيل‏:‏ بل تغاوى على عمير غلمان من بني تغلب
وأصابت ابن هوبر يومئذٍ جراحة فلما انقضت الحرب أوصي بني تغلب بأن يولوا أمرهم مراد بن علقمة الزهيري‏.‏

وقيل‏:‏ خرج ابن هوبر في اليوم الثاني من أيامهم هذه الثلاثة وأوصى أن يولوا ظامرهم مرادًا ومات من ليلته وكان مراد رئيسهم في اليوم الثالث فعباهم على راياتهم وأمر كل بني أب أن يجعلوا نساءهم خلفهم فلما أبصرهم عمير قال ما تقدم ذكره قال الشاعر‏:‏

أرقت بأثناء الفرات وشفني ** نوائح أبكاها قتيل ابن هوبر
ولم تظلمي أن نحت أم مغلسٍ ** قتيل النصارى في نوائح حسر


وقال بعض الشعراء ينكر قتل ابن هوبر عميرًا‏:‏

وإن عميرًا يوم لاقته تغلب ** قتيل جميل لا قتيل ابن هوبر

وكثر القتل يومئذٍ في بني سليم وغني خاصة وقتل من قيس أيضًا يومئذٍ بشر كثير وبعثت بنو تغلب رأس عمير بن الحباب إلى عبد الملك بن مروان بدمشق فأعطى الوفد وكساهم‏.‏

فلما صالح عبد الملك زفر بن الحارث واجتمع الناس عليه قال الأخطل‏:‏

بني أمية قد ناضلت دونكم ** أبناء قومٍ هم آووا وهم نصروا
وقيس عيلان حتى أقبلوا رقصًا **فبايعوا لك قسرًا بعدما قهروا

في أبيات كثيرة‏.‏

فلما قتل عمير بن الحباب وقف رجل على أسماء بن خارجة الفزاري بالكوفة فقال‏:‏ قتلت بنو تغلب عمير بن الحباب‏.‏

فقال‏:‏ لا بأس إنما قتل الرجل في ديار القوم مقبلاً غير مدبر

ثم قال‏:‏

يدي رهن على سليمٍ بغارةٍ **تشيب لها أصداغ بكر بن وائل
وتترك أولاد الفدوكس عالةً **يتامى أيامى نزهة للقبائل


يوم الكحيل وهو من أرض الموصل في جانب دجلة الغربي‏.‏

وسببه أنه لما قتل عمير بن الحباب السلمي أتى تميم بن الحباب أخو عمير إلى زفر بن الحارث فسأله أن يطلب له بثأره

فامتنع فقال الهذيل بن زفر لأبيه‏:‏ والله لئن ظفرت بهم تغلب إن ذلك لعار عليك ولئن ظفروا بتغلب وقد خذلتهم إن ذلك لأشد‏.‏

فاستخلف زفر على قرقيسيا أخاه أوس ين الحارث وعزم على أن يغير على بني تغلب وغزوهم فوجه خيلاً إلى بني فدوكس بطن من تغلب فقتل رجالهم واستبيحت أموالهم ونساؤهم حتى لم يبق غير إمرأة واحدة استجارت فأجارها يزيد من حمران‏.‏

ووجه زفر بن الحارث ابنه الهذيل في جيش إلى بني كعب بن زهير فقتل فيهم قتلًا ذريعًا

وبعث زفر أيضًا مسلم بن ربيعة العقيلي إلى قوم من تغلب مجتمعين فأكثر فيهم القتل‏.‏

ثم قصد زفر لبني تغلب وقد اجتمعوا بالعقيق من أرض الموصل فلما أحست به ارتحلت تريد عبور دجلة فلما صارت بالكحيل لحقهم زفر في القيسية فاقتتلوا قتالًا شديدًا وترجل أصحاب زفر أجمعون وزفر على بغل له فقتلوهم ليلتهم وبقروا بطون نساء منهم
وغرق في دجلة أكثر ممن قتل بالسيف
فأتى فلهم لبى فوجه زفر ابنه الهذيل فأوقع بهم إلا من عبر فنجا وأسر زفر منهم مائتين فقتلهم صبرًا

فقال زفر‏:‏
ألا ياعين بكي بانكساب** وبكي عاصمًا وابن الحباب
فإن تك تغلب قتلت عميرًا** ورهطًا من غني في الحراب
فقد أفنى بني جشم بن بكر** ونمرهم فوارس من كلاب
قتلنا منهم مائتين صبرًا **وما عدلوا عمير بن الحباب

وقال ابن صفار المحاربي‏:

‏ أم ترى حربنا تركت حُبيبًا **محالفها المذلة والصغار
وقد كانوا أولي عزٍ فأضحوا **وليس لهم من الذل انتصار



يوم البشر

لما استقر الأمر لعبد الملك واجتمع المسلمون عليه

قدم عليه الأخطل الشاعر التغلبي وعنده الجحاف بن حكيم السلمي

فقال له عبد الملك‏:‏ أتعرف هذا يا أخطل قال‏:‏ نعم هذا الذي أقول فيه‏:‏

ألا سائل الجحاف هل هو ثائر ** بقتلى أصيبت من سليمٍ وعامر

وأنشد القصيدة حتى فرغ منها وكان الجحاف يأكل رطبًا فجعل النوى يتساقط من يده غيظًا وأجابه وقال‏:‏

بلى سوف نبكيهم بكل مهندٍ ** وننعى عميرًا بالرماح الخواطر

ثم قال‏:‏ يا ابن النصرانية ما كنت أظن أن تجترئ علي بمثل هذا‏!‏ فأرعد الأخطل من خوفه ثم قام إلى عبد الملك وأمسك ذيله

وقال‏:‏ هذا مقام العائذ بك‏.‏

فقال‏:‏ أنا لك مجير‏.‏

ثم قام الجحاف ومشى وهو يجر ثوبه ولا يعقل به فتلطف لبعض كتاب الديوان حتى اختلق له عهدًا على صدقات تغلب وبكر بالجزيرة

وقال لأصحابه‏:‏ إن أمير المؤمنين قد ولاني هذه الصدقات فمن أراد اللحاق بي فليفعل‏.‏

ثم سار حتى أتى رصافة هشامٍ فأعلم أصحابه ما كان من الأخطل إليه وأنه افتعل كتابًا وأنه ليس بوالٍ

فمن كان احب أن يغسل عني العار وعن نفسي فليصحبني فإني قد أقسمت أن لا أغسل رأسي حتى أوقع في بني تغلب‏.‏

فرجعوا عنه غير ثلاثمائة قالوا له‏:‏ نموت بموتك ونحيا بحياتك‏.‏

فسار ليلته حتى صبح الرحوب وهو ماء لبني جشم بن بكر من تغلب فصادف عليه جماعةً منهم فقتل فيهم مقتلةً عظيمةً

وأسر الأخطل وعليه عباءة وسخة فظنه الذي أسره عبدًا فسأله من هو فقال‏:‏ عبد‏.‏

فأطلقه فرمى بنفسه في جب فخاف أن يراه من يعرفه فيقتله‏.‏

فلما انصرف الجحاف خرج من الجب وأسرف الجحاف في القتل وبقر البطون عن الأجنة وفعل أمرًا عظيمًا

فلما عاد عنهم قدم الأخطل على عبد الملك فأنشده قوله‏:‏


لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعةً إلى الله منها المشتكى والمعول


فهرب الجحاف فطلبه عبد الملك فلحق ببلاد الروم

وقال الجحاف بن حكيم السلمي بعد وقعة البشر يخاطب الأخطل‏:

‏ أبا مالكٍ هل لمتني إذ حضضتني **على القتل أم هل لامني كل لائم
ألم أفنكم قتلاً وأجدع أنوفكم **بفتيان قيسٍ والسيوف الصوارم
بكل فتى ينعى عميرًا بسيفه ** إذا اعتصمت أيمانهم بالقوائم
فإن تطردوني تطردوني وقد جرى بي الورد يومًا في دماء الأراقم
نكحت سيفي في زهيرٍ ومالكٍ **نكاح اغتصابٍ لا نكاح دراهم

في أبيات


والورد فرس الجحاف


وزهير ومالك قبيلتان من قبائل بني تغلب



ولم يزل الجحاف يتردد في بلاد الروم من طرابزندة إلى قاليقلا وبعث إلى بطانة عبد الملك من قيس حتى أخذوا له الأمان فآمنه عبد الملك فقدم عليه فألزمه ديات من قتل وأخذ منه الكفلاء وسعى فيها فأتى الحجاج من الشام فطلب منه فقال له‏:‏ متى عهدتني خائنًا فقال له‏:‏ ولكنك سد قومك ولك عمالة واسعة‏.‏

فقال‏:‏ لقد ألهمت الصدق فأعطاه مائة ألف درهم وجمع الديات فأوصلها‏.‏

ثم تنسك بعد وصلح ومضى حاجًا فتعلق بأستار الكعبة وجعل ينادي‏:‏ اللهم اغفر لي وما أظن تفعل‏.‏

فسمعه محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب فقال‏:‏ يا شيخ قنوطك شر من ذنبك‏.‏

وقيل‏:‏ إن سبب عوده كان أن الجحاف أكرمه ملك الروم وقربه وعرض عليه النصرانية ويعطيه ما شاء فقال‏:‏ ما أتيتك رغبةً عن الإسلام‏.‏

ولقي الروم تلك السنة عساكر المسلمين صائفةً فانهزم المسلمون وأخبروا عبد الملك أنهم هزمهم الجحاف فأرسل إليه عبد الملك يؤمنه فسار وقصد البشر وبه حي من بشر وقد لبس أكفانه وقال‏:‏ قد جئت إليكم أعطي القود من نفسي‏.‏

وأرد شبابهم قتله فنهاهم شيوخهم فعفوا عنه وحج فسمعه عبد الله بن عمر وهو يطوف ويقول‏:‏ اللهم اغفر لي وما أظنك تفعل‏.‏

فقال ابن عمر‏:‏ لو كنت الجحاف مازدت على هذا‏.‏

قال‏:‏ فأنا الجحاف‏.‏






المراجع :


أنساب الأشراف للبلاذري الجزء الخامس


وابن الأثير في الكامل الجزء الرابع


والأغاني للأصفهاني








كانت أرض الجزيرة بشمال العراق موطن لقبائل بني تغلب في الجاهليه والإسلام

وبعد ثورة قبائل قيس ضد الدولة الأموية والقبائل اليمانية أتت أفواج من الجزيرة العربية مناصرةً لهم


فنزلت بمحاذاة منازل بني تغلب بالعراق وأخذوا يشنون الغارات على القبائل اليمانيه بالشام

وكان سبب حروب قيس مع تغلب هي :

أن عمير بن الحباب السلمي أغار على قبيلة كلب القضاعية وأثخن فيهم ، ثم انكفأ راجعاً فنزل ومن معه من قيس بثني من أثناء الفرات، ويقال: على الخابور، والخابور نهر يخرج من رأس العين ويصب في الفرات، وكانت منازل بني تغلب فيما بين الخابور والفرات ودجلة، وكانت بحيث نزل عمير وأصحابه امرأة من بني تميم ناكح في بني تغلب يقال لها أم دوبل ولها غنيمة، فأخذ غلام من بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة عنزاً منها فذبحها، فشكت ذلك إلى عمير فلم يشكها، وقال: هذا من مغمرة الجيش فلما رأى الحرشيون أن عميراً لم يغير على صاحبهم شدوا على باقي الغنيمة فذبحوها وأكلوها، ومانعهم قوم من بني تغلب حضروهم فقتل رجل منهم يقال له مجاشع التغلبي وكان سيداَ من أسياد بني تغلب، وجاء دوبل وهو من بني مالك بن جشم بن بكر بن حبيب، وكان من فرسان بني تغلب، فأخبرته أمه بما أصيبت به، فسار في قومه، فشكا إليهم ما صنع بغنم أمه، وجعل يذكرهم تعالي قيس عليهم، وسوء جوابهم لهم، فاجتمعت منهم جماعة، وأمروا عليهم شعيث بن مليل التغلبي، ثم أغاروا على بني الحريش، ومع بني الحريش حينئذ قوم من إخوتهم بني قشير بن كعب، فقتلوا منهم واستاقوا ذوداً لامرأة من بني الحريش يقال لهم أم الهيثم، فلم يقدر القيسيون على تخلصه من أيديهم؛ فقال الأخطل التغلبي وبلغه الخبر وهو براذان وبراذان موضع:

أتاني ودوني الزابيان كلاهما = ودجلة أنباءٌ أمرّ من الصبر
أتاني بأنّ ابني نزارٍ تضاغنا = وتغلب أولى بالوفاء وبالغدر

وقال الأخطل أيضاً:

فإن تسألونا بالحريش فإنّنا بلينا بنوكٍ منهم وفجور
غداة تحامتنا الحريش كأنها كلابٌ بدت أنيابها لهرير
وجاؤوا بجمعٍ ناصري أمّ هيثمٍ فما رجعوا من ذودها ببعير

وقال عمرو بن الأهتم التغلبي:

وإنّا يوم سار بنا شعيثٌ = قريناهم وأيّ قرىً قرينا
نصصنا الخيل والرايات حتى = قضينا من هوازن ما قضينا
وما أبقين من قيسٍ شريداً = وما غادرن للجشمي دينا


وقال القطامي وهو عمير بن شييم التغلبي :


وإنّا يوم نازلهم شعيثٌ كليث = الغيل أصحر ثمّ ثارا
وتغلب جدّعوا أشراف قيسٍ = وذاقوا من تخمّطها البوارا
بضرب يقعص الأبطال منهم = ويمتكر اللحى منه امتكارا


المكر المغرة.

يوم ماكسين

واستحكم الشر بين قيس وتغلب، وعلى قيس عُمير بن الحباب السلمي وعلى تغلب شُعيث بن مليل التغلبي، فغزا عُمير بني تغلب وجماعتهم بماكسين وهي قرية من قرى الخابور بالعراق، بينها وبين رأس العين يوم أو يومان، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وهي أول وقعة لهم تزاحفوا فيها،
فقتلت قيس من بني تغلب خمسمائة فارس، وقُتل شعيث بن مليل رئيس تغلب وهزمت تغلب هزيمة قاسية


وكانت الوقعة عند القنطرة بالخابور فقال نفيع بن صفار المحاربي من شعراء قيس :

وأيّام القناطر قد تركتم = رئيسكم لنا غلقاً رهينا
تركنا الباكيات على شعيثٍ = سواجم عبرةً ما ينقضينا
بقرنا منكم ألفي بقير = فلم نترك لحاملةٍ جنينا



يقصد بمقتل شعيث وقد تعدوا في قتل الرجال وقتلوا ألفي إمرأة من بني تغلب وهن حوامل !


وقال عمير بن الحباب:


ما همّنا يوم شُعيثٍ بالغزل = يوم انتضيناهنّ أمثال الشعل
وهنّ يردين كعقبان الخيل = من بين دهماء وطرفٍ ذي خصل



وزعموا أن رجل شعيث قطعت يومئذ، فجعل يقاتل حتى قتل وهو يقول:



قد علمت قيسٌ ونحن نعلم = أنّ الفتى يقتل وهو أجذم




وقال نفيع بن صفار:



وبشاطىء الخابور صبّحناكم = بالمرهفات البيض يفرين الذرى



وقال جرير بن عطية يعير الأخطل التغلبي :


تركوا شعيث بني مليلٍ مسنداً = والآسيين وأقعصوا شعرورا



وقال نفيع بن صفار المحاربي:


ما بعد قتل شعيثٍ في سراتكم = وبعد قتل أبي أفعى وشعرور



كل هؤلاء الرجال من بني تغلب قتلتهم قيس



وقال ابن صفار أيضاً:


تمنيت بالخابور قيساً فصادفت = منايا لأسباب وفاق على قدر



وقال جرير أيضاً يعير الأخطل:


نبئت أنك بالخابور ممتنع = ثم انفرجت انفراجاً بعد إقرار



وقال زفر بن الحارث الكلابي يعاتب عميراً بما كان منه في الخابور:


ألا من مبلغ عني عميراً = رسالة عاتبٍ وعليك زاري
أتترك حي ذي كلع وكلب = وتجعل حد نابك في نزارِ (1)
كمعتمدٍ على إحدى يديه = فخانته بوهيٍ وانكسارِ



1 - ذي كلع قبيلة من حمير من قحطان وكلب قبيلة من قضاعة من قحطان


وأسر القطامي التغلبي الشاعر فأتى زفر بن الحارث الكلابي بقرقيسيا فخلى سبيله، ورد عليه مائة ناقة


فقال القطامي يمدح زفر بن الحارث الكلابي سيد قيس :


قفي قبل التفرق يا ضباعا = ولا يك موقف منكِ الوداعا (1)
قفي فادي أسيرك إن قومي = وقومك لا أرى لهم اجتماعا
ألم يحزنك أن حبال قيس = وتغلب قد تباينت انقطاعا
كما العظم الكسير يهاض = حتى يبت وإنما بدأ انصداعا
فلا تبعد دماء ابني نزار = ولا تقرر عيونك يا قضاعا (2)
ومن يكن استلام إلى ثوي = فقد أحسنت يا زفر المتاعا
أكفراً بعد رد الموت عني = وبعد عطائك المائة الرتاعا
فلم أر منعمين أقل مناً وأكرم = عندما اصطنعوا اصطناعا
من البيض الوجوه بني نفيل = أبت أخلاقهم إلا اتساعا (2)
بني القرم الذي علمت معد = تفضل قومها سعةَ وباعا



1 - ضباع أبنة زفر بن الحارث الكلابي وهي التي ناشدت أباها زفر بن الحارث أن يطلق القطامي الشاعر

لأنها رحمته وهو في حاله ذليله في الأسر.

2 - أبني نزار هم قيس وتغلب.

3 - بني نفيل بن عمرو بن كلاب قوم زفر بن الحارث الكلابي سيد قيس في زمانه.

وقال القطامي يمدح زفر أيضاً:

يا زفر بن الحارث بن الأكرم قد كنت في الحرب قديم المقدم
إذا أحجم القوم لم تحجم إنك وابنيك حفظتم محرمي
وحقن الله بكفيك دمي من بعد ما جف لساني وفمي
أنقذتني من بطل معمم والخيل تحت العارض المسوم

وتغلب يدعون : يا للأرقم




وقال تميم بن أبي بن مقبل العجلاني من شعراء قيس :

قل لإبنة الأخطل المسلوب مئزرها = يوم الفوارس لمّا راث فاديها
ولست سائلها إلاّ بواحدةٍ = ما ردّ تغلب عنها إذ تناديها



وقال عبيد بن حصين النميري الراعي يعير الأخطل الشاعر :


أبا مالكٍ لا تنطق الشعر بعدها = وأعط القياد القائدين على كثر
ونحن تركنا تغلب ابنة وائلٍ = كمنكشر الأنياب منقطع الظهر


يعني بما كان بينهم يوم الخابور ويوم ماكسين.


يوم الثرثار الأول

والثرثار نهر ينزع من هرماس نصيبين ويفرغ في دجلة بين الكحيل ورأس الإيل.
قالوا: استمدت تغلب بعد يوم ماكسين وحشدت واجتمعت إليها قبيلة النمر بن قاسط من ربيعة ،وأتاها المجشر بن الحارث من ولد أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بجمع من قبيلة بني شيبان وكان من سادات بني شيبان بالجزيرة وأتاها أيضاً زمام بن مالك الشيباني في جمع بني شيبان

وأتت جماعة من بني تغلب إلى مالك بن مسمع سيد بكر بن وائل بالبصره وذلك قبل يوم الجفرة وقبل مصيره إلى ناحية اليمامة والبحرين

فشكوا إليه قيساً وما كان منهم يوم ماكسين وقبله

فقال: ما أحسبكم إلا من نبيط تكريت !!!

ولو كنتم من بني تغلب لدافعتم عن أنفسكم وحرمكم

فقالوا: إنا حي فينا ما قد علمت من النصرانية، ومضر مضر وأي السلطانين غلب فهو مع قيس

فقال مالك: اذهبوا فإن أمدهم السلطان بفارس فلكم علي فارسان، وإن أمدهم برجل فلكم رجلان،

إن السلطان اليوم لفي شغل عنكم وعنهم، فانطلقوا وقد غضبوا وجعلوا عليهم بعد شعيث بن مليل زياد بن هوبر

ويقال يزيد بن هوبر التغلبي، وقال ابن الكلبي: هو حنظلة بن قيس بن هوبر أحد بني كنانة بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب

وكان على قيس عمير بن الحباب السلمي، فلما رأى من مع بني تغلب من قبائل ربيعة وكثرتهم

استنجد عمير بن الحباب تميماً وبني أسد فلم يأته منهم أحد فقال عمير:

أيا أخوينا من تميمٍ هديتـمـا = ومن أسدٍ هل تسمعان المناديا
ألم تعلما إذ جاء بكر بن وائلٍ = وتغلب ألفافاً تهزّ العـوالـيا
إلى قومكم قد تعلمون مكانهم =وكانوا جميعاً حاضرين وباديا

وزعموا أن عبيد الله بن زياد بن ظبيان البكري ممن أنجد تغلب من ربيعة

فلذلك حقد عليهم المصعب بن الزبير حتى قتل أخاه النابىء ولم يقتل صاحبه، وكانت القيسية زبيرية

وأنجد بني تغلب أيضاً ركضة بن النعمان الشيباني في جمع من بني شيبان .

قالوا: ثم إن الربعيين والقيسيين ألتقوا على الثرثار فاقتتلوا قتالاً شديداً وجعل بنو تغلب يقولون:
ننعى بأطراف القنا المجاشعا = فإنّه كان كريماً فـاجـعـا

وابن مليلٍ شيخنا المدافعـا


مجاشع من سادات تغلب قتلته قيس مع شعيث بن مليل التغلبي

ثم إن قيساً انهزمت وقتلت بنو تغلب وألفافهم منهم مقتلةً عظيمة وبقروا بطون ثلاثين امرأة من بني سليم.


وقتل زمام بن مالك الشيباني قتلته قيس في هذه الوقعه


وقالت ليلى بنت الحمارس التغلبية، ويقال قالها الأخطل:
لما رأونا والصليب طالعـا = ومار سرجيس وسمّاً ناقعا
والخيل لا تحمل إلاّ دارعا = والبيض في أيماننا قواطعا
خلّوا لنا الثرثار والمزارعا = وحنطةً طيساً وكرماً يانعا

كأنّما كانوا غراباً واقعـا


وقال الأخطل :

عتبتم علينا آل عيلان كلّكـم = وأيّ عدوٍ لم نبته على عتب

في قصيدة له.


فأجابه جرير بن عطية في قصيدة له:

ستعلم ما يغني الصليب إذا غـدت = كتائب قيسٍ كالمهنّأة الـجـرب
لعلّك يا خنزير تغـلـب فـاخـرٌ = إذا مضرٌ يوماً تسامت بها الحرب


وقال الأخطل في شعر طويل:

لعمري لقد لاقت سليمٌ وعامـرٌ = بجانب الثرثار مثل راغية البكر


وقال نفيع بن صفار المحاربي يرد على الأخطل :

أبا مالكٍ لا تدّعي الفخر بالمنـى = فما بسفاه القول يغضب للوتر
ولكن بحدّ المشرفيّة ينتـمـى = بها للمعالي والمثقّفة السمـر

فيقال: انه بهته بهذا الشعر، بل قاله له وقد ادعى الأخطل باطلاً في بعض أيامهم.


يوم الثرثار الثاني

قالوا: ثم إن قيساً تجمعت واستمدت واستعدت، وعليها عمير بن الحباب وهم في عسكر، فأتاهم زفر بن الحارث من قرقيسياء

وعبد الملك بن مروان مشغول عنه، فكان في عسكر آخر، وكان رئيس بني تغلب والنمر ومن معهما ابن هوبر،

فالتقوا بالثرثار فاقتتلوا أشد قتالٍ اقتتلته الناس، فانحازت بنو عامر وكانت في إحدى المجنبتين
وصبرت بنو سليم وأعصرت حتى انهزمت بنو تغلب، وقتل ابنا عبد يسوع بن حرب ومحكان التغلبيان
وقتل عبد الحارث التغلبي من بني الأوس بن تغلب

فقال عمير بن الحباب:

فدىً لفوارس الثرثار نفسي = وما جمّعت من أهلٍ ومال
وولّت عامرٌ عنّا فأجـلـت = وحولي من ربيعة كالجبال
أكاوحهم بدهمٍ مـن سـلـيمٍ = وأعصر كالمصاعيب النهال


يوم الفدين


قالوا: وأغار عمير بن الحباب على الفدين، وهي قرية على شاطىء الخابور ولها حصن، فاكتسح ما فيها وقتل عامة اهلها

ويقال: بل قاتل فيها جميع بني تغلب، وكانوا بها مزاحفةً وهزمهم؛ فقال ابن صفار:

لو تسأل الأرض الفضاء بأمركم = شهد الفدين بهلككم والصـوّر
كذبتك شيبان الأخوّة وانّـفـت = أسيافكم بكم سدوس ويشـكـر


يوم السكير

وهو يسمى يوم سكير العباس ولقي عمير بن الحباب تغلب والنمر وعليهم ابن هوبر بالسكير. وهي قرية تشرع على الخابور،
ومنها ناحية تشرع على الفرات فاقتتلوا قتالاً شديداً فانهزمت تغلب والنمر، وهرب عمير بن جندل وكان من فرسان تغلب

وقال عمير بن الحباب السلمي :

وأفلتنا يوم السكير ابن جنـدلٍ = على سابحٍ غوج اللبان مثابر
ونحن كررنا الخيل قبّاً شوازباً = دقاق الهوادي داميات الدوائر

فلما رأى من مع بني تغلب من قبائل ربيعة وكثرتهم

استنجد عمير بن الحباب تميماً وبني أسد فلم يأته منهم أحد فقال عمير:

أيا أخوينا من تميمٍ هديتـمـا = ومن أسدٍ هل تسمعان المناديا
ألم تعلما إذ جاء بكر بن وائلٍ = وتغلب ألفافاً تهزّ العـوالـيا
إلى قومكم قد تعلمون مكانهم =وكانوا جميعاً حاضرين وباديا


:


:



:


بني أسد عبيد العصا إن أتوا أو لم يأتوا سيان ليس منهم نفع ولا ضر



وبني تميم تقاعسوا كعادتهم بالرغم من إنشغالهم في حرب الأزد




المراجع:كتاب التاريخ الكامل و الأغاني للأصفهاني.
بحث قيم ولم نذكر حروب عامر بن صعصعة كلها بل البعض و القليل

وعسا أني افدتكم

سالم بن محمد الهلالــي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رد مع اقتباس