رغم ما يظهر على كثير من الشباب في السنوات الأخيرة من ظروف مادية سيئة في ظل مطالب الحياة المتتالية، ورغم النصائح التي تحاصرهم أينما حلوا بالتركيز على أساسيات العيش الكريم وتأجيل مادون ذلك إلى أن تستقر أوضاعهم, إلا أن غالب هذه النصائح تذهب أدراج الرياح، ولا يعمل بها إلا القلة الذين آثروا تحكيم عقولهم على الانجراف وراء أهوائهم ورغباتهم. ولعل من أبرز الكماليات التي يحرص الشباب على بذل مبالغ مالية كبيرة في سبيل الحصول عليها هي "الجوالات".
ويمثل جهاز "الجوال" هاجسا لدى أغلب الشباب، وجولة قصيرة في أي سوق جوالات في المملكة تعطيك دليلا واضحا على هوس الشباب بهذا الجهاز؛ إذ يندر أن ترى متوسطي أو كبار السن في هذه الأسواق.
ولم يكن توجه الشباب إلى البحث عن وسائل الترفيه واقتناء كل ما يمكن أن يوصلهم إلى ذلك الحد الأخير في الإسراف والتبذير, فالمشكلة تتعدى ذلك إلى اقتنائهم لما لا يفهمونه أو يعرفون مواصفاته تمام المعرفة حيث إنهم في كثير من الأحوال يمكنهم الوصول إلى مرادهم بأقل تكلفة, إلا أن البحث عن الجديد –أي جديد- أصبح هو هاجسهم الأسمى الذي لا يزيد حياتهم إلا صعوبة وسوءا, وهذا هو حالهم مع أجهزة الجوال.
يقول صالح علي أحد البائعين في أجهزة الجوال: "إنه على الرغم من أن الكثير من الشباب والشابات يبحثون عن التقنية الحديثة في عالم الجوال إلا أنني ألحظ في الغالبية العظمى منهم قلة الفهم و محدودية الإلمام بتفاصيل التقنية أو التطور من جهاز لآخر.
ويتعجب صالح من فئة كبيرة من الشباب يستهويها الجوال بشكل كبير, لدرجة أنهم يعمدون دائماً إلى اقتناء الجديد على حساب حالتهم المادية، حيث لا يظهر عليهم ما يوحي باستقرارها, ومع ذلك فقرار الشراء عندهم يعتمد في النهاية على المظهر والرونق بهدف التجديد والتماشي مع الموضة.
من جهة أخرى يقول متعب الغنام أحد الشباب العزاب العاملين في القطاع الخاص: " تعودت ملاحقة الجديد في عالم الجوال حتى أصبح أمراً عادياً لدي, فكل جديد يصبح هاجسي الأهم حتى أتمكن من اقتنائه خصوصاً متى ما عزز رأي أصدقائي ثقتي فيه, ورغم معرفتي بالكثير من التقنيات الحديثة في الجوال إلى أنه يندر استخدامي لها".
وعن الحالة المادية يقول الغنام: " حالتي بين المد والجزر فليس لدي وضع ثابت في ذلك فأحياناً يزيد مصروفي عن راتبي وأحياناً يحدث العكس, هذا في الظروف العادية أما في غير ذلك فحدث ولا حرج, وأملي أن تتحسن الظروف في المستقبل".
ومن جانبه يقول الشاب فهد عبد الله أحد الموظفين الحكوميين: " دائماً ما أعمد إلى البحث عن الجديد في الجوال وأتوق لاقتنائه, كما يستهويني كثيراً (التمشي) في أسواق الجوال ومتا بعتها في الصحف والمجلات, حتى أصبح الجوال بمثابة الهواية بالنسبة إلي, ويعتمد اختياري للجوال على المظهر وجودة التصوير لا أكثر".
ويقول فهد عن حالته المادية: " لا أجد في ذلك مشكلة طالما أن مصروفي الشهري لا يتجاوز راتبي, على الأقل في الظروف العادية, أم عند اختلال الظروف لأي سبب يؤدي إلى صرفي إلى ما يتجاوز الراتب عندما سأمتنع عن ذلك".
غير متصل
