Untitled 1
 
  الباحه تداول تجريبي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1554 )           »          ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1992 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6266 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6159 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6520 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5987 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11163 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11009 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11213 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11380 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > مـنـتـديـات الـقـبـيـلة > منتديات الـمـشـاهـيـر والقصص البطولية
 

منتديات الـمـشـاهـيـر والقصص البطولية شامل القصص والروايات البطولية لمشاهير وفرسان قبيلة سبيع الغلباء وبعض المشاهير من القبائل العربية معلومات و توثيق لتاريخ مجد اشهر رجال قبيلة سبيع


الملك الضليل / امرؤ القيس بن حجر الكندي

شامل القصص والروايات البطولية لمشاهير وفرسان قبيلة سبيع الغلباء وبعض المشاهير من القبائل العربية معلومات و توثيق لتاريخ مجد اشهر رجال قبيلة سبيع


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 21 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الملك الضليل / امرؤ القيس بن حجر الكندي

كُتب : [ 25 - 10 - 2008 ]

أخي الكريم / خيال العرفا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالملك الضليل / امرئ القيس الكندي أمير الشعراء وحامل لوائهم إلى جهنم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .



رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 22 )
عواكيس
وسام التميز
رقم العضوية : 8208
تاريخ التسجيل : 19 - 06 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,524 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : عواكيس is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الملك الضليل / امرؤ القيس بن حجر الكندي

كُتب : [ 10 - 11 - 2008 ]

مشكور وما قصرت

[align=center]
ولا خير في حلم إذا لم يكن لـه = بوادر تحـــمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له=حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
[img]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 23 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الملك الضليل / امرؤ القيس بن حجر الكندي

كُتب : [ 13 - 11 - 2008 ]

أخي الكريم / عواكيس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالملك الضليل / امرئ القيس الكندي أمير الشعراء وحامل لوائهم إلى جهنم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 24 )
صامل الميقاف
وسام التميز
رقم العضوية : 30813
تاريخ التسجيل : 27 - 08 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,628 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : صامل الميقاف is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الملك الضليل / امرؤ القيس بن حجر الكندي

كُتب : [ 12 - 12 - 2008 ]

جزاك الله خيرا

يا هيه حنا ما طلبنا معاريف = يوم (ن) بعض الناس ترهن لحاها
إما ضربنا بالسيوف المراهيف = وإلا نشوم وكل بئر وغطاها
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 25 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الملك الضليل / امرؤ القيس بن حجر الكندي

كُتب : [ 13 - 12 - 2008 ]

أخي الكريم / صامل الميقاف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالملك الضليل / امرئ القيس الكندي أمير الشعراء وحامل لوائهم إلى جهنم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 26 )
lion1430
وسام التميز
رقم العضوية : 33225
تاريخ التسجيل : 12 - 12 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,430 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 24
قوة الترشيح : lion1430 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الملك الضليل / امرؤ القيس بن حجر الكندي

كُتب : [ 21 - 01 - 2009 ]

رحلة امرِئ القَيس إلى القسطنطينيّة بين الواقع والخيَال

ليس جديداً أن يعرض باحث لهذه الرحلة؛ فقد سبقه بحاثة أجلاء وتصدوا لمعالجتها. ولعل هذا يزيد في دقة مناقشة القضية، وقد يسبق الوهم إلى أن الستار أسدل نهائياً عليها؛ ليجعل الولوج فيها – كما يُعتقد – غير ذي فائدة. ويبقى عزاء المرء لنفسه أن الرؤية الأدبية أو الإنسانية أو الاجتماعية لا تقف وحيدة الجانب عند وجهة نظر ما، كما أنه لا تستطيع حدود مهما كانت صارمة أن تنهي أية قضية فكرية. وهذا ما حفز النفس على معرفة رحلة امرئ القيس إلى القسطنطينية معرفة جديدة قوامها الأساسي دراسة شعره.

يحثنا المنهج على قراءة النص الشعري قراءة واعية متأملة دون أن يَفصل عن الظروف المحيطة به وبصاحبه، والوقوف على ملابساته التاريخية والاجتماعية والنفسية، ويدعونا في الوقت نفسه إلى معرفة آراء القدماء والمحدثين، والإلمام بأخبار الشاعر.

وهذا يدفعني إلى القول: إني لا أدعي السبق بعرض الحقائق جميعها في هذا المقال ولكني أسعى إلى توثيق رحلة الشاعر وتصحيح ما التصق بها من آراء زائفة، وأسعى إلى تصويب الرأي في وفاته لأجلو خرافة الحلة المسمومة التي قيل: إنها كانت سبب هلاكه في ديار الغربة والارتحال، وقضايا أخرى تتضح من الحديث عنهما.

الآن أستأذنك للرحيل لنتعرف سوياً على امرئ القيس الشاعر الجاهلي القديم الفحل الذي وضعه ابن سلام في طبقته الأولي(1). فهو لم يسبق الشعراء لأنه قال "ما لم يقولوا، ولكنه سبق العرب إلى أشياء ابتدعها، واستحسنتها العرب، واتبعته فيها الشعراء: استيقاف صحبه، والتبكاء في الديار، ورقة النسيب، وقرب المأخذ"(2). لقد كان أحسن أهل طبقته تشبيهاً؛ وهو "أول من لطف المعاني، ومن استوقف على الطلول، ووصف النساء بالظباء والمها والبيض، وشبه الخيل بالعقبان والعصي، وفرق بين النسيب وما سواه من القصيدة"(3). وسبق عمر بن الخطاب هؤلاء جميعاً إلى معرفة قدر امرئ القيس وقيمة شعره فقال: "امرؤ القيس سابقهم –[يعني الشعراء]- خسف لهم عين الشعر، فافتقر عن معان عور أصح بصر"(4). وقال علي بن أبي طالب: "رأيت امرأ القيس أحسن الشعراء نادرة وأسبقهم بادرة، وانه لم يقل لرغبة ولا لرهبة"(5).

وامرؤ القيس لقب له واسمه حُنْدج بن حجر بن الحارث بن عمرو (المقصور) بن حجر (آكل المرار)..(6)، ولد في بلاد بني أسد(7)، وترعرع في بني حنظلة، وأقام بينهم حتى إذا شب وصلب عوده انطلق لسانه بالشعر متأثراً بخاله المهلهل الذي يعد أول من رقق الشعر(8). كما تأثر بمن سبقه من الشعراء مثل ابن خذام الذي أشار إليه الشاعر في إحدى قصائده(9):

عُوجاً على الطَّلل المُحيلِ لأننا

نبكي الديار كما بكى ابن خِذامِ


كان امرؤ القيس غزلاً ميالاً بطبعه إلى اللهو، مستغرقاً يحب الشهوات طالباً اللذات. وشجعه على هذا السلوك مُلكُه وترفه وما منحه الله من جمال الوجه حتى قيل: إن الناس قيسوا بجمالهم إليهم(10). وفوق ذلك كله كان استعداده الفطري مقوياً لذلك السلوك فجاهر بغزله الصريح، وتحدث عن النساء بأسمائهن في أكثر من قصيدة. لهذا عده ابن قتيبة من عشاق العرب وزناتها(11). بيد أن المرء يلاحظ أن حياته لم تستمر على الشاكلة التي وصم بها؛ فمقتل أبيه غيّر سلوكه، وجعله رجل جد يسعى إلى الأخذ بثأره بعد أن كان رجل لهو يدب إلى حرمات النساء. فقد حرم الطيبات التي أحبها على نفسه وأقسم ألاَّ يصيب امرأة وألاَّ يغتسل أو يدهن أو يشرب خمرة حتى يدرك وتره من قاتلي أبيه. ويبدو أنه يملك همّة عالية وينطوي على نفس طموح إلى المجد، ولا أدل على هذا من شعره، الذي يقول فيه(12):

فلو أن ما أسعى لأدنى معيشةٍ

كفاني –ولم أطلب- قليل من المال

ولكنما أسعى لمجدٍ مؤثلٍ

وقد يدركُ المجد المؤثل أمثالي


حمل امرؤ القيس عبء الثأر على عاتقه دون إخوته، وأخذ يعد العدة لحرب بني أسد وأظهر رغبة أكيدة في إعادة ملك أبيه وأجداده؛ فارتحل طالباً العون مرة من أخواله بني ربيعة، ومرة يستحث أبناء عمومته من اليمن وقبائلها(13). ولكنهم جميعاً انفضوا عنه بعدما أمدوه، بينما يرى أنه لم يشتف من بني أسد.. ويبدو أن الحظ قلب له ظهر المجن مع القبائل العربية؛ بل لعل مما زاد الأمر وبالاً عليه ما فعله المنذر بن جابر السماء. فقد جهز جيشاً كبيراً يطلب فيه عنق امرئ القيس، فهرب لاجئاً إلى (المعلى) – وكان من جديلة طيء-(14) ولم ينجه إلا دخوله في ملك الروم، وكانت بلاد الشام تابعة لقيصر بيزنطة. وقد ذكر ذلك في شعره مادحاً المعلى الذي أجاره ومنعه من المنذر(15):

كأني إذ نزلت على المعلى

نزلت على البواذخ من شمام

فما مَلِك العراق على المعلى

بمقتدر ولا ملك الشآم


لعل هذه الأسباب دفعت الشاعر إلى التوجه نحو القيصر لمساعدته. وأعتقد أنه في طليعة من توجه إلى ملك رومي؛ إذ لم يحدث لملك عربي من مملكة كندة العربية الأعرابية أن فعل هذا. فمملكة كندة كانت شوكة في حلق الفرس والمناذرة معاً، ولم تكن على وفاق مع الغساسنة؛ ولا أدل على هذا من البيتين السابقين. وقد استفاد الروم من هذا العداء القائم بين كندة من جهة وبين الفرس والمناذرة من جهة أخرى. ومهما يكن من أمر كندة فقد تهاوت أركانها تحت وطأة ظلم ملوكها لرعيتهم، مما جعلها تنقض عليهم واحداً تلو الآخر، وكان بنو أسد قد انقضوا على حجر فقتلوه. لم يكن تهدم هذه الملكة بسبب ضغوط خارجية عنها – وإن كان الفرس والروم يعمدون أحياناً إلى ضرب القبائل العربية بعضها ببعض كما فعلوا بين المناذرة والغساسنة – وإنما كان نتيجة أكيدة للظلم الذي مارسه ملوكها.

توجه امرؤ القيس إلى السموءل بناء على نصيحة رجل من بني فزارة كان يأتيه في حصنه؛ في تيماء. وتروي الأخبار أن للسموءل منزلة خاصة عند الحارث الغساني، وهذا بدوره سيمد للشاعر يد العون، ويوصله إلى القيصر(16). وينتهي امرؤ القيس إلى السموءل فينزل مع ابنته وحاجاته وأصدقائه عنده، ويستودعه ابنته وأدرعه وماله، ويبقي معها يزيد بن الحارث بن معاوية، ويختار لصحبته جابر بن حُنَي التغلبي وعمرو بن قميَّة. ويروي الخبر أن السموءل وجه امرأً القيس إلى الحارث الغساني وزوده برسالة شفاعة كي يتوسط له عند قيصر(17).

إن نظرة متأملة إلى هذا الخبر – وإن تكن عجلى – توضح بهتانه، وتفضح كذب ناسجيه. ولعل أكثر ما ينفيه محاولة الاستيلاء التي قام بها الحارث الغساني على أدرع الشاعر(18)، وكلنا يعرف أن الحارث قتل أحد أجداد امرئ القيس وهو عمرو بن حجر الملقب بالمقصور(19). فاستعانته بالحارث للوصول إلى بلاط الروم قصة عجيبة غريبة تنكرها أخبار القبيلتين، وخبر امرئ القيس معه باطل ينكره الشعر الذي تقدم ولا يؤكده أي بيت في الديوان. فلو قرأه المرء لما وجد بيتاً واحداً يوحي برد الجميل للحارث الغساني. ترى ألا يستحق مدحاً وثناء على صنيعه؟ وكيف يتفق عدم ذكره وكلنا يعرف أن الشعراء شدوا الركاب إليه مادحين؟ ولعل أبرزهم النابغة الذبياني وعلقمة الفحل وحسان بن ثابت وغيرهم(20). ويبرز شعره أنه مرَّ بحوران وخملى وأوجر من بلاد الشام ويذكر أنه لم ير ما يُسرُّ به بعد أن قطعت الحاجة أسباب اللقاء بأهله، وبأسماء.

ويجتاز تلك الأماكن إلى حماة وشيزر على إبله التي أجهدها في السير(21):

تذكرت أهلي الصالحين وقد أتت

على خَمَلى خُوص الركاب وأوجرا

فلما بدت حوران في الآل دونها

نظرتَ فلم تنظر بعينيك منظرا

تقطَّعَ أسبابُ اللبانة والهوى

عشية جاوزنَا حماة وشيزرا

بسير يضج العَوْد منه يَمُنُّهُ

أخو الجهد لا يلوى على من تعذرا


ويتساءل المرء ما الذي دعاء إلى تغيير طريقه عن الحارث الغساني وهو الوسيط له عند ملك الروم؟!! ويذكر أنه مرَّ ببعلبك فأنكرته مثلما أنكره أهلها وابن جريج في حمص:

لقد أنكرتني بعلبك وأهلها

ولابن جريج في قرى حمص أنكرا


إن توجه امرئ القيس إلى قيصر ثابت من خلال هذه القصيدة الموثقة، ولم يكن ادعاء. وتراه مصمماً على رحلته مقيماً العذر لنفسه بقوله لو أراد غزو بني أسد بقبائل من حمير لفعل: وهو الذي ألجأهم إلى وادي (جو ناعط) باليمامة؛ كما يفهم من القصيدة:

فدع ذا وسلِّ الهمَّ عنك بجسرةٍ

ذمول إذا صام النهار وهجرا

عليها فتى لم تحمل الأرض مثله

أبرَّ بميثاقٍ وأوفى وأصبرا

هو المنزل الأُلاَّف من جو ناعطٍ

بني أسدٍ حزناً من الأرض أوعرا

ولو شاء كان الغزو من أرض حميرٍ

ولكنه عمداً إلى الروم أنفرا


وتظهر القصيدة أن الشاعر عمرو بن قميئة الشيخ المجرب لم يصدق أن امرأ القيس سيبر بميثاقه، ولم يتيقن من هذا إلا حين أدرك أن الأميال تفصله عن دياره؛ فما كان منه إلا أن بكى غربة الوطن والأهل. وقد وجد حتفه يمشي بين يديه؛ بل إنه يسير إليه بأقدامه. وأحس بهذا يوم رأى (الدرب) أمامه. والدرب – على ما يراه الدكتور عبد الحفيظ السطلي في لقاء معه – ممر مرصوف بالحجارة يصل ما بين بلاد الشام والروم لا تؤثر فيه عوامل الطبيعة؛ ليكون العبور عليه ميسراً للمشاة والخيل صيفاً وشتاءً(22)

عقدت الدهشة لسان عمرو، وضاق ذرعاً بما يحس به من فراق الأهل والخوف من المجهول فلم يتمالك من البكاء. أما شاعرنا فقد طفق يهدئ من روع الرجل، ويمنيه بالأماني حينما يعود ملكاً وسيداً في قومه:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه

وأيقن أنَّا لاحقان بقيصرا

فقلت له: لا تبك عينك إنما

نحاول مُلكاً أو نموت فنعذرا

وإني زعيم إن رجعت مُملَّكاً

بسيرٍ ترى منه الفُرانق أزورا


ويؤرخ لنا ما لاقاه في طريقه من إعراض الأصحاب، وقد ازدوجت آلام الغربة. فكلما توقع من إنسان حسن الصحبة ورجا رفقته بدأ منه الإنكار وعدم الرضى. كما يحصي لنا عدد الليالي التي قضاها بعد مغادرته أراضي الجزيرة (خلف منطقة الحساء):

إذا نحن سرنا خمس عشرة ليلةً

وراء الحساء من مدافِعِ قيصرا

إذا قلت: هذا صاحب قدْ رضيته

وقرَّت به العينانِ بُدِّلتُ آخرا

كذلك جدِّي ما أصاحب صاحباً

من الناس إلا خانني وتغيَّرا


ويعترف الشاعر بأنه خاض حروباً مع أشخاص غرباء في مواضع من حلب (تادف وقُذاران). وكان انتصاره في حربه هذه تذكرة بأمجاد آبائه من قبل؛ ولعلها تخفف من حرقة غربته كما تخفف من آلامه لتنكب الأصدقاء:

ألا رُبَّ يوم صالح قد شهدته

بتأذف ذات التل من فوق طرطرا

ولا مثل يوم في قُذاران ظلتهُ

كأني وأصحابي على قرن أعفرا


وتنقطع أخبار عمرو بن قميئة الذي قيل فيه: "بعض شعر امرئ القيس لعمرو بن قميئة وليس ذلك بشيء"(23). وقد تكون وفاته حدثت إبان هذه الظروف فمات في غربته دون هدف فلقبته العرب بعمرو الضائع(24).

إذا وقع أمر الله فليس لأمره دافع، فامرؤ القيس نفسه توفي في طريقه إلى قيصر دون أن يصل إلى غايته. فالقدر أبى عليه أن يحقق رغبته فنكبه بأبيه وبأصدقائه وأخيراً بنفسه. ولنا من قصيدة رواها المفضل الضبي دليل على ذلك(25):

ألا أبلغ بني حجر بن عمرو

وأبلغ ذلك الحيَّ الحريدا

بأني قد بقيت بقاء نفسٍ

ولم أخلق سلاماً أو حديدا

فلو أني هلكت بدار قومي

لقلت: الموت حق لا خلودا

ولكني هلكت بأرض قوم

بعيد من دياركم بعيدا

أُعالج مُلك قيصر كل يوم

وأجدر بالمنية أن تعودا

بأرض الروم لا نسبٌ قريب

ولا شافِ فيُسند أو يعودا


فلو أني نسيت هذا الحزن القاتل على شبابه، وهذا الإحساس الممض بالموت بعيداً عن ديار وطنه لا يمكن أن أنسى هذه العبارة "أُعالج ملك قيصر كل يوم.." فهو ما يزال يجهد للوصول إلى ملك الروم وهيهات أن يتحقق له ما يريد "وأجدر بالمنية أن تعودا".

مات الشاعر غريباً قرب أنقرة بأرض الروم؛ وكأن هذا المكان خلق لدفن الغرباء عن أوطانهم قبل أن يدركوا غاياتهم(26):

أجارتنا إن المزار قريب

وإني مقيم ما أقام عسيبُ

أجارتنا إنَّا غريبان ههنا

وكل غريب للغريب نسيبُ


لا يغير هذان البيتان – وهما من زيادات أبي سهل – حقيقة نهاية حياة شاعرنا المبدع.

انتهت رحلته قرب أنقرة، واغترب غربته الأبدية في قبره، وهي أصعب من الغربة عن الأهل، دفن إلى جنب تلك المرأة(27) وفيه يقول القائل – وقد نسب إلى الشاعر – (28):

ربْ طعنة مثعنجرهْ

وجفنة متحيرهْ

وقصيدة محبرهْ

تبقى غداً بنقرهْ


هل انتهى الأمر عند هذه النقطة؟ بالطبع لا. فموت الفجاءة دهم شاعرنا وقد نكبه الدهر بالجدري والجرب، ولكن من أراد أن يميته بالحلة المسمومة لم ينه رحلته على هذه الشاكلة بل جعلها رحلة ممتعة، فنسج له قصة حب مع ابنة القيصر. وقيل: إن الملك الرومي استعظم فعل امرئ القيس الدخيل الذي قدم طالباً عونه ومدده. صار القيصر المتهتك فجأة شريفاً أبياً تندفع الحمية إلى رأسه حين تناهى إلى مسامعه ذلك النبأ(29).

ولم ينته السخف عند هذا الخبر بل أدخل السمَّار امرأ القيس إلى الحمام مع القيصر. وكان الشاعر قد رآه (أقلف) فذكر ذلك في شعره(30):

إني حلفت يميناً غير كاذبة

أنك أقلف إلا ما جلا القمرُ

إذا طعنت به مالت عمامته

كما تجمع تحت الفلكة الوبر


لعمري كيف يدخل الملك مع امرئ القيس عارياً وتثور حميته عليه في الوقت نفسه حينما أحب ابنته؟

وإذا تركت أخباراً كمثيرة عارية عن الصحة فإنني أتوقف على خبر الطماح الأسدي واسمه حبيب، وكان امرؤ القيس قتل أخاه؛ فطوى كشحاً على مستكنة واندس إلى بلاط القيصر – وكان منه بمكان – وعمل على إيغار صدره، واحتال له وأشار إليه أن يبعث إلى الشاعر بالحلة المسمومة ففعل(31). وإذا كان العقل يقبل وجود رجل في بلاط الروم فإن العقل بجانب الحقيقة لو اقتنع بفكرة الحلة المسمومة. ولا أدل على ذلك من شعره الموثق الذي يقر فيه بمكائد الطماح على الرغم من البعد المكاني بين الاثنين(32):

لقد طَمَح الطماح من بُعدِ أرضه

ليُلبسني من دائه ما تلبسا


وقبل أن أعرض لإثبات وفاة امرئ القيس بسبب الجدري والجرب والحمى أتوقف عند تواريخ الروم. فهي تذكر وفادة أمير على القيصر يدعى قيساً، وتثبت أنه كان أوفد ابنه معاوية قبل قدومه إليه، وكان القيصر قد حثَّ والي اليمن وحليفه ملك الحبشة على إعانة ذلك الأمير العربي. وهو ما ذكره توتوز وبروكوب(33). وهذا أمر مقبول عقلياً ومنطقياً لأنه قريب إلى الواقع؛ أما أن يمده بجيش فهذا محال "فليس هناك مأرب له قيمته في نظر القيصر يجعله يزود امرأ القيس بجيش كالذي تصفه الروايات" (34)، إذ كان في الغسانيين الكفاية للوقوف أمام المناذرة أولاً؛ كما كان فيهم –ثانياً-الوقوف أمام القبائل العربية ولا سيما أن شوكة كندة قد ماتت. ولا ينسى المرء أن يذكر وفاة امرئ القيس التي حدثت ما بين سنتي 530-540م(35) وكان حكم جوستنيان ما بين 527-565 بعد الميلاد (36). وهذا يعني أن امرأ القيس توجه – على الأغلب – إلى قيصر الروم نحو 530م(37).

وإذا كانت الأخبار قد شاعت حول رحلة امرئ القيس فإنا نرى أن الذي وصل إلى القيصر هو الأمير العربي – الكندي وابن عم الشاعر قيس بن سلمة. ويؤكد هذا بروكلمان(38)؛ كما يؤكد عدم وصول الشاعر إلى بيزنطة الدكتور جواد علي إذ قال:

"لم تشر الأخبار عن سفره إلى القسطنطينية وعن كيفية وصوله إلى قيصر، ويظهر من شعره على كل حال أنه سلك طريق الشام، وأنه مرَّ بحوران وبعلبك وحمص وحماة وشيزر. أما بعد ذلك إلى عاصمة الروم فلا نعرف عنه شيئاً"(39). ويبدو أن بعض الباحثين لم يرق له إلا إيصال شاعرنا إلى القيصر ليمده بالعون. ويظهر هذا الباحث نزعة مقيتة كان القربان لها امرأ القيس(40). ويمكنني الآن عرض خبر يؤدي أهدافاً عظمى للحقيقة المجردة. فتواريخ الروم تذكر أيضاً أن رجلاً أصيب بالجدري فمات بسببه وتنص هذه المرة على اسمه بامرئ القيس "وذكر في كتاب قديم مخطوط أن ملك قسطنطينية لما بلغه وفاة امرئ القيس أمر أن ينحت له تمثال وينصب على ضريحه ففعلوا. وكان تمثال امرئ القيس هناك إلى أيام المأمون. وقد شاهده الخليفة عند مروره هناك لما دخل بلاد الروم ليغزو الصائفة"(41).

يضعنا هذا الخبر أمام أسئلة هامة منها: هل يعقل آن ينحت ملك تمثالاً لرجل أحب ابنته وطارحها الغرام؟ أو هل يكون منطقياً أن يُنحت تمثال لامرئ القيس؛ وكان الملك نفسه قد بعث إليه بالحلة المسمومة ليقتله ويتخلص منه؟ بينما يشير الخبر بوضوح إلى إقامة صرح فوق ضريح امرئ القيس. وهذا يدل على احترام القيصر للرجل القادم إليه، كما ينفي مقدرة الطماح على إيذاء امرئ القيس مهما حاول لديه. ويشير الخبر بدقة إلى وفاته قبل أن يدرك القسطنطينية؛ فقد بلغته وفادة الأمير العربي، ومن ثم وفاته بعد ذلك. وكأن الملك يأمل طمعاً في خطب ود حليف جديد من العرب مع الغساسنة.

ولو لم يكن هذا يجمع بين الطرفين لما صنع التمثال أبداً، فالتمثال رمز لتقدير الشاعر الأمير واعتراف من الملك بمكانته في القبائل العربية.

وأراني أعرض هنا للحلة المسمومة التي ادعى أصحابها أنها كانت سبباً في وفاة الشاعر –ولعل الذي يبطل هذه الخرافة ما حققناه من الرحلة سابقاً، وما بين أيدينا من شعره الموثق، وقد يكون جابر بن حني التغلبي من نقل إلينا أخبار الشاعر وشعره(42). فكيف يستقيم له أن ينقل شعره صادقاً ويخفي عنا أخباره عند القيصر وأخبار الحلة المسمومة؟

ونستفيد من الخبر الموجود في الكتاب الرومي القديم أن ذلك الرجل مات بالجدري.

وهذا حق لا يمارى فيه، لأن امرأ القيس يقرّ بمرضه الذي جعله ينتقل على قرٍّ صنعه له جابر بن حني التغلبي، "وجابر هذا من بني تغلب، وكان هو وعمرو بن قميئة يحملانه"(43). قال الشاعر(44):

فسحَّت دموعي في الرداء كأنها

كلىً من شعيب ذات سحِّ وتهتانِ

إذا المرء لم يخزُن عليه لسانه

فليس على شيءٍ سواه بخزَّانِ

فاما تريني في رحالة جابرٍ

على حرجٍ كالقرِّ تخفق أكفاني


تأمل هذا اليأس الذي يطوي نفس الشاعر؛ فثيابه غدت أكفاناً له وقد أشبه الأموات؛ صار يسحُّ دمعه تهتاناً دون أن ينبس ببنت شفة حرصاً على كرامته؛ وهو الذي ملأ الدنيا شعراً، وفرَّج كرب المكروبين:

فيا رُبٍّ مكروبٍ كررتُ وراءه

وعانٍ فككتُ الغلَّ عنه ففدَّاني


ويشير إلى سبب وفاته في سينيته التي رواها الأصمعي. ويعرض فيها لوصف الحمى التي تدهمه ليلاً فتؤرقه فلا يغمض له جفن كأنه أصيب بالنقرس وهذا الداء قديم طالما عاوده سابقاً، فإذا تنفس الصبح انكب على وجهه ملازماً النوم، على حين إذا عسعس الليل تفرغ لهمومه؛ وما آل إليه من حال سيئة(45):

فلو أن أهل الدار فيها كعهدنا

وجدت مقيلاً عندهم ومعرَّسا

فلا تنكروني أنني أنا ذاكم

ليالي حلَّ غولاً فألعسا

فاما تريني لا أغمض ساعة

من الليل إلا أن أكبَّ فأنعسا

تأوبني دائي القديم فغلَّسا

أحاذرُ أن يرتدَّ دائي فأنكسا


لقد أرعبت الحمى امرأ القيس كما أرعبت المتنبي الذي أبدع في وصفها وإن سبقه شاعرنا إلى طرق موضوعها(46). ثم يذكرنا بماضي شبابه متأسياً عليه وقد كانت الكواعب الحسان ترعوي إليه. ويعود مرة أخرى إلى عرض مرضه، إذ ضاقت ذراعه ذرعاً باللباس فلم يطقه؛ وقد غزت القروح جسمه. ودب الخوف في أوصاله، وأيقن أنه سيدرج في أكفانه تندبه الحسان، فصرخ متألماً ومتمنياً لو نفق مرة واحدة وانتهت آلامه:

وما خفت تبريح الحياة كما أرى

تضيق ذراعي أن أقوم فألبسا

فلو أنها نفس تموت جميعةً

ولكنها نفس تساقط أنفسا


ترافقت الحمى مع الجدري والجرب وتبدلت صحته سقماً، وصار وجهه الوسيم دميماً، وآلت سعادته إلى شقاء وقد تحول الموت عنده إلى بؤس حقيقي:

وبُدلت قرحاً دامياً بعد صحة

لعل منايانا تحولن أَبؤسا


ويروي السكري قطعة شعرية يتضح منها الأمراض المختلفة التي داهمت الشاعر.

فالجدري صيّره مقروحاً فتخاله يلبس جبة منها، بل أنه يهرش جلده كالمعرور؛ وكأنه نكب بالنقرس؛ وبدا القرح منقوشاً في جسمه كنقش الخواتم(47):

لمن طلل داثر آيُهُ

تقادم في سالف الأحرسِ

فاما تريني بي عُرَّةٌ

كأني نكيبٌ من النقرسِ

وصيَّرني القرح في جبَّةٍ

تخالُ لبيساً ولم تُلبسِ

ترى أثر القرح في جلده

كنقش الخواتم في الجِرجسِ


وذكر محقق الديوان في أعلى المقطوعة أنه قالها بأنقرة يذكر علته. وأكثر من تعرض لتحديد وفاته ذكروا أنه مات بالجدري ولكنهم جعلوه في أثناء عودته(48).

تفاقم الأمر على الشاعر المبدع وقد نكبه الدهر مرتين؛ مرة حين ألبسه داء الجدري جبة من القروح وأثقله بالحمى والجرب؛ ومرة أخرى حين اتهمه القصاص والسمار بأنه توفي بسبب الحلة المسمومة لأنه بقي على عهره وتهتكه. ونسوا أنه آلى على نفسه ألا يدهن وألا يشرب خمراً أو يغتسل.. حتى يدرك ثأره(49).

بقي لي أن أتوقف على أمر آخر أجده هاماً في حياة امرئ القيس ورحلته. فالتركيب الجسدي وفَّر له الاستعداد الطبيعي لعدم تحمل المرض وهو يقرّ بضعفه لأنه شيخ هرم، ويذكر هذا في سينيته السابقة

ألا أن بعد العُدمِ للمرء قنوةٌ

وبعد المشيب طول عمرٍ وملبسا


ولعل في تركيبه العضوي ما يقوي قبول استعداده للأمراض الجلدية فتظهر القروح أو الجرب أو تشقق الجلد كلما تقدم العمر بالمرء.

كلمة أخيرة لا بد منها لتنهي الحديث عن هذه القضية برمتها. لو عرض باحث ما لشعر امرئ القيس الموثق ومحصه لما وجد تعريضاً بالقيصر الذي أسلمه إلى الموت، ولا بالطماح الأسدي الذي احتال له عند القيصر، ولما وجد ذكراً لابنة القيصر تلك الصبية التي فتنت الشاعر – وهو الذي لا يستطيع أن يمسك لسانه عن التغزل وذكر النساء بأسمائهن – ولما وجد أية إشارة في شعره الموثق والمنحول إلى تلك الحلة المزعومة التي أدت إلى وفاته. فهل يعقل أن يذكر الجرب (العرة) والجدري (القرح) والحمى (التي تجعله أبداً يقظاً في ساعات الليل) ولا يذكر الحلة؟ حتماً هذا محال.

وأنا لا أكتم أحداً سري، فأنا أقر برحلة امرئ القيس إلى الحد الذي عولت عليه سابقاً من خلال شعره الموثق الموجود بين ظهرانينا، ولكني أنكر بشدة استخفاف السمار والقصاص والرواة بعقل الإنسان. فلما عملوا على تقوية روح القصص حول الحلة المزعومة أتموا رحلة امرئ القيس إلى بلاط القيصر وأفرحونا بقصص أخرى مختلفة عنها. وإذا كان عملهم القصصي يحظى بإعجابي لقوة الخيال الذي يحمله وإحكام الصنعة فإن تدجيلهم يثير حفيظتي عليهم؛ كما يشير شفقتي على تراثنا الأدبي العربي الذي لحقه خلط وزيادات أفقدته بهاءه الأصيل، ويبقى لك أن تحكم.

***
بقلم:ـــ د.حسين سَلمان جمعَة



الحواشي:

(1)-محمد بن سلام: طبقات فحول الشعراء، ص 51.

(2)-المصدر السابق، ص 55، وانظر ابن قتيبة: الشعر والشعراء ج 1 ص 128.

(3)-السيوطي: المزهر ج 2 ص 479، وانظر ابن سلام: طبقات فحول الشعراء ص55.

(4))و(5)-ابن رشيق: العمدة ج 1 ص94، وابن قتيبة: الشعر والشعراء ج 1 ص 127 والسيوطي: المزهر ج 2 ص 478.

(6)و(7)و(8)-الأصفهاني: الأغاني ج 9 ص 77-78، والسيوطي: المزهر ج 2 ص476.

(9)-الديوان – ط 3 – مصر: ص 114، والجزائر: ص 250، والشعر والشعراء ج 1 ص 128، وذكر أن اسم خذام روي على وجوه مختلفة منها: حزام، حمام..

(10)-البغدادي: خزانة الأدب، مجلد 1 ص 160.

(11)-ابن قتيبة: الشعر والشعراء ج 1 ص 122.

(12)-الديوان – مصر – ص39، والجزائر ص 122-123.

(13)-الأغاني ج 9 ص 90، وتاريخ اليعقوبي ج 1 ص 217-219.

(14)-الأغاني ج 9 ص 93.

(15)-الديوان – مصر- ص 140.

(16)-الأغاني ج 9 ص 96-97.

(17)-المصدر السابق ج9 ص 92-93.

(18)-ابن قتيبة: الشعر والشعراء ج 1 ص 119.

(19)-جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام ج 3 ص 263.

(20)-ابن قتيبة: الشعر والشعراء ج 1 ص 118، وطبقات فحول الشعراء ص 160.

(21)-الديوان –مصر-ص 56-71، والجزائر: ص163.

(22)-ويرى الدكتور السطلي أن مثل هذا الدرب بقي معروفاً إلى عهد قريب في منطقة من حلب يقال لها (باب الهوى) على حين جاء في معجم البلدان لياقوت أن الدرب مضيق فرب طرسوس، مادة (درب) ج2 ص447.

(23)-ابن سلام: طبقات فحول الشعراء ص 160، وانظر ابن رشيق: العمدة ج 1 ص 105.

(24)-الأغاني ج 16/158-159. 18 ص 139، وجواد علي، تاريخ العرب قبل الإسلام ج 3 ص 263.

(25)-الديوان – مصر – ص 213، والجزائر – ص 425.

(26)-الديوان – مصر – ص 357، والجزائر – ص 410، والأغاني ج 9 ص 101-مع اختلاف الرواية.

(27)-الأغاني ج 9 ص 99-101.

(28)-الديوان – مصر – ص 349، والجزائر ص 47، وص59 وفيها تفصيل.

(29)-ابن قتيبة: الشعر والشعراء ص 109، والأغاني ج 9 ص 99، وانظر الديوان – الجزائر – ص46-47.

(30)-الديوان –مصر – ص 280، يقال للصبي إذا كان قصير الغرلة: قد ختنه القمر، ورجل أقلف لم يختن، والغرلة جلدة الذكر.

(31)-الديوان – مصر – ص 213.

(32)-المصدر السابق ص 108، والجزائر – ص 239.

(33)-مقدمة الديوان – الجزائر – ص 48، وشعراء النصرانية – لويس شيخو – ج 1 ص 35، ودائرة المعارف البريطانية.

(34)-علي الجندي – تاريخ الأدب الجاهلي ج 2 ص55.

(35)-انظر الزركلي: الأعلام، امرؤ القيس، ويحدد سنة مولده (130 ق هـ، و487م) وسنة وفاته (80 ق هـ، و539م) وجرجي زيدان: تاريخ آداب العربية ج 1 ص 107، وفؤاد أفرام البستاني: الروائع ص بج، وجواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام ج 3 ص 265 وانفرد لويس شيخو فقال بوفاته سنة 565م: شعراء النصرانية ج 1 ص 35، وأصلح علي الجندي بين الجميع فمد بسنة وفاته بين سنتي 539-565؛ تاريخ الأدب الجاهلي ج 2 ص 57.

(36)-انظر المصادر السابقة، ومقدمة الديوان – الجزائر – ص 48.

(37)-انظر جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام ج 3 ص 265.

(38)-بروكلمان: تاريخ الأدب العربي – ج1 ص 98- الترجمة العربية.

(39)-جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلاح ج 3 ص 263.

(40)-فؤاد أفرام البستاني: الروائع ص بب.

(41)-الديوان – بيروت، صادر – ص 26.

(42)-سليم الجندي: امرؤ القيس ص 27-28.

(43)-الديوان –مصر- ص90.

(44)-المصدر السابق ص 90، والجزائر ص 210-211.

(45)-الديوان –مصر-ص105، والجزائر – ص 235-236.

(46)-ديوان المتنبي – صادر – ص 484 ومن أبياته في وصف الحمى:

وزائرتي كأن بها حياء

فليس تزور إلا في الظلام

بذلت لها المطارف والحشايا

فعافتها وباتت في عظامي

يضيق الجلد عن نفسي وعنها

فتوسعه بأنواع السقام

كأن الصبح يطردها فتجري

مدامعها بأربعة سجام


(47)-الديوان – مصر – ص 339.

(48)-انظر هامش رقم (35).

(49)-الأغاني ج 9 ص 88.

المصادر والمراجع:

1-الأصفهاني: الأغاني (صورة عن طبعة دار الكتب) القاهرة – الجزء التاسع، والجزء الثامن عشر – طبعة الهيئة المصرية العامة 1970م.

2-امرؤ القيس: 1-ديوان امرئ القيس –تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – دار المعارف بمصر-الطبعة الثالثة 1389هـ-1969م. 2-ديوان امرئ القيس – تحقيق الشيخ ابن أبي شنب – الجزائر – الشركة الوطنية للنشر والتوزيع 1394هـ-1974م. 3-ديوان امرئ القيس – بيروت – دار صادر – د/تاريخ.

3-امرؤ القيس: الأستاذ سليم الجندي – دراسة – دمشق 1936م.

4-بروكلمان: تاريخ الأدب العربي – ترجمة عبد الحليم نجار –القاهرة-دار المعارف جـ1-1959م.

5-البغدادي: خزانة الأدب – بيروت – دار صادر – ط 1.

6-جرجي زيدان: تاريخ آداب العربية –القاهرة –دار الهلال –1957م.

7-جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام – بغداد –المجمع العلمي العراقي.

8-ابن رشيق: العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده –بيروت-دار الجيل-تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد- ط4-1972م، وانظر ط القاهرة –المكتبة التجارية 1955م.

9-الزركلي: الأعلام –القاهرة-1928م.

10-ابن سلام: طبقات فحول الشعراء – القاهرة-مطبعة المدني-قرأه وشرحه الأستاذ محمود محمد شاكر-1974م.

11-السيوطي: المزهر في علوم اللغة وأنواعها –القاهرة –دار إحياء الكتب العربية –عيسى البابي الحلبي وشركاه – شرحه وضبطه وعلق حواشيه الأساتذة محمد جاء المولى والبجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم.

12-علي الجندي: تاريخ الأدب الجاهلي –القاهرة-مكتبة الأنجلو المصرية ط3-جـ2-1969م.

13-فؤاد أفرام البستاني: الروائع –بيروت-1933م.

14-ابن قتيبة: الشعر والشعراء –تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر-القاهرة دار المعارف بمصر 1966م.

15-لويس شيخو: شعراء النصرانية –بيروت-المطبعة الكاثوليكية 1890م.

16-المتنبي: ديوان المتنبي – بيروت – دار صادر – د/تاريخ.

17-ياقوت الحموي: معجم البلدان – بيروت – دار صادر –1397هـ - 1977م.

18-اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي –بيروت-دار صادر-د/تاريخ.

[size=4][align=center]يقول أبو زيد الهلالي سلامه = أدعى سو بقعاء مقدم الراس شايب
أخاطر بعمري في ذرى كل هيه = مر (ن) سلامات (ن) ومر (ن) مصايب
الإجهاد عدّى اللايمات عن الفتى = والأرزاق ما تأتي الفتى بالغصايب
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 27 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الملك الضليل / امرؤ القيس بن حجر الكندي

كُتب : [ 22 - 01 - 2009 ]

أخي الكريم / الأسد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالملك الضليل / امرئ القيس الكندي أمير الشعراء وحامل لوائهم إلى جهنم وشكرا جزيلا على الإضافة القيمة وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 28 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الملك الضليل / امرؤ القيس بن حجر الكندي

كُتب : [ 06 - 05 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

ارتبطت جبال الدخول وحومل بالذاكرة الشعبية من خلال معلقة الشاعر الجاهلي امرئ القيس، وتقع هذه المواقع في منطقة نجد، وبالتحديد في موقع يسمى ( جفرة الصاقب )، والصاقب هذا عبارة عن جبل شامخ تعرف المنطقة المجاورة له باسمه، فتسمى تلك المواقع بالصاقب، وجبال الدخول وحومل قد تكون « مواقعها » غير معروفة عند الكثيرين من أبناء العرب، ولكنها ارتبطت باذهانهم في معلقة امرئ القيس، وهو يردد :-

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
= بسقط اللوى بين الدخول فحومل

فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها
= لما نسجتها من جنوب وشمـأل

ترى بعر الأرام في عرصاتهـا
= وقيعانها كـأنه حب فلفـل

جبل حومل :-



جبل الصاقب :-



جبال الدخول :-



وأشار / عبدالله سعد السبيعي المهتم بالآثار، إلى أن جبال الدخول وحومل تبعد عن الرياض بحوالى (500) كيلو متر جنوبا، وعن رنية بحوالى (150) كيلو مترا شمالا، وعن محافظة بيشة ما يقارب (200) كيلو متر شمال غرب، وتقع جبال الدخول غربا عن الجبل « حومل »، وتبعد عنه بعشرة كيلو مترات تقريبا، وهناك سلسلة من الجبال تحد حومل من الجنوب تسمى ( جبال حوضا ) وكثبان رملية وعرة على شكل عروق وتعرف باسم ( عرق سبيع )، ويصعب المرور منها بالسيارات باتجاه حومل، والجبل ( حومل ) يشبه في شكله عندما تناظره من ( الجنوب ) الأسد الرابض، وهو كتلة صخرية ملساء الملمس أسود اللون، وأضاف: أما الدخول فهي سلسلة ( هضاب جبلية تنتهي بالدخول المعروف باتجاه حومل )، وتختلف في لونها عن حومل وتميل إلى الحمرة، وتحيط بجبال الدخول وحومل عدد من الآبار القديمة جدا ( ويذكر أبناء البادية، أنها تعود إلى العهد الجاهلي )، وتتميز هذه الآبار بعذوبة المياه، حتى أنها أصبحت موارد مياه ينهلون منها، وتقع هذه الآبار في الجهة الغربية من جبال الدخول، ولا تبعد عنها سوى أمتار قليلة، فيما يقع في جبل حومل ( وقر ) لتجميع مياه الأمطار والسيول، ويستفيد منها أبناء البادية، والمنطقة عموما تشتهر بأنها منطقة مراعي جيدة وتنبت بعض الأعشاب، مثل : ( الخزامى والمرار )، والمرار هذا قيل إن امرأ القيس كان يأكل منه فسمي بآكل المرار، وهو عشب مر الطعم، لكن الإبل تحبه وتظهر مرارته في طعم حليبها .

واشتهرت جبال الدخول وحومل في معلقة امرئ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، أشهر شعراء العرب الجاهليين على الإطلاق، وهو يماني الأصل ومولده بنجد أو بمخلاف السكاسك باليمن، واشتهر بلقبه واختلف المؤرخون في اسمه، فقيل حندج وقيل مليكة وقيل عدي، وكان أبوه ملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلل الشاعر، ولقنه خاله الشعر، فقاله وهو غلام وعاشر صعاليك العرب، ولما بلغ ذلك أباه نهاه عنه ولم ينته، فأبعده إلى حضرموت ( دمون ) موطن آبائه وعشيرته إلى أن ثأر بنو أسد على أبيه فقتلوه، وبلغ ذلك امرئ القيس وهو جالس يشرب الخمر .

وفي شرح المعلقات السبع للقاضي الإمام أبو عبدالله – الحسن بن أحمد بن الحسين ( الزورني ) أن امرأ القيس شاهد النور في نجد عام ( 500 ميلادية ) على الأرجح وعاش حياة متفرقة، يشرب الخمر ويستمع الغناء ويقول الشعر، ولم يكن هذا من عادة أبناء الملوك، فنهاه والده عنها فلم ينته فأبعده عنه .. فخرج امرئ القيس يطوف في أرض العرب مع جماعة من أمثاله سكرا وعربدة وشرورا، وظل هذا شأن امرئ القيس حتى أتاه خبر مصرع أبيه حجر، نتيجة تنكر بنو أسد له وامتناعهم عن دفع الأتاوة ونشوب حرب بينهم، حيث قتل والد امرئ القيس فيها، فقال امرئ القيس عندما أتاه خبر مقتل أبيه :-

« ضيعني أبي صغيرا، وحملني دمه كبيرا، لا صحو اليوم، ولا سكر غدا، اليوم خمر، وغدا أمر .. ».

وكان عند قوله فودع ماضيه السيء، وتوقف عن لهوه وشرابه الخمر، وأخذ يتأهب للأخذ بثأر أبيه، فلما سمع بنو أسد « قتلة أبيه » باستعداده لمحاربتهم، عرضوا عليه دم أسرة كاملة منهم، أو دية من الأنعام، ولكنه رفض، فطلبوا أن يمهلهم ريثما يضع الحوامل من النساء ويستعدون للحرب، ففعل، ثم حمل عليهم تسانده قبيلتا تغلب وبكر، فأثخن في بني أسد عندما طلب منه التغلبيون والبكريون ( الذين ساندوه ) والاكتفاء بما ناله من نصر على بني أسد، ففي ذلك النصر تحقق الثأر وبلغ الغرض، ولكن امرئ القيس رفض واعتبر أن هذا الانتصار ليس كاملا، فقد كان ينوي فناء بني أسد جميعهم ليرضى .. وكان ملك الحيرة ( المنذر ) في هذه الأثناء يحاول الوصول إلى امرئ القيس بعد أن شاهده لا يبرح يهاجم بني أسد، فاضطر امرئ القيس إلى الهروب من منازلة ملك الحيرة والانتقال من حي عربي إلى آخر يطلب النصر والمعونة، حتى وصل به المطاف إلى السموأل في « تيماء » وطلب منه أن يكتب إلى أمير الغساسنة في الشام، ليساعده في السفر إلى القسطنطينية ليطلب النصر على عدوه من قيصر الروم، فحقق له السموأل مطلبه، وأودع امرئ القيس ابنته هند وسلاحه ودروعه عند السموأل، ثم توجه إلى القسطنطينية لمقابلة القيصر يوستنيانس، الذي أحسن وفادة امرئ القيس وكتب إلى ملك الحبشة ليساعده، وقيل إن امرأ القيس لم يستفد من هذه الرحلة ولم يظفر بتأييد القيصر، فعاد من القسطنطينية حزينا يائسا حتى وصل إلى أنقرة، وهناك سرى في جسده داء يشبه الجدري، فسبب له قرحا أودى بحياته وهو في عمر الأربعين عاما تقريبا سنة ( 540 ) ميلادية، ومعلقة امرئ القيس ( قفا نبك ) تعتبر أجمل قصائده على الإطلاق، وقد نظمها في يوم دارة جلجل حيث التقى بابنة عمه شرحبيل حبيبته « عنيزة »، وكان محبا لها التقاها تتنزه مع سرى من العذارى، فذبح لها ولرفيقاتها ناقة ثم أرخ هذه الحادثة، ومعها حوادث أخرى في هذه المعلقة، والتي أحسن فيها امرئ القيس التشبيه ووصف العواطف الإنسانية كأحسن ما يكون الوصف، والشاعر الملك ( امرئ القيس ) يحسن اختيار ألفاظه وينحتها نحتا يوافق الموقف الذي هو فيه ( تتميز بالخشونة حينا، وحينا آخر بالليونة )، وتؤكد لك ألفاظه أنه ابن البادية حقا، وأنه كذلك ابن الملوك .

عبد الله آل قمشة ـ بيشة :-

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2009...0502274509.htm

عكاظ ( السبت 07/05/1430هـ ) 02/ مايو / 2009 العدد : 2876 .



التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 07 - 05 - 2009 الساعة 01:07
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 29 )
lion1430
وسام التميز
رقم العضوية : 33225
تاريخ التسجيل : 12 - 12 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,430 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 24
قوة الترشيح : lion1430 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الملك الضليل / امرؤ القيس بن حجر الكندي

كُتب : [ 04 - 07 - 2009 ]

مشكور وما قصرت ولا هنت

[size=4][align=center]يقول أبو زيد الهلالي سلامه = أدعى سو بقعاء مقدم الراس شايب
أخاطر بعمري في ذرى كل هيه = مر (ن) سلامات (ن) ومر (ن) مصايب
الإجهاد عدّى اللايمات عن الفتى = والأرزاق ما تأتي الفتى بالغصايب
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 30 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: الملك الضليل / امرؤ القيس بن حجر الكندي

كُتب : [ 14 - 07 - 2009 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذه النبذة عن ( الملك الشــريد ) امرؤ القيس ( 124 - 80 ق . هـ / 500 - 544 م ) واسمه / امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي من أشهر شعراء العرب، وقائل أحد المعلقات ومطلعها :-

فقا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
= بسفط اللوى بين الدخول فحومل

أبوه / حجر بن الحارث ملك أسد وغطفان، وخاله / المهلهل بن ربيعة الشاعر .

نشأته وحياته :-

ولد امرؤ القيس بنجد نحو سنة 501 م وكان ذا منبتٍ عربيٍ عريق، فأمه / فاطمة بنت ربيعة أخت كليب والمهلهل، أشراف إحدى القبائل العدنانية التي كانت تسكن حمى ضرية قبل الإسلام، وأبوه / حجر بن الحارث الكندي ملك بني أسد نشأ / امرؤ القيس نشأة ترف وشب في نعيم، إلاّ أنه نشأ نشأة الغواة، فراح يعاقر الراح ويغازل النساء ويعشق اللهو، فأطلق العنان لنفسه في المجون، فحاول أبوه أن يردعه، فلم يرتدع، فطرده من بيته، فراح يخالط العرب الذين يرتادون الرياض ويلعبون ويعاقرون الخمرة ويصيدون، فكان يتجول من مكانٍ إلى مكان طالبا اللهو والمجون حتى بلغ به الترحال - كما يقال - إلى الشّام وهناك حملت له الأخبار خبر قتلِ أبيه على يد رجال من قبيلة بني أسد الذين ثاروا عليه لشدته واستبداده بهم وسوء سيرته، فهب امرؤ القيس وقال قولته المشهورة : " ضيعني صغيرا، وحمّلني دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غدا، اليوم خمر وغدا أمر ". وحلف على نفسه ألاّ يأكل لحما ولا يشرب خمرا حتى يقتل من بني أسد مائة ويحزن مائة آخرون فرحل امرؤ القيس يسنتصر القبائل للأخذ بثأر أبيه من بني أسد، فطلب العون من قبيلتي بكر وتغلب فأعانوه وأوقعوا ببني أسد، وقتلوا منهم، واكتفوا بذلك، ولكن امرأ القيس لم يكتف، فتركوه وحيدا، فتوجّه إلى السموأل طالبا العون في كتابٍ يريده إلى / الحارث بن شمر الغساني لعله يتوسط لدى قيصر الرّوم في قسطنطينية، فيكون له منجدا غادر امرؤ القيس تيماء - أرض السموأل - إلى القسطنطينية يريد القيصر يوستينيانوس، ورافقه في سيرته الشاقة رجل من خدم أبيه، وقد ثقلت بهم المسيرة إلى أن وصلوا القسطنطينية والتقى فيها بالقيصر، فأكرم وفادته ووعده بالمدد والعدة، ولكن الآمال لم تتحقق، فصار امرؤ القيس بائسا وفيما هو في طريق العودة، تفشّى فيه داءٌ كالجدري، فتقرّح جسمه، وسمّي بذو القروح ولمّا صار إلى بلدة من بلاد الروم تدعى ( أنقرة ) بدأ يُحتضر بها فقال : رُبَّ خطبةٍ مُسْـحَنْفَرَهْ وطعنــةٍ مثْعَنْجَــرَهْ وجفْــنةٍ مُتحيِّـره حلّــتْ بأرضِ أنـقره ورأى هناك قبر امرأةٍ من بنات الملوك قد دفنت في سفح جبلٍ يقال له ( عسيب ) فقال بعد سماعه بخبرها :-

أجارتَنا إنّ المزارَ قريبُ
= وإنّي مقيمٌ ما أقامَ عسيبُ

أجارتَنا إنّاغريبانِ هاهنا
= وكلُّ غريبٍ للغريبِ نسيبُ

ومات بعدها سنة 540 م، ودفن في أنقرة، إحدى مدن الروم . تختلف بعض المصادر حول رواية موت امرىء القيس، حيث أن هناك رواية أخرى تقول أنّ رجلاً من بني أسد و كان أبوه قد قتل على يد امرئ القيس كان يضمر الحقد له، لذلك قرر الإنتقام منه، فذكر للقيصر أن امرأ القيس كان يراسل ابنته ويواصلها، فأرسل القيصر إليه عباءةً مسمومةً، فلمّا لبسها، جرى فيه السم فتقرّح جسمه وسمّي بذي القروح نسبةً إلى ذلك .

شعره :-

يعتبر امرؤ القيس من أشهر الشعراء الجاهليين وذلك لكثرة ما تميّز به شعره وأعماله، فهو أول من وقف على الأطلال، وأول من وصف الليل والخيل والصيد وقال / أبو عبيدة معمّر بن المثنى : من فضله أنه أول من فتح الشعر واستوقف، وبكى الدمن ووصف ما فيه، وهو أول من شبّه الخيل بالعصا والسباع، والظباء والطير، وهو أول من قيد الأوابد في وصف الفرس، وهو أول من شبّه الثغر بشوك السيال .

الوصف :-

تعتبر معلقة امرؤ القيس من أسلم ما وجد من أعماله وفي هذه القصيدة فقد وصف امرؤ القيس كثيرًا البيئة من حوله ومن أمثلة التصوير والوصف في شعره وصفه لليل حيث يقول :-

وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَه
= عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي

فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ
= وَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ

أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي
= بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ

فَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ
= بِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ

ومن قصائد إمرئ القيس :-

أرانا موضعين لأمر غيب
= وَنُسْحَرُ بالطَّعامِ، وَبالشَّرابِ

عَصافيرٌ، وَذُبَّانٌ، وَدودٌ،
= وأجْرأُ مِنْ مُجَلِّحَة ِ الذِّئابِ

فبعضَ اللوم عاذلتي فإني
= ستكفيني التجاربُ وانتسابي

إلى عرقِ الثرى وشجت عروقي
= وهذا الموت يسلبني شبابي

ونفسي سَوفَ يَسْلُبُها وجِرْمي
= فيلحِقني وشكا بالتراب

ألم أنض المطي بكلِّ خرق
= أمَقَ الطُّولِ، لمَّاعِ السَّرابِ

وأركبُ في اللهام المجر حتى
= أنالَ مآكِلَ القُحَمِ الرِّغابِ

وكُلُّ مَكارِمِ الأخْلاقِ صارَتْ
= إلَيْهِ هِمَّتي، وَبِهِ اكتِسابي

وقد طَوَّفْتُ في الآفاقِ، حَتى
= رضيتُ من الغنيمة بالإياب

أبعد الحارث الملكِ ابن عمرو
= وَبَعْدَ الخيرِ حُجْرٍ، ذي القِبابِ

أرجي من صروفِ الدهر ليناً
= ولم تغفل عن الصم الهضاب

وأعلَمُ أنِّني، عَمّا قَريبٍ،
= سأنشبُ في شبا ظفر وناب

كما لاقى أبي حجرٌ وجدّي
= ولا أنسي قتيلاً بالكلاب

( نظرة في بعض أبيات معلقة امرئ القيس ) :-

انظر إلى / امرئ القيس بن حجر الكندي ( الملك الضليل ) يرسم لنا صورة حية مما يقع في فصل الربيع في جزيرة العرب يصوره تصويرا دقيقا جميلا بفلم مادته الكلمات واطار صورته البديع من الحروف وهو يقول من معلقته : وهو يقعد مع صحبه بين ملح ضارج الشقة من أرض القصيم وكانت من منازل بني تميم ويسمى ملحها الى يومنا هذا ملح ضاري على لغة بني تميم التي تقلب الجيم ياءا وماء العذيب من مناهل نجد في خبوب بريدة الغربية كما ذكر الشيخ / محمد بن ناصر العبودي في معجمه وينظر إلى السحاب المركوم حين تكونه في السماء وهو ينظر شمالا إلى جبل قطن وجبلي أبانين ووادي ستارة ويصور ما يرى فيقول :-

أحار - ترى برقاً - أريك وميضه
= كلمع اليدينِ في - حبي - مُكلل

يضيءُ سناهُ أو مصابيح راهب
= أهان السليط في الذَّبال المفتَّل

قعدتُ وأصحابي له بين ضارج
= وبين - العذيب - بعد ما - مُتأمل

على قطن بالشـيم أيمنُ صوبهِ
= وأيسرهُ على - الستارِ - فيذبلِ

ويا حار منادى مرخم أي يا حارث ترى برقا كلمع اليدين أي كسرعتهما في حركتهما في الحبي المكلل أي السحاب المركوم وضؤ برقه كمصابيح الرهبان التي أكثروا فيها من الزيت على الذبال الفتائل لشدة البرق كذلك يراه وهو يقعد مع أصحابه بين ملح ضارج وماء العذيب ويتجه في نظره إلى الأفق الشمالي من مقعده فيرى ويتوقع بالشيم ( أي التوقع ) أيمنه على جبل قطن بالقصيم ولا يزال يعرف بهذا الاسم إلى يومنا هذا وأيسره على وادي الستار وهو يعرف اليوم بوادي ستاره جنوب شرق المدينة المنورة بديار سليم أي أن مطر هذا السحاب سيمتد على مساحة ما يقارب 300 كيلو متر ويمضي في رسم الصورة ويقول :-

وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة
= يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل

أي أن مطره أصبح غزيرا ويكب الماء كبا أي بشدة عن كل فيقة أي أن المطر يسح مرة ويخف أخرى والفيقة هي الفترة مابين الحلبتين ومن شدة سيله أصبح يقتلع أشجار الكنهبل من جذورها ويقلبها على رؤسها ثم يمضي في رسم صورة تأثير هذا المطر على البيئة ويقول :-

كأن مكاكي - الجواء غدية
= صبحن سلافا من رحيق مفلفل

ومر على القنان من نفيانه
= فأنزل منه العصم من كل موئل

ومن روعة الجو الذي يحدث أثناء نزول المطر ترى طيور المكاكي جمع مكاء والمعرفة محليا بأم سالم في منطقة الجواء بالقصيم وتعرف اليوم بعيون الجواء من فرحتها بالمطر والجو الرائع يقفزن يمينا وشمالا وكأنهن قد شربن سلافا أي في الصباح الباكر رحيقا مفلفل ( عصير العنب المتخمر ) فأسكرهن وأصبحن يتمايلن من شدة السكر كما وأن مطره قد مر على جبل القنان وهو بالمنطقة التي حددها أيضا فأنزل منه العصم أي الوعول حيث دخل الماء عليها في كل كهف وتحت كل حجر مما اضطرها للنزول رغم عصمة أماكنها في رؤوس الجبال ويمضي قائلا :-

وتيماءَ لم يترُك - بها جِذع نخلة
= ولا أطماً إلا مشيداً - بجندل

كأنَّ أباناً في - أفانينِ ودقهِ
= كبيرُ أناسٍ - في - بجاد مزَّمل

كأن ذرى رأس المجيمر غدوةً
= من السيلِ والغثاء فلكة مغزَل

وتيماء نجد هي البعائث بلد ولد سليم من قبيلة حرب لأمرائهم اّل مطلق التابعة لمنطقة حائل حاليا وهي بنفس الاتجاه شمالا وتبعد قليلا عن المنطقة التي حددها لم يترك فيها المطر من شدته وقوة سيله نخلة إلا اقتلعها من جذورها ولا أطما أي حصنا أو قصرا إلا ما بني بحجر أما ما شيد من الطين فقد أتى عليه هذا المطر الشديد وكأن جبل أبان وهما جبلين معروفين إلى اليوم بهذا الاسم أحدهما أحمر ويسمى أبان الأحمر والأخر أسود ويسمى أبان الأسمر يقول : كأن أحدهما يرى من خلال الودق وهو حبات المطر الكبيرة يقول كأن منظر أبان من خلاله كبير أناس في بجاد مزمل أي رجلا كبيرا في السن التحف بجادا أي غطاءا مخطط أبيض من شدة البرد كما وأن رأس رجم المجيمر من السيل والزبد المتكون من المياه التي تحيط به فلكة مغزل أي رأس المغزل ( وهو أداة يغزل بها الصوف ) ثم يمضي في تصويره فيقول :-

كأنَّ سباعاً فيه غرقى غُديةً
= بأرجائِهِ القصوى أنابيشُ عنصلِ

يقول عشية انتهاء هذا السيل وتوقف الوديان تجد جثث السباع أو الذئاب التي فاجأها وهي بالأودية فأغرقها ملطخة بالوحل حتى لكأنها أنابيش عنصل وهو نبت يشبه البصل ينبشون عنه التراب فيخرج ممرغا بالطين ويعرف اليوم لدى البادية بالعناصل ثم يختم صورته هذه البديعة برسم تأثير اكتمال نبات العشب الذي نتج عن هذه الامطار والسيول التي تحدث عنها فيقول :-

وألقى بصحراء الغبيط بعاعه
= نزول اليماني ذي العياب المحمل

أي أنه القى نتاجه وهو العشب المنوع الجميل بصحراء الغبيط وهي بلاشك ضمن المنطقة التي حددها لجمال هذا العشب وتعدد ألوانه وأزهاره وأوراقه كأنه القماش الذي يأتي به باعة القماش الذين كانوا يطوفون بأقمشتهم في صرة يحملونها فاذا جاؤ الى مساكن البدو أخرجو قماشها ونشروه على الأرض لتتمكن النساء من رؤيته واختيار ما يناسبهن منه وهو من اليمن ومن حضرموت بالتحديد والعياب جمع عيبة وهي كيس من جلد الحيوان يخزن فيه البدو حاجياتهم ويحمل على ظهور الإبل وقد يخزن فيه التمر لطعامهم وهل ترى أيها القاريء الحبيب صورا أبلغ وأجمل من تلك تمعن وأنت الحكم ولا شك أن امرأ القيس صاحب ملكة شعرية فذة كيف لا وقد عده النقاد والأدباء بل والشعراء أنه " من أشعر الشعراء في الجاهلية " ومن المقدمين في طبقة الشعراء الأولى وقالوا : إن امرأ القيس صاحب النصيب الأوفر في الشعر لأن الشعر في تعبيرهم كان جملاً فنحر فأخذ امرؤ القيس رأسه ومن لطيف شعره أنه وهو عائدٌ من عند قيصر الروم وقد أشتد به المرض وأسرع السم في جسده رأى قبر امرأةً من بنات الملوك في سفح جبلٍ يقال له " عسيب " فسأل عنها فأخبر بقصتها فقال :-

أجارتنا إنّ الخطوبَ تنوبُ
= وإني مقيمٌ ما أقامَ عسيبُ

أجارتنا إنّا غريبانِ هاهنا
= وكلُ غريبٍ للغريبِ نسيبُ

فكان هذا آخر شيء تكلم به ثم مات فدفن إلى جانب المرأة وإليكم معلقة أمير الشعراء وحامل لوائهم إلى جهنم الشاعر الجاهلي / امرؤ القيس بن حجر الكندي :-

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ= بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها= لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ
رخاء تسح الريح في جنباتها = كساها الصبا سحق الملاء المذيل
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا= وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ
كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا= لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ= يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ
فدع عنك شيئاً قد مضى لسبيله = ولكن على ماغالك اليوم أقبل
وقفت بها حتى إذا ما ترددت = عماية محزونٍ بشوقٍ موكل
وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ= فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا= وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ
إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا= نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ
فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً= عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي
ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ= وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ
ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي= فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ
فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا= وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ
تدار علينا بالسديف صحافنا = ويؤتى إلينا بالعبيط المثمل
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ= فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي
تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً= عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ= ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ
دعي البكر، لاترثي له من ردافنا = وهاتي أذيقينا جناة القرنفل
بثغرٍ كمثل الأقحوان منورٍ = نقي الثنايا أشنبٍ غير أثعل
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ= فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ
إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ= بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ
ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ= عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّـلِ
أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ= وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي
أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي= وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ
وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ= فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ
وأنك قسمت الفؤاد فنصفه = قتيلٌ و نصفٌ بالحديد مكبل
وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي= بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ
وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَـا= تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ
تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَـراً= عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي
إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ= تَعَـرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّـلِ
فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا= لَـدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّـلِ
فَقَالـَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ= وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِـي
خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَـا= عَلَـى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّـلِ
فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى= بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ
هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَا فَتَمَايَلَـتْ= عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ
إذا التقتت نحوي تضوع ريحها = نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
إذا قلت هاتي نوليني تمايلت = علي هضيم الكشح ريا المخلخل
مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْرُ مُفَاضَــةٍ= تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَــلِ
كَبِكْرِ المُقَـانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ= غَـذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّــلِ
تَـصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقــِي= بِـنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ
وجِـيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِـشٍ= إِذَا هِـيَ نَصَّتْـهُ وَلاَ بِمُعَطَّــلِ
وفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِــمٍ= أثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــلِ
غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُــلاَ= تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَــلِ
وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّــرٍ= وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّــلِ
وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا= نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّـلِ
وتَعْطُـو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ= أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِـلِ
تُضِـيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَــا= مَنَـارَةُ مُمْسَى رَاهِـبٍ مُتَبَتِّــلِ
إِلَى مِثْلِهَـا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَــةً= إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ
تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا= ولَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَـلِ
ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ= نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ
ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ= عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي
فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ= وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ
ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي= بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ
فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ= بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ
وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا= عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ
وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ= بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ
فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا= قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ
كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ= ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ
وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا= بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ
مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً= كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْـدُ عَنْ حَالِ مَتْنِـهِ= كَمَا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ
عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كأنَّ اهْتِـزَامَهُ= إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَـلِ
مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى= أَثَرْنَ الغُبَـارَ بِالكَـدِيْدِ المُرَكَّـلِ
يُزِلُّ الغُـلاَمُ الخِفَّ عَنْ صَهَـوَاتِهِ= وَيُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ
دَرِيْرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَرَّهُ= تَتَابُعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُوَصَّـلِ
لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَا نَعَـامَةٍ= وإِرْخَاءُ سَرْحَانٍ وَتَقْرِيْبُ تَتْفُـلِ
ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَـدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَـهُ= بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ
كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى= مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَـلِ
كَأَنَّ دِمَاءَ الهَـادِيَاتِ بِنَحْـرِهِ= عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ
فَعَـنَّ لَنَا سِـرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَـهُ= عَـذَارَى دَوَارٍ فِي مُلاءٍ مُذَبَّـلِ
فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ= بِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْـوَلِ
فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَاتِ ودُوْنَـهُ= جَوَاحِـرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّـلِ
فَعَـادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَـةٍ= دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَـلِ
فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِجٍ= صَفِيـفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّـلِ
ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ= مَتَى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْهِ تَسَفَّـلِ
فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُهُ ولِجَامُـهُ= وَبَاتَ بِعَيْنِـي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَـلِ
أصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْكَ وَمِيْضَـهُ= كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِ
يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِـبٍ= أَمَالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّـلِ
قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَـارِجٍ= وبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَمَا مُتَأَمَّـلِ
عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ= وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُـلِ
فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ= يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ
ومَـرَّ عَلَى القَنَـانِ مِنْ نَفَيَانِـهِ= فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ
وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَـةٍ= وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِيْداً بِجِنْـدَلِ
كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ= كَبِيْـرُ أُنَاسٍ فِي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ
كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً= مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ
وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَـهُ= نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّلِ
كَأَنَّ مَكَـاكِيَّ الجـوَاءِ غُدَّبَـةً= صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَـلِ
كَأَنَّ السِّبَـاعَ فِيْهِ غَرْقَى عَشِيَّـةً= بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـلِ

منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
الأسد جزاك الله خيراً ولا هنت


رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من نقائض العمالقة / امرئ القيس وعبيد الأبرص جعد الوبر منتديات الـمـشـاهـيـر والقصص البطولية 30 11 - 01 - 2009 10:56
قصيدة القدس ربح السبيعي منتدى الشعر الشعبي والنبطي ( شعراء الشبكة ) 4 01 - 03 - 2008 14:30
مهرجان القدس تنادينا hedaya المنتدى المـفـتـوح 0 06 - 06 - 2007 07:46
مركز الملك عبد العزيز الثقافي بأبرق الرغامة يحتفي بسيرة الملك سعود محمد بن حمدان منتدى الأخبار 2 15 - 03 - 2007 17:43
إهداء من المركز الكندي إلى أعضاء موقع قبيلة سبيع الغلبا محمد رشيد منتدى التدريب و التوظيف 8 11 - 02 - 2007 14:53


الساعة الآن 10:38.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها