[ابن جروه]

أساليب دعوية من الأحاديث النبوية (1)

‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏ :

‏كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ

أَسْلِمْ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ أَطِعْ ‏ ‏أَبَا الْقَاسِمِ ‏ ‏ ‏فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَهُوَ يَقُولُ ‏ ‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ ‏).رواه البخاري.


فمن فوائد هذا الحديث
يقول الشيخ بن عثيمين –رحمه الله تعالى- :

فإذا مرض إنسان كافر فلك أن تعوده إذا رجوت في عيادته خيراً , بأن تعرض عليه الإسلام لعله يسلم .

فهؤلاء العمال الذين عندنا الآن من الكفار- وهم كثيرون- لاينبغي أن نتركهم هكذا , وأن نجعلهم في منزلة البهائم يعملون لنا

دون أن ندلهم على الحق , فهم لهم حق علينا واجب :أن ندعوهم للإسلام , ونبين لهم الحق , ونرغبهم فيه , حتى يسلموا ,أما أن يكون عندنا هذا العدد الهائل من الكفار النصارى والبوذيين وغيرهم ثم لا نجد من يسلم منهم إلا واحداً بعد واحد بعد عدة أيام فهو دليل على ضعف الدعوة عندنا,
وأننا لم نحاول أن ندعوهم للإسلام , وهذا –أنه لاشك- تقصير منا ,
وإلا فإن العامل جاء يتكفف الناس في الواقع جاء يريد لقمة العيش , فليس عنده دافع الاستكبار , فلو أننا دعوناه
باللين ورغبناه لحصلنا خيراً كثيراً , واهتدى على أيدينا أناس كثيرون ,
ولكننا في غفلة عن هذه الدعوة إلى الحق , والذي ينبغي لنا أن ننتهز الفرص في هذه الأمور . والله الموفق .

المرجع / شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين , م/3.
للشيخ / محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-