عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 47 )
lion1430
وسام التميز
رقم العضوية : 33225
تاريخ التسجيل : 12 - 12 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,430 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 24
قوة الترشيح : lion1430 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الصداقة والأصدقاء

كُتب : [ 24 - 06 - 2009 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

= :: [[ الصداقة والأصدقاء ]] :: =

الصداقة علاقة من أسمى العلاقات الإنسانية والاجتماعية تنفع الأصدقاء في الدنيا قبل الآخرة وما سميت الصداقة صداقة إلا لأنها مشتقة من الصدق؛ وقد ينتج عن الصداقة رباط قوي بين الأصدقاء ـ وإن تباعدت أنسابهم ـ يفوق رباط النسب والقرابة . وما أجمل الصداقة إذا بنيت على الحب الخالص المبرأ من المنافع الشخصية القائم على أساس من التعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان؛ وهذا النوع من الصداقة يجلب للأصدقاء رضى الله تعالى ورحمته . أما الصداقة التي تبنى على حب المنافع الشخصية أو على عامل إفساد مشترك فهي نوع من التعاون على الإثم والعدوان ومن ثمارها المريرة؛ فإنها تجلب المضرة والحسرة على ذويها في الدنيا وكذلك تكون العداوة ظاهرة في الآخرة قال تعالى : { الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتقين } ( 67 : الزخرف ) وبعد هذه العداوة الظاهرة يأتي الندم غير النافع والحسرة غير المفيدة في هذا المقام حين يجأر صديق السوء قائلاً : { يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا } ( 28 : الفرقان ) وإرشاد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم واضح في هذا المجال حيث قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ". وقال عدي بن زيد :-

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
= فكل قرين بالمقارن يقتدي

وصاحب أولي التقوى تنل من تقاهم
= ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

والصديق المخلص في صداقته نادر جداً في هذا الزمان وقد قيل :-

بمن يثق الإنسان فيما ينوبه
= ومن أين للحر الكريم صحاب

وقد صار هذا الناس إلا أقلهم
= ذئاباً على أجسادهن ثياب

فعلى من ظفر بصديقٍ صادقٍ مخلصٍ أن يتمسك به ولا يفرط فيه . ومن الحكم المنسوبة للإمام علي ـ كرم الله وجهه ورضي عنه ـ " ابذل لصديقك كل المودة ولا تبذل له كل الطمأنينة وأعطه من نفسك كل المواساة ولا تفض له بكل الأسرار ". ومن حكمه الشعرية أيضاً :-

هموم أناس من أمور كثيرة
= وهمي من الدنيا صديق مساعد

نكون كروح بين جسمين قسمت
= فجسماهما جسمان والروح واحد

وقال / ابن المقفع : الأخ نسيب الجسم والصديق نسيب الروح .
وقال / أفلاطون عندما سئل عن معنى الصديق : هو أنت إلا أنه غيرك .
وقال / أرسطاطاليس : الصديق قلب تضمن جسمين .

وعلى العاقل إذا كثر أصدقاؤه أن يكون له منهم صفوة من ذوي العقول الراجحة والأخلاق الحميدة وليحذر أهل اللؤم والخسة إذا تأكد من لؤمهم وخستهم ولا يندم على ما فات من صحبتهم ويكفيه حسن النية في مدة صحبتهم وليسرع بالفرار منهم فرار السليم من الأجرب يقول الشاعر :-

احذر مصاحبة اللئيم فإنه
= يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب

ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً
= إن الكذوب يشين حراً يصحب

يلقاك يقسم أنه بك واثق
= وإذا توارى عنك فهو العقرب

يسقيك من طرف اللسان حلاوة
= ويروغ منك كما ويروغ الثعلب

ولغيره :-

مالي أرى الشمع يضوي في مزاويه
= من صحبة النار أم من فرقة العسل

ما لم تجانسه فاحذر أن تجالسه
= ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل

كما أن عليه أن يصبر على هفوات من اصطفاهم لأن الإنسان مهما كان يعتريه النقص أحياناً ولكن سرعان ما يعود إلى طبعه الأصيل أما إذا صار النقص له حالاً صارت صحبته محالاً . والعاقل يميز بين الهفوات العابرة والأخلاق الثابتة . ومن أجمل ما قاله بشار بن برد في هذا المجال :-

إذا كنت في كل الأمور معاتباً
= صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحداً أو صل أخاك فإنه
= مقارف أمراً مرةً ومجانبه

إذا أنت لم تشرب مِراراً على القذى
= ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

ومن ذا الذي تصفو سجاياه كلها
= كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه

وهناك فرق بين الصداقة والمعاملة العامة للناس والمطلوب من المرء أن يحسن الظن بالجميع ويعامل الناس بما عنده من خير لا بما يظهرونه من شر ومن جيد الشعر في هذا المجال :-

ارض من المرء في مودته
= بما يؤدي إليك ظاهره

من يكشف الناس لم يجد أحداً
= تصح منهم له سرائره

وقال آخر :-

يكفيك من قوم شواهد أمرهم
= فخذ عفوهم قبل امتحان السرائر

فإن امتحان القوم يوحش بينهم
= وما لك إلا ما ترى في الظواهر

وإنك إن كشَّفت لم تر طائلا
= وأبدى لك التكشيف خبث الضمائر

وأخيراً :-

من عاشر الأشراف عاش مشرفاً
= ومعاشر الأنذال غير مشرف

أو ما ترى الجلد الخسيس مقبلاً
= بالثغر لما صار جلد المصحف

والصداقة مدينة مغلقة لا يدخلها إلا الأوفياء : إن الصديق ( الأصدقاء ) وجودهم في حياتنا مهم فمن خلالهم تستطيع أن تشاهد الحياة من زواية أخرى, ويبدأ الاحتكاك واكتساب التجربة وفي البداية تكون النظرة أن الأصدقاء كثر, ولكن بعد اكتشاف أنواع جديدة من التفكير في الحارة أو المدرسة وبالتالي في المجتمع تكتشف أن إطلاق كلمة الصداقة تختلف عن كلمة الأقران وهنا يبدأ الفرز وكفى بالتجربة برهانا حتى يعرف الشخص من هو صديقه .

والأصدقاء : صديق يُرممك وينتشلك من ضياعك ويأتي بك إلي الحياه وينمنحك شهادة ميلاد جديدة .

وصديق يهدمك ويهد بنيانك القوي ويكسر حصونك المنيعة ويشعل النيران في حياتك .

وصديق يسعدك يشعرك وجوده بالراحة يستقبلك بأبتسامة ويشتري لك لحظات الفرح ويسعى جاهداً إلي اختراع سعادتك .

وصديق يحسدك ويتمنى زوال نعمتك ويحصي عليك ضحكاتك ويسهر يعد أيام أفراحك ويمتلئ قلبه بالحقد والكراهية عليك .

وصديق يسترك يشعرك وجوده بالأمان يمد لك ذراعيه يفتح لك قلبه ويجوع كي يطعمك ويظمأ كي يسقيك ويقتطع من نفسه كي يغطيك .

وصديق يقتلك يبث سمومه فيك يقودك إلى مُدن الضياع يجردك من انسانيتك ويزين لك الهاوية ويجرك إلى طريق الندم ويقذف بك من حيث لا عوده ولا رجوع .

وقد قيل : إن كان لديك في هذا الزمان صديق وفي واحد فأعلم أنك من أثرياء العالم

وقال جعفر الصادق رحمه الله لا تصادق خمسا :-

1- الكذاب : فإنة منة على غرور . وهو مثل السراب يقرب منك البعيد ويبعد عنك القريب .

2- الأحمق : فإنك لست منه على شيئ يريد أن ينفعك فيضرك .

3- البخيل : فإنة يقطع بك أحوج ما تكون إليه .

4- الجبان : فإنة يسلمك ويفر عند الشدة .

5- الفاسق : فإنة يبيعك بأكله أو أقل منها .

ويقول أحد الشعراء :-

الناس شتى إذا ما أنت ذقتهم
= لا يستوون كما لا يستوي الشجر

هذا له ثمر حــــــلو مذاقــــته
= وذاك ليـــــس لـه طعـــم ولا ثمر

وقال الشاعر :-

عدوك من صديقك مستفاد
= فلا تستكثرن من الصحاب

فإن الداء أكثر ما تراه
= يكون من الطعام ومن الشراب

ويقال في الأثر : ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ) وللصحبة والصداقة آداباً قلّ من يراعيها ولذلك فإننا كثيراً ما نجد المحبة تنقلب إلى عداوة، والصداقة تنقلب إلى بغضاء وخصومة، ولو تمسك كل من الصاحبين بآداب الصحبة لما حدثت الفرقة بينهما، ولما وجد الشيطان طريقاً إليهما ومن آداب الصحبة والصداقة التي يجب مراعاتها :-

1- أن تكون الصحبة والأخوة في الله عز وجل .

2- أن يكون الصاحب ذا خلق ودين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل } [ أخرجه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني ]

3- أن يكون الصاحب ذا عقل راجح .

4- أن يكون عدلاً غير فاسق، متبعاً غير مبتدع .

5- أن يستر عيوب صاحبه ولا ينشرها .

6- أن ينصحه برفق ولين ومودة، ولا يغلظ عليه بالقول .

7- أن يصبر عليه في النصيحة ولا ييأس من الإصلاح .

8- أن يصبر على أذى صاحبه .

9- أن يكون وفياً لصاحبه مهما كانت الظروف .

10- أن يزوره في الله عز وجل لا لأجل مصلحة دنيوية .

11- أن يسأل عليه إذا غاب، ويتفقد عياله إذا سافر .

12- أن يعوده إذا مرض، ويسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، وينصح له إذا استنصحه، ويشمته إذا عطس، ويتبع جنازتة إذا مات .

13- أن ينشر محاسنه ويذكر فضائله .

14- أن يحب له الخير كما يحبه لنفسه .

15- أن يعلمه ما جهله من أمور دينه، ويرشده إلى ما فيه صلاح دينه ودنياه .

16- أن يذبّ عنه ويردّ غيبته إذا تُكلم عليه في المجالس .

17- أن ينصره ظالماً أو مظلوماً ونصره ظالماً بكفه عن الظلم ومنعه منه كما جاء في الحديث الشريف .

18- ألا يبخل عليه إذا احتاج إلى معونته، فالصديق وقت الضيق .

19- أن يقضي حوائجه ويسعى في مصالحه، ويرضى من بره بالقليل .

20- أن يؤثره على نفسه ويقدمه على غيره .

21- أن يشاركه في أفراحه، ويواسيه في أحزانه وأتراحه .

22- أن يكثر من الدعاء له بظهر الغيب .

23- أن ينصفه من نفسه عند الاختلاف ؟

24- ألا ينسى مودته، فالحرّ من راعى وداد لحظة .

25- ألا يكثر عليه اللوم والعتاب .................... ؟

26- أن يلتمس له المعاذير ولا يلجئه إلى الاعتذار قال الشاعر :-

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد
= جاءت محاسنه بألف شفيع

27- أن يقبل معاذيره إذا اعتذر .

28- أن يرحب به عند زيارته، ويبش في وجهه، ويكرمه غاية الإكرام .

29- أن يقدم له الهدايا، ولا ينساه من معروفه وبره .

30- أن ينسى زلاته، ويتجاوز عن هفواته .

31- ألا ينتظر منه مكافأة على حسن صنيعه .

32- أن يُعلمه بمحبته له كما قال صلى الله عليه وسلم : { إذا أحب أحدكم أخاه فليُعلمه أنه يحبه } [ أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني ]

33- ألا يعيّره بذنب فعله، ولا بجرم ارتكبه .

34- أن يتواضع له ولا يتكبر عليه قال تعالى : ( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) [ الشعراء : 215 ]

35- ألا يكثر معه المُماراة والمجادلة، ولا يجعل ذلك سبيلاً لهجره وخصامه .

36- ألا يسيء به الظن قال عليه الصلاة والسلام ( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث ) [ رواه مسلم ]

37- ألا يفشي له سراً، ولا يخلف معه وعداً، ولا يطيع فيه عدواً .

38- أن يسارع في تهنئته وتبشيره بالخير .

39- ألا يحقر شيئاً من معروفه ولو كان قليلاً .

40- أن يشجعه دائماً على التقدم والنجاح .

نسأل الله أن يجنبنا صداقة السوء وأن ينفعنا بكل صداقة مبنية على الصدق والإخلاص ونسال الله التوفيق وأن تكون محبتنا وصداقتنا مع الجميع وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
مشكور وما قصرت ولا هنت


[size=4][align=center]يقول أبو زيد الهلالي سلامه = أدعى سو بقعاء مقدم الراس شايب
أخاطر بعمري في ذرى كل هيه = مر (ن) سلامات (ن) ومر (ن) مصايب
الإجهاد عدّى اللايمات عن الفتى = والأرزاق ما تأتي الفتى بالغصايب
رد مع اقتباس