بتصرف من بحث للأستاذ / فهيد بن عبدالله السبيعي
قال سليمان بن محمد الحديثي في كتابه"نسب قبيلة سبيع وأخبارها " [ ولقبيلة سبيع أثر كبير في جزيرة العرب وخاصة في منطقة نجد والحجاز ، فهي من أشهر القبائل النجدية وأشدها سطوة وأقواها بأساً ويكفي دليلاً على ذلك ما أحدثته بالحملة التركية الطاغية سنة 1237هـ من هزيمة ساحقة وخسارة جسيمة ذاق الأتراك وعملائهم مراراتها ووبالها وهذه نهاية كل مستعمر حقود وعميل لئيم ولعل هذه الحملة لم تمن منذ مجيئها بهزيمة من القبائل مثل هذه الهزيمة .......
قال : وقد ظهرت قبيلة سبيع على مسرح الأحداث في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري وكانت هذه الأحداث عبارة عن مناوشات بينها وبين بعض القبائل أو إغارات لها على بعض القرى والمدن أو رحلة لها للأكتيال من بعض المدن التجارية .... وفي القرن الثاني عشر ومع نشأة الدعوة الإصلاحية وقيام الدولة السعودية الأولى رأينا هذه القبيلة وقد أنخرطت في سلك الدولة السعودية وأتبعت الدعوة الإصلاحية دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهي من أوائل القبائل التي أتبعت هذه الدعوة وقد لعبت هذه القبيلة دوراً هاماً خلال أطوار الحكم السعودي الثلاث وكانت ساعداً قوياً وحارساً أميناً ساهم في بناء لبنات هذا الصرح العظيم الذي شمل الجزيرة العربية .
سبيع وآل سعود
قال الحديثي : "إن مما يلفت نظر الباحث في تاريخ الدولة السعودية الأولى ، هو قوة الصلة بين هذه الدولة وبين قبيلة سبيع وقد جرت هذه الصلات تبعات كثيرة على الدولة والقبيلة ، فلقد هزمت الدولة سنة 1178هـ بعد أن خاضت معركة من أكبر معاركها لأجل هذه القبيلة وللثأر لها وهزمت هذه القبيلة مراراً لأجل الدولة ، كما أن الدولة السعودية وتتبعها قبيلة سبيع قد أنتصروا عشرات المرات في معارك كثيرة كبيرة وصغيرة . وكان سبيع لآل سعود طائر يمن وطالع سعد يتفائلون خيراً لوجودها ويثقون بها غاية الثقة حتى قال صاحب " لمع الشهاب " عن سبيع [ وهم في عين الطاعة والإنقياد لآل سعود وهم معهم في الحمية والتعصب كاللحمة وأبناء العم ودائماً مهما ركب أحداً من آل سعود في الحرب فهم معه ولا يأمن من أحد مثل مايأمنهم ] .
قال : وهذه شهادة من مؤرخ خارج هذه البلاد أصاب فيها عين الحقيقة وكبد الصواب ولايكاد أحد من المؤرخين يذكر القبائل الموالية والتابعة لآل سعودإلا ويذكر في مقدمتها قبيلة سبيع وهي من أولى القبائل التي دخلت في طاعتهم وأنخرطت في سلكهم لما قاموا بمناصرة الدعوة الإصلاحية التي نادى بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمة الله .
قال :[ وسنتبع الآن الصلة بين الدولة والقبيلة ... لقد كان موقف قبيلة سبيع في بداية أمر الدعوة الإصلاحية ومناصرة محمد بن سعود لها متذبذباً فحيناً تواليها وتعاهدها وتحارب معها وحيناً تعاديها وتحاربها وتوالي أعدائها ، ولا تسعفنا المراجع التاريخية بمبررات هذا التذبذب ... وأول خبر نجده عن آل سعود وقبيلة سبيع عبارة عن إغارة شنها عبدالعزيز بن محمد بن سعود سنة 1165هـ على فريق من سبيع وأخذهم لإرغامهم على الدخول في الدعوة ولعل هذه الغزوة هي أول مواجهة مباشرة بين الدعوة والبوادي النجدية ] .
ونقول :هناك خبر يسبق هذا الخبر لكنه قبل تحالف آل سعود مع الدعوة الإصلاحية ، ففي سنة 1139هـ سار دغيم بن فايز المليحي من قبيلة سبيع مع زيد بن فرحان صاحب الدرعية ومحمد بن سعود لنهب العيينه .... الخ . وفي قصة مشهورة ذكرت في مكانها من كتابه . وذكر صاحب كتاب" كيفية ظهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب "ص 62 خبر إتباع سبيع لعبدالعزيز بن محمد بن سعود وطاعتهم له لكننا لم نستطع تحديد سنة هذا الخبر ، فصاحب الكتاب غير منتظم في ترتيبه للحوادث .
قال: وفي السنوات 1170هـ 1174هـ 1176هـ 1179هـ 1182هـ مواجهة صارمة وقتال بين جيش الدعوة بقيادة عبدالعزيز بن محمد بن سعود وسبيع ، وفي سنة 1183هـ يبدأ الأتفاق والتحالف الفعلي ونرى قبيلة سبيع منخرطة في سلك الدعوة وفي جيشها ... ذكرنا أنه في سنة 1183هـ بدأ الأتفاق والتحالف الفعلي لأنه سبق وأن تحالفت سبيع مع الدعوة لكن سرعان مانقض العهد سنة 1176هـ مما أدى إلى وقوع القتال بينهما وفي سنتي 1177هـ و1178هـ رأينا سبيعاً تحارب في جيش الإمام عبدالعزيز ورأينا القائمين على الدعوة يدافعون عن قبيلة سبيع ، فقد أخذ العجمان فريقاً من سبيع فثأر لهم عبدالعزيز وقتل من العجمان نحو 50رجلاً وأسر مائتين آخرين وكانت هذه الواقعة هي سبب مسير أهل نجران سنة 1178هـ لأخذ الثأر حيث جرت وقعة ( الحائر ) المشهورة بين النجرانيين بقيادة السيد حسن هبة الله وبين جيش الدعوة بقيادة عبدالعزيز بن محمد بن سعود ومعه قبيلة سبيع ... ومنذ سنة 1183هـ إلى يومنا هذا وهذه القبيلة حارس وفي أمين لهذه الدولة ولم يحدث منها مايكدر صفو هذا الوفاء ....
ولقد شاركت هذه القبيلة آل سعود عبر مراحلهم الثلاث في أشد الحروب ضراوة وأكثرها خطراً ، فقد كانوا معهم ضد الأشراف في عهد الدولة السعودية الأولى وحاربوا الشريف غالب بن مساعد واكتووا بنيره من السنوات 1210هـ إلى 1216هـ وكانوا معهم ضد الأشراف في عهد الملك عبدالعزيز ، كما كانوا مع السعوديين ضد دهام بن دواس سنة 1183هـ وضد بني خالد سنة 1183هـ وسنة 1194هـ وسنة 1211هـ وضد زيد بن زامل أمير الدلم سنة 1197هـ بل قيل أنهم هم الذين قتلوه .... وضد الأتراك سنة 1230هـ وسنة 1234هـ بل قهروا عدوهم الأتراك في معركة ضارية حامية الوطيس أستبشر بها المسلمون سنة 1237هـ وكانوا معهم ضد العجمان وأضاف قائلاً : وإذا جاءت المهمات الصعبة وجدنا آل سعود يستعينون بأفراد هذه القبيلة لعظم ثقتهم بهم ، ففي فتح الرياض سنة 1319هـ كان عدة أشخاص من سبيع ضمن الكوكبة التي فتحت الرياض مع الملك عبدالعزيز وهم :
مسلم بن مجفل السبيعي وقتل في وقعة الطرفية سنة 1325هـ وماجد بن مرعيد السبيعي وزايد البقشي السبيعي وعبدالله بن مرعيد السبيعي وفي فتح الرياض الأول سنة 1318هـ لما هزم جيش مبارك الصباح أرسل الأمام عبدالرحمن الفيصل سبيعياً يخبر أبنه عبدالعزيز بالهزيمة ليفك الحصار عن الرياض وهذا الرسول من فخذ الأعزه ( العزه ) من سبيع أهـ .
ونقول : بأن المؤلف ( الحديثي ) أستعرض في كتابه كذلك مشاركات قبيلة سبيع مع الملك عبدالعزيز والاخوان في كل معاركه التي جرت لتوحيد هذا الكيان الكبير ومن ذلك مشاركتهم في وقعة تربه رغم رسائل التهديد والوعيد لهم من الأمير عبدالله بن الحسين من موالاة آل سعود ، وذكر مشاركتهم في فتح الطائف سنة 1343هـ وعندما دخل أبن سعود مكة المكرمة كلفت بطون من سبيع بحفظ قشلان مكة وحفظ مايأتي من طريق جدة ، كما شاركوا في حصار جدة بين الملك عبدالعزيز والملك علي حتى تم تسليم جدة وشاركوا في حرب الدويش والدهينه وغيرهم .
وتقبلوا تحياتي ..
منقوووووول ...