مناحي القريشي، سعد دعال، الخرمة، رنية
امتنعت أكثر من 800 طالبة برنية لليوم الثالث على التوالي عن الدراسة في كليتي التربية بمحافظتي الخرمة وبيشة وذلك تضامنا مع زميلاتهن اللاتي تعرضن لحادث مؤلم إثر انقلاب حافلة لنقل الطالبات صباح السبت الماضي وطالب عدد من مواطني رنية بضرورة إيجاد كلية للتربية للبنات بالمحافظة لوقف المعاناة والخطر الذي يهدد فلذات أكبادهم يوميا خلال ذهابهن وعودتهن من كليتي التربية في الخرمة وبيشة عبر طريق أطلق عليه الأهالي من قبل «طريق الموت».. «المدينة» استمعت لأصوات شكوى أولياء الأمور ووقفت عند مسببات الامتناع عن الدراسة.
الحاجة ماسة
عضو المجلس البلدي في محافظة رنية بعيجان ناصر الشريف يقول: إن محافظة رنية في حاجة ماسة لافتتاح كليات للبنات والأبناء فهي تبعد مسافة تصل إلى 300 كيلومتر ذهابا وإيابا عن أقرب كلية ومنذ عشرات السنين ونحن نطالب المسؤولين في الدولة بافتتاح كليات في المحافظة وبالذات كلية لتربية البنات فهناك أكثر من 8 حافلات بها أكثر من ألف طالبة يذهبن يوميا من المحافظة للكلية عند الساعة الثالثة فجرا ولا يعدن إلا عند الساعة الخامسة عصرا من نفس اليوم في رحلة عذاب وإرهاق ومخاطر جسيمة كان آخرها الحادث المؤلم الذي ذهبت ضحيته طالبتان وأصيبت فيه 22 طالبة البعض منهن فقدن عددا من أعضائهن ولازلن يعانين من الإصابات والهلع الذي خلفه هذا الحادث.
ماتت وهي صائمة
محمد بخيت الصافي «والد الطالبة فضة التي توفيت في الحادث» يقول إن أبنته «يرحمها الله» تدرس في المستوى الثالث بقسم الرياضيات في كلية التربية للبنات في محافظة الخرمة وقد وصل له الخبر عن وقوع الحادث بواسطة ابنه عبدالله الذي تعرف على جثة شقيقته بعد وصوله إلى مستشفى الخرمة العام وكانت هناك صعوبة إسعاف في نقل الطالبات المصابات والإمكانات لم تكن بالشكل المطلوب في مستشفى الخرمة العام ولم يتم التعرف على الأسماء وبيانات الدخول وعدد المصابات والمتوفيات إلا عند الساعة الحادية عشرة صباحا وبقي أولياء الأمور ينتظرون من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الحادية عشر صباحا لمعرفة مصير بناتهم هل هن مصابات أم متوفيات؟ وذلك لمنع أولياء الأمور من الدخول ولعدم الاستعجال في إعلان أسماء المصابات والمتوفيات في الحادث وتأخر إنهاء الإجراءات حتى الساعة الواحدة ظهرا، ووصف الصافي ابنته بالتقية والحنونة والبارة بوالديها ولم يمهلها القدر في إكمال صيام باقي الستة من شوال، وأضاف أن كثيرا من الأسر في رنية تضطر للذهاب إلى المدن الكبرى من أجل دراسة بناتها مما يرهق أهلهن وأسرهن ويكلفهم الكثير، أما الطالبات اللاتي دائما في رحلة عناء بين الكليتين ومنازلهن في رنية فقد أثر السفر المتواصل يوميا على مستواهن الدراسي فالطالبة لا تستطيع الحصول على تقدير «جيد جدا» للإرهاق والخوف والهلع الذي يلازمها أثناء السفر والعودة إلى المنازل في مسافة تصل إلى 6 ساعات ذهابا وإيابا وعند التخرج لا يتم التعيين بسرعة لضعف التقدير والمستوى. عبدالله محمد الدوسري «شقيق إحدى المتوفيات في الحادث المأسوي» يقول: توقعت مآسي مؤلمة وكارثة فاجعة عظيمة بسبب الطريق المتهالك وعدم وجود لوحات تحذيرية أو حماية أمنية وتزاحم سيارات النقل المكتظة به من شاحنات أعلاف وناقلات بترول وذهبت إلى محافظة الخرمة بلا شعور ووصلت إلى موقع الحادث لأجد منظرا بشعا فقد تناثرت أشلاء بعض الطالبات على الطريق وذهبت إلى مستشفى الخرمة العام واطلعت على الإحصائية ولم أجد اسم شقيقتي واطلعت على الإحصائية الثانية بعد وقت وصل إلى 3 ساعات ولم أجد اسم شقيقتي مرة أخرى واتصلت بوالدي وبمستشفى رنية للتأكد من المصابات الخمس اللاتي وصلن إلى المستشفى عن طريق المواطنين وأخبروني أن شقيقتي لم تصل مستشفى رنية العام واحترت في أمري أين ذهبت شقيقتي التي خرجت في الحافلة للكلية قبل صلاة الفجر ولم أجدها مصابة أو جثة هامدة في موقع الحادث أو في المستشفى وطلبت من المسؤولين أن أطلع على الجثتين المحفوظتين في ثلاجة الموتى في مستشفى الخرمة والتي وصلت من موقع الحادث بعد نقل المصابات واستطعت التعرف على شقيقتي بعد التدقيق في الجثتين بحضور ضابط وأفراد الشرطة وبدأنا إكمال الإجراءات الأمنية وإجراءات المستشفى ولم يتم استلام الجثة إلا قبل نهاية الدوام بساعة أي عند الساعة الواحدة ظهرا بعد أكثر من 7 ساعات من القلق والبحث حتى رضيت بالقدر المكتوب. وأشار مبارك الدوسري «عم إحدى ضحايا الحادث» إلى أن هناك إهمالا من أصحاب الحافلات التي يملكونها وينقلون بها الطالبات إلى الكليات في المحافظات المجاورة وهدفهم هو الجانب المادي إلى درجة أن أحد السائقين رفض نقل الطالبات لحين دفع الأجرة ومن المفترض الانتظار حتى دفع المبلغ أو مراجعة والدها والتفاهم معه بالإضافة إلى أن أولياء الطالبات يبحثون عن السائق الأقل راتبا بغض النظر عن كفاءته لقيادة مثل هذه الحافلات وهناك عدم آلية لتحرك وعودة الحافلات ومكوث ولي الأمر في البحث عن المصابة أو المتوفاة فور وقوع حادث لمدة 3 ساعات في المستشفى وذلك لعدم توفر بيان مع السائق وعدم علمه بالطالبات اللاتي ينقلهن في الحافلة ودائما نضع أيدينا على قلوبنا لحين عودة فلذات أكبادنا وكل يوم في سفر وعذاب ومعاناة دائمة لعدم وجود كلية في المحافظة. وشاركه عبدالرحمن فايز الحماد «عم الطالبة هيا الحماد المتوفاة في الحادث» مطالبا بإيجاد كلية للتربية للبنات في محافظة رنية وفتح فرع لجامعة الطائف مناشدا أمير المنطقة تحقيق ذلك من أجل وضع حد لمعاناة السكان في محافظة رنية.
كلية جديدة للبنات
رئيس المجلس البلدي في محافظة رنية الشيخ الدكتور محمد بن عبدالعزيز الفارس قال: إن مشايخ وأعيان محافظة رنية ناقشوا مع أمير منطقة مكة المكرمة احتياجات المحافظة ومنها فتح كليات للبنين والبنات وفرع لجامعة الطائف وهناك مطالبات مستمرة بإنشاء كلية للبنات وفي الحقيقة أن المنطقة في حاجة ماسة ولازلنا ننتظر التوجيهات التي قد تقضي على معاناة الطالبات في إكمال تعليمهن والمتمثلة في بعد المنطقة عن الكليات والجامعات وتعرضهن لمخاطر السفر بين الحين والآخر. وناشد الدكتور الفارس المسؤولين بسرعة تلبية رغبات السكان وأولياء الأمور في المنطقة.
http://www.almadinapress.com/index.a...icleid=1023081
غير متصل
