رد: قبيلة بني هلال بن عامر بن صعصعة والروايات التاريخية والشعبية
كُتب : [ 07 - 03 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن دعوى تبعية قبيلة بني هلال بن عامر بن صعصعة للقرامطة لا تستقيم تأريخيا لأن الرواة أفادوا بهتمة القبائل التابعة للقرامطة استنادا على إمتاع السامر وقد ذكر الأزهري في تهذيب اللغة أسماء أعوان القرامطة وهم قبائل أخرى غير بني هلال بن عامر وهذا يحتاج إلى بحث وتحري والغالب على الظن أنهم لم يشاركوا القرامطة أولا لبعد موطنهم عن موطن القرامطة وثانيا لأن القبائل التي شاركت القرامطة هتمت كما أسلفنا وفي المقال المنقول التالي ما يبرهن على أن بني قرة بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة كانوا في أفريقيا في عز دولة القرامطة لأنهم من عرب الفتح أو عرب التوازن الأموي فلو كانوا لهم أتباع لما خرجوا من عزهم والقرامطة حاربوا الفاطميين في مصر على الرغم أنهم من أتباعهم ورغم اتفاقهم في المبادئ وبداية القرامطة كانت عام 286 هجرية وبني قرة من بني عبد مناف بن هلال بن عامر كانوا محاربين إلى جانب من ادعى الأموية إلى عام 397 هجرية حيث قتل ذلك الزعيم في القاهرة ويرى بعض المؤرخين أن نهاية القرامطة كانت عام 398 هجرية فكيف يكون تحت تبعيتهم من كان بعضهم في مصر قبل نهايتهم وقد دخل القرامطة مصر بقيادة / الأعصم بعدما بسط نفوذه على دمشق وقتل واليها من قبل الفاطميين / جعفر بن فلاح ومعه خلقا كثيرا والتقوا في عين شمس بعسكر / جوهر قائد المعز لدين الله الفاطمي والمغاربة وانتصر عليهم فيها وفي غيرها من المواقع وإليكم هذا النص المنقول يؤيد ما ذهبنا إليه : ومنازل بني هلال بن عامر بن صعصعة وبني سليم بن منصور وغيرهم في الحجاز والشام ثم تم انتقالهم إلي مصر في القرن الخامس ولم يبقي منهم متمسكا على حال البدواة إلا جماعات شاردة في بوادي الشام والعراق وسيناء وصحاري مصر وكانت في الجزيره العربية بطون كثيرة ممن لم يخرج منهم ومن هؤلاء بطون هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان من مضر وبنو سليم بن منصور بن عكرمه بن خصفه بن قيس عيلان من مضر أيضا ثم جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن من مضر وكان بنو سليم بن منصور وبنو هلال بن عامر بن صعصعة يسكنون الحجاز ونجد فكان بنو سليم ينزلون في الحجاز حول المدينة المنورة بينما بنو هلال كانوا يعيشون في جبل غزوان عند الطائف في حين كان بنو جشم يعيشون مع هذين الحيين في منازلهم حتي انتقلوا معهم إلي أفريقيا وكان بنو هلال بن عامر بن صعصعة أكثر هذه المجموعات القبلية عددا وأكثرها فروعا وتليها سليم بن منصور ثم جشم بن معاويه بن بكر هوازن ونقل الفاطميين أحلافهم من سليم بن منصور وهلال بن عامر إلى صعيد مصر وهنالك ما يدل على أنهم جماعات منهم من عبرت النيل واستقرت في غربه وهناك ما يدل على أن جماعات منهم وصلت إلى برقة قبل أن يبعث بهم بكتلتهم وزراء المستنصر إلى بلاد المغرب فقد : ذكر ابن خلدون أنه كان في برقة جماعات من أولئك الهلاليين أيام / الحاكم بالله بن العزيز وكانت لهم هنالك حروب مع الصنهاجين من بني زيري البربر أصحاب طرابلس وأفريقيا ويشك ابن خلدون أن المتقدمين غير الهلالين اللاحقين فيذكر اعتمادا على أبيات لبعض شعرائهم أنهم بنو هلال اّخرون هم بنو عبد مناف ويقول ابن خلدون أن شيخهم أيام / الحاكم بأمر الله الفاطمي كان يسمي / مختار بن القاسم وأن الحاكم أراد أن يستخدمهم في حروبه على بني زيري وأعلنوا بني هلال الخروج على الحاكم بأمر الله فما زال بهم حتى صالحهم ثم استدعي شيوخهم إلى الإسكندرية حيث غدر بهم وقتلهم جميعا فكان ذلك سبب فتنة كبيرة في برقة وصحراء مصر الغربية لأن عرب برقة ما كان ليغفروا للحاكم ورجاله هذا الغدر فثار / أبو ركوة الأموي في برقة الذي ظهر بفي برقه رجل زعم أنه من أولاد / هشام بن عبد الملك ولقبه الناس هنالك بأبي ركوة ولا نعرف إلا أن اسمه الوليد وانتهزا / الوليد بن ركوة فرصة تغير قلوب بني قرة بن هلال بن عامر بن صعصعة في بر قة على / الحاكم بأمر الله فداخلهم وأوغر صدورهم على الخليفة الفاطمي وكان بني قرة قد صالحوا الزناتيين الضاربين في برقة واتفقوا معهم على حرب الفاطميين وأنصارهم الصنهاجيين ثم قصدوا برقة وهزموا واليها من قبل الحاكم الفاطمي واستولوا عليها ثم عاد الحاكم بأمر الله الفاطمي فأرسل قوة من خمسة اّلاف فارس يقودهم مولى من موالي الفاطميين يسمي / اينال الطويل فهزمهم أبو ركوة بألف فارس فعظم أمره وزادت ثقة الناس فيه فجمع رجاله ومضى نحو مصر وعسكر قرب كوم شريك جنوبي الفسطاط وسر الناس في مصر بأخبار أبي ركوة وكاتبه بعضهم كراهة في الحاكم بأمر الله فخاف الحاكم بأمر الله خوفا شديدا فأسرع بإرسال قوة من إثي عشر ألف ما بين فارس وراجل فيهم الكثير من عرب بني قرة للقاء أبي ركوة وأقام عليهم قائدا يسمي / الفضل بن عبدالله فاجتهدا الفضل في اكتساب رضاء بني قره واستطاع استمالة واحد من شيوخهم يسمي / الماضي من بني قرة وصار ابن ماضي من بني قرة عينا على أبي ركوة ولكن / الفضل بن عبدالله عندما واجه قوات أبي ركوة هابها وتردد في اللقاء وبعد تردد طويل وقع اللقاء واحتال الحاكم الفاطمي على من مع / الفضل بن عبدالله من عرب بني قرة ليحول بينهم وبين ترك صفوفه والإنضمام لإخوانهم من بني قرة ولكن أبو ركوة كان شجاعا ومقداما فتقدم نحو الفسطاط وعسكر قرب الهرمين فزاد فزع الحاكم بأمر الله وأيقن بالضياع وأرسل أربعة اّلاف فارس اّخر فانهزم أبي ركوة وفر إلى بلاد النوبه وهنالك سلموه إلى الحاكم بأمر الله الفاطمي وأعدم في القاهرة في شوال 397 هجرية الموافق 1007 ميلادية ورجعوا بني قرة واستمروا في برقه خارجين على طاعة الحاكم فأراد الحاكم الفاطمي التخلص منهم فأهدى / باديس بن يوسف بني زيري برقه وبذلك صارت ليبيا كلها في ملك بني زيري الصنهاجيين وفي سنة 420 هجرية الموافق 1029 نجد على رأس بني قرة زعيما منهم يسمي / مقرب بن ماضي ويغلب أنه شارك / جبارة بن مختار بن القاسم في رياسة بني قرة وما كاد / المعز بن باديس يخرج على طاعة الفاطميين حتى انضم إليه / جبارة بن مختار بن القاسم وكتب يؤيده سنة 442 هجرية الموافق 1050وفي ذلك التاريخ كانت كتلة بني هلال قد وصلت برقه في طريق غزوتها المشهورة للمغرب وهذا كان شأن أولئك الهلاليين السابقين على جماعتهم الكبرى في الهجرة إلى الغرب والذين كانوا مقيمين في برقه ومسيطرين عليها قبل الغزوة الهلالية ونفهم من هذا أن عرب بني هلال الرعيل الأول كان يعيش في برقه وأتى الرعيل الثاني جاء نجدة لأبناء عمومتهم إلا إذا كان يخططون لخوض حرب شرسة مع الفاطميين ثم أن الوزير الفاطمي / البازوري يدعي بأنه هو الذي فكر في توجيه الهلالية إلى أفريقيا وذلك غير صحيح فقد رأينا أن بني قرة من بني هلال بن عامر بن صعصعة كانوا بالفعل في برقه قبل ذلك بزمن طويل ويزعم الوزير / البازوري الفاطمي بأنه أعطى كل رجل من بني هلال جملا ودينارا وسمح لهم بعبور النيل فلقد كانت الموجة الأولى الهلالية في حدود مائة ألف فإذا قدرنا ثمن الجمل في ذلك العصر بأربعة دنانير وهو تقدير متواضع جدا فمعنى ذلك أن كل هلالي خمسة دنانير فيصبح المجموع الكلي 5,00,000 دينار والدولة الفاطمية كانت إذ ذاك وقبله وبعده في ضائقة مالية ولا تستطيع دفع هذا كله لعرب بني هلال وبني سليم والوزير البازوري يتوجه بنفسه إلى الصعيد 441 هجرية موافق 1049وزار شيوخ قبائل الأثبج وغزية ورياح وربيعة وعدي لكسبهم في صفوف الفاطميين والواقع أن بني هلال بن عامر بن صعصعة قد ضموا في صفوفهم أبناء عمومتهم / كريز بني ربيعة بن عامر بن صعصعة وبني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن فهولاء الثلاثة يطلق عليهم كلهم اسم بني هلال ومن ثم كانت جموعهم ضخمة في حين أن بني سليم بن منصور بن عكرمة كانوا فريقا على حدة وكانوا قلة بالنسبة لبني هلال فقد كان نصيب سليم بن منصور برقة طرابلس ومضى بنو هلال وأحلافهم بالباقي فسيطر / مونس بن مخيمر بن يحيى بن شنبر بن مرداس بن رياح على القيروان وباجه وسيطر الأمير / حسن بن سرحان على قسنطينة و / ضبيان على طرابلس وقابس وذلك لدعوة / المعز بن باديس للمونس الرياحي للإنتقال بقومه من برقه وطرابلس إلى أفريقيا ليستعين به وقومه على أبناء عمومته بني حماد أصحاب القلعة فاستقرت في برقه هيب من سليم وأحلافها رواحة وناصرة وعمرة وسارت قبائل دياب وعوف وغزية وجميع بطون هلال إلى أفريقيا كالجراد المنتشر وتلك هي الموجة الكبيرة الأولي حتي 468 هجرية الموافق 1075 ميلادية ومن ثم أتت الموجة الهلالية الثانية حتي بلغت ربع مليون هلالي رجالا ونساءا وأطفالا وهذا ليس بتقدير كبير لأن الرجل الهلالي يجر معه أسرة مكونة من أربعة أفراد ومعنا ذلك أن الرجال الهلاليين كانوا 50 ألفا مضروبة في خمسة ولم ينتقل بنوا هلال إلى القيروان رأسا بل أوفدوا جماعة منهم على رأسهم شيخ من شيوخهم يسمى / مونس بن مخيمر بن يحي بن شنبر بن مرداس بن رياح فاستقبلهم / المعز بن باديس وأكرم ضيافتهم ودعاهم إلى الإقامة في أفريقيا وعندما هاجروا لأفريقيا كاندفاع الجرمانيين أدرك المعز إلى أي حد كان ساذجا فقبض على أخ مونس الشيخ / مرعي الشنبري واستفزع ابن عمه القائد ابن حماد بن بلكين ونفر من عرب الفتح وعسكر / مونس الرياحي و / علي بن رزق و / كريز بن ربيعة في ثلاثة من خيرة قومهم في موضع يسمي حيدران نسبة إلى أسماء الأسد ( حيدر ) بين قابس والقيروان ودارت رحى المعركة فهابوا عرب الفتح الهلاليين وانضموا إليهم فوقعت بصناهجة وزناتة والقبائل البربرية هزيمة قاصمة مات فيها من صنهاجة وحدها 3300 مقاتل فهرب المعز وتحصن في القيروان وهنا قال / علي بن رزق الرياحي قصيدة مشهورة :-
لقد زار وهنا من أميم خيال
= وأيدي المطايا بالزميل عجال
وإن ابن باديس لأفضل مالك
= لعمري ولكن مالديه رجال
ثلاثون ألفا منهم هزمتهم
= ثلاثة اّلاف وهذا ضلال
فكانت هزيمة قاصمة لدولة بني زيري وفقد / المعز بن باديس السواد الأعظم من قواته وفر وتحصن في القيروان وتقاسموا البلاد الهلاليين فيما بينهم مرتين في المرة الأولي كان لغزية طرابلس وما يليها في حين أن برقة كانت قد تركت لبني سليم بن منصور وفي التقسيم الثاني سنة 446 هجرية الموافق 1054 ميلادية أصبحت لبني هلال بلاد أفريقية وحكموها بوضع اليد مثل / عائذ بن أبي الغيث المرادي الذي تغلب على تونس وملكها وسيتجه عرب المعقل إلى المغرب الأقصي ويستقرون في ملوية وستنساح فيها فلجأ / المعز بن باديس لمصالحة الهلاليين فصاهر بثلاث من بناته ثلاثة شيوخ من الهلاليين وتغلب / مونس بن يحي الرياحي على قابس وصار عاملها / المعز بن محمد الصنهاجي وفي 470 الموافق 1077 ابتاع / تميم بن المعز القيروان من أمير غزية / مهنا بن علي منقول ويحتاج إلى المزيد من الدراسة والتحليل مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|