الموضوع: رجال ومواقف
عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
فـــالح السبيعي
وسام التميز
رقم العضوية : 9158
تاريخ التسجيل : 14 - 08 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 3,325 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 28
قوة الترشيح : فـــالح السبيعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رجال ومواقف

كُتب : [ 17 - 10 - 2006 ]

( بايع صغيراً , ووفى كبيراً )


في السنة التاسعة للهجرة كان الإسلام قوياً صلباً ، وجاءت وفود العرب تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام .
وكان في جملة هذه الوفود وفد بني حنيفة ، فجاؤوا وأعلنوا إسلامهم وكان على رأسهم مسيلمة بن حبيب الحنفي ، ولما عادوا إلى منازلهم ارتدَّ مسيلمة بن حبيب ، وقام في الناس يعلن لهم : أنه نبي مرسل أرسله الله إلى بني حنيفة كما أرسل محمداً إلى قريش .


ولما قوي ساعِدُ مسيلمة ، والتف الناس حوله كتب إلى رسول الله كتاباً جاء فيه : " من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك: أما بعد فإني أُشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشاً قوم يعتدون ... "


ازداد شر مسيلمة وانتشر فساده ، فرأى رسول الله أن يبعث إليه برسالة يزجره فيه عن غَيِّه ، وبعث هذه الرسالة مع حبيب بن زيد


فكتب له رسول الله رسالة جاء فيها : " بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى أما بعد : فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " .
مضى حبيب إلى حيث أمره رسول الله حتى بلغ ديار بني حنيفة ، فما كاد مسيلمة يقرأ ما فيها حتى اشتد غضبه ، وبدا الشر والغدر على قسمات وجهه ، وأمر بحبيب أن يُقيَّد ، وأن يؤتى به إليه في ضحى اليوم التالي ..



فلما كان الغد تصدَّر مسيلمة مجلسه ، وأذن للعامة بالدخول عليه ، ثم أمر بحبيب فجيء به وهو مقيد .


قال له مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟
قال : نعم أشهد بذلك .
قال مسيلمة : وتشهد بأني رسول الله ؟
قال حبيب في سخرية : إن في أذني صمماً عن سماع ما تقول .


فغضب مسيلمة وقال لجلاده : اقطع قطعة من جسده .
فأهوى الجلاد بسيفه وقطع قطعة تدحرجت على الأرض .


ثم أعاد مسيلمة عليه السؤال نفسه : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟
قال : نعم أشهد بذلك .
قال : وتشهد أني رسول الله ؟
قال حبيب : قلت لك إني لا أسمع ما تقول .


فأمر بأن تُقطع من جسده قطعة أخرى ، فقطعت والناس ينظرون .
ومضى مسيلمة يسأل ... والجلاد يقطع ... وحبيب يقول : أشهد أن محمداً رسول الله .
حتى صار نصفه قطعاً منثورة على الأرض ، ونصفه الآخر كتلة تتكلم..
ثم فاضت روحه الطاهرة واسم محمد لم يغادر شفتيه .
ولما وصل خبر استشهاد حبيب إلى أمه ( نسيبة ) قالت : " لمثل هذا الموقف أعددته .. وعند الله احتسبته , لقد بايع رسول الله صغيراً ليلة العقبة ... ووفى له اليوم كبيراً " .


-------------------------------
.:. رجال ومواقف .:.


رد مع اقتباس