عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
معن بن زائدة والحلم

كُتب : [ 08 - 03 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار / معن بن زائدة وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآلى على نفسه أن يغضبه ، فقالوا : إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير ، فإنطلق الأعرابي إلى بيته وعمد إلى شاة له فسلخها ثم إرتدى إهابها جاعلاً باطنه ظاهره ثم دخل على معن بصورته تلك ووقف أمامه طافح العينين كالخليع ، تارة ينظر إلى الأرض وتارة ينظر إلى السماء ، ثم قال :

أتذكر إذ لحافك جلد شاة
= وإذ نعليك من جلد البعير

قال معن : أذكر ذلك ولا أنساه يا أخا العرب .

فقال الأعرابي :

فسبحان الذي أعطاك ملكاً
= وعلمك الجلوس على السرير

فقال معن : سبحانه وتعالى .

وقال الأعرابي :

فلست مُسَلِّماً ما عشتُ حياً
= على معن بتسليم الأمير

قال معن : إن سلَّمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك .

فقال الأعرابي :

سأرحل عن بلاد أنت فيها
= ولو جار الزمان على الفقير

فقال معن : إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوباً بالسلامة .

فقال الأعرابي وقد أعياه حلم معن :

فجد لي يابن ناقصة بمال
= فإني قد عزمت على المسير

فقال معن : أعطوه ألف دينار .

فأخذها وقال :

قليل ما أتيتَ به وإني
= لأطمع منك بالمال الكثير

فثنِّ فقد أتاك الملك عفواً
= بلا عقل ولا رأي منير

فقال معن : أعطوه ألفاً ثانياً .

فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه ورجليه وقال :

سألت الله أن يبقيك ذخراً
= فما لك في البرية من نظير

فمنك الجود والإفضال
= حقاً وفيض يديك كالبحر الغزير

فقال معن : أعطيناه على هَجوِنا ألفين ، فأعطوه على مدحنا أربعة آلاف .

فقال الأعرابي :

جُعِلتُ فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جُعِلَت على إغضابك .

فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له .

فإنصرف الأعرابي داعياً شاكراً .

وتلك قصة تعزز المعنى السامي لفضيلة الحلم ، فالحلم هو ضبط النفس عند الغضب ، والصبر على الأذى ، من غير ضعف ولا عجز ولا خور إبتغاء وجه الله تعالى وتتفاوت قدرات الناس في ضبط النفس ، والصبر على الأذى ، فمنهم من يكون سريع الإنفعال ويقابل الأذى دون النظر في العواقب ، ومنهم من يتمالك نفسه ، ويكبح جماح غضبه ، ويتحلى بالصبر والحلم ويتلمس الأعذار والمبررات لمن أساء إليه وهذا هو الرجل الحليم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس