بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم المؤرخ / شايع الهلالي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على هذا الموضوع الجميل والمعبر عن خيل العرب الأعوجيات والذي يفوح عبيره بعبق الفروسية والفرسان والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها والشعر الشعور هو الذي يحرك المشاعر ويهز الوجدان ويجعل الشاعر والسامع يتهيض وجعل الله ما سطرت في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والاحترام والله يحفظكم ويرعاكم واعلم يا رعاك الله أن الغلباء فرس قبيلة سبيع بن عامر الغلباء والدارجة عليهم من أسلافهم قبيلة بني هلال بن عامر بن صعصعة والتي أخذتها عنوة من قبيلة تغلب ابنة وائل الغلباء ومن الأدلة على ذلك قول شاعر وشيخ قبيلة تغلب / عمرو بن كلثوم التغلبي في وصف الخيل من معلقته :
وَتَحمِلُنا غَداةَ الرَوعِ جُردٌ
= عُرِفنَ لَنا نَقائِذَ وَاَفتُلينا
وَرَدنَ دَوارِعًا وَخَرَجنَ شُعثًا
= كَأَمثالِ الرَصائِعِ قَد بَلينا
وَرِثناهُنَّ عَن آباءِ صِدقٍ
= وَنُورِثُها إِذا مُتنا بَنينا
وهذا رد / الراعي النميري العامري على شاعر قبيلة تغلب ابنة وائل الغلباء وشيخها عمرو بن كلثوم بين عامي 60 و 65 هجري :
هُمُ فَخَروا بِخَيلِهِمُ فَقُلنا
= بِغَيرِ الخَيلِ تَغلِبُ أَو عِدينا
لَنا آثارُهُنَّ عَلى مَعَدٍّ
= وَخَيرُ فَوارِسٍ لِلخَيرِ فينا
وَعُلِّمنا سِياسَتَهُنَّ إِنّا
= وَرِثنا آلَ أَعوَجَ عَن أَبينا
وآل أعوج الخيل المسماة بالأعوجيات لبني هلال بن عامر من هوازن الواردة في شعر الصحابي الجليل / لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه وأرضاه وشعر / النابغة الجعدي رضي الله عنه وأرضاه وشعر الصحابي الجليل / حميد بن ثور الهلالي رضي الله عنه وأرضاه وأبوها زاد الراكب حصان الأزد ولتسميتها بالأعجويات قصة وهي أن فلوها ربط صغيرا فأصيب بإعوجاج في ظهره وقد أكثر من ذكرها شعراء بني عامر ومنهم الراعي النميري رحمه الله وغيره من شعراء بني عامر في الجاهلية وصدر الإسلام وغيرهم من شعراء العرب والأعوج في زمنه سيد الخيول المشهورة ، وقد أكثر الشعراء من ذكره ونسبوا إليه خيولهم ، وكان الأعوج لأحد ملوك كندة ، فغزا قبيلة سليم بن منصور فقتلوه وأخذوا فرسه ، فخرج منهم إلى بني هلال بن عامر بن صعصعة فكان أوله فيهم ، ومنه أنتجت خيول العرب . لأخباره انظر في ابن الكلبي 16 ، 17 ، 20 ، 21 ، 42 ، 45 ، 117 118 ، وفي أبي عبيدة 66 والأصمعي 379 ، وذكره ابن الأعرابي في موضعين آخرين ، والغندجاني 37 ، وابن رشيق 2/234 ، وحلية الفرسان 152 ، وجواب السائل 30 ، والقاموس " عوج " 1/201 ويذكر : " كان لكندة فأخذته سليم ثم صار إلى بني هلال . تنسب إليه الأعوجيات " فرس عبد الله بن شرحبيل كما في المخصص 6/196 ، وفي اللسان 3/118 والقاموس 1/282 . والعوجيات خيل بني عامر قبل أن يأخذوا الغلب جمع الغلباء من العبيات من قبيلة تغلب الغلباء ابنة وائل فالراعي النميري أسند تعليم سياسية الخيل إلى أسلافه الذين ورث عنهم الخيل ، وهذا يعني أن معرفته بالخيل معرفة دقيقة ؛ لأنها حصيلة أسلاف تعاملوا مع هذه الخيل . وحروب بني عامر في الإسلام مع بني وائل وتميم حروب دينية معلومة الأسباب أعان بني عامر الخليفة / معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه ومن جاء بعده من خلفائه للدين أولا وثانيا لأنهم أخوال أبيه . وجاء في نوادر الهجري أن الشاعر / حميد بن ثور الهلالي قال :
قومي بـنو عــامر قوم أشيـر بهـم
= فالأصل مجتــمع والفرع منشور
والجد أغــلب أعيا الحاسدون له
= حــولا وليـــس لخـــلق الله تغيير
ويرد في أشعار بني هلال القديمة تسمية بني هلال بالغلباء قال : / عبدالله بن زيزر يمدح ذياب بن غانم الهلالي :
شكا قبلك الزغبي ذياب بن غانم
= مطفي من نــار المعادي طلوعها
مقــدم غلبــاء من هلال بن عـامر
= منكث من أرقاب المعادي دروعها
والغلباء عزوة لقبيلة سبيع بن عامر تميزها عن سائر قبائل العرب قال : / زنيفر بن نوبان العبيوي المطيري :
قـلـته و أنا مع سبيـــع الغلبـــاء
= ظهور السواني للقصير صحـاح
يا سبيع يا أهل الفعل يا أولاد عامر
ليـا قيـل : يــم المال ثــار صياح
وقال : شاعر العجمان / فهد الخفيف يوم الرضيمه سنة 1238 هـ :
تسمووا بنا الغلباء سبيع بن عامر
= تسمووا بنا لين الله أدنى ذهابها
كما أن قبيلة قحطان المعاصرة يطلق عليها لقب غلابة , فيتضح أن الغلباء في الأصل عزوة لقبيلة تغلب الغلباء ابنة وائل ثم غلبت هذه العزوة على قبيلة سبيع بن عامر الغلباء بعدما أخذت الخيل الغلب واحدتها الغلباء العبيات من قبيلة تغلب بن وائل في صدر الاسلام وانحصرت فيهم من بين سائر قبائل العرب وقد أطلق أيضا على قبيلة شمر لقب غلبا ولكنها لم تشتهر به مثل شهرت سبيع مشتقا من الغلبة على التنكير والشيخ / حمد الجاسر رحمه الله أقر بأن الغلباء عزوة لقبيلة سبيع ويؤيده الشاعر / مسند بن سعود المجمعي حيث يقول : ( حنا هل الغلباء وهي عزوتنا ) والكثير من شعراء سبيع وغيرهم من القبائل يؤيدون ذلك بأشعارهم قال الشاعر / مزيد السريحي المطيري من قصيدة له :
غلبا سبيع اللي تروي السنيني
= فوق المهار اللي تسالس حذاها
يشهد لهم عود القنا والعريني
= على ظهور الخيل في ملتقاها
غلباء إلى رز اللواء بالبطيني
= إليا صاح صياح الطويله لقاها
قاس الطراد مطوعينه بليني
= أهل سربة يفرح بها من نخاها
كل العرب لفعولهم خابريني
= أفعالهم بالصحف كلن قراها
أفعالهم في ماضيات السنيني
= تعرف إلى ركب المحالة إرشاها
وقال من قصيدة أخرى :
من لابة يوم اللقا تهدي الأرواح
= فكاكة التالي إلى أقفوا مدابيح
غلباء سبيع مروية علط الأرماح
= خيالهم بالخيل ياخذ مساريح
غلبا سبيع أهل المروة والأمداح
= أهل بيوتن شيدوهن مداويح
ما دوروا في مالهم زود الأرباح
= ما حاشت ايديهم يقلط مفاطيح
بدرب الكرم والمرجلة ما هم شحاح
= لو ركبت شهب الليالي الشلافيح
أقولها ما ني بالأمثال مزاح
= أعد فعل سبيع غلباء الزحازيح
كما قال شاعر بني خالد في الفارس / شليل المليحي :
الفعل يا ابن حميد فعل المليحي
= اللي عزل بين الخوالد والأتراك
من روس غلباء متعبين النطيحي
= هذا ومثله دوم يصلح لشرواك
حول بشيخ الترك حي يصيحي
= ينخى ولا فكوه فرسان الأتراك
منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة ومن العايدين واسلم وسلّم والسلام .