بسم الله الرحمن الرحيم
أخوي خيال الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن الفراسة كما فسّرها المعجم الوسيط هي : المهارة في التعرف على بواطن الأمور من ظواهرها وهناك أدلة منذ أقدم العصور على وجود علم الفراسه, فقد كتب أبو الطب أبقراط سنة 450 ق . م عن اعتقاده في تأثير البيئه في تشكيل الميول والأخلاق مما ينعكس على ملامح الوجه وقد قسّم أبقراط الناس إلى أنماط تبعا لكيمياء الدم :-
1- الصفراوي : ويتميز بحدة الطبع وتقلب المزاج .
2- السوداوي : ويتميز بالإكتئاب والنظر إلى الحياه نظره سوداء .
3- الليمفاوي أو البلغمي : وهو بارد في طباعه وشعوره وجاف .
4- الدموي : ويتميز بالمرح والأمل .
كذلك نجد أن فيثاغورس قد مارس الفراسه في اختيار تلاميذه وأن سقراط قد اكتشف قدرات أفلاطون من أول مقابله ومن ملامح وجهه وأول كتابة منظمه في هذا الموضوع كانت عن طريق أرسطو الذي درس الفراسة في الرجل والمرأه من ملامح الوجه ولون البشرة والشعر وشكل الجسم والأطراف والصوت . كذلك كتب في هذا الموضوع من علماء المسلمين / ابن قيم الجوزية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في كتاب : " مدارج السالكين " وكتب أيضا الرازي في كتابه : " الفراسة " ومحمد بن الصوفي في كتابه " السياسة في علم الفراسة " بالإضافه إلى وصف العقاد لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتاب " عبقرية عمر " وبما أننا مسلمون ولله الحمد فإن مرجعنا الأول والأخير هو القرآن الكريم لمعرفة صدق العلم أو كذبه فإذا اتفق القرآن مع العلم علمنا صدقه والقرآن الكريم لا يشير أبدا إلى صفات جسمية معينة فنراه يصف فريقا من الناس فيقول : هذا كافر أو هذا مؤمن أو هذا منافق ولكنه في آيات كثيرة يوجه نظرنا إلى علم الفراسة بمدلولها الحديث الذي يعبر عنه القرآن الكريم بألفاظ مثل ( سيماهم ) و ( سنسمه ) و ( للمتوسمين ) وقد اهتم القرآن الكريم ببيان الاشارات التي تبدر من الناس لبيان ما يجول بخاطرهم والذي قد يتعارض تماما مع ما تقوله ألسنتهم ومن هذه الآيات التي تشير إلى علم الفراسة :-
ورد لفظ ( سيماهم ) في ست آيات منها : قوله تعالى : ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ) ( سورة محمد اّية - 29 ) وقوله تعالى : ( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام ) ( سورة الرحمن اّية - 41 )وقوله تعالى : ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) وقد ورد لفظ ( سنسمه ) في آيه واحدة في قوله تعالى : ( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين - سنسمه على الخرطوم ) ( سورة القلم - 16 ) وورد لفظ ( للمتوسمين ) في آيه واحدة في قوله تعالى : ( فجعلنا عاليه سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجّيل - إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) ( سورة الحجر اّية - 75 ) المصدر : كتاب " الفراسة طريقك إلى النجاح " للدكتور / عزّ الدين محمد نجيب .
ومن الفراسة كيف تعرف صديقك من عدوك ؟
قال الشاعر :-
ما أكثر الأصحاب حين تعدهم = ولكن في النائبات قليل
وقال الحكماء : صديقك من صدقك النصيحة وهناك من يرى معرفة الأصدقاء عن طريق إمتحانهم بست طرق وهي كالتالي :-
1- الامتحان الروحي : إن المحبة مثل إشارة التلغراف فإذا شعرت بالمحبة في دقات قلبك تجاه شخص فاعرف أنه هو الآخر يشعر بمثل ما تشعر به في قلبه .
2- الامتحان عند الحاجة ن الناس عادة على نوعين :-
النوع الأول : الذين يقضون حاجات الناس من دون أن يكونوا مستعدين للتضحية في سبيل ذلك وإنما بمقدار ما يتيسر لهم من الأمر .
النوع الثاني : الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة . والمطلوب ليس النوع الثاني دائما بل الأول على الأقل أما من كان يرفض الإنسان عند الحاجة إليه فهو غير جدير بالصداقة في هذه الحياة .
3- امتحانه في حب التقرب إليك : بإمكانك إختبار صديقك عبر اختبار حبه للتقرب إليك في الأمور التالية :-
انظر هل يحب أن يستمع إليك ؟
هل يثني على الأعمال الصالحة التي تقوم بها ؟
هل يرتاح إلى مجالستك ؟
هل يحاول كسب رضاك وإدخال السرور إلى قلبك ؟
فإذا توفرت في صديقك هذه الصفات فهو حقا صديق المحبة .
4- الامتحان عند الشدائد : الصديق الجيد من يكون موقفه منك جيدا حينما تكون في شدة ويكون معك حينما يتبرأ منك الآخرون ويصدقك حينما يكذبك الآخرون ولا ننسى موقف أبو بكر الصديق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5- الامتحان في حالة الغضب : كل إنسان يظهر على حقيقته في حالة الغضب فيبدو للآخرين في صورته الواقعية ويقول حينئذ ما يفكر به لا ما يتظاهر به وإذا أردت أن تعلم صحة ما عند أخيك فأغضبه فإن ثبت لك على المودة فهو أخوك وإلا فلا .
6- الامتحان في السفر : في السفر يخلع الإنسان ثياب التكلف عن نفسه فيتصرف بطبيعته ويعمل كما يفكر من هنا فإنك تستطيع أن تمتحنه بسهولة وقد قيل أن السفر لم يسمى سفرا إلا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال .
كانت تلك ست طرق لاختبار من يريد اتخاذ صديقا وجدير بنا جميعا أن نجعل هذه الطرق وسيلتنا للتعرف على الأصدقاء الجيدين كما أن علينا إذا تعرضنا للإمتحان في أمثالها أن نسعى لكي نكون جديرين بأن يصادقنا الأخرون وقد قال الفاروق أبو حفص / عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه : ( لست بالخب ولا الخب يخدعني )
الفراسه عند العرب :-
برع العرب منذ القدم في مهن كثيرة وأمور عديدة وعلوم ومعارف كانوا السابقين إليها عن غيرهم من الأمم ولعل من أهمها هو علم الفراسة، يقال في أيام العرب تفرست في وجه الرجل فعرفت من أين هو ومن أين قدم، وهكذا اعتبر من ضمن العلوم الشائعة آنذاك وقد عرف علم الفراسة تعريفاً بسيطاً يعتبره إلهام فالفراسة تعتبر فكره تقفز فجأة للوعي ممن شهد لهم بالذكاء والمعرفة الطويلة بل واشتهرت أسر عربية ببراعتها في الفراسة وتقصي الأثر .
كيف تقرأ وجوه الآخرين :-
تختلف الوجوه باختلاف البيئة والمنطقة فسكان المدن يختلفون عن سكان الصحراء، والوجه الشرقي يختلف عن الوجه الأوربي والآسيوي، ومن هنا كان الارتباط الحديث بين الفراسة علم النفس ولم يعد علماً يختص به العرب واليونانيون بل أصبح مستقلاً بذاته فجاءت جهود العلماء العرب والأجانب في رسم استنتاجات واجتهادات عن أشكال الوجوه وانعكاسها على أصحابها فكانت على النحو التالي :-
الوجه المربع أو الحديدي :-
( عرض الفك يوازي عرض الوجنتين ) يتمتع صاحب هذا الوجه بشخصية قوية وهو قيادي في عمله، لديه الإصرار في الوصول إلي غاياته وهو محب للنظام سريع الأنفعال يجمع بين الشدة واللين بنفس الوقت، محبوباً ويملك عدة صداقات، إنسان حديدي وصلب في قراراته، يقنع الآخرين بوجهة نظره لأنه يملك القوة والحجة والإقناع .
الوجه الرفيع :-
أصحاب هذا الوجه يتميزون بنحف الوجه، والخدان غائران والعينان حادتان صاحبه ذو حس مرهف، مثالي يسعى لتميز والاستقلالية ويشعر بالإحباط إذا عاكسته الأمور مع ذلك يهمه أن يكون لامعاً، بعض العلماء أطلقوا عليه لقب ( الوجه الملكي)، وأصحاب هذا الوجه غالباً من الملوك والمسؤولين، وجه قيادي مع إصرار وصرامة ورغبة في تمام لكل شيء ومع ذلك لا يستسلم للفشل الذي يكون من ثقته الزائدة بنفسه .
الوجه البيضاوي :-
( عريض الوسط والخدين وضيق الذقن بالنسبة للجبهة ) يتميز هذا الوجه بالجمال ويعكس السحر والفتنه صاحبه جاد وصلب ويواجه الفشل، شديد الجاذبية وحساس وشاعري ومتسامح، ويميل للرومانسية، أصدقائه معدودون، وللأسف بسبب طيبته وثقته الزائدة بالآخرين علاقاته مصيرها الفشل، لا يتمتع بشعبية كبيرة ويفضل العزلة بعالمه الخاص، والعلماء يسمون أصحاب هذا الوجه بأنهم ( صانعوا أنفسهم )
الوجه المثلث أو الجبلي :-
يعتبر صاحبه ذو تميز بطلة وجهه ودقة ملامحه، وصاحب هذا الوجه عقلاني ذو ذهن حاد ومتفائل وناقد جيد، يحاسب نفسه على الأخطاء بكثرة وهو ذو حماسة للعمل .
الوجه المستدير أو القمري :-
كثيراً ما نسمع عن تشبيهات لطيفة لأصحاب الوجوه المكتنزة كقولنا " وجهك كالقمر " لاستدارته وجماله، والحقيقة أن معظم أصحاب هذا الوجه يميلون للسمنة، يعانون من مشاكل كثيرة ولديهم القدرة على التأقلم السريع مع ظروف الحياة ومواقفها الجديدة والمستجدة صاحب هذا الوجه ينجح في الأعمال التي تحتاج إلى إقناع كالتجارة، إلا أنه يشعر بالملل بسرعة وعقلانية واضحة في الأمور، أحياناً يندم على أخطائه ويسترضي أصحابها وهذه الأخطاء السبب الرئيسي لها في أغلب الأحيان عصبيته الشديدة والآن ما عليكم سوا التطلع في وجوه الآخرين واكتشف شخصياتهم . منقول من كتاباتك وتقبل تحيتي .