عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post موقف الخليفة / عمر بن عبد العزيز رحمه الله من الشعراء

كُتب : [ 11 - 02 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : هذا الموضوع من أروع المواضيع التى قرأتها عن الشعر, وهى تحكى عن موقف الخليفة الراشد الخامس / عمر بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من الشعراء, وهى قصة طريفة تبين مدى غيرة / عمر بن عبدالعزيز رحمه الله على دينه ونساء أمته, وزهده وورعه عن التصرف فى مال المسلمين بغير حق, فإنه رد كل شاعر أساء القول فى شعره, وذكر موطن إساءته, مما يدل على سعة حفظه وقوة ذاكرته وأترك لكم الإستمتاع بالقصة والتعليق عليها إذا أحببتم ذلك : روى ابن الكلبي قال : لما أفضت الخلافة إلى / عمر بن عبدالعزيز وفدت إليه الشعراء كما كانت تفد على الخلفاء من قبله، فأقاموا ببابه أياماً لا يؤذن لهم في الدخول حتى قدم / عدي بن أرطأة عليه وكان منه بمكانة فتعرض له جرير وقال :-

يا أيها الرجل المزجى مطيته
= هذا زمانك إني قد خلا زمني

أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه
= أني لدى الباب كالمشدود في قرن

لا تنس حاجتنا لاقيت مغفرة
= قد طال مكثي عن أهلي وعن وطني

( المزجى : يعنى السائق, والمطية هى الركوبة من الإبل وغيرها ) فقال : نعم يا أبا عبدالله، فلما دخل على / عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قال : يا أمير المؤمنين الشعراء ببابك، وألسنتهم مسمومة، وسهامهم صائبة، فقال / عمر رحمه الله : ما لي وللشعراء !! فقال : يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مدح فأعطى، وفيه أسوة لكل مسلم . قال : صدقت، فمن بالباب منهم ؟ قال : ابن عمك / عمر بن أبي ربيعة القرشي . قال : لا قرب الله قرابته ولا حيا وجهه، أليس هو القائل ؟

ويا ليت سلمى في القبور ضجيعتي
= هنالك أو في جنة أو جهنم

فليته عدو الله تمنى لقاءها في الدنيا، ثم يعمل عملاً صالحاً، والله لا يدخل علي أبداً، فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ قال / جميل بن معمر العذري : قال : أليس هو القائل ؟

ألا ليتنا نحيا جميعاً فإن نمت
= يوافى لدى الموتى ضريحي ضريحها

فما أنا في طول الحياة براغب
= إذا قيل قد سوي عليها صفيحها

أظل نهاري لا أراها وتلتقي
= مع الليل روحي في المنام وروحها

( الضريح : هو القبر, الصفيح هو ما يوضع على القبر من أحجار ) والله لا يدخل علي أبداً، فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ قال / كثير عزة : قال : أليس هو القائل ؟

رهبان مدين والذين عهدتهم
= يبكون من حذر الفراق قعودا

لو يسمعون كما سمعت حديثها
= خروا لعزة ركعاً وسجودا

أبعده الله، فو الله لا يدخل علي أبداً، فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ قال / الأحوص الأنصاري : قال : أبعده الله، والله لا يدخل علي أبداً، أليس هو القائل ؟ وقد أفسد على رجل من أهل المدينة جاريته حتى هرب بها منه :-

الله بيني وبين سيدها
= يفر مني بها وأتبعه

فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ قال / همام بن غالب الفرزدق : قال : أليس هو القائل ؟ يفتخر بالزنا في قوله :-

هما دلياني من ثمانين قامة
= كما انقض باز لين الريش كاسره

فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا
= أحي فيرجى أم قتيل نحاذره

فقلت ارفعوا الأجراس لا يفطنوا بنا
= ووليت في أعقاب ليل أبادره

( مجمل شعر الفرزدق أنه يحكى عن مغامرة قام بها للوصول إلى محبوبته, فتسلق جدارا طوله 80 قامة, ونزل منه كما ينقض الباز على فريسته, فلما نزل إلى الأرض قالتا له أنت حى أم قتيل, فأخبرهما أنه حي, ثم انطلق هاربا بعد أن قضى وطره ) والله لا دخل علي أبداً، فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ قال / الأخطل التغلبي : قال : أليس هو القائل ؟

ولست بصائم رمضان عمري
= ولست بآكل لحم الأضاحي

ولست بزاجر عيساً بكوراً
= إلى أطلال مكة بالنجاح

ولست بقائم كالعبد يدعو
= قبيل الصبح حي على الفلاح

ولكني سأشربها شمولاً
= وأسجد عند منبلج الصباح

( يخبر الأخطل أنه لن يصوم, ولن يأكل لحم الأضاحى كالمسلمين, ولن يسوق إبله ليذهب إلى مكة للحج, ولن يقوم ليؤذن ويصلى الفجر, ولكنه سيشرب خمرا شمولا, ويسجد للشمس عند شروقها, وكان الأخطل شاعرا نصرانيا ) أبعده الله عني، فو الله لا دخل علي أبداً، ولا وطىء لي بساطاً، وهو كافر، فمن بالباب غيره من الشعراء ممن ذكرت ؟ قال / جرير . قال : أليس هو القائل ؟

طرقتك صائدة القلوب وليس ذا
= وقت الزيارة فارجعي بسلام

فإن كان ولا بد، فهذا، فأذن له . قال / عدي بن أرطأة : فخرجت فقلت : ادخل يا جرير، فدخل وهو يقول :-

إن الذي بعث النبي محمداً
= جعل الخلافة في الإمام العادل

وسع الخلائق عدله ووقاره
= حتى ارعووا وأقام ميل المائل

إني لأرجو منه خيراً عاجلاً
= والنفس مولعة بحب العاجل

والله أنزل في الكتاب فريضة
= لابن السبيل وللفقير العائل

فلما مثل بين يديه قال / يا جرير ؟ اتق الله ولا تقل إلا حقاً، فأنشأ يقول :-

كم باليمامة من شعثاء أرملة
= ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر

ممن بعدلك يكفي فقد والده
= كالفرخ في العش لم يدرج ولم يطر

أأذكر الجهد والبلوى التي نزلت
= أم قد كفاني ما بلغت من خبري

إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا
= من الخليفة ما نرجو من المطر

إن الخلافة جاءته على قدر
= كما أتى ربه موسى على قدر

هذي الأرامل قد قضيت حاجتها
= فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر

الخير ما دلت حيا لا يفارقنا
= بوركت يا عمر الخيرات من عمر

فقال : والله يا جرير لقد وافيت الأمر، ولا أملك إلا ثلاثين ديناراً فعشرة أخذها عبدالله ابني، وعشرة أخذتها أم عبدالله، ثم قال لخادمه : ادفع إليه العشرة الثالثة . فقال : والله يا أمير المؤمنين إنها لأحب مال اكتسبته، ثم خرج فقال له الشعراء : ما وراءك يا جرير ؟ فقال : ورائي ما يسوءكم خرجت من عند أمير يعطي الفقراء ويمنع الشعراء، وإنني عنه لراض، ثم أنشأ يقول :-

رأيت رقى الشيطان لا تستفزه
= وقد كان شيطاني من الجن راقيا

منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 23 - 08 - 2009 الساعة 21:08
رد مع اقتباس