عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post الحجاج بن يوسف وهند بنت النعمان

كُتب : [ 30 - 04 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

هند ابنة النعمان كانت من أحسن أهل زمانها في الجمال والملاحة والدلال، تعلمت الشعر والحكمة وجالست العجائز فأخذت منهن التدبير وجالست الجواري فأخذت منهن الغنج والتصابي والأماني وتمرست على السياسة بالفكر لا بالحضور فجمعت وصائف لا بد أن تخرج من بين ثنايا الخدور حتى وإن شدت على جوانبها أوتاد الحرص فوصف للحجاج بن يوسف الثقفي حسنها وحكمتها فأنفذ إليها يخطبها، فرفضت بادىء الأمر لعلمها بخشونته، وأنه لن يكون لها مكان بين نسائه فهو لا يعير الحكمة والفطنة شيئاً ويفهم لغة السيف فقط، ثم إنه أغرى وليها وهدده وبذل لهم مالاً جزيلا، وتزوج بها وشرط لها عليه بعد الصداق مائتى ألف درهم، ودخل بها، ثم دخل عليها في إحدى الأيام وهى تنظر في المرآة وتقول :-

وما هند إلا مهرة عربية
= سليلة أفراس تحللها بغل

فإن ولدت فحلاً فلله درها
= وإن ولدت بغلاً فجاء به البغل

فانصرف الحجاج راجعاً ولم يدخل عليها ولم تكن علمت به، فأراد الحجاج طلاقها فأنفذ إليها / عبدالله بن طاهر وأنفذ لها مائتى ألف دينار وهى التى كانت لها عليه، وقال لطاهر طلقها بكلمتين ولا تزد عليهما، فدخل عليها عبدالله وقال يقول لك أبو محمد الحجاج ( كنت فبنت ) وهذه المائتا ألف دينار التى كانت لك عنده، فقالت له هند : ( اعلم يا ابن طاهر أنا والله كنا فما حمدنا وبنا، فما ندمنا، وهذه المائتا ألف درهم لك بشارة خلاصى من كلب ثقيف ) ثم بلغ أمير المؤمنين / عبدالملك بن مروان خبرها ووصف له جمالها فأرسل إليها يخطبها، فأرسلت إليه كتابا تقول له فيه : ( اعلم يا أمير المؤمنين أن الإناء ولغ فيه كلب ) فلما قرأ كتابها ضحك وكتب إليها يقول : ( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً، إحداهن بالتراب، فاغسلي الإناء يحلّ الاستعمال ) فوافقت وقالت والله لا أحل العقد إلا بشرط وهو أن يقود الحجاج محملى من المعرة إلى بلدك التى أنت فيها ويكون ماشياً حافياً بحليته التى كان فيها أولاً، ولما قرأ عبدالملك الكتاب ضحك ضحكا شديداً وأنفذ للحجاج أمره، فأجاب وامتثل وأنفذ لهند يأمرها بالتجهز فامتثلت وسار الحجاج في موكبه حتى المعرة بلد هند، فركبت هند في محمل الزفاف وركب حولها جواريها وخدمها، وأخذ الحجاج بزمام البعير يقوده ويسير بها فكانت تضحك مع الهيفاء دايتها وجواريها ثم أنها قالت للهيفاء : يا داية اكشفى لى الستر عن المحمل فلما كشفته وقع وجهها في وجه الحجاج فضحكت عليه فأنشأ يقول :-

فإن تضحكى منى فيا طول ليلة
= تركتك فيها كالقباء المفرج

فأجابته هند تقول :-

وما نبالى إذ أرواحنا سلمت
= بما فقدناه من مال ومن نشب

فالمال مكتسب والعز مرتجع
= إذا النفوس وقاها الله من عطب

ولم تزل كذلك تضحك وتلعب حتى قربت من قصر الخليفة، فرمت بدينار على الأرض ونادت يا جمال إنه قد سقط منا درهم فارفعه إلينا، فنظر الحجاج إلى الأرض فلم يجد إلا دينار، فقال : إنما هو دينار، فقالت : بل هو درهم قال : بل دينار فقالت : الحمد لله سقط منا درهم فعوضنا الله بدينار، فخجل الحجاج وسكت ولم يرد جواباً . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس